حبس كاشف عورته

بقلم : ياسمين خلف
اثلج خبر حبس شاب خليجي 3 سنوات قلوب الكثيرون، فحسناً فعلت المحكمة به بعد أن عمد إلى الإتيان بفعل فاضح – الكشف عن مؤخرته – في بر إحدى دول الخليج التي كان في زيارتها، وحسناً فعلت بمرافقيه الذين رقصوا وصفقوا طرباً وفرحاً معه في السيارة، بعد الحكم عليهم بالحبس عامان – خفض الحكم بعد الإستئناف – فمثلهم يجب أن يكونوا عبرة لمن لا يعتبر.  
البعض وجده حُكم قاسٍ، كونهم سيقبعوا ثلاث سنوات في قعر السجون بسبب طيشهم الصبياني، الذي لم يحسبوا فيه ابعاد ما كانوا يقترفون، ولكنها في الحقيقة إدانة يستحقونها، فما قاموا به من فعل وعلى الأخص “كاشف عورته” فعل قبيح لا إحترام فيه لمرتادي البر- والذين أغلبهم عوائل بأطفالهم- وليس به أدنى إحترام للبلد الذي يحلون فيه كضيوف، ولا بالبلد الذي هم آتون منه. بل هو فعل يسيء لصورة البلد المستضيف، وعمل يحرض على الفسق والفجور، ويشجع آخرون على القيام بأفعال مشابهة، فمن أمن العقاب اساء الأدب كما يقال.
في مثل هذه القضايا والجرائم الأخلاقية المجتمعية، يمكن أن تكون الأحكام البديلة خيار إصلاحي للشباب والمراهقون وحتى الأحداث من الأطفال، كأن يُحكم عليهم بالعمل تطوعياً في تنظيف البر “محل الجريمة”، أو تنظيف الشوارع العامة والطرقات، والإهتمام بنظافة المرافق العامة كالمساجد و دورات المياه، أو الحدائق مثلاً، أو يُحكم عليهم بالعمل في أحد دور المسنين، أو رعاية كبار السن في مراكز إحتضانهم، كما يحدث في الدول المتقدمة التي تجبر المحكوم عليهم ومرتكبي الجرائم المجتمعية بخدمة المجتمع، مع فرض رقابة عليهم طوال فترة حكمهم.
لتصل في بعض الدول إلى فرض قراءة بعض الكتب على المحكومين لتخفيف مدة الحبس، أو حفظ أجزاء من القرآن الكريم، أو يفرض عليهم تعليم الأميون القراءة والكتابة، أو حتى تدريب وتعليم فئة من الناس على بعض أنواع الحرف والمهن التي يجيدونها، فتكون تلك الأحكام بمثابة إصلاح للشباب وتأديبهم بطريقة تعود عليهم وعلى المجتمع بالفائدة، كما تكون للبعض “الفزاعة” التي تحذرهم وتخيفهم، فيفكرون ألف مرة في الجريمة التي سيقدمون عليها، كأن يحذر الشاب من التجرأ والقيام بأي فعل مخالف للعادات والتقاليد، كي لا يجد نفسه يوماً ممسكاً بمكنسة وينظف الطرقات والمرافق العامة أمام أعين الناس– مع بالغ إحترامي لجميع من يمتهن هذه المهنة الشريفة – والذين من بينهم من يخشى أن يراه الآخرون ببدلة عمال النظافة تحت أشعة الشمس اللاهبة، أو بين مستنقعات سيول الأمطار.

ياسمينة: الأحكام البديلة قد تكون رادعة، وفرصة لإصلاح وتأديب الشباب، بدلاً من زجهم في السجون مع مجرمين قد يتأثروا بهم فيخرجوا من محبسهم وهم “مجرمون مع مرتبة الشرف”.  
yasmeeniat@yasmeeniat.com

بقلم : ياسمين خلف
اثلج خبر حبس شاب خليجي 3 سنوات قلوب الكثيرون، فحسناً فعلت المحكمة به بعد أن عمد إلى الإتيان بفعل فاضح – الكشف عن مؤخرته – في بر إحدى دول الخليج التي كان في زيارتها، وحسناً فعلت بمرافقيه الذين رقصوا وصفقوا طرباً وفرحاً معه في السيارة، بعد الحكم عليهم بالحبس عامان – خفض الحكم بعد الإستئناف – فمثلهم يجب أن يكونوا عبرة لمن لا يعتبر.  
البعض وجده حُكم قاسٍ، كونهم سيقبعوا ثلاث سنوات في قعر السجون بسبب طيشهم الصبياني، الذي لم يحسبوا فيه ابعاد ما كانوا يقترفون، ولكنها في الحقيقة إدانة يستحقونها، فما قاموا به من فعل وعلى الأخص “كاشف عورته” فعل قبيح لا إحترام فيه لمرتادي البر- والذين أغلبهم عوائل بأطفالهم- وليس به أدنى إحترام للبلد الذي يحلون فيه كضيوف، ولا بالبلد الذي هم آتون منه. بل هو فعل يسيء لصورة البلد المستضيف، وعمل يحرض على الفسق والفجور، ويشجع آخرون على القيام بأفعال مشابهة، فمن أمن العقاب اساء الأدب كما يقال.
في مثل هذه القضايا والجرائم الأخلاقية المجتمعية، يمكن أن تكون الأحكام البديلة خيار إصلاحي للشباب والمراهقون وحتى الأحداث من الأطفال، كأن يُحكم عليهم بالعمل تطوعياً في تنظيف البر “محل الجريمة”، أو تنظيف الشوارع العامة والطرقات، والإهتمام بنظافة المرافق العامة كالمساجد و دورات المياه، أو الحدائق مثلاً، أو يُحكم عليهم بالعمل في أحد دور المسنين، أو رعاية كبار السن في مراكز إحتضانهم، كما يحدث في الدول المتقدمة التي تجبر المحكوم عليهم ومرتكبي الجرائم المجتمعية بخدمة المجتمع، مع فرض رقابة عليهم طوال فترة حكمهم.
لتصل في بعض الدول إلى فرض قراءة بعض الكتب على المحكومين لتخفيف مدة الحبس، أو حفظ أجزاء من القرآن الكريم، أو يفرض عليهم تعليم الأميون القراءة والكتابة، أو حتى تدريب وتعليم فئة من الناس على بعض أنواع الحرف والمهن التي يجيدونها، فتكون تلك الأحكام بمثابة إصلاح للشباب وتأديبهم بطريقة تعود عليهم وعلى المجتمع بالفائدة، كما تكون للبعض “الفزاعة” التي تحذرهم وتخيفهم، فيفكرون ألف مرة في الجريمة التي سيقدمون عليها، كأن يحذر الشاب من التجرأ والقيام بأي فعل مخالف للعادات والتقاليد، كي لا يجد نفسه يوماً ممسكاً بمكنسة وينظف الطرقات والمرافق العامة أمام أعين الناس– مع بالغ إحترامي لجميع من يمتهن هذه المهنة الشريفة – والذين من بينهم من يخشى أن يراه الآخرون ببدلة عمال النظافة تحت أشعة الشمس اللاهبة، أو بين مستنقعات سيول الأمطار.

ياسمينة: الأحكام البديلة قد تكون رادعة، وفرصة لإصلاح وتأديب الشباب، بدلاً من زجهم في السجون مع مجرمين قد يتأثروا بهم فيخرجوا من محبسهم وهم “مجرمون مع مرتبة الشرف”.  
yasmeeniat@yasmeeniat.com

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.