من يــؤوي هـــؤلاء؟

ياسمينيات
من يــؤوي هـــؤلاء؟
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لم يمر في بالي بالمرة أن البحرين وهي المملكة التي يضرب فيها المثل في الأسبقية في مجالات الحياة كافة أن تكون خالية من مركز أو دار لإيواء المختلين عقليا، وخصوصا ممن لا يجدون من يعتني بهم أو مقطوعين من شجرة كما نقول بالعامية.
تحقيق أجريته في وقت سابق حيث قادني قريب إلى البحث عن مأوى لفتاة مختلة عقليا وتجوب الشارع ومعرضة إلى أن تكون طعما لوحوش بشرية لولا عناية الله ونفر قليل من أهالي منطقتها، وصدمت حقا عندما علمت أن مستشفى الطب النفسي لا يوفر إقامة دائمة للمختلين عقليا، وان كان يوفر إقامة مؤقتة كنوع من التسهيلات المقدمة لأهالي هذه الشريحة من المجتمع حال سفرهم مثلا أو حاجتهم إلى من يرعى مريضهم لوقت محدد لا يتجاوز الأسبوعين في أحسن الأحوال.
هناك عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة والمختلين عقليا في بيوتهم ‘’والله ساتر عليهم’’ وأهاليهم يوفرون إليهم كل ما يحتاجونه حتى أن جيرانهم لا يعرفون أن أحد ابناء جيرانهم مختل عقليا، فيما على النقيض هناك أهالي قد تسلل الملل والسأم من الرعاية التي لا نختلف في كونها شاقة أو أنهم لا يقوون حقا على توفير الرعاية المناسبة، إذ إنها رعاية لمدة 24 ساعة وعلى مدار الحياة، فيكون مصير ذاك ‘’المجنون’’ في الشارع، المرض ليس بعيب ولا جريمة، ولكن العيب والجريمة أن يترك هؤلاء ممن رفع عنهم القلم ليجوبوا الشوارع ويتسولون من هذا وذاك ويتعرضون إلى مذلة ومهانة بل يعرضون حياتهم إلى الخطر.
في صغري كنت أرى خليلوه المجنون يجوب الشارع بثيابه الرثة وشعره المنفوش المنبعث منه رائحة نتنه كنا نخافه نحن الأطفال، وكم كان يألمنا رؤيته وهو يفترش الأرض وينام، كنا نسأل عن أهله فكانوا يقولون بأن لا أحد منهم يستطيع منعه من الخروج يتسول وأهله أغنياء، هناك العشرات أمثال خليلوه وهناك أمثلة لاناث ووضعهن أسوء بكثيرإذ يكن فريسة سهلة لأي طامع، وكثيرا ما يلجأ أهاليهن إلى استئصال أرحامهن لكيلا يحملن حال تعرضهن لأي اعتداء جنسي من وحش بشري، فأقل ما يمكن أن توفره المملكة لهؤلاء هو توفر مأوى أو دار للإقامة الدائمة يقوم عليها اختصاصيون، على أن تكون تابعة لوزارتي الصحة والتنمية الاجتماعية، إلى أن يلقوا وجه ربهم بكرامة؛ لكي لا نسمع أن جثة أحدهم وجدت في يوم من الأيام على قارعة الطريق.

العدد 517 – الأحد 8 رجب 1428 هـ – 22 يوليو 2007

ياسمينيات
من يــؤوي هـــؤلاء؟
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لم يمر في بالي بالمرة أن البحرين وهي المملكة التي يضرب فيها المثل في الأسبقية في مجالات الحياة كافة أن تكون خالية من مركز أو دار لإيواء المختلين عقليا، وخصوصا ممن لا يجدون من يعتني بهم أو مقطوعين من شجرة كما نقول بالعامية.
تحقيق أجريته في وقت سابق حيث قادني قريب إلى البحث عن مأوى لفتاة مختلة عقليا وتجوب الشارع ومعرضة إلى أن تكون طعما لوحوش بشرية لولا عناية الله ونفر قليل من أهالي منطقتها، وصدمت حقا عندما علمت أن مستشفى الطب النفسي لا يوفر إقامة دائمة للمختلين عقليا، وان كان يوفر إقامة مؤقتة كنوع من التسهيلات المقدمة لأهالي هذه الشريحة من المجتمع حال سفرهم مثلا أو حاجتهم إلى من يرعى مريضهم لوقت محدد لا يتجاوز الأسبوعين في أحسن الأحوال.
هناك عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة والمختلين عقليا في بيوتهم ‘’والله ساتر عليهم’’ وأهاليهم يوفرون إليهم كل ما يحتاجونه حتى أن جيرانهم لا يعرفون أن أحد ابناء جيرانهم مختل عقليا، فيما على النقيض هناك أهالي قد تسلل الملل والسأم من الرعاية التي لا نختلف في كونها شاقة أو أنهم لا يقوون حقا على توفير الرعاية المناسبة، إذ إنها رعاية لمدة 24 ساعة وعلى مدار الحياة، فيكون مصير ذاك ‘’المجنون’’ في الشارع، المرض ليس بعيب ولا جريمة، ولكن العيب والجريمة أن يترك هؤلاء ممن رفع عنهم القلم ليجوبوا الشوارع ويتسولون من هذا وذاك ويتعرضون إلى مذلة ومهانة بل يعرضون حياتهم إلى الخطر.
في صغري كنت أرى خليلوه المجنون يجوب الشارع بثيابه الرثة وشعره المنفوش المنبعث منه رائحة نتنه كنا نخافه نحن الأطفال، وكم كان يألمنا رؤيته وهو يفترش الأرض وينام، كنا نسأل عن أهله فكانوا يقولون بأن لا أحد منهم يستطيع منعه من الخروج يتسول وأهله أغنياء، هناك العشرات أمثال خليلوه وهناك أمثلة لاناث ووضعهن أسوء بكثيرإذ يكن فريسة سهلة لأي طامع، وكثيرا ما يلجأ أهاليهن إلى استئصال أرحامهن لكيلا يحملن حال تعرضهن لأي اعتداء جنسي من وحش بشري، فأقل ما يمكن أن توفره المملكة لهؤلاء هو توفر مأوى أو دار للإقامة الدائمة يقوم عليها اختصاصيون، على أن تكون تابعة لوزارتي الصحة والتنمية الاجتماعية، إلى أن يلقوا وجه ربهم بكرامة؛ لكي لا نسمع أن جثة أحدهم وجدت في يوم من الأيام على قارعة الطريق.

العدد 517 – الأحد 8 رجب 1428 هـ – 22 يوليو 2007

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “من يــؤوي هـــؤلاء؟

  1. تعليق #1
    اعتقد إن هناك مقترح برغبه للنائب السعيدي إن لم تخني الذاكرة في هذا الخصوص
    في القرى نرى العديد من هؤلاء و هناك عدد منهم يتعرضون للإعتداء ، إثاث و ذكور !

    الحايكي الأحد 22 يوليو 2007
    تعليق #2
    اختي العزيزة ياسمين لو تبحثتي قليلاً لعرفتي انه هناك مأوى ولكن السبب الاهم الاهل الذين يرفضون ايواء هاؤلاء الذين هم في رحمة الله تعالى شاكراً لكي طرح الموضوع
    حمد الأحد 22 يوليو 2007

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.