التصنيفات:جريدة البلاد البحرينية

لستم آباءً


الخميس 06 يونيو 2019
كم ندمت على عدم الإبلاغ عن سيارة صادفتها على الطريق السريع “الهايوي”، لعدم تمكني من التقاط هاتفي لتصويرها أو تسجيل رقمها، فالسيارة مسرعة نوعاً ما، وتتنقل من حارة لأخرى، ولم أشأ أن أتسبب أنا الأخرى بحادث جراء ذلك. أحدهم ورغم وجود من يرافقه في السيارة، كان يقود سيارته بيد، وبيده الأخرى كان يمسك طفله الذي تدلى نصفه خارج النافذة الأمامية، الطفل الذي لا يتجاوز ثلاث سنوات كأكثر تقدير، كان سعيداً ويضحك ملء فمه، ولا يعلم أي جُرم قد ارتكبه ذاك الذي قدمه لقمة سائغة للموت!

تصرفات متهورة من آباء على الطرق، تجعلك في حالة من الغضب الممزوج بالألم على حال الأطفال الذين يولدون في كنف من لا يبالي بسلامتهم، ولا حتى بحياتهم! تلك تعرض طفلتها للموت أو تجعلها عرضة لحوادث قد تتركها باقي حياتها مشلولة مقعدة، بحجة أنها حققت أمنية طفلتها بالتدلي خارج السيارة والقيام بهذه الحركة البهلوانية، لتتحول الأم بتصرفها هذا إلى طفلة لا ابنتها! وذاك يضحك ويتبادل الحديث مع صاحبه ممسكاً طفله المتدلي من النافذة الأمامية، دون أن يضع حسباناً للمواقف المفاجئة التي تتطلب سرعة في التحكم، والكثير من المشاهد المؤلمة التي قد تصادفك يومياً على الطرق وفي الشوارع، والتي لا مبرر لها سوى أنها تصرفات تنم عن استهتار ورعونة، وإن كان لهم عذر فهو حتماً أقبح من ذنبهم.

فكما قامت الأسرة الأجنبية بتصوير مشهد الطفلة المتدلية خارج السيارة، وتم القبض على والدتها التي كانت للأسف هي من سمحت لها بذلك، لابد من التعاون المجتمعي والتبليغ عن أية سيارة تسمح للأطفال بالجلوس في حجر السائق، أو تصدر منهم أية مشاهد وتصرفات تنم عن استهتار في الحفاظ على سلامة أطفالهم، وعلى الإدارة العامة للمرور أن ترصد من خلال كاميراتها هذه التجاوزات والمخالفات، وتوقع بالأهالي وخصوصاً إن كان أحد الأبوين برفقة الطفل، غرامات مالية مرتفعة، مع الحبس ليتوقف هذا الاستهتار، الذي هو في الحقيقة استرخاص بأرواح الأطفال، الذين لا حول لهم ولا قوة، ولا يرون من السيارة والطرقات سوى ملهى يعج بالألعاب.

ياسمينة: لستم آباء إن لم تكونوا مسؤولين عن سلامة أطفالكم.

وصلة فيديو المقال

الخميس 06 يونيو 2019كم ندمت على عدم الإبلاغ عن سيارة صادفتها على الطريق السريع “الهايوي”، لعدم تمكني من التقاط هاتفي لتص...

إقرأ المزيد »

آباء في المحاكم!


الخميس 30 مايو 2019
آخر ما يتوقعه الآباء، أن من أفنوا جّل سنوات أعمارهم في تربيتهم، وكسوتهم، ورعايتهم، وتدريسهم، والسهر عليهم وعيادتهم في مرضهم ولنقلها باختصار، من تولوا جميع شؤون حياتهم منذ صرختهم الأولى في الحياة حتى اشتدت سواعدهم، أن يقفوا أمامهم في المحاكم! يطالبونهم بما ليس لهم به حق، يطالبونهم بكدهم، وسعيهم و”شقاهم” وكأنهم هم من تساقط عرق جبينهم، مواصلين نهارهم بليلهم في العمل، لا ذاك أو تلك، اللذين لم يجدا النوم ولا الراحة وهما يفكران كيف سيطعمانهم، وكيف سيوفران لهم الحياة الكريمة التي تُغنيهم عن كل ما يدفعهم للتعب.

آباء، وجدوا أنفسهم وهم في أرذل العمر يُساقون بكراسيهم المتحركة في ردهات وأروقة المحاكم، وخصمهم فلذات أكبادهم! منهم من يقذفهم بالعته والجنون، وآخرون يدّعون أنهم شاخوا فخرفوا، فباتوا غير أهل للتصرف بأموالهم، مطالبين بالحجر عليهم ومنعهم من التصرف بما يملكون، وكل ذلك من أجل الاستحواذ على آخر دينار يمكن أن يكون في جيوبهم، مُخلفين حسرات وزفرات في صدور آبائهم.

أي عقوق هذا، وأي قلوب تلك التي لا ترق لمن قدموا كل ما يملكون، ولو تمكنوا لقدموا أعمارهم لهم، وكأنهم لعمري يستعجلون موتهم ليرثوهم، أو كما لو أنهم ملوا انتظار أجلهم فتزاحموا على أبواب المحاكم لاقتسام ميراث من لا يزال الله يرزقهم ويهبهم الحياة.

أن تجد شيخاً يبكي حرقة على ابن له ظلمه، وأهان كبر سنه بجرجرته في المحاكم، ليس أمرا هينا، بل الأدهى أن تُصدم بأنه رغم ما يراه من جحود ونكران يبكي لا بما حل عليه من مصيبة، بل خوفاً على أبنائه من نار يجدها لن ترحمهم في آخرتهم.

أقولها صراحة لكل الأبناء، ليس لكم حق في أي فلس أو دينار جاء بعرق وتعب آبائكم، إن أغدقوا عليكم بها من أنفسهم، وبرضاهم، فحلال عليكم، وتمتعوا بما حباكم الله ووالديكم به، أما في غير ذلك فليس من حقكم أن تنتزعوا هذه الأموال من آبائكم انتزاعاً، فهي ليست أموالكم ولا من حقكم أن تحددوا سُبل صرفها، فذاك تعبهم، ورزقهم الذي سعوا لأجله فأكرمهم الله به.


ياسمينة: هي سنوات معدودات، وسيفعل بكم أبناؤكم ما فعلتموه بآبائكم.

وصلة فيديو المقال

الخميس 30 مايو 2019آخر ما يتوقعه الآباء، أن من أفنوا جّل سنوات أعمارهم في تربيتهم، وكسوتهم، ورعايتهم، وتدريسهم، والسهر ع...

إقرأ المزيد »

الطفل السمكة


الخميس 23 مايو 2019
خمس سنوات الآن وهو في المنزل، لا يذهب إلى المدرسة شأنه شأن أقرانه، ممن هم اليوم في السادسة عشرة من أعمارهم، الصف الرابع الابتدائي كان آخر ما انتظم فيه، هذا الطفل الذي يمكن أن أُطلق عليه “الطفل السمكة”، يعاني من مرض السمكية، وهو أحد الأمراض الجلدية النادرة، والذي يتسبب في إصابة الجلد بجفاف شديد وتقشرات جلدية واضحة، مما يؤدي إلى حدوث تغير في شكل ولون الجلد، وظهور قشور على نحو يشبه جلد السمك، والمؤسف أنه لا يوجد علاج نهائي لهذا المرض.

آمنا بالله، فلا راد لقضائه، لكن من حق هذا الطفل الذي يعاني ما يعاني من ألم، وبالطبع ما يعانيه من نفسية متدهورة- مهما كان قوياً جلداً على نصيبه هذا- أن يحصل على أقل حقوقه كإنسان، كحقوقه الصحية والتعليمية، فليس من المعقول ولا الإنسانية أن تصرف له كميات غير كافية من الكريمات المخففة من التقشر وتهيج الجلد! والتي لا تصمد حتى للموعد الجديد لاستلام الدفعة الجديدة من هذه الأدوية والذي يتم مرة واحدة كل شهر. ناهيك عن قطرات العين التي لا توفرها له وزارة الصحة بحجة عدم وجودها في المملكة! ألا يمكن استيراد قطرات العين تلك رأفة بهذا الطفل؟ ألا يوجد بديل عنها؟

كما أنه من غير المعقول أن يبقى طفل بعمره هذا دون أن يتلقى حقه من التعليم، خمس سنوات والمراجعات السنوية من والدته للمدرسة دون جدوى، كما أن لا اتصال من وزارة التربية والتعليم يفيد بإلزامية انتظامه بالمدرسة، باعتبار عدم انتظام طفل في عمره في الدراسة مخالفة يعاقب عليها الآباء. نعم “الطفل السمكة” له ظروف خاصة، وخاصة جداً، إذ لا يمكنه أن يمسك القلم لتشوه في أصابعه نتيجة المرض، كما أن حرارة الشمس المرتفعة لا يحتملها جلده المقشر، وهذا يعني كحالة إنسانية على وزارة التربية أن توفر له الدراسة المنزلية، كأن تعهد إليه بمدرس يزوره في المنزل ليتابع معه تعليمه، ليقدم امتحاناته كأقرانه ويحصل على شهادة دراسية، لا أن يبقى هكذا من غير مدرسة وتعليم.

ياسمينة: أقل ما يمكن أن يحصل عليه “الطفل السمكة” حقه في العلاج، وحقه في التعلم.

وصلة فيديو المقال

الخميس 23 مايو 2019خمس سنوات الآن وهو في المنزل، لا يذهب إلى المدرسة شأنه شأن أقرانه، ممن هم اليوم في السادسة عشرة من أع...

إقرأ المزيد »

نفايات بمليار دينار!


الجمعة 17 مايو 2019
هدر الأطعمة في شهر رمضان، هدر لا يمكن تجاوزه، ولا يمكن أن نسكت عنه رغم كثرة ما طرقنا بابه، فحسب إحصائية للمجلس الأعلى للبيئة فإن كمية هدر الأطعمة في شهر رمضان وحده تصل إلى 600 طن يومياً، فيما يصل الهدر اليومي من الأطعمة عادة إلى 400 طن. وتُقدر كلفة هذا الهدر بنحو 94 مليون دينار بحريني سنوياً! وهذا يعني أننا خلال كل عشر سنوات نكب في النفايات ما يقارب مليار دينار بحريني!
أمانة العاصمة وحدها أشارت في دراسة لها إلى أن 30 % من إجمالي المخلفات اليومية هي بقايا أطعمة! هذا قبيل الشهر الفضيل، فكم ستصل النسبة يا ترى لو طبقت ذات الدراسة في شهر رمضان؟ مازلنا ندخل السوبرماركت والأسواق قبيل شهر رمضان، وكأننا مقبلون على حرب لا على شهر من المفترض أن يكون الأكل فيه أقل، لتقلص عدد الوجبات الغذائية يومياً! ومازلنا نشهد المآدب والغبقات التي يفوض فيها الأكل الذي يكفي لأعداد مضاعفة مرتين أو ثلاث عن المتحلقين حولها، رغم أننا جيل من المفترض، أقول من المفترض، أن يكون أكثر وعياً وثقافة، وأكثر اطلاعاً على أحوال الشعوب من حولنا التي يلتقط أطفالها حبات القمح من الرمل.
مؤسف مشهد الأطعمة الملقاة في النفايات في إحدى الدول الخليجية، والتي زادت عن حاجة “إفطار صائم” فكبت في صناديق القمامة، وكأنها نفايات لا أطعمة يمكن أن تُشبع العشرات، فبعضها لم يمس، والبعض الآخر بالحافظات البلاستيكية، والأنكى تمور مغلفة جديدة رُميت بالقمامة، كما لو كانت وجبة لا تصلح إلا ليوم واحد، إن لم تؤكل في حينها فسدت!
“النعمة زواله”، هل علينا أن نعيد ونزيد في هذه الجملة التي يدركها الجميع، وتتغاضى عنها الأغلبية؟ هل علينا أن ندعوا لمشاهدة صور الشعوب المتضورة جوعاً، كي نعي الدرس؟ المسألة بسيطة، أعدوا الأطعمة التي تشتهيها أنفسكم، لكن بقدر ما ستستهلكونها، وكلوا واشربوا ولا تسرفوا، فلم يمنعكم الله من التمتع بخيراته ونعمه.
ياسمينة: “ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ” (التكاثر 8).

وصلة فيديو المقال

الجمعة 17 مايو 2019هدر الأطعمة في شهر رمضان، هدر لا يمكن تجاوزه، ولا يمكن أن نسكت عنه رغم كثرة ما طرقنا بابه، فحسب إحصائ...

إقرأ المزيد »

دهاليز الإفادة والمعادلة


الخميس 09 مايو 2019
طول الإجراءات والمدة الزمنية في إتمامها في الوزارات الحكومية، قد تُكبد الكثير من المواطنين الخسائر، وتضيع عليهم الفرص، ناهيك عن استنزافها الكثير من أعصابهم ونفسياتهم، وما يحدث في وزارة التربية والتعليم، وعلى وجه الخصوص قسم مصادر التعلم والمكتبات أمر لابد من الالتفات إليه لتصحيح الأوضاع، ومنع تعطل مصالح العباد.
فعملية حصول خريجي الجامعات الخارجية من حملة شهادتي الماجستير والدكتوراه على إفادة، والتي هي مرحلة أولى تتبعها مرحلة أخرى للحصول على المعادلة للشهادات الجامعية (البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه)، عملية تستغرق وقتاً مبالغاً، خصوصاً أن عدد الرسائل المقدمة من الخريجين للحصول على هذه الإفادة تتراوح أسبوعياً ما بين 7 – 10 رسائل، والمصيبة أن اجتماع لجنة مصادر التعلم والمكتبات يُعقد مرة واحدة فقط كل شهر للاطلاع على محتوى الرسائل! وخلال هذا الاجتماع تُناقش نحو 10 رسائل فقط! وبحسبة بسيطة فإن الوزارة تستلم نحو 50 رسالة أسبوعياً، أي 200 رسالة شهرياً، وبحسبة أخرى، فإن تمت مناقشة 10 رسائل في الاجتماع، فإن العدد المتراكم من الرسائل التي تنتظر الحصول على إفادة ستصل إلى نحو 190 رسالة، وقس على هذا تراكم الكم الهائل من الرسائل التي تنتظر الحصول على إفادة نهاية كل عام!
هناك خريجون ينتظرون الانتهاء من إجراءات الإفادة والمعادلة للحصول على وظيفة، وهناك من ينتظرها للحصول على ترقية، وهناك من ينتظرها ليستأنف دراساته العليا، وهناك من ينتظرها للحصول على وظيفة أفضل، ولكل منهم مصالح وأهداف قد تتعطل لأشهر وتضيع مع هذه الأشهر فرص قد لا تتكرر.
مقدرة جهود وزارة التربية، ونشد على يدها، لكن لابد من عملية تسريع لهذه الإجراءات، كأن يعقد اجتماع اللجنة كل أسبوع مرة، بدلاً من كل شهر مرة، أو أن تُسند مهمة المراجعة لعدة لجان بدلاً من لجنة واحدة، أو أن يحصل الطالب على الإفادة من وزارة الخارجية بعد تخرجه مباشرة، خصوصاً إن كان الطالب خريج جامعة عريقة ومعترف بها، لا أن تتعطل إجراءات جميع الطلبة من كل الجامعات.


ياسمينة:الفرص تمر مر السحاب.

وصلة فيديو المقال

الخميس 09 مايو 2019طول الإجراءات والمدة الزمنية في إتمامها في الوزارات الحكومية، قد تُكبد الكثير من المواطنين الخسائر، و...

إقرأ المزيد »

صرخة العجيري من سيسمعها؟


الجمعة 03 مايو 2019
مطربة الحي لا تطرب، هكذا هو حالنا نحن العرب عموماً، فكل ما هو محلي، وكل ما هو آتٍ ممن هم منا وعلينا، نشكك فيه، ولنقلها صراحة لا نثق فيه! وكل ما هو أجنبي، نذهل به. عالم الفلك والرياضيات الكويتي صالح العجيري أطلق صرخة، بمثابة جرس إنذار لمن لا يعاني من صمم. الأيام تلوك بعضها، وشتاء العام الجاري بعد سبعة أشهر سيعود إلينا من جديد، وإن لم نأخذ تحذيرات العجيري على محمل الجد، فإننا ربما هالكون لا محالة، وكعادتنا نبكي دائماً على اللبن المسكوب!

أخبار الشمس كما أطلق عليها العجيري ربما تكون أهم رسالة في تاريخنا، فقد أكد بنبرة صارمة، لا شك فيها ولا هزل، أن شهر ديسمبر المقبل بداية لعصر جليدي قد يستمر لعشر سنوات أو أكثر، وبداية للهبوط الشمسي العظيم، وسيكون له دور عظيم كذلك في زيادة كمية الأمطار على منطقتنا، وفي الشرق الأوسط عموماً، والذي يهمنا خصوصاً هنا في منطقتنا الخليجية ومنها مملكتنا، والتي تنبأ بأن تتضاعف كمية الأمطار فيها لعشرين أو ثلاثين ضعفاً، على ما شهدناه هذا العام من أمطار، ويعني ذلك القضاء على المساحات الواسعة من الأراضي الزراعية، والثروات الحيوانية بسبب هبوط درجات الحرارة بنسب كبيرة، ما سيترتب عليه بحسب العجيري ارتفاع جنوني في أسعار الأغذية.

لنكن ولو لمرة واحدة في حياتنا، أكثر حكمة في التعامل مع الأزمات الطبيعية، ولنستعد كما ينصحنا هذا الفلكي الضليع في علم الكواكب والنجوم لمواجهة غضب الطبيعة، لنستعد بتوسيع شبكات الصرف الصحي بأعلى درجات ممكنة، لنستوعب الكمية المضاعفة من الأمطار، كي لا نغرق من الدقائق الأولى التي تهطل فيها علينا الأمطار كما يحدث لنا كل عام، ولنخزن الأغذية طويلة الأمد، ونبدأ في بناء المنصات الزراعية، كي لا نكون حينها في “حيص بيص”، ويضطر الناس إلى شراء تلك الأغذية بأسعار مضاعفة، العجيري ليس من الهواة وليس جديدا على علم الفلك، قضى في هذا العلم جل عمره، وحري بالمعنيين والمسؤولين أخذ كلامه على محمل الجد، وليستعدوا لشتاء هذا العام من الآن.

ياسمينة: لمرة واحدة، لنخطط ونستعد، ونعمل بجد لمواجهة الكوارث الطبيعية.

وصلة فيديو المقال

الجمعة 03 مايو 2019مطربة الحي لا تطرب، هكذا هو حالنا نحن العرب عموماً، فكل ما هو محلي، وكل ما هو آتٍ ممن هم منا وعلينا،...

إقرأ المزيد »

حافلات الموت


الخميس 25 أبريل 2019
لماذا علينا أن نصمت إلى أن يقع الحدث ونتكبد الخسائر والأرواح، فنتكلم ونستنفر ونضع القوانين لمنع تكرار المأساة أو تساقط الضحايا؟ لماذا لا نمنع منذ البداية التجاوزات التي نعلم أنها لا محالة ستكون سبباً في سقوط ضحايا يوماً ما؟ التجاوزات والمخالفات على الطرق كثيرة ومنها مميتة، فعدد لا يستهان به من المركبات الثقيلة تحمل أدوات البناء، والأسياخ والأنابيب الحديدية وحتى البلاستيكية وغيرها من الأدوات التي يفوق طولها حجم المركبة فتتدلى في مؤخرتها، ما يعرض سواق المركبات من خلفها إلى أخطار لا نبالغ إن قلنا إنها قاتلة ومميتة.

فما يحدث حال التوقف المفاجئ على الطريق للمركبة الثقيلة المحملة بالمواد، أن السيارة التي خلفها لن تجد ما يوقفها عند الاصطدام بها غير مؤخرة المركبة الثقيلة، في الوقت الذي حطمت فيه الأنابيب الحديدية الزجاج الأمامي للسيارة، وأخذت طريقها إلى رأس السائق أو من معه في المركبة، حينها إن لم يكن الحادث بليغاً مخلفاً عاهات مستديمة وتشوهات شديدة، فهو حادث قاتل لا محالة.

والأمر لا يختلف كثيراً بالنسبة للحافلات التي تحمل الصخور والأثاث والبضائع، ولا يحتاج الأمر إلى خبير أو مختص ليؤكد أن عملية تثبيتها على الحافلات غير آمنة، وأي توقف مفاجئ أو حادث يمكن أن يخلف وراءه حوادث إضافية، والمصيبة إن كانت الضريبة حينها أرواح البشر.

لست مع فرض المخالفات والغرامات “في الطالع والنازل” كما نقول بالعامية، ولكننا للأسف شعوب لا توقفنا إلا هذه الغرامات، فالجيب يؤلم البعض أكثر من تعريض أنفسهم والآخرين للمخاطر، فترك الحبل على الغارب، يدفع البعض إلى التهاون في اشتراطات الأمن والسلامة على الطريق، فلا يكلفون أنفسهم ويستعينون بشاحنة أكبر لنقل تلك المواد، طالما أنهم كرروا الفعل مرة ومرات دون أن يجدوا من يردعهم، ظناً منهم أنه في كل مرة سوف تسلم الجرة ولن يكونوا طرفاً لحادث يفجع القلوب.

في مثل هذه الحالات من الضروري التشديد على مخالفات تجاوزات المركبات الثقيلة المحملة للمواد التي تفوق حجمها وطولها حجم وطول المركبة، فحياة الناس أغلى، ولا مجال فيها للتهاون أو المجاملة.

ياسمينة: قليل من الوعي وبعض من الالتزام يحفظ الأرواح.

وصلة فيديو المقال

الخميس 25 أبريل 2019لماذا علينا أن نصمت إلى أن يقع الحدث ونتكبد الخسائر والأرواح، فنتكلم ونستنفر ونضع القوانين لمنع تكرا...

إقرأ المزيد »

عاطلون بدرجة دكتوراه!

الخميس 13 ديسمبر 2018

مشكلة العاطلين عن العمل، مشكلة مؤرقة ويضرب ألمها عصب الحياة الاجتماعية في المملكة، فالعاطلون من الشباب طاقات مهدورة ومعطلة، رغم أن للمواطن الحق في الحصول على عمل يحفظ له كرامته، ويؤمن له حياته، سواءً كان يحمل مؤهلا علميا أو لا، فهو مواطن وليس من المعقول أن يبحث له عن وطن يؤمن له لقمة عيشه، إلا أن كل ذلك كما نقول في “كوم” وأن يكون هناك مواطنون يحملون درجات علمية تصل إلى الدكتوراه وهم عاطلون عن العمل في “كوم” ثاني!

حقيقة وليس بها من الخيال أي شيء، هناك حملة شهادات جامعية يقبعون في منازلهم عاطلين عن العمل لسنوات… مدرسون، وأطباء، ومحاسبون وإعلاميون وإن شئت خمن التخصصات الأخرى، والأنكى أن بعضهم يحمل درجة الدكتوراه! هل هذه النتيجة التي كانوا يتوقعونها؟ هل خطر ببالهم يوماً أنهم سيعلقون شهاداتهم على جدران غرفهم ينتظرون بارقة أمل، تحسسهم بقيمة السنوات الطوال التي قضوها مواصلين ليلهم بنهارهم في طلب العلم؟ هل هذا العُلى الذي وعدوا به بعدما سهروا وتعبوا! عدد من حملة الشهادات العليا الدكتوراه والماجستير ينتظرون لأشهر تمتد لأكثر من ستة للحصول على موافقة من الأمانة العامة للتعليم العالي بوزارة التربية والتعليم للحصول على إجازة تمكنهم من العمل في الجامعات الخاصة، أليس من الأجدى أن تعجل الأمانة إجراءاتها لتستفيد المملكة من الطاقات الوطنية المؤهلة بالدرجات الأكاديمية العليا، وأن تسهم بردم فجوة البطالة الأكاديمية قدر ما أمكن، خصوصاً أن النسبة الأكبر من العاملين في هذه الجامعات من الأجانب، سواءً كانوا أكاديميين أو من الموظفين الإداريين.

المسألة ليست بذاك التعقيد لتطول فيها الإجراءات وتُمدد لأشهر طوال، ويتأخر فيها المواطنون عن التوظيف، فالأمر لا يتعدى التعجيل في الإجراءات- كما يحدث في دول مجاورة – للبت والموافقة على الطلبات، فمن حق هؤلاء المواطنين بعدما قضوا ما قضوا من سنوات أعمارهم في طلب العلم، أن يأتي اليوم الذي يجنون فيه ثمار تعبهم، لا أن يتحسفوا على إهدارها في جهد وسهر قطاف ثماره لا يأتي إلا متأخراً، هذا إن أتى أصلاً.

ياسمينة: التسريع في إجراءات الأمانة العامة للتعليم العالي، الأمل الذي ينتظره شباب كثر.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BrUaCXdF96-/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=o3agl2rehiuu

التعليقات

الخميس 13 ديسمبر 2018 مشكلة العاطلين عن العمل، مشكلة مؤرقة ويضرب ألمها عصب الحياة الاجتماعية في المملكة، فالعاطلون من ال...

إقرأ المزيد »

فراعنة المدارس

الأربعاء 05 ديسمبر 2018

أمر حسن ذاك الذي فعلته وزارة الداخلية، ووزارة التربية والتعليم عندما اتخذت موقفاً حازماً وسريعاً مع الطالب الذي اعتدى بالضرب على زميله وفصله من المدرسة، في حالة من حالات التصدي لظاهرة التنمر المنتشرة في مدارس البنين والبنات على حد سواء، ليكون هذا الطالب عبرة لغيره، ممن يستعرضون عضلاتهم على زملائهم الأضعف منهم، مستغلين في أحايين كثيرة ضخامة بنيتهم الجسدية، أو سنهم الأكبر من زملائهم في الصفوف الأدنى، أو حتى استغلالهم نفوذ أهاليهم.

وكلما وجدت هذه الفئة الإطراء من جماعة من الطلبة- حيث يشكلون في الغالب جماعات – كلما قويت شوكتها… فتجدهم يطلقون على بعضهم البعض ألقاباً تعزز من نزعة “الفتوة” بداخلهم، وكما يُقال في المثل الشعبي: “قالوا لفرعون من فرعنك، قال ما حصلت من يردني”، فلو وجدت هذه الفئة المتنمرة من يتصدى لها، مرة تلو الأخرى لما تمادت، فإنزال العقاب على الطالب، وفصله من المدرسة، قد يجده البعض عقاباً قاسياً، إلا أنه في الواقع عقاب ضروري، كما يجب أن يعلم به كل طلبة المدارس، ليس تشهيراً بقدر ما يمثل درساً لمن يتنمر على زملائه سواءً باللفظ كالاستهزاء والتقليل من الشأن، أو الاعتداء الجسدي أو حتى الجنسي في بعض الحالات. آثار الاعتداءات اللفظية والجسدية التي يتعرض لها الطلبة، قد تجدها على سلوك الطالب المعتدى عليه، فإما أن يكون منطوياً على نفسه، أو فاقداً للثقة بنفسه، أو تجدها تؤثر سلباً على مستواه الدراسي، بل يكره الذهاب للمدرسة، وقد يكون عنيفاً مع أهله، خانعاً مع الغرباء من حوله، هذا إن ما حمل كل ذلك كوشم في شخصيته بقية حياته. لقد حان الوقت للبدء بمشروع زرع كاميرات مراقبة في المدارس، للوقوف على التجاوزات ليس فقط على مستوى الطلبة، إنما حتى على مستوى المدرسين، فكم من مقاطع مصورة انتشرت في الآونة الأخيرة لمدرسين متنمرين على طلبتهم، فإن كان بعض الطلبة محظوظين ووجدوا من يصورهم ليجدوا من يأخذ حقهم، فهناك حالات كثيرة، لا يعلم بها إلا الطلبة ومدرسوهم، أو لا يعلم بها إلا الطلبة أنفسهم، فغالباً المعتدى عليه يسكت عن الحادثة، خوفاً أحياناً، وخجلاً في أحايين أخرى، من الظهور بموقف الضعيف، فيضيع حقه.

ياسمينة:

الشدة في حالات التنمر مطلوبة.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BrC4CwplkZy/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=sx3lk0qzx0gr

الأربعاء 05 ديسمبر 2018 أمر حسن ذاك الذي فعلته وزارة الداخلية، ووزارة التربية والتعليم عندما اتخذت موقفاً حازماً وسريعاً...

إقرأ المزيد »

المتوحدون… منبوذون

الخميس 29 نوفمبر 2018

حان الوقت لنقول إن التوحد من الأمراض التي بدأت تزداد بين المواليد الجدد في الفترة الأخيرة، وإن من حق هذه الفئة أن تحصل على حقوقها بالكامل، شأنهم في ذلك شأن أقرانهم من الأسوياء، وأن إنشاء مدرسة حكومية مؤهلة بمتخصصين معتمدين تضمهم بجميع فئاتهم العمرية، حق لا يمكن تأجيله أكثر، فأهلهم يذوقون الويلات وهم يبحثون عن مركز يضمهم، ويدفعون مبالغ لا يقوون أصلاً على تحملها، فيتكبدون مرارة القروض والديون فقط ليوفروا بيئة تحتضنهم، وتتفهم اختلافهم، والذي ليس في مجمله اختلافا سلبيا كما يعتقد البعض خطأ، بل أحياناً يعد اختلافهم إيجابياً، فأغلبهم يملكون قدرات عقلية تفوق أقرانهم بمرات، لكنهم للأسف لا يجدون البيئة الحاضنة لهم، المحفزة لقدراتهم، ولا من يعترف بحاجتهم إلى من يدرك احتياجاتهم النوعية تلك.

بعض الأمهات اضطررن إلى ترك أعمالهن، للتفرغ الكامل لأطفالهن التوحديين، رغم حاجتهن إلى مصدر للدخل لتكبد المصروفات المضاعفة لمثل هؤلاء الأطفال، وهناك أمهات قررن الإقامة في إحدى الدول الأوروبية لتوافر مراكز متخصصة تتعامل مع هؤلاء الأطفال بمهنية وحرفية، تؤهلهم وتُخرج مكامن ما يملكون من قدرات ومهارات ومواهب بعضها قدرات تصنف بأنها خارقة كالقدرة على حل المسائل الرياضية المعقدة، وحفظ معلومات كبيرة بمجرد قراءتها مرة واحدة فقط والكثير من القدرات.

لكن، ليس الكل قادرا على تحمل نفقات السفر للخارج، لتوفير ما يحتاجه أطفالهم التوحديون، ولا كل الأسر تستطيع إيجاد البيئة الملائمة لطفل يجد نفسه غريباً، ومنبوذاً في مكان لا يعي بعد أسرار هذا المرض ويجد من اختلافه إعاقة، فبعض المجتمعات تزيد من توحد الأطفال فوق ما يعانونه من توحد، فلا الحضانات تقبلهم، ولا الروضات ولا المدارس، والمراكز القليلة المتوافرة حالياً لا تستوعب كل الحالات، وتستنزف الجيوب، ولساعات معدودات ترمي على الأمهات مسؤولية مضاعفة، حيث وجدن أنفسهن في دوامة بين ليلة وضحاها، والطامة أنهن لا يجدن يداً تنتشلهن من حيرتهن، ولا يداً تساعد أطفالهن.

ياسمينة:

توافر مدرسة حكومية تحتضن أطفال التوحد علامة تحضر، ومملكتنا جديرة بهذا التميز.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BqwZalRBKuu/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1kvoxgvcc5z9h

الخميس 29 نوفمبر 2018 حان الوقت لنقول إن التوحد من الأمراض التي بدأت تزداد بين المواليد الجدد في الفترة الأخيرة، وإن من...

إقرأ المزيد »