الخميس 30 مايو 2019
آخر ما يتوقعه الآباء، أن من أفنوا جّل سنوات أعمارهم في تربيتهم، وكسوتهم، ورعايتهم، وتدريسهم، والسهر عليهم وعيادتهم في مرضهم ولنقلها باختصار، من تولوا جميع شؤون حياتهم منذ صرختهم الأولى في الحياة حتى اشتدت سواعدهم، أن يقفوا أمامهم في المحاكم! يطالبونهم بما ليس لهم به حق، يطالبونهم بكدهم، وسعيهم و”شقاهم” وكأنهم هم من تساقط عرق جبينهم، مواصلين نهارهم بليلهم في العمل، لا ذاك أو تلك، اللذين لم يجدا النوم ولا الراحة وهما يفكران كيف سيطعمانهم، وكيف سيوفران لهم الحياة الكريمة التي تُغنيهم عن كل ما يدفعهم للتعب.
آباء، وجدوا أنفسهم وهم في أرذل العمر يُساقون بكراسيهم المتحركة في ردهات وأروقة المحاكم، وخصمهم فلذات أكبادهم! منهم من يقذفهم بالعته والجنون، وآخرون يدّعون أنهم شاخوا فخرفوا، فباتوا غير أهل للتصرف بأموالهم، مطالبين بالحجر عليهم ومنعهم من التصرف بما يملكون، وكل ذلك من أجل الاستحواذ على آخر دينار يمكن أن يكون في جيوبهم، مُخلفين حسرات وزفرات في صدور آبائهم.
أي عقوق هذا، وأي قلوب تلك التي لا ترق لمن قدموا كل ما يملكون، ولو تمكنوا لقدموا أعمارهم لهم، وكأنهم لعمري يستعجلون موتهم ليرثوهم، أو كما لو أنهم ملوا انتظار أجلهم فتزاحموا على أبواب المحاكم لاقتسام ميراث من لا يزال الله يرزقهم ويهبهم الحياة.
أن تجد شيخاً يبكي حرقة على ابن له ظلمه، وأهان كبر سنه بجرجرته في المحاكم، ليس أمرا هينا، بل الأدهى أن تُصدم بأنه رغم ما يراه من جحود ونكران يبكي لا بما حل عليه من مصيبة، بل خوفاً على أبنائه من نار يجدها لن ترحمهم في آخرتهم.
أقولها صراحة لكل الأبناء، ليس لكم حق في أي فلس أو دينار جاء بعرق وتعب آبائكم، إن أغدقوا عليكم بها من أنفسهم، وبرضاهم، فحلال عليكم، وتمتعوا بما حباكم الله ووالديكم به، أما في غير ذلك فليس من حقكم أن تنتزعوا هذه الأموال من آبائكم انتزاعاً، فهي ليست أموالكم ولا من حقكم أن تحددوا سُبل صرفها، فذاك تعبهم، ورزقهم الذي سعوا لأجله فأكرمهم الله به.
ياسمينة: هي سنوات معدودات، وسيفعل بكم أبناؤكم ما فعلتموه بآبائكم.
الخميس 30 مايو 2019
آخر ما يتوقعه الآباء، أن من أفنوا جّل سنوات أعمارهم في تربيتهم، وكسوتهم، ورعايتهم، وتدريسهم، والسهر عليهم وعيادتهم في مرضهم ولنقلها باختصار، من تولوا جميع شؤون حياتهم منذ صرختهم الأولى في الحياة حتى اشتدت سواعدهم، أن يقفوا أمامهم في المحاكم! يطالبونهم بما ليس لهم به حق، يطالبونهم بكدهم، وسعيهم و”شقاهم” وكأنهم هم من تساقط عرق جبينهم، مواصلين نهارهم بليلهم في العمل، لا ذاك أو تلك، اللذين لم يجدا النوم ولا الراحة وهما يفكران كيف سيطعمانهم، وكيف سيوفران لهم الحياة الكريمة التي تُغنيهم عن كل ما يدفعهم للتعب.
آباء، وجدوا أنفسهم وهم في أرذل العمر يُساقون بكراسيهم المتحركة في ردهات وأروقة المحاكم، وخصمهم فلذات أكبادهم! منهم من يقذفهم بالعته والجنون، وآخرون يدّعون أنهم شاخوا فخرفوا، فباتوا غير أهل للتصرف بأموالهم، مطالبين بالحجر عليهم ومنعهم من التصرف بما يملكون، وكل ذلك من أجل الاستحواذ على آخر دينار يمكن أن يكون في جيوبهم، مُخلفين حسرات وزفرات في صدور آبائهم.
أي عقوق هذا، وأي قلوب تلك التي لا ترق لمن قدموا كل ما يملكون، ولو تمكنوا لقدموا أعمارهم لهم، وكأنهم لعمري يستعجلون موتهم ليرثوهم، أو كما لو أنهم ملوا انتظار أجلهم فتزاحموا على أبواب المحاكم لاقتسام ميراث من لا يزال الله يرزقهم ويهبهم الحياة.
أن تجد شيخاً يبكي حرقة على ابن له ظلمه، وأهان كبر سنه بجرجرته في المحاكم، ليس أمرا هينا، بل الأدهى أن تُصدم بأنه رغم ما يراه من جحود ونكران يبكي لا بما حل عليه من مصيبة، بل خوفاً على أبنائه من نار يجدها لن ترحمهم في آخرتهم.
أقولها صراحة لكل الأبناء، ليس لكم حق في أي فلس أو دينار جاء بعرق وتعب آبائكم، إن أغدقوا عليكم بها من أنفسهم، وبرضاهم، فحلال عليكم، وتمتعوا بما حباكم الله ووالديكم به، أما في غير ذلك فليس من حقكم أن تنتزعوا هذه الأموال من آبائكم انتزاعاً، فهي ليست أموالكم ولا من حقكم أن تحددوا سُبل صرفها، فذاك تعبهم، ورزقهم الذي سعوا لأجله فأكرمهم الله به.
ياسمينة: هي سنوات معدودات، وسيفعل بكم أبناؤكم ما فعلتموه بآبائكم.
أحدث التعليقات