ياسمينيات
عقـــــــــاب
ياسمين خلف
أتذكرون بالأمس القريب حيث طرحت في الزاوية ذاتها قضية روب التخرج الذي تصل قيمته إلى 25 ديناراً، ها هي المدرسة ذاتها تتحفنا بمفاجآت أخرى، وإن كان لا بد أن نقول ‘’حسبنا الله على المديرة اللي كسرت خاطر الطالبات المحتاجات واللي ما شاركوا في حفلة التخرج’’، على رغم أن عدداً من موظفي أحد البنوك أبدوا رغبتهم في توفير كلفة تلك الروبات، إلا أن الوقت كان ضيقا ولا يسمح بتفصيلها والشكر الجزيل لهم على تلك المبادرة الإنسانية.
ولأن الصيف دائما يقترن بالمفاجآت فالمديرة هذه حرمت بعض الطالبات الخريجات من شهادة المواظبة، لماذا؟ ومن تلك الفئة؟ سنعرف من خلال السطور، الحادثة التي دعت المديرة إلى هذا القرار هو أن الطالبات وبعد انتهائهن من امتحان مادة الفيزياء، ومن الفرحة قمنا بتمزيق كراساتهن الدراسية، وأعتقد أن الأمر طبيعي جدا جدا، ويحدث في جميع المدارس وخصوصا بين طالبات الثانوية العامة حيث يعبرن وإن كان بأسلوب نتحفظ عليه فرحتهن بتوديع مقاعد المدرسة واستقبال المرحلة الجامعية بتمزيق الكتب أو الكراسات أو حتى بالشخبطة على مرايلهن المدرسية والتوقيع عليها، ولكن الأمر لم يمر مرور الكرام على هذه المديرة، وكأن الأمر يحدث وللمرة الأولى في هذه المدرسة ‘’النموذجية’’، إذ استدعت الطالبات ‘’المتلبسات بالجرم المشهود’’ وطلبت منهن كتابة تعهد وإقرار بالحادثة.
إلى هنا وسنحاول أن نبرر للمديرة ما قامت به، ولكن ما لا نبرره هو أن يتم تطبيق القانون على بعض الطالبات من دون أخريات، وبصورة أدق أن يطبق على فئة من دون أخرى،’’ويؤسفني حقا أن نصل إلى هذا المستوى ‘’ تركن بعد الحادثة لمراجعة دروسهن والاستعداد للامتحانات اللاحقة للحادثة في عطلة ما قبل الامتحانات، فيما تم استدعاء الطالبات الأخريات ‘’من غير فئتها’’ كل يوم صباحا وتم ‘’تهزئتهن’’ وتهدديهن بعدم الحصول على شهادتي المواظبة وحسن السير والسلوك، مما جعلهن في حالة نفسية سيئة جدا، لدرجة أن البعض من أولياء الأمور حاول جاهداً ثني المديرة عن قرارها، ومن دون جدوى، وللأسف ثقافة الخوف دفعت الأهالي إلى السكوت عن القضية، حتى وجدوا النتيجة يوم توزيع الشهادات وحرمان بناتهن من شهادة المواظبة، حينها فقط قرروا أن ينقلوا الحادثة إلى الجهات المعنية في وزارة التربية والتعليم، ولا أعلم إذ قاموا فعلا بما عزموا عليه أم لا.
غريب فعلا تصرف هذه المديرة ‘’المربية ‘’والتي من المفترض أن تكون أرقى من النعرات الفئوية البغيضة، وأن تؤسس لبناء جيل يحترم الآخر لا أن يحمل حقدا عليه، على رغم كونهم مسلمين وشهادتهم واحدة بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، زميل لي من جنسية عربية أبدى ضيقه من رائحة الطائفية ‘’النتنة’’ التي بدأت في الآونة الأخيرة تنبعث من بعض البحرينيين، يقول إنه لم يسمع في بلده كلمتي «سني وشيعي» بل كان يسمع أن هناك مسلمين ومسيح واحترام للأديان، نتمنى أن نصل يوما ما إلى هذا الرقي الثقافي والتعايش الديني المسالم، وإلى أن يحين ذلك فلي معكم مفاجآت أخرى مع هذه المديرة في العمود المقبل.
العدد 496 – الأحد 16 جمادى الآخر 1428 هـ – 1 يوليو 2007
ياسمينيات عقـــــــــاب ياسمين خلف أتذكرون بالأمس القريب حيث طرحت في الزاوية ذاتها قضية روب التخرج الذي تصل قيمته إلى 25...
أحدث التعليقات