أنا مش أنا !

بقلم: ياسمين خلف
الاسم اسمي، والصورة صورتي ولكنها ليست بأنا، فـ “أنا مش أنا” كما غنى كلماتها راغب علامة، هي أخرى تنتحل شخصيتي وتُوهم الآخرون بأنها الكاتبة الصحافية ياسمين خلف هي من تحدثهم من وراء الكيبورد، تتصيد الشباب، وتتبادل معهم البذيء المبتذل من الكلام! إلى أن وقع الحساب المزيف في يد أحدهم، والطريف الجميل إنه زميل لي في نفس المؤسسة، فما هي إلا دقائق حتى دخلت عليه مكتبه، لأرى بأم عيني وأنا واقفة امامه، “أنا” أحدثه من وراء الكيبورد!.
إنتحال الشخصيات، وإرتداء وجه آخر لأوناس آخرون، لا تصدر إلا من اشخاص لن اقول عنهم مرضى نفسانيون، فالمريض لا عليه حرج، ومسكين لا يملك من امره شيئًا باعتباره مصاب بمرض كغيره من الأمراض الفسيولوجية، بل إنهم أوناس مصنفون من أولئك الفقراء في التربية والأخلاق، ممن تمتلىء قلوبهم بالحقد والكره وتشتعل بنيران الغيرة، ناهيك عن الإحساس بالنقص وعدم الثقة بالنفس، مما يدفعهم إلى الخوف من الظهور باسمائهم واشكالهم وشخصياتهم الحقيقية. وربما هي الرغبة في القيام بأمور يجد أن المجتمع من حوله سيرفع عليه سيوفه إن ما هو جهر بها وأعلن، فلا يجد غير التلبس بلبوس أوناس آخرون. وليشفي غليله يلبس عباءة من يحقد عليه فينتقم منه ويشوه صورته وسمعته!.
إحداهن أسرت لي بأن صديقة لها كادت أن تتسبب في هدم منزلها وتشرد عائلتها بعدما انتحلت شخصيتها لولا ثقة زوجها بها، ولولا إنها كانت مع زوجها ساعة اتصال احدهم على هاتفها النقال فجراً لكانت اليوم رقمًا في سجلات المطلقات!.
محدثها كان يؤكد إنها وقبل دقائق كانت تحدثه في إحدى المنتديات، وإنها هي من اعطته رقمها ليتصل في حينه، فأعطاها مواصفات ومعلومات عن نفسها لا يمكن أن يعرفها إلا مقرب منها، فحذرها وملفتًا إنتباهها إلى إمكانية أن تكون إحدى صديقاتها هي من نتنحل شخصيتها، لتتذكر فجأة بأنه فعلاً إحدى صديقاتها المقربات سبق وأن حدثتها بأنها تُحدث الشباب في المنتديات باسماء مستعارة وعندما يطلبون التواصل معها هاتفيًا تعطيهم ارقام لمحلات ومطاعم وغيرها، متلذذة بالمقالب التي توقع الشباب فيها.
المسألة اليوم لم تعد صعبة مع وجود أقسام الجرائم الإلكترونية، التي يمكنها وخلال فترات قصيرة التوصل إلى تلك الأشباح المقيتة المتخفية وراء الكيبورد، ولكن ألم يسأل هؤلاء انفسهم ما الذي سيستفيدون منه من تلك التصرفات اللإخلاقية، وهدم البيوت وتشويه السمعات وتفكيك العلاقات؟

ياسمينة:  بعض البشر ملابسهم أنظف من أخلاقهم.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BDQD9gPBbpNXRGTAlXb0HlEdHyyWbKXIQv3H_g0/

بقلم: ياسمين خلف
الاسم اسمي، والصورة صورتي ولكنها ليست بأنا، فـ “أنا مش أنا” كما غنى كلماتها راغب علامة، هي أخرى تنتحل شخصيتي وتُوهم الآخرون بأنها الكاتبة الصحافية ياسمين خلف هي من تحدثهم من وراء الكيبورد، تتصيد الشباب، وتتبادل معهم البذيء المبتذل من الكلام! إلى أن وقع الحساب المزيف في يد أحدهم، والطريف الجميل إنه زميل لي في نفس المؤسسة، فما هي إلا دقائق حتى دخلت عليه مكتبه، لأرى بأم عيني وأنا واقفة امامه، “أنا” أحدثه من وراء الكيبورد!.
إنتحال الشخصيات، وإرتداء وجه آخر لأوناس آخرون، لا تصدر إلا من اشخاص لن اقول عنهم مرضى نفسانيون، فالمريض لا عليه حرج، ومسكين لا يملك من امره شيئًا باعتباره مصاب بمرض كغيره من الأمراض الفسيولوجية، بل إنهم أوناس مصنفون من أولئك الفقراء في التربية والأخلاق، ممن تمتلىء قلوبهم بالحقد والكره وتشتعل بنيران الغيرة، ناهيك عن الإحساس بالنقص وعدم الثقة بالنفس، مما يدفعهم إلى الخوف من الظهور باسمائهم واشكالهم وشخصياتهم الحقيقية. وربما هي الرغبة في القيام بأمور يجد أن المجتمع من حوله سيرفع عليه سيوفه إن ما هو جهر بها وأعلن، فلا يجد غير التلبس بلبوس أوناس آخرون. وليشفي غليله يلبس عباءة من يحقد عليه فينتقم منه ويشوه صورته وسمعته!.
إحداهن أسرت لي بأن صديقة لها كادت أن تتسبب في هدم منزلها وتشرد عائلتها بعدما انتحلت شخصيتها لولا ثقة زوجها بها، ولولا إنها كانت مع زوجها ساعة اتصال احدهم على هاتفها النقال فجراً لكانت اليوم رقمًا في سجلات المطلقات!.
محدثها كان يؤكد إنها وقبل دقائق كانت تحدثه في إحدى المنتديات، وإنها هي من اعطته رقمها ليتصل في حينه، فأعطاها مواصفات ومعلومات عن نفسها لا يمكن أن يعرفها إلا مقرب منها، فحذرها وملفتًا إنتباهها إلى إمكانية أن تكون إحدى صديقاتها هي من نتنحل شخصيتها، لتتذكر فجأة بأنه فعلاً إحدى صديقاتها المقربات سبق وأن حدثتها بأنها تُحدث الشباب في المنتديات باسماء مستعارة وعندما يطلبون التواصل معها هاتفيًا تعطيهم ارقام لمحلات ومطاعم وغيرها، متلذذة بالمقالب التي توقع الشباب فيها.
المسألة اليوم لم تعد صعبة مع وجود أقسام الجرائم الإلكترونية، التي يمكنها وخلال فترات قصيرة التوصل إلى تلك الأشباح المقيتة المتخفية وراء الكيبورد، ولكن ألم يسأل هؤلاء انفسهم ما الذي سيستفيدون منه من تلك التصرفات اللإخلاقية، وهدم البيوت وتشويه السمعات وتفكيك العلاقات؟

ياسمينة:  بعض البشر ملابسهم أنظف من أخلاقهم.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BDQD9gPBbpNXRGTAlXb0HlEdHyyWbKXIQv3H_g0/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.