أحبك بطريقتي

بقلم : ياسمين خلف

قبل ثلاثة أيام، مر يوم الأم ثقيلاً على من انتظرت حتى أسدل الليل ستاره ولم تجد من فلذات أكبادها تقديراً أو التفاتة، لا بهدية ولا بكلمة تقول لها أحبك يا أمي!. وربما مر وهو محمل بدموع أبناء لم تمهلهم الأيام ليعبروا عن حبهم لمن حملتهم تسعًا وسهرت عليهم السنوات الطوال، فلاكتهم الحسرة الممزوجة بحنين لا يعرف طعمه إلا من ذاق مرارة الفقد واليتم. ورغم كل ذلك احتفل الملايين حول العالم بيوم الأم بفرح وهدايا ودعوات على عشاء أنارته ابتسامة “ست الحبايب”.

أم حمد التي تلقت من جميع أبنائها هدايا لم تبكها إلا هدية ابنها أيمن، فهديته كانت من نوع مختلف، لم ترد على خاطرها، ولا على خاطر أحد من إخوته وأخواته. أيمن الذي كان يمر بضائقة مالية، ولم يتسلم راتبه الشهري بعد، قال لوالدته في عيدها: “سامحيني لم أملك مالاً لأشتري هدية تُليق بكِ، ولكني سأقوم بتنظيف المنزل بالكامل نيابة عنك كهدية متواضعة تترجم حبي وعرفاني لتضحياتك، وأتمنى أن تقبليها إلى أن أتسلم راتبي وأهديك ما يليق بمكانتك في قلبي”.

الأم، وكل الأمهات – هكذا أعتقد – لا ينتظرن الهدايا الغالية الثمن، ولا بهرجة الحفلات، فهن لسن بحاجة إليها أصلاً، هن يردن التقدير فقط، والتفاتة من الأبناء الغارقين في زحمة الحياة وانشغالاتها. هن يردن فقط أن يفاخرن بينهن وبين أنفسهن بأن من غذته من دمها، وأرضعته من صحتها، وسهرت عليه الليالي أثمر فيه تعبها. لتقول وبكل ثقة: “هذا هو ابني، وهذه هي ابنتي، لم تذهب زهرة حياتي سدى، فهم يستحقون كل عمري”، بل ستجدها متباهية بين معارفها وأهلها بأن أبناءها احتفلوا بها، وقدموا لها الهدايا. أنصتوا للأمهات بعد عيدهن وزنوا كلماتهن وستجدون كم هن فخورات بأبنائهن إن هم ذكروهن ولو بكلمة تهنئهن، وكم هن مكسورات وتتقاطر الدموع من كلماتهن إن أغفل أبناؤهن هذا العيد، ومر دونما هدية أو وصال أو كلمة حب.

ليس ليوم الأم توقيت نعم، وحب الأم غير مرتبط بيوم نعم، فكل الأيام واللحظات يوم للأم في قلوبنا، ولكنها تستحق أن تحتل يوماً في روزنامتنا يحسسها بتميزها وتفردها، وظالم من يحرم أمه فرحة هذا اليوم بحجة أنه بدعة من البدع، فكل كلمة حب وعرفان للأم ليس ببدعة وإنما نوع من البِر الذي يؤجر المرء عليه.

 

ياسمينة: مرضت يوماً.. فنام الجميع.. وبقيت أمي.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BDVOIcihbrHcTwHZR6UZAn7J2_z54vBcLYrjZY0/

بقلم : ياسمين خلف

قبل ثلاثة أيام، مر يوم الأم ثقيلاً على من انتظرت حتى أسدل الليل ستاره ولم تجد من فلذات أكبادها تقديراً أو التفاتة، لا بهدية ولا بكلمة تقول لها أحبك يا أمي!. وربما مر وهو محمل بدموع أبناء لم تمهلهم الأيام ليعبروا عن حبهم لمن حملتهم تسعًا وسهرت عليهم السنوات الطوال، فلاكتهم الحسرة الممزوجة بحنين لا يعرف طعمه إلا من ذاق مرارة الفقد واليتم. ورغم كل ذلك احتفل الملايين حول العالم بيوم الأم بفرح وهدايا ودعوات على عشاء أنارته ابتسامة “ست الحبايب”.

أم حمد التي تلقت من جميع أبنائها هدايا لم تبكها إلا هدية ابنها أيمن، فهديته كانت من نوع مختلف، لم ترد على خاطرها، ولا على خاطر أحد من إخوته وأخواته. أيمن الذي كان يمر بضائقة مالية، ولم يتسلم راتبه الشهري بعد، قال لوالدته في عيدها: “سامحيني لم أملك مالاً لأشتري هدية تُليق بكِ، ولكني سأقوم بتنظيف المنزل بالكامل نيابة عنك كهدية متواضعة تترجم حبي وعرفاني لتضحياتك، وأتمنى أن تقبليها إلى أن أتسلم راتبي وأهديك ما يليق بمكانتك في قلبي”.

الأم، وكل الأمهات – هكذا أعتقد – لا ينتظرن الهدايا الغالية الثمن، ولا بهرجة الحفلات، فهن لسن بحاجة إليها أصلاً، هن يردن التقدير فقط، والتفاتة من الأبناء الغارقين في زحمة الحياة وانشغالاتها. هن يردن فقط أن يفاخرن بينهن وبين أنفسهن بأن من غذته من دمها، وأرضعته من صحتها، وسهرت عليه الليالي أثمر فيه تعبها. لتقول وبكل ثقة: “هذا هو ابني، وهذه هي ابنتي، لم تذهب زهرة حياتي سدى، فهم يستحقون كل عمري”، بل ستجدها متباهية بين معارفها وأهلها بأن أبناءها احتفلوا بها، وقدموا لها الهدايا. أنصتوا للأمهات بعد عيدهن وزنوا كلماتهن وستجدون كم هن فخورات بأبنائهن إن هم ذكروهن ولو بكلمة تهنئهن، وكم هن مكسورات وتتقاطر الدموع من كلماتهن إن أغفل أبناؤهن هذا العيد، ومر دونما هدية أو وصال أو كلمة حب.

ليس ليوم الأم توقيت نعم، وحب الأم غير مرتبط بيوم نعم، فكل الأيام واللحظات يوم للأم في قلوبنا، ولكنها تستحق أن تحتل يوماً في روزنامتنا يحسسها بتميزها وتفردها، وظالم من يحرم أمه فرحة هذا اليوم بحجة أنه بدعة من البدع، فكل كلمة حب وعرفان للأم ليس ببدعة وإنما نوع من البِر الذي يؤجر المرء عليه.

 

ياسمينة: مرضت يوماً.. فنام الجميع.. وبقيت أمي.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BDVOIcihbrHcTwHZR6UZAn7J2_z54vBcLYrjZY0/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.