بقلم: ياسمين خلف
قال وببراءة وعفوية لوالدته، مستعرضاً عضلاته بأنه تمكن من لكم زميل له في بطنه رغم الفارق الكبير بين حجمي بنيتيهما. ولا يعلم إنه فتح الغطاء عن قدر تغلي من داخله حمم خطيرة!.
والدته نهته عن استخدم العنف والضرب بينه وبين زملاء مدرسته، ناصحه إياه للإحتكام عند مدرسيه أو مشرف المدرسة حال وجود أي خلاف كان، لكنه قال مبرراً تصرفه: ضربته بقبضتي هذه عدة مرات ورفسته، ودفعته لخارج باب الحمام، لكنه حاول تهدأتي وفي النهاية قبلني على رأسي وتركني!.
ماذا؟ داخل الحمام! ويقبلك؟ صُعقت الأم فحاولت معرفة القصة بالتفصيل، فكانت الطامة الكبرى!. إبنها الصغير الذي لا يزال في المرحلة الإبتدائية يتعرض إلى تحرشات جنسية من زميل له وبنفس عمره في حمام المدرسة، وهي والمدرسة في خبر كان.
قال: لست أنا الوحيد الذي يتعرض لهذا الأمر، فهذا الطالب يتعرض للكثيرون من الطلاب، أنا ضربته في بطنه عندما دفعني داخل الحمام واغلقه علينا، طلب مني أن اخلع ملابسي، رفضت، وحاولت مقاومته رغم حجم جسمه الكبير والضخم، ولم يتمكن مني، وعندما لكمته لكمات موجعة، وارتفع صوتي في الصراخ، طلب مني السكوت وعدم إخبار احد بالأمر وقبلني على رأسي وتركني، ولكنه لم يترك البقاين من زملائي فلازال يلاحقهم بذات الفعل!.
رغم تستر الكثير من المدارس على ظاهرة التحرشات الجنسية داخل حرماتها، ونفي وجودها في كثير من الأحيان حفاظاً على سمعة المدرسة، إلا أن الأمر لا يخفى على أحد، حالات كثيرة تُحول سنوياً للجهات ذات العلاقة، وحالات أخرى لازالت تمارس افعالها المشينة ولم تفضح بعد، إما لخوف الطلاب الضحايا، أو خوف الإدارة من تصعيد الأمر للجهات المسئولة، مما يجعل المتحرشون من الطلاب يتمادون في أفعالهم، فيوقعون المزيد من الضحايا.
المدرسة ملامة، والأهالي ملامون كذلك!، ولا أبرأ احداً منهما من هذه الجريمة التي يقع فيها أطفال ضحية لتحرشات قد تجرهم مرة تلو الأخرى إلى ممارسة الفعل المخل ذاته على أطفال آخرين، لتتابع سلسلة المتحرشون كنظرية يؤكدها العلماء النفسيون من قبيل أن الضحية يتحول إلى مجرم ليقتل شعور الذنب في داخله، وحتى لا يكون الوحيد الذي يعاني.
لابد من إدارات المدارس أن تشدد الرقابة على حمامات الطلاب، وخصوصاً خلال الفرصة أو “الفسحة” وما بعد نهاية الدوام المدرسي، حيث تؤكد الدراسات زيادة عدد التحرشات خلال تلك الفترات، مع تشديد العقاب على من يدان بفعل مخل داخل المدرسة، ومعالجة الأمر عبر إخضاعه لعلاج نفسي وتأهيل سلوكي لمنع استفحال هذا الإنحلال الأخلاقي.
وعلى الأهل الإقتراب أكثر من اطفالهم ليفضوا إليهم بكل ما قد يتعرضوا له خارج المنزل، مع ضرورة تثقيفهم حول طرق حماية أنفسهم من المعتدين والمتحرشين سواءً كان ذلك داخل المدرسة أو خارجها.
ياسمينة: الثقافة الجنسية للأطفال لم تعد ترفاً بل ضرورة مع زيادة حالات التحرشات بين الأطفال، والتخاذل يعني زيادة عدد الضحايا.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/8S3VhihbgJk88I0ZUbSNMD4yZVOHQvCiqtJe00/
بقلم: ياسمين خلف
قال وببراءة وعفوية لوالدته، مستعرضاً عضلاته بأنه تمكن من لكم زميل له في بطنه رغم الفارق الكبير بين حجمي بنيتيهما. ولا يعلم إنه فتح الغطاء عن قدر تغلي من داخله حمم خطيرة!.
والدته نهته عن استخدم العنف والضرب بينه وبين زملاء مدرسته، ناصحه إياه للإحتكام عند مدرسيه أو مشرف المدرسة حال وجود أي خلاف كان، لكنه قال مبرراً تصرفه: ضربته بقبضتي هذه عدة مرات ورفسته، ودفعته لخارج باب الحمام، لكنه حاول تهدأتي وفي النهاية قبلني على رأسي وتركني!.
ماذا؟ داخل الحمام! ويقبلك؟ صُعقت الأم فحاولت معرفة القصة بالتفصيل، فكانت الطامة الكبرى!. إبنها الصغير الذي لا يزال في المرحلة الإبتدائية يتعرض إلى تحرشات جنسية من زميل له وبنفس عمره في حمام المدرسة، وهي والمدرسة في خبر كان.
قال: لست أنا الوحيد الذي يتعرض لهذا الأمر، فهذا الطالب يتعرض للكثيرون من الطلاب، أنا ضربته في بطنه عندما دفعني داخل الحمام واغلقه علينا، طلب مني أن اخلع ملابسي، رفضت، وحاولت مقاومته رغم حجم جسمه الكبير والضخم، ولم يتمكن مني، وعندما لكمته لكمات موجعة، وارتفع صوتي في الصراخ، طلب مني السكوت وعدم إخبار احد بالأمر وقبلني على رأسي وتركني، ولكنه لم يترك البقاين من زملائي فلازال يلاحقهم بذات الفعل!.
رغم تستر الكثير من المدارس على ظاهرة التحرشات الجنسية داخل حرماتها، ونفي وجودها في كثير من الأحيان حفاظاً على سمعة المدرسة، إلا أن الأمر لا يخفى على أحد، حالات كثيرة تُحول سنوياً للجهات ذات العلاقة، وحالات أخرى لازالت تمارس افعالها المشينة ولم تفضح بعد، إما لخوف الطلاب الضحايا، أو خوف الإدارة من تصعيد الأمر للجهات المسئولة، مما يجعل المتحرشون من الطلاب يتمادون في أفعالهم، فيوقعون المزيد من الضحايا.
المدرسة ملامة، والأهالي ملامون كذلك!، ولا أبرأ احداً منهما من هذه الجريمة التي يقع فيها أطفال ضحية لتحرشات قد تجرهم مرة تلو الأخرى إلى ممارسة الفعل المخل ذاته على أطفال آخرين، لتتابع سلسلة المتحرشون كنظرية يؤكدها العلماء النفسيون من قبيل أن الضحية يتحول إلى مجرم ليقتل شعور الذنب في داخله، وحتى لا يكون الوحيد الذي يعاني.
لابد من إدارات المدارس أن تشدد الرقابة على حمامات الطلاب، وخصوصاً خلال الفرصة أو “الفسحة” وما بعد نهاية الدوام المدرسي، حيث تؤكد الدراسات زيادة عدد التحرشات خلال تلك الفترات، مع تشديد العقاب على من يدان بفعل مخل داخل المدرسة، ومعالجة الأمر عبر إخضاعه لعلاج نفسي وتأهيل سلوكي لمنع استفحال هذا الإنحلال الأخلاقي.
وعلى الأهل الإقتراب أكثر من اطفالهم ليفضوا إليهم بكل ما قد يتعرضوا له خارج المنزل، مع ضرورة تثقيفهم حول طرق حماية أنفسهم من المعتدين والمتحرشين سواءً كان ذلك داخل المدرسة أو خارجها.
ياسمينة: الثقافة الجنسية للأطفال لم تعد ترفاً بل ضرورة مع زيادة حالات التحرشات بين الأطفال، والتخاذل يعني زيادة عدد الضحايا.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/8S3VhihbgJk88I0ZUbSNMD4yZVOHQvCiqtJe00/
أحدث التعليقات