الجمعة 17 مايو 2019
هدر الأطعمة في شهر رمضان، هدر لا يمكن تجاوزه، ولا يمكن أن نسكت عنه رغم كثرة ما طرقنا بابه، فحسب إحصائية للمجلس الأعلى للبيئة فإن كمية هدر الأطعمة في شهر رمضان وحده تصل إلى 600 طن يومياً، فيما يصل الهدر اليومي من الأطعمة عادة إلى 400 طن. وتُقدر كلفة هذا الهدر بنحو 94 مليون دينار بحريني سنوياً! وهذا يعني أننا خلال كل عشر سنوات نكب في النفايات ما يقارب مليار دينار بحريني!
أمانة العاصمة وحدها أشارت في دراسة لها إلى أن 30 % من إجمالي المخلفات اليومية هي بقايا أطعمة! هذا قبيل الشهر الفضيل، فكم ستصل النسبة يا ترى لو طبقت ذات الدراسة في شهر رمضان؟ مازلنا ندخل السوبرماركت والأسواق قبيل شهر رمضان، وكأننا مقبلون على حرب لا على شهر من المفترض أن يكون الأكل فيه أقل، لتقلص عدد الوجبات الغذائية يومياً! ومازلنا نشهد المآدب والغبقات التي يفوض فيها الأكل الذي يكفي لأعداد مضاعفة مرتين أو ثلاث عن المتحلقين حولها، رغم أننا جيل من المفترض، أقول من المفترض، أن يكون أكثر وعياً وثقافة، وأكثر اطلاعاً على أحوال الشعوب من حولنا التي يلتقط أطفالها حبات القمح من الرمل.
مؤسف مشهد الأطعمة الملقاة في النفايات في إحدى الدول الخليجية، والتي زادت عن حاجة “إفطار صائم” فكبت في صناديق القمامة، وكأنها نفايات لا أطعمة يمكن أن تُشبع العشرات، فبعضها لم يمس، والبعض الآخر بالحافظات البلاستيكية، والأنكى تمور مغلفة جديدة رُميت بالقمامة، كما لو كانت وجبة لا تصلح إلا ليوم واحد، إن لم تؤكل في حينها فسدت!
“النعمة زواله”، هل علينا أن نعيد ونزيد في هذه الجملة التي يدركها الجميع، وتتغاضى عنها الأغلبية؟ هل علينا أن ندعوا لمشاهدة صور الشعوب المتضورة جوعاً، كي نعي الدرس؟ المسألة بسيطة، أعدوا الأطعمة التي تشتهيها أنفسكم، لكن بقدر ما ستستهلكونها، وكلوا واشربوا ولا تسرفوا، فلم يمنعكم الله من التمتع بخيراته ونعمه.
ياسمينة: “ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ” (التكاثر 8).
الجمعة 17 مايو 2019
هدر الأطعمة في شهر رمضان، هدر لا يمكن تجاوزه، ولا يمكن أن نسكت عنه رغم كثرة ما طرقنا بابه، فحسب إحصائية للمجلس الأعلى للبيئة فإن كمية هدر الأطعمة في شهر رمضان وحده تصل إلى 600 طن يومياً، فيما يصل الهدر اليومي من الأطعمة عادة إلى 400 طن. وتُقدر كلفة هذا الهدر بنحو 94 مليون دينار بحريني سنوياً! وهذا يعني أننا خلال كل عشر سنوات نكب في النفايات ما يقارب مليار دينار بحريني!
أمانة العاصمة وحدها أشارت في دراسة لها إلى أن 30 % من إجمالي المخلفات اليومية هي بقايا أطعمة! هذا قبيل الشهر الفضيل، فكم ستصل النسبة يا ترى لو طبقت ذات الدراسة في شهر رمضان؟ مازلنا ندخل السوبرماركت والأسواق قبيل شهر رمضان، وكأننا مقبلون على حرب لا على شهر من المفترض أن يكون الأكل فيه أقل، لتقلص عدد الوجبات الغذائية يومياً! ومازلنا نشهد المآدب والغبقات التي يفوض فيها الأكل الذي يكفي لأعداد مضاعفة مرتين أو ثلاث عن المتحلقين حولها، رغم أننا جيل من المفترض، أقول من المفترض، أن يكون أكثر وعياً وثقافة، وأكثر اطلاعاً على أحوال الشعوب من حولنا التي يلتقط أطفالها حبات القمح من الرمل.
مؤسف مشهد الأطعمة الملقاة في النفايات في إحدى الدول الخليجية، والتي زادت عن حاجة “إفطار صائم” فكبت في صناديق القمامة، وكأنها نفايات لا أطعمة يمكن أن تُشبع العشرات، فبعضها لم يمس، والبعض الآخر بالحافظات البلاستيكية، والأنكى تمور مغلفة جديدة رُميت بالقمامة، كما لو كانت وجبة لا تصلح إلا ليوم واحد، إن لم تؤكل في حينها فسدت!
“النعمة زواله”، هل علينا أن نعيد ونزيد في هذه الجملة التي يدركها الجميع، وتتغاضى عنها الأغلبية؟ هل علينا أن ندعوا لمشاهدة صور الشعوب المتضورة جوعاً، كي نعي الدرس؟ المسألة بسيطة، أعدوا الأطعمة التي تشتهيها أنفسكم، لكن بقدر ما ستستهلكونها، وكلوا واشربوا ولا تسرفوا، فلم يمنعكم الله من التمتع بخيراته ونعمه.
ياسمينة: “ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ” (التكاثر 8).
أحدث التعليقات