معاناتهم مسؤوليتنا جميعا

ياسمينيات
معاناتهم مسؤوليتنا جميعا
ياسمين خلف

ياسمين خلف

عدد لا يستهان به من البحرينيين يعانون من مرض السكلر ”فقر الدم المنجلي” سواء مصابون به أم حاملون للمرض، والعائلة التي تضم أحدهم تعرف تمام المعرفة ما الذي يعنيه هذا المرض من آلام مبرحة ونوبات لا تعرف وقتا ولا حينا، هي مشيئة الله التي لا اعتراض عليها، ولكن على المجتمع مسؤولية كبرى تجاههم فمن أبرز مشكلات هذه الفئة هي صعوبة حصولهم على عمل يحفظ لهم كرامتهم ويمنعهم ذل السؤال والفاقة، وهو بيت القصيد.
إحداهن فقدت وظيفتها قبل أشهر، والسبب كثرة تغيبها ”مو عيارة والله ” ولكن لكثرة نوبات المرض التي داهمتها ولم ترحمها إذ جعلتها تتلوى على الفراش فأنهكها المرض، رغم أنها لم تخف على رب العمل معاناتها من هذا المرض المزمن، بل إنها من المجتهدات في عملها، والأكيد أن الكثيرين من مرضى السكلر تعرضوا إلى ما تعرضت إليه هذه الفتاة التي أصيبت بعد فصلها من العمل بانتكاسة أطالت من وقت بقائها على الفراش، الوقت حان قبل أي وقت مضى بأن يفرض على أرباب العمل في أي شركة أو مؤسسة وحتى الوزارات أن تشغل ما لا يقل عن 4 موظفين يعانون من أمراض مزمنة تجبرهم على الغياب المستمر والحال بالمثل بالنسبة إلى المعوقين الذين لا تقل معاناتهم عن معاناة مرضى السكلر.
والمساندة المجتمعية يجب ألا تتوقف عند هذا الحد بل لا بد أن تسند إليهم أعمال نوعا ما خفيفة، ولا أعني بذلك الأعمال الوضيعة ” إطلاقا ”، وإنما تلك التي لا تتطلب منهم مثلا العمل داخل وخارج المكتب لما تتطلبه من مشقة والتعرض لتقلبات الجو التي هي من أهم الأسباب التي تعرضهم إلى النوبات، وفي الحقيقة هناك موظفون يعانون من هذا المرض ويبذلون جهدا يميزهم حتى عن الأصحاء من الموظفين.
هذا إذ ما سلطنا الضوء على العاملين منهم، ولكن هناك الفئة السنية الأصغر الذين لا يزالون على مقاعدهم الدراسية سواء في المدرسة أم في الجامعة، فمعاناتهم مع الغياب المتكرر تؤرقهم وتؤرق أهاليهم، فتجدهم يبذلون طاقة إضافية لتعويض الحصص والدروس الفائتة عليهم ”بمجهود شخصي ” بل ويضطرون إلى تقديم امتحانين أو أكثر في الوقت نفسه للحاق بركب أقرانهم الطلاب، مما يعرضهم في كثير من الأحيان إلى الإصابة بنوبة جديدة بعد الامتحانات أو حتى في منتصفها لما يلاقونه من ضغط نفسي كبير من قلق الامتحانات، وجميع العارفين بالمرض والأطباء يعرفون أن الخوف والقلق من أهم أسباب التعرض لنوبات السكلر.
وللأسف بيننا أناس لا يستحقون أن يعيشوا وسط البشر، فتجدهم يعيرون المصاب بهذا المرض وكأنه هو من جلبه لنفسه، والأنكى أن البعض منهم يتسبب في تأخرهم عن الزواج أوالبقاء عزاباً لآخر عمرهم، إذ تراهم يعملون كعمل الشيطان الذي يوسوس في الصدور، ”إشلك فيها هذي مريضة، من قلة البنات في البلد” أو يقال لها ”ما عليش منه إيقصون عليش وتبتلشين بعيال مرضى ” ومن الحالات التي مرت علي أن أحدهم اقترن بفتاة مصابة بالسكلر وهو من الأصحاء، وكان متقبلا لمرضها، ولكن حدث أن انفصلا بعد فترة وجيزة من الخطبة، إلا أنه أنكر هو وأهله معرفتهم بأنها مصابة بالمرض وأخذوا يشون بها في كل منزل ومجلس بأنهم وقعوا تحت نصب هذه الفتاة وأهلها، وكأنهم نسوا أن هناك قانوناً يجبر على الفحص ما قبل الزواج ” أي أنهم يعرفون أنها مصابة بالمرض ” والأهم يعرفون وإن تناسوا بأن الله يأخذ حق كل مظلوم.

العدد 531 – الأحد 22 رجب 1428 هـ – 5 أغسطس 2007

ياسمينيات
معاناتهم مسؤوليتنا جميعا
ياسمين خلف

ياسمين خلف

عدد لا يستهان به من البحرينيين يعانون من مرض السكلر ”فقر الدم المنجلي” سواء مصابون به أم حاملون للمرض، والعائلة التي تضم أحدهم تعرف تمام المعرفة ما الذي يعنيه هذا المرض من آلام مبرحة ونوبات لا تعرف وقتا ولا حينا، هي مشيئة الله التي لا اعتراض عليها، ولكن على المجتمع مسؤولية كبرى تجاههم فمن أبرز مشكلات هذه الفئة هي صعوبة حصولهم على عمل يحفظ لهم كرامتهم ويمنعهم ذل السؤال والفاقة، وهو بيت القصيد.
إحداهن فقدت وظيفتها قبل أشهر، والسبب كثرة تغيبها ”مو عيارة والله ” ولكن لكثرة نوبات المرض التي داهمتها ولم ترحمها إذ جعلتها تتلوى على الفراش فأنهكها المرض، رغم أنها لم تخف على رب العمل معاناتها من هذا المرض المزمن، بل إنها من المجتهدات في عملها، والأكيد أن الكثيرين من مرضى السكلر تعرضوا إلى ما تعرضت إليه هذه الفتاة التي أصيبت بعد فصلها من العمل بانتكاسة أطالت من وقت بقائها على الفراش، الوقت حان قبل أي وقت مضى بأن يفرض على أرباب العمل في أي شركة أو مؤسسة وحتى الوزارات أن تشغل ما لا يقل عن 4 موظفين يعانون من أمراض مزمنة تجبرهم على الغياب المستمر والحال بالمثل بالنسبة إلى المعوقين الذين لا تقل معاناتهم عن معاناة مرضى السكلر.
والمساندة المجتمعية يجب ألا تتوقف عند هذا الحد بل لا بد أن تسند إليهم أعمال نوعا ما خفيفة، ولا أعني بذلك الأعمال الوضيعة ” إطلاقا ”، وإنما تلك التي لا تتطلب منهم مثلا العمل داخل وخارج المكتب لما تتطلبه من مشقة والتعرض لتقلبات الجو التي هي من أهم الأسباب التي تعرضهم إلى النوبات، وفي الحقيقة هناك موظفون يعانون من هذا المرض ويبذلون جهدا يميزهم حتى عن الأصحاء من الموظفين.
هذا إذ ما سلطنا الضوء على العاملين منهم، ولكن هناك الفئة السنية الأصغر الذين لا يزالون على مقاعدهم الدراسية سواء في المدرسة أم في الجامعة، فمعاناتهم مع الغياب المتكرر تؤرقهم وتؤرق أهاليهم، فتجدهم يبذلون طاقة إضافية لتعويض الحصص والدروس الفائتة عليهم ”بمجهود شخصي ” بل ويضطرون إلى تقديم امتحانين أو أكثر في الوقت نفسه للحاق بركب أقرانهم الطلاب، مما يعرضهم في كثير من الأحيان إلى الإصابة بنوبة جديدة بعد الامتحانات أو حتى في منتصفها لما يلاقونه من ضغط نفسي كبير من قلق الامتحانات، وجميع العارفين بالمرض والأطباء يعرفون أن الخوف والقلق من أهم أسباب التعرض لنوبات السكلر.
وللأسف بيننا أناس لا يستحقون أن يعيشوا وسط البشر، فتجدهم يعيرون المصاب بهذا المرض وكأنه هو من جلبه لنفسه، والأنكى أن البعض منهم يتسبب في تأخرهم عن الزواج أوالبقاء عزاباً لآخر عمرهم، إذ تراهم يعملون كعمل الشيطان الذي يوسوس في الصدور، ”إشلك فيها هذي مريضة، من قلة البنات في البلد” أو يقال لها ”ما عليش منه إيقصون عليش وتبتلشين بعيال مرضى ” ومن الحالات التي مرت علي أن أحدهم اقترن بفتاة مصابة بالسكلر وهو من الأصحاء، وكان متقبلا لمرضها، ولكن حدث أن انفصلا بعد فترة وجيزة من الخطبة، إلا أنه أنكر هو وأهله معرفتهم بأنها مصابة بالمرض وأخذوا يشون بها في كل منزل ومجلس بأنهم وقعوا تحت نصب هذه الفتاة وأهلها، وكأنهم نسوا أن هناك قانوناً يجبر على الفحص ما قبل الزواج ” أي أنهم يعرفون أنها مصابة بالمرض ” والأهم يعرفون وإن تناسوا بأن الله يأخذ حق كل مظلوم.

العدد 531 – الأحد 22 رجب 1428 هـ – 5 أغسطس 2007

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “معاناتهم مسؤوليتنا جميعا

  1. تعليق #1
    صباح الياسمين
    نكرر حسن اخيارك للمواضيع – وأضيف إن بعض المتقدمين للزواج يصرون على عقد القران والإرتباط وإنجاب الأولاد بالرغم من المساعي الحثيثة المتكررة من قبل الطبيب الفاحص – مرة من المرات وصل الأمر إلى إستدعاء المقبلين أكثر من ثلاث مرات من قبل الطبيب والمثقف الصحي والمعالج النفسي واخصائي خدمة المجتمع حيث كانت فكرة الطبيب بالمركز وإصراره على تثقيفهم وبالذات هذه الحالة التي كانوا مصابين بها المقبلين على الزواج بأكثر من مرض وراثي – حيث دابت اللجنة بالإضافة الى فنية المختبر بِإيصال الحالة المستقبلية التي سوف يعانون منها قبل أن يعاني أولادهم – ولكن أصروا على الزواج لعلاقتهم الوطيدة بالحب منذ أكثر من 4 سنوات .

    دكتور الحداد الأحد 5 أغسطس 2007
    تعليق #2
    كل الشكر لكي على هذه النوعية من الواضيع التي تهتم بالنواحي الإنسانية للمواطن البحريني.
    ويا ريت تكتبين عن موضوع خريجات الخدمة الاجتماعية وما يعانونه من نفسيات صعبة نتجة لعدم وجود بصيص أمل لتوظيفهن بعد عنائهن في وتعبهن طوال أيام الدراسة في الجامعة.
    كل الشكر لكي يا ياسمين .. وبالتوفيق،،،
    ناصر الأحد 5 أغسطس 2007
    تعليق #3
    كلامك صحيح ياسمين والدليل على هاي الشئ وجود مثل تلك الشخصية في منطقتنا رغم جمالها الاخلاقي والخلقي ولكن لا احد يتقدم لها بسبب مرضها!!!! وفي محادثة سريعة معها قلت لها (ها متى انقول مبروك) فقط للتحدث معاها تصورو الجواب هو شكلي انا ماراح اسمعها وهذا الجواب يبين مدى احباط تلك الفتاة في ذلك اليوم، لكي لا اطيل عليكم اخواني الاعزاء تلك الفتاة الآن هي زوجتي وام طفلتي الوحيدة رغم صعوبات مرض امها ولكن هي في النهاية انسان كأي انسان موجود على الارض شكراً لكي على الموضوع وصدقني هناك ناس يتزوجون رغم الصعوبات ولو خليت خربت.
    حمد الأحد 5 أغسطس 2007
    تعليق #4
    اشكر لكي اختيارك المواضيع التي يتلمسها المواطن وبلا شك ان هذا المرض وهو خطير ان لم يكن الأخطر حيث ضحاياة اغلبهم من الشباب وكم من اقربائي قضي وهو شاب وبعضهم خلف اطفال صغار رحل عنهم وتركهم في يتم لا يسدة شي والحمد لله .
    ويكفي من خطورة هذا المرض انه انا مصاب به ولكن تفكيري دائماً متي يشتد علي ويجعل اطفالي يتامي
    الحمد لله والشكر
    جاسم احمد الأحد 5 أغسطس 2007
    تعليق #5
    مع كل الاحترام والتقدير للاخت ياسمين وكل الشكر والثناء على ما تقدمه للقارىء البحريني والعربي مواكبة للظروف التي يعيشها المواطن واتمنى من الجهات المختصة سواء من وزارة العمل او وزارة الصحة والجهات الحكومية الآخرى القيام بما يلزم لمساعدة اخواننا واخواتنا وكلمة اخيرو لذوي الضمائر الميته واصحاب الفتن والكراهية تقبلوا نعمة الصحة من سبحانه وتعالى بالدعاء لاخواننا المرضى .
    ahmed الأحد 5 أغسطس 2007
    تعليق #6
    alh ucon fi alaaon
    adel ahned الأحد 5 أغسطس 2007
    تعليق #7
    أدائم عليك الصحة والعافية أختي ياسمين خلف ، كأنك تصفين حالتي وكأنك تعيشين معي في المنزل ، ما ذكرتيه صح 100 % ولا أخفي عليك إنني بذلت قصارى جهدي في العمل ولا ينكر المدير ذلك ولكني أصبت بعدد من النوبات المتكررة التي أنهكت جسمي فخسرت وظيفتي وها أنا ذا في المنزل وأعاني من البطالة والسبب مرضي الذي لا يتفهمه أحد
    بتول السبت 11 أغسطس 2007
    تعليق #8
    بدون تعليق
    محمود طاهر الطورى الأثنين 19 مايو 2008

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.