التصنيفات:مقالاتي في صحيفة الوقت

فقيرة ويتيمة

ياسمين خلف أتذكرون بالأمس عندما طرحت قضية ‘’روب التخرج’’ الذي تصل قيمته في إحدى المدارس الثانوية إلى 25 دينارا، وكيف حرمت عدد من الطالبات ‘’الفقيرات طبعا’’ من حفلة التخرج ليبكين طوال عمرهن كلما تذكرن أنهن حرمن من أجمل اللحظات بسبب حفنة من الدنانير البخسة، للأسف لم نر تحركا جديا من قبل وزارة التربية والتعليم كأن تفرض على المدارس تحديد سعر مناسب لهذه ‘’الروبات’’ أو على الأقل إعفاء الطالبات من ذوات الأسر المحدودة الدخل من الرسوم، أو حتى توفير عدد من ‘’الروبات’’ في المدرسة على أن يستخدمنها الطالبات ويرجعنها مع انتهاء حفل التخرج، مما جعل الأمر يستمر والحكاية لم نجد لها نهاية.
إحدى الطالبات الفقيرات واليتيمة لجأت إلى مسؤولة الحفل لتبلغها بأنها حصلت على روب تخرج يعود للعام 2000 فإذا كان بإمكانها أن تلبسه في حفلة تخرجها حتى ولو كانت فرحتها منقوصة وهي التي تعلم أنها دون صديقاتها تلبس ‘’روبا’’ عمره نحو 7 سنوات، إلا أن مسؤولة الحفل رفضت ذلك بحجة أنه يختلف عن روب الباقيات من الطالبات، رغم أن الاختلاف الوحيد هو الوشاح الذي يحمل سنة التخرج، أي أنه بالإمكان تقليص المصروفات إذا ما أمكن التحايل وتم تغيير الوشاح دون الروب حيث إن الكلفة ستكون أقل بكثير،المهم أن الطالبة دفعت المبلغ والله وحده يعلم حجم المشكلة التي ربما سببتها لأهلها مع تحميلهم ما لا طاقة لهم.
والجميل اليوم أن عددا من الطالبات في تلك المدرسة سعين وبتصرف إنساني بحت إلى جمع تبرعات في حصالة في الفصل لمساعدة زميلتهن ‘’الفقيرة’’ لتوفير قيمة ‘’روب التخرج’’ إضافة إلى المصروفات الأخرى التي تتفنن المدرسة في إيجاد تبريرات لجمعها ‘’ كالتصوير والهدايا والشهادات والشكولاته التي تحمل اسم المدرسة وغيرها، وكل ذلك دون علم الطالبة حتى لا يحرجنها أو يجرحن إحساسها ومشاعرها، وفضلن أن يكون التسليم من قبل مسؤولة الحفل حتى لا يظهرن في الصورة وتخجل منهن زميلتهن، والغريب أن المسؤولة عن الحفل رفضت أن تسلم الطالبة المبلغ الذي وصل إلى 120 دينارا أو أكثر لتقول ‘’ما يخصني كلامكن مع الإدارة لا معي’’. الطالبات لم ييأسن لجأن إلى السكرتيرة التي سكتت طويلا ثم قالت إنها ستنظر في الموضوع في اليوم التالي، لتتدخل أخرى من الإدارة لتقول ‘’لا فهذه فيها مساءلة قانونية وكلام و أشياء كثيرة .. المفروض ألا يكون باسم الإدارة’’ عاودت الطالبات كرتهن ولجأن في اليوم التالي للسكرتيرة إلا أنهن سمعن ذات الكلام من الموظفة نفسها. لا نطلب القفز على القوانين ولا نحرض على مخالفتها، ولكن كان من الأجدى أن يتم التفكير بطريقة يمكن تسليم الطالبة المبلغ دون أن تعلم أنه من زميلاتها حتى وإن كان بإبلاغ وزارة التربية بالأمر لتوضع في الصورة، وأقسم لو كنت محل الإدارة لكرمت الطالبات على موقفهن الإنساني لا أن أضع العراقيل التي ربما تمنعهم من تكرار هذا السلوك في المستقبل ‘’لا ترحم ولا تخلي رحمة الله تنزل’’.
وعودة إلى روب التخرج الذي كما أعتقد يشكل سعره قلقا للطالبات وأسرهن ‘’محدودي الدخل’’ فإن سعره مبالغ فيه، وذلك يعني أن المدرسة جمعت 4500 دينار لـ ‘’الروبات’’ فقط، حيث إن عدد الطالبات يصل إلى نحو 180 طالبة في 6 فصول كل فصل يضم نحو 30 طالبة، هذا دون المصروفات الأخرى لمستلزمات الحفلة ‘’الستايل’’ التي يتكلم عنها القاصي والداني. أمن المعقول أن المدرسة لا تحصل على تخفيض على سعر تفصيل الروبات وهي التي تفصل كل عام ما لا يقل عن المئتي روب بقليل؟ نتمنى أن لا نسمع أن طالبة حرمت من يوم تخرجها وتضع وزارة التربية حلا لهذه المعضلة، و أن يكون هذا المقال الأخير في هذا الشأن لنضع نقطة نهاية قصة روب التخرج هذا.

أتذكرون بالأمس عندما طرحت قضية ‘’روب التخرج’’ الذي تصل قيمته في إحدى المدارس الثانوية إلى 25 دينارا، وكيف حرمت عدد من ال...

إقرأ المزيد »

والله البحريني «قنوع»

ياسمين خلف ما الذي يريده البحريني اليوم؟ وما هي أقصى أمنياته؟ وكيف لنا أن نوقف تذمره المستمر والذي تعلو صرخاته يوما بعد يوم؟ أسئلة قد تحوم في بال الكثيرين منا، وكأني أرى أن السواد الأعظم من البحرينيين يريدون أن يحيوا بكرامة بعيدا عن ذل السؤال والفاقة، فلا يريدون غير أن يستر الله عليهم في البيت ”المُلْك طبعا” وراتب يكفيهم وعيالهم حتى نهاية الشهر لا منتصفه أو حتى ربعه كما هو حال فئة هي الأكثر بين البحرينيين اليوم، وعلى الطرف الآخر شباب يسعى إلى الحصول على أية وظيفة براتب يمكنه من التفكير بمشروع الزواج لا أن يؤجله إلى أجل غير مسمى قد لا يأتي أبدا إن بقى الحال على ما هو عليه، حينها فقط الكثير من المشكلات في هذا البلد ستؤول إلى الحل، فالبحريني والله ”قنوع”. محمد رضا البحريني الذي لجأ إلى اقتحام بيت إسكان في مشروع اللوزي في قرية كرزكان أخيرا، كان يحمل رسالة إلى الوطن بأن البحريني لا يريد غير أربعة جدران تؤويه وأسرته وراتب يعينه على متطلبات الحياة الأساسية، لم يطالب بالرفاهية في بلدنا النفطي ولكن قال ”أريد أن أعيش بكرامة في منزل أو حتى شقة متواضعة تتوافر فيها مقومات السلامة” لا كشقته التي تتحول إلى بركة سباحة في الشتاء تضطره إلى فصل التيار الكهربائي حفاظا على سلامته وسلامة أهله، كحق من حقوقه في هذا البلد. لا نعطي الشرعية لهذا المواطن لاقتحام المنزل، ولكن أليست الظروف القاهرة هي التي دفعته إلى أن يعّرض نفسه وزوجته وطفليه (3 أعوام و9 الأشهر) إلى أن يقوم بهذا الفعل الذي يعلم سلفا بأنه سيجبر على إخلاء المنزل حتى وإن استخدم معه أسلوب القوة كما حدث فعلا قبل أيام؟ 200 دينار كراتب شهري يتسلم منه 184 ديناراً بعد اقتطاع التأمين، ويذهب منه 70 ديناراً كإيجار للشقة ”السردين” التي يقيم فيها حاليا، ناهيك عن 65 ديناراً أخرى يسدد فيها قرض البنك، يعني بحسبة رياضية هينة يتبقى له 49 ديناراً فقط، والحكيم الاقتصادي من يستطيع أن يقول كيف لأربعة أفواه أن تتصرف بهذه الدنانير حتى نهاية الشهر، ألا يأكلون كباقي البشر؟ ألا يلبسون؟ هل دفعهم المرض إلى العيادات الخاصة؟ ألا يحتاجون إلى التنقل عبر السيارة التي وحدها تستهلك بنزينا قد يفوق هذه الدنانير؟ ألا يستخدمون الهاتف؟ والكثير الكثير من المتطلبات الحياتية التي أخذت تشتعل في أسعارها حارقة قلوب المواطنين، أقسم بالله أنه ليضربني العجب في قدرة مئات بل وألاف من الأسر العيش ضمن حفنة الدنانير هذه، أتراها البركة في المال الحلال كما يقال. أمثال محمد كثر، منهم من تنفس الصعداء عندما قرأ خبره على صفحات الجرائد ومنهم من تمنى أن يقوم بالفعل ذاته وآخرون وجدوه الصوت الذي علا ليوصل رسالة للمسؤولين وأصحاب القرار بأنهم لا يطالبون بغير تحسين الأوضاع المعيشية والحصول على سكن ملائم، لا أن ينتظروا سنوات قد تصل إلى أكثر من 15 عاما للحصول على بيت قد لا يمهلهم القدر العيش فيه طويلا، أعانك الله يا محمد على ما أنت فيه وأعان الله أمثالك.

ما الذي يريده البحريني اليوم؟ وما هي أقصى أمنياته؟ وكيف لنا أن نوقف تذمره المستمر والذي تعلو صرخاته يوما بعد يوم؟ أسئلة...

إقرأ المزيد »

رسالة بذيئة من إيميل بذيء

ياسمين خلف لا أعرف بالضبط كيف يفكر ‘’بعض’’ القراء حقيقة، تكتب شيئاً ويفهمونه بشكل آخر، قد لا يتعلق بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد ،حتى أني أشك في قدراتهم الفهمية وحتى العقلية! أو ربما قدرتي على إيصال الفكرة، لا نختلف إن كان الأمر يتعلق باختلاف الرأي، الذي لا يفسد للود قضية، فالصحافي عندما يكتب عمودا فهو يعبر عن رأيه الشخصي الذي ليس بالضرورة أن يكون متوافقا مع الغير، وهي حقيقة لابد أن يدركها القراء، وفي المقابل نحن ندرك كصحافيين أن هناك من يحمل فكرا يختلف عنا 180 درجة وهو لا يزعجنا البتة ونتقبله بصدر رحب، فلكل منا أفكاره التي لابد من الطرف الآخر أن يحترمها أن كان يريد من الآخرين أن يحترموا رأيه.
ولكن ما لا نتقبله حقيقة أن يكون من بين القراء أناس ويؤسفني أن أقولها بأنهم عديمو أخلاق وتربية كذلك، فمن فمك أدينك كما يقال، فليس من أهل الأخلاق من يستخدم كلمات سوقية لا تليق إلا بأبناء الشوارع، كصاحب الإيميل الذي استخدم كلمات أقل ما يمكن أن أقول عنها بأنها بذيئة وقبيحة تنم عن مستوى أخلاقه عندما أراد أن يعبر عن رأيه الشخصي بخصوص عمود ‘’وآله وسلم’’ لدرجة أنه طعن في شرفي وأخلاقي ولو كانت الكلمات هينة لبعض الشيء لما توانيت عن ذكرها ليعرف الجميع المستوى الذي وصل إليه هذا الشاب، فلا أريد أن أعمم هذا المستوى من الأخلاق المنحطة على جميع الشباب طبعا، لأني أعتقد أنه حالة فردية ‘’ربما’’ ولكني أنأى عن ذكر كلماته لأن مكانة القراء أعلى من كلماته البذيئة التي لا تليق إلا به، وإني لأستغرب أن هناك من يستخدم هذا الأسلوب الوضيع في التفاعل مع ما يكتب في الصحف.
فالكلمة الطيبة صدقة ‘’وخير الناس أحسنهم خلقا’’ كما قال رسول الله محمد (ص) وكلام الرجل ميزان عقله، كما قال الإمام علي عليه السلام، وقال أيضا ‘’كلامك محفوظ عليك مخلد في صحيفتك فاجعله فيما يزلفك، وإياك أن تطلقه فيما يوبقك’’، فلا يعتقد أي منا بأن كلامه وما يكتبه سيمر هكذا يوم القيامة فكلها ستستدعى ويحاسب عليها خيرها وشرها، فعز وجل قال في كتابه في سورة القلم ‘’ن والقلم وما يسطرون «1» صدق الله العلي العظيم حيث يقسم الله بالقلم وما يكتب به كأعظم النعم الإلهية التي اهتدى إليها الإنسان يتلو الكلام ويضبط الحوادث الغائبة عن الأنظار والمعاني المستكنة في الضمائر، لا أن يكون القلم وسيلة لرمي المحصنات.

لا أعرف بالضبط كيف يفكر ‘’بعض’’ القراء حقيقة، تكتب شيئاً ويفهمونه بشكل آخر، قد لا يتعلق بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد...

إقرأ المزيد »

أغبياء و«هبلان بعد»

ياسمين خلف
لم تترك لي طالبة الثانوية التي نشرت رسالتها في العمود السابق أي فرصة للتعليق على قضية استخدام الألفاظ غير المهذبة من قبل المعلمات للطالبات، فقد كانت رسالتها طويلة ولا تتناسب مع مساحة العمود رغم اقتطاعي لبعض أجزائها، حيث أحببت أن أنشرها كما هي وبأسلوبها، إذ للنفسية دور في انتقاء الكلمات التي أجدها حقاً أقرب إلى توصيل الهدف من الرسالة، وهو ما دفعني إلى نقلها كما هي الأحد الماضي واليوم أعلق عليها.
فهذه الطالبة ليست الوحيدة التي تتعرض إلى الكلمات والألفاظ المهينة، فمثلها المئات، ومنهن ولية أمر علقت على العمود الماضي بأن معلمة ابنتها لا تتوانى من نعتها بـ «الهبلة» حتى أمام أمها (ولية الأمر) ولكن أليس المعلم مربياً؟ أليس من المفترض أن يكون قدوة؟ كيف به أن يوجه كلمات كالسهام، بل كالرصاص الذي يصل مباشرة إلى ذات الطالب، خصوصاً في مثل المرحلة العمرية لطالبتنا هذه، حيث عزة النفس وتكوين الشخصية في أوجها، وكلنا يعرف أثر المراهقة على تفكير المراهق وتصرفاته، المئات من الطلبة يكرهون المادة، بل المدرسة برمتها إذا ما واجهوا مدرساً بهذه الشاكلة، بل إنهم لا ينسون هذا المدرس طيلة حياتهم لما يتركه من ذكرى سيئة في حياتهم.
من منا ولد وهو عالم ولا يحتاج إلى من يعلمه؟ ولو كنا كذلك فلماذا ندخل المدرسة إذاً؟ بغض النظر عن العباقرة طبعاً، فنحن نتكلم عن الناس العاديين، وعليه لمَ «يعصب» المدرسون على الطلبة إن هم لم يتلقوا المعلومة من المرة الأولى، وخصوصاً في المواد التي تحتاج إلى تركيز وفهم كمادة الرياضيات مثلاً، أليس من واجب المدرس أن يعيد الشرح مرة ومرتين وحتى ثلاث مرات؟ ألا يدرك أن الناس قدرات وهناك فروق فردية؟ فهناك طالب يفهمها من المرة الأولى وقد يصحح للمدرس «وتحدث كثيراً»، وهناك في المقابل طلبة يحتاجون إلى أن يعاد عليهم الشرح أكثر من مرة، وقد يكون بصورة فردية أيضاً ليتمكن من الاستيعاب، وهي حقيقة لابد ألا تغيب عن مدرسينا الأفاضل.
الطالبة قالت في رسالتها «لا أتجرأ أن أسألها، أعرف أنها ستحرجني أمام الطالبات» أليست هذه العبارة كفيلة ببيان نتيجة الترهيب والإهانة العلنية للطلبة في الفصول، حيث وصل الأمر بالطالبة إلى ألا تتجرأ بسؤال المدرسة أو حتى أن تقول «عفواً، أنا لم أفهم ممكن أن تعيدي الشرح من فضلك؟» لتتقوقع على نفسها وتقع في حيرة إن هي حوصرت بالأسئلة في الامتحان، فإن هي لم تلجأ إلى الغش رسبت وأعادت المادة أو السنة بالكامل، أهي النتيجة التي يتمناها المدرسون؟ فحتى المدرسون لا يرضيهم أن يجدوا الوجه ذاته في الفصل ذاته ولسنوات عدة «هكذا أعتقد».
ما لم أذكره في رسالتها السابقة أنها تتمنى أن أنشر اسم المعلمة أو حتى حرفاً من اسمها، أتدرون لماذا قالت ذلك؟ تريد أن تحرجها كما أحرجتها وزميلاتها في الفصل عندما تنعتهن وباستمرار بالأغبياء والكسالى، أعتقد أن ذلك كفيل بأن نعرف مدى الشرخ الذي أوجدته المدرسة تلك في نفسية هذه الطالبة، والتي يوماً ما ربما ستكون مدرسة وقد تسقط كل ذلك على طالباتها من دون أن تعي أنها كانت ضحية واليوم مجرمة.

لم تترك لي طالبة الثانوية التي نشرت رسالتها في العمود السابق أي فرصة للتعليق على قضية استخدام الألفاظ غير المهذبة من قبل...

إقرأ المزيد »

«يا الأغبياء»

ياسمين خلف

ياسمين خلف
بلا شك، أثار العنوان استفزاز بعض القراء وحنق بعض آخر منهم، فكلمة أغبياء تقلل من شأن الشخص حتى وإن كانت في محلها، فلا أحد منا يقبل أن ينعت بها، فما بال إن صدرت من مدرسة لطالباتها وبشكل مستمر. هذا ما يحدث في إحدى مدارس المحافظة الوسطى، حيث لا تتوانى المعلمة من ترديدها على مسامع طالباتها، ما سبب لهن كما يبدو عقدة نفسية وكرهاً للمادة.
طالبة من الصف الثالث الثانوي قالت «هذه المعلمة درست أمي قبل 20 عاماً، ولكن المشكلة ليست هنا، بل في قسوتها وسوء تعاملها مع الطالبات وخصوصاً من لا تفهم الدرس بسرعة، فتعتبرها كسولة وغبية – على حد قولها. طبعاً لسوء حظي أنها تدرسني كتاب ‘’حساب التفاضل’’، وهي مادة صعبة للغاية وتحتاج إلى معلمة تسعى إلى مساعدة الطالبات وخصوصاً الضعيفات منهن. لا أنكر أنها ذكية جداً في مادة الرياضيات عموماً، ولكنها لا تراعينا أبداً، وإذا سألتها إحدى الطالبات عن أي شيء فسرعان ما تنعتها بالغبية أو تقول لها أساسياتكِ ضعيفة في الرياضيات لدرجة أنني إذا سألتكِ (2+5) يساوي كم ستجيبين يساوي (1)».
وتتابع الطالبة «لماذا هذا الاستهزاء بالطالبات فأنا لا أتجرأ أن أسألها أي سؤال، لأنني أعرف أنها ستحرجني أمام الطالبات، كما أنها لا تشرح لنا أمثلة الكتاب، بل تحل تمريناً واحداً على السبورة كشرح للدرس.. لاحظي ‘’تمرين واحد فقط’’، ثم تمسح كل ما كتبت على السبورة وتطلب منا أن نحله بأنفسنا إضافة إلى كثير من التمارين. وإذا رأت أي طالبة تتصفح الكتاب بحثاً عن مثال مشابه لتستند إليه في الحل، فإنها سرعان ما تصرخ في وجهها رافضة ذلك، ناعتة إياها بالغبية، ولا يحلو لها وقت التطبيقات أو الاختبارات القصيرة إلا بعد أن يرن جرس نهاية الحصة وتقول ‘’ما عليه، ما عليه، التطبيق سهل، حلوه بسرعة وباخذ الأوراق، واللي ما بتعطيني كيفها لكن بحط ليها صفر، ونضطر لحل التطبيق، لكن ما الفائدة إذا كانت أعلى درجاتي 2 من أصل 10 في كل من هذه التطبيقات ».
وتضيف «يا عزيزتي، أنا لست كسولة في الرياضيات والدليل على ذلك أنني أحصد درجات جيدة في مادة الجبر، لأن المعلمة تهتم بنا وتشرح جيداً، لكنني بسبب المعلمة هذه أرسب في جميع الاختبارات والتطبيقات. تخيلي أنها في يوم من الأيام أعطتنا 5 أسئلة لنحلها كتطبيق، ولأنني لا أفهم لكل ما تشرح فلم أحل سوى 3 أسئلة، أتعرفين ماذا قالت عندما رأت ورقتي (من هاذي اللي ورقتها فاضية، أكيد (….) لماذا تتكلم بهذا الأسلوب الفض والقاسي. كما أنها دائماً ما تردد أنها لا ترانا (4 طالبات) أبداً في الصف ولا تلتفت إلينا، وهي لا تهتم بذلك أصلاً، ولا يهمها إن رأتنا أم لا، أتصدقين أنني في يوم من الأيام خرجت من الصف قاصدة المكتبة من أجل الطباعة، معتقدة أنها حصة فراغ، فعدت وإذا بها تشرح في الصف سألتني ‘’ماذا تريدين لمن أُعطي هذه الأوراق التي في يدكِ ‘’.. أرأيتِ، إنها لا تعرف أصلاً أنني من هذا الصف (…) آخر ما قالته عني وعن مجموعتي، كان في اليوم المفتوح، قالت إننا شلة كسالى، ترى هل تعرفنا هي أصلاً حتى تقول إننا شلة كسالى، الكسالى على حسب علمي يكونون فوضويين ومشاغبين ولا يهتمون بدروسهم، لكن نحن لا يحق لها أن تنعتنا بشلة الكسالى، أنا لست كسولة، والدليل أنني في جميع المواد في امتحانات المنتصف أنال درجة الامتياز، وإن نزلت درجاتي فهي لا تقل عن 15 من أصل ,20 أهذه درجات كسالى».
وتقول «هذه المعلمة بكل بساطة لا تحترم أحداً ولا تقدر الطالبات أبداً، وإذا سألتها أية طالبة عن شيء ما، تغضب ولا تجيب. أهذه معلمة إنها لا تصلح لأن تكون معلمة على الإطلاق».
* للحديث صلة

ياسمين خلف بلا شك، أثار العنوان استفزاز بعض القراء وحنق بعض آخر منهم، فكلمة أغبياء تقلل من شأن الشخص حتى وإن كانت في محل...

إقرأ المزيد »

إعلاناتنا هل تشبهنا؟

ياسمين خلف مررت – ربما مئات المرات – بالقرب من دوار كبير وأنا في طريقي إلى الصحيفة مقر عملي خلال الأشهر الماضية، ورغم رؤيتي لإعلان إحدى الشركات ولفته لنظري إذ كان غير مألوف، إلا أن نظرتي ربما لم تدخل في الأعماق كما كانت نظرة زميلي لها، حيث أبدى امتعاضه من هذا الإعلان لدرجة أنه وجده مقززا وغير أخلاقي، بل يتنافى مع التربية، إذ إنه أب وله نظرته التي قد لا تكون لغيره، وهو محق فيما قال بل أؤيده كل التأييد.
الإعلان كان لفتاة تمد رجليها حتى تظهر قاعها المنقوش بالحناء. لا نختلف على أن الإعلان كان لافتاً والنقوش جميلة، ولكن ما أغاظ زميلي أنها تناقض ما نربي عليه أبناءنا، بأن من العيب أن تمد رجليك أمام الجالس أمامك كنوع من الاحترام، وهو ما تربى عليه زميلي أيضا كما قال، حتى انه أخذ نصيبه من الضرب إن هو خالف ذلك ومد رجليه أمام الضيوف. يقول زميلي إنه أحس بالخجل عندما أحرجه ابنه بالسؤال مستغربا إن تلك الفتاة تمد رجليها وهم أمامها؟ وكأنه يقول بأنك يا أبي تكذب عليّ وتناقض نفسك. كيف تقول إن ذلك السلوك خاطئ وهذه الفتاة تفعله أمام الملأ؟ بل إنه قال إنه أحس بأن مصمم هذا الإعلان لم يحترم الناس، حتى أنه أخذ يتحاشى النظر إلى هذا الإعلان كلما مر على الدوار، رغم كثرة مروره عليه في الذهاب والإياب إلى عمله.
ولمن لم يرَ هذا الإعلان أنصحه بألا يتعب نفسه فلن تتسنى له الفرصة لذلك، فالإعلان وقبل مدة زمنية قصيرة أزيل من على الدوارات، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه، هل تلك الإعلانات تشبهنا؟ وهل تتناسب مع عاداتنا وتربيتنا، أم هي كغيرها من السلوكيات والمظاهر الحياتية التي تعتبر دخيلة، خصوصا إذا ما كانت مصممة من أجانب لا يعرفون عاداتنا بطبيعة الحال ولا الفاصل بين العادي والعيب. زميلة لي وجدت من إعلان إحدى الشركات العالمية في وسائلنا الإعلامية ‘’سماً مدسوساً’’ قد لا يعيه الناس والعامة، ولكنه يؤثر في الشباب والمراهقين من الأولاد وبطريقة لا شعورية عندما يجعل من شكل أحد المراهقين أقرب إلى أن يكون فتاة منه إلى الولد بالنعومة والمكياج، وماذا.. بزينا الخليجي. وهي بالمناسبة تعزز ظاهرة الجنس الثالث، لتجعل منهم كما الأسوياء بيننا وأن لا حاجة للشعور بالخجل ويمكنهم وضع مساحيق التجميل والخروج للناس بشكل طبيعي، وقس على ذلك الكثير من الإعلانات التي ربما تمر علينا مرور الكرام إلا أنها تترك أثرا كبيرا على الصغار ولو بعد حين، والذين غالبا ما يكونون هم المستهدفون دون غيرهم من الفئات العمرية، أوَ مع ذلك يحق لنا أن نلومهم إذا ما شذوا عنا في السلوك؟

مررت - ربما مئات المرات - بالقرب من دوار كبير وأنا في طريقي إلى الصحيفة مقر عملي خلال الأشهر الماضية، ورغم رؤيتي لإعلان...

إقرأ المزيد »

و«آله» وسلم

ياسمين خلف
كما العادة تعودنا على أن نرى عجب العجاب، وأن نسمع أمورا يحسب البعض أنها ضربا من ضروب الشائعات، أو لنقل إن العقل أحيانا كثيرة يحاول أن لا يصدق ما لا يريد أن يصدقه، فما حصل في إحدى المدارس الإعدادية في المحافظة الشمالية نوع من ذلك، عندما خرجت لنا مدرّسة للتربية الإسلامية تنقص من درجات الطالبات درجتين ‘’ كاملتين’’ إن هن كتبن ‘’وآله وسلم’’ بعد اسم رسول الله محمد ‘’ص’’، وتنقصهم كذلك درجتين إضافيتين إن هن لم يكتبن ‘’رضي الله عنه’’ بعد أسماء الصحابة ‘’رضي الله عنهم’’ عشنا وشفنا و’’ياما حنشوف’’.
وكأني أرى نفسي محل الطالبات عندما استلمن أوراق الاختبارات وهن متأكدات بأنهن حصلن على الدرجات النهائية بعد أن أمضين الليل والنهار في الدراسة ليفاجأن بأنهن نقصن في الدرجات بما يزيد عن الست مثلا، لا لخطأ في الإجابة وإنما لتعودهن على ذكر آل البيت بعد الصلاة على النبي محمد كما تربين عليه منذ نعومة أظفارهن، أليست الصلاة على النبي محمد ‘’ص’’ من دون ذكر آل البيت صلاة مبتورة كما نعرف أم نحن مخطئون؟
حسنا فعلوا أهالي الطالبات عندما اعتصموا أمام المدرسة مطالبين بمحاسبة المعلمة، والذي على ما يبدو تعنتت وكابرت في تصحيح الدرجات والتغاضي عن الخلفية الدينية التي جاءت منها، خصوصا أنها تعلم جيدا إن السواد الأعظم أو لنقل جميع الطالبات في المدرسة التي تدرّس فيها من الفئة الدينية المغايرة لها، وحسنا فعلت وزارة التربية والتعليم عندما سارعت في الاجتماع بالهيئة الإدارية للوقوف على المشكلة وإن لم نكن نعلم حتى اللحظة ما الإجراء القانوني الذي اتخذ ضدها، خصوصا أنه وكما علمنا أن عددا من مدرسات التربية الإسلامية في مدارس أخرى يحملن ذات العقلية، ويرتب الأهالي حاليا لاعتصام مماثل أمام مدارس بناتهم، فالدرجة وحتى النصف درجة تؤثر على معدلات الطلبة وتكون فيصلا في الترتيب النهائي لهن في لوحات الشرف، وعلى ماذا.. النقصان على ذكر ‘’وآله وسلم’’؟ كل ما نتمناه من وزارة التربية أن تكون شفافة في التعامل مع القضية وتنشر للعامة الجزاء الذي وقع على المعلمة لتكون عبرة لغيرها، فدورها كمربية خطير قد لا يقاس بعده إلا بعد سنوات عندما تشحن الطالبات بالحقد ليس فقط على هذه المدرّسة بل على فئة كبيرة تحمل ذات العقلية، خصوصا عندما يجدن تضاربا بين ما يتلقينه في المدرسة وبين التربية الدينية التي يحصلن عليها من أهاليهن أو من المؤسسات الدينية الأخرى التي ينهلن منها علومهن الدينية، أليس بذلك نخلق بأيدينا الطائفية دون قصد في أحيان كثيرة لنولول بعدها من آثارها المقيتة؟ لنكن معتدلين غير متطرفين لنتعايش بسلام كما عاش أجدادنا وآباؤنا على أرض هذا البلد الطيب.

كما العادة تعودنا على أن نرى عجب العجاب، وأن نسمع أمورا يحسب البعض أنها ضربا من ضروب الشائعات، أو لنقل إن العقل أحيانا ك...

إقرأ المزيد »

ساحل الجن والأشباح

ياسمين خلف
تحسن الجو في الأيام القليلة الماضية دفع بكثير من المواطنين إلى ارتياد الأماكن المفتوحة بعيداً عن المجمعات التجارية التي كبتت أنفاسنا، ولن أقول الأماكن الترفيهية، إذ إنها للأسف لا ترقى لهذا المصطلح.
كغيري وعلى غير عادتي قصدت قبل أيام ساحل أبوصبح لاستنشاق هواء نقي أفتقده فعلاً، واصطحبت معي ابني أختي لاعتقادي وكما أعلم أن الساحل يضم عدداً من الألعاب وان كانت بسيطة، ذهبنا وكلنا أمل أن نحفل بـ «كشتة» مغايرة هذه المرة، لنفاجأ بأن الساحل أشبه بساحل الجن والأشباح، فجزء منه تم تحويطه لمشروع ما، والجزء الآخر حظي بألعاب قديمة صدئة محطمة، تشكل خطراً واضحاً على الأطفال، لم أتمكن من منع ابني أختي من اللعب، خصوصاً أنهما وجداها فرصة لا تعوض بأن يكون هناك بحر وهواء وساحل كبير يركضان فيه بحرية، وهما اللذان لم يتعديا الرابعة من عمريهما، ولم تجد توسلاتي بعدم الاقتراب من الألعاب، ولا يلامان في ذلك، فهل يلام الجائع الفقير إن سرق الرغيف؟ فأخذا يلعبان إلى أن أصيب أحدهما بجروح في ساقيه نتيجة الاحتكاك في «الزحلاقة» كونها محطمة ومتآكلة إثر عوامل التعرية لقرب الألعاب من ساحل البحر، حينها فقط أحسا بخطر تلك الألعاب ورفضا الاستمرار في اللعب رغم تعطشهما للعب في الهواء الطلق.
ساحل أبوصبح من السواحل الأكثر ازدحاماً في العطلات الرسمية كما أعلم، ويقصده عدد كبير من المواطنين ولاسيما سكان المحافظة الشمالية، ورغم المساحة الكبيرة نسبيا للساحل إلا أنها لم تستغل بالصورة الجيدة، وأخذ يعاني من الإهمال الواضح في الألعاب الرثة والقديمة، والتي تشكل كما أسلفت خطرا على الأطفال، كم كلفة هذه الألعاب حتى يتم التغاضي عن استبدالها بأخرى جديدة؟ أنراهن اليوم على صحة وسلامة أطفالنا ببضعة دنانير؟
حال ساحل أبوصبح ينسحب على باقي المرافق الترفيهية، والتي فعلاً نعاني من شحها، وإن كنت أتحفظ على كلمة ترفيهية كثيراً، إذ إنها «تلك القليلة» تجلب الحسرة والضيق أكثر من الفرحة والترفيه، نعم تميزت البحرين بالكثير من الإنجازات وعلى جميع الأصعدة، ولكنها حتى اليوم لم تجد طريقها إلى المرافق الترفيهية، ولم تحاول حتى منافسة الدول الخليجية القريبة التي استطاعت أن تجذب البحرينيين إليها في الأعياد والمناسبات والعطل الأسبوعية ليستمتعوا ولو لساعات باللعب في ألعاب «محترمة»، وإن استثنينا في ذلك «جنة دلمون المفقودة» التي أصبحت حكراً على ما يبدو على أصحاب المداخيل المرتفعة والأجانب أولهم، فحتى عين عذاري التي تعلق عليها آمال كثير من المواطنين تأخر افتتاحها، وبدت الألعاب بداخلها حزينة وفي طريقها إلى التدهور حتى قبل استخدامها، والتي نتمنى أن يصدق المسؤولون هذه المرة ويتم افتتاحها في عيد الأضحى، وعدم تأجيل ذلك لأسباب لا نعرف ماذا ستكون هذه المرة، وليتذكروا فقط كم كانت فرحتهم وهم صغار باللعب فلا تحرموا أطفالكم وأطفالنا منها.

تحسن الجو في الأيام القليلة الماضية دفع بكثير من المواطنين إلى ارتياد الأماكن المفتوحة بعيداً عن المجمعات التجارية التي...

إقرأ المزيد »

التجنيس مرة أخرى

ياسمين خلف جاء اليوم الذي يقال لنا «اسكتوا يا بحرينيون ليس لكم الحق حتى في طرح موضوع هو من صميم حياتكم السياسية، وسيقضي على مستقبل أبنائكم لا محالة، اتركونا نعمل ما نشاء في بلدكم»، مشككين في وطنيتنا وجاعلين من أنفسهم قضاة علينا، ولم يتبق غير أن نهدد بسحب جنسيتنا الأم، إن لم نخرس ألسنتنا، بل نقبرها إلى حيث لا رجعة، لنعيش في أرضنا التي ضمت أجداد أجدادنا كالغرباء، وإن كان كثيرون قد بدؤوا يحسون بذلك من غير أن تسحب منهم فعلياً، أليس الفقر في الوطن غربة؟
الأسبوع الماضي طرحت في هذه الزاوية موضوع التجنيس، الذي توقعت سلفاً أن هجمة «طبيعية» ستشن عليّ من قبل المجنسين. نعم، نرفض التجنيس السياسي العشوائي الذي لا يعي حجم الجريمة التي سيوقعها على المملكة إذا ما زادت نسبة الأمية فيها كأحد إفرازاتها المقيتة، وهناك دلائل وبالأرقام تؤكد أن نسبتها ظهرت على السطح بعدما وصلت البحرين إلى مرحلة «لا أمية».
هل تعاني البحرين من قلة عدد السكان لنسعى إلى زيادته وبأسرع وقت ممكن لتعمير الأرض؟ الذي أعرفه أن البحرين اليوم هي ثالث دولة في العالم من حيث الكثافة السكانية مقارنة بمساحة الأرض طبعاً، ألهذا السبب أيضاً أخذت البحرين تستغني عن شكلها الذي عرفناه منذ نعومة أظافرنا كونها جزيرة تحيطها المياه من كل جانب، لتكون يوماً ما اسماً على مسمى، فلا مياه تحيطها كما كان يذكر في كتب «التأريخ».
وهناك أقاويل من أن طلبات الإسكان سجلت أرقاماً كبيرة بسبب التجنيس في عام، كم يا ترى سيكون العدد في السنوات العشر المقبلة، هل سيجد أبناؤنا يوماً «بارقة أمل» للحصول على وحدة إسكانية في ظل هذا الوضع، الذي يمر من سيئ إلى أسوأ؟ الوضع الحالي متأزم لدرجة أن الحصول على وحدة سكنية أو حتى بأضعف الإيمان الاستقلال في سكن منفصل بات كالحلم، هذا من جانب شح الشقق وضيقها ولمحدودية الدخل من جهة أخرى، فاليوم العروس تتوقع أنها ستشارك أهل زوجها المسكن، حتى بات كالوضع الطبيعي، أنتوقع أن تكون حال أبنائنا أفضل مما هي عليه اليوم، «أبصم بالعشر» أن حياة الجحيم في انتظارهم إن لم تصلح الأمور.
يكفينا إذا ما قام آسيوي يتكلم وبلا أدنى احترام مع البحريني، ليقول له «أنا سيم سيم أنت» ليلجم لسان البحريني، تلفتوا حولكم لتروا كم من له اللسان نفسه ويحمل جوازنا «الأحمر».
الحقيقة التي لا يغطيها المنخل هي أن المواطنين بغض النظر عن مذاهبهم في البحرين باتوا يئنون معاً من آثار التجنيس العشوائي، ونحن وإن جأرنا منه فلنا الحق، فلا نريد أن يأتي اليوم الذي يلومنا فيه أبناؤنا على السكوت، فـ «الساكت عن الحق شيطان أخرس»، ولن نكون مثله.

جاء اليوم الذي يقال لنا «اسكتوا يا بحرينيون ليس لكم الحق حتى في طرح موضوع هو من صميم حياتكم السياسية، وسيقضي على مستقبل...

إقرأ المزيد »

مـــــن الآداب

ياسمين خلف بعيداً عن قضايانا وهمومنا، وقريباً من الهدوء الروحي، قرأت هذا «الإيميل» الذي أحسست من خلاله بنشوة روحية غريبة، جعلت مني أقرأه وأنا مبتسمة، وما أن انتهيت منه حتى تنفست الصعداء وقلت في سري: ليت جميع الناس يعرفون ذلك، فليس منا من هو كامل، جميعنا تملؤنا العيوب، ولو وجدنا من يلفت انتباهنا لها وبأسلوب راق حتماً سنتغير، ولأن كتم العلم ذنب أحببت أن تكون الفائدة للجميع فآثرت نشره عليكم اليوم.
«الإيميل» الذي أتمنى التدقيق في كلماته، يغوص في بعض آداب الحياة التي من بينها آداب الحوار، حيث جاء فيه «فكر كثيراً، واستنتج طويلاً، وتحدث قليلاً، ولا تهمل كل ما تسمعه، فمن المؤكد أنك ستحتاجه في المستقبل»، كما يدعو من خلال آداب الاعتذار إلى «عدم التردد في إبداء الأسف لمن أخطأت في حقه، والنظر لعينيه أثناء ما تنطق بكلمة ”آسف” ليقرأها في عينيك وهو يسمعها بأذنيه، ومن آداب المعاملة ألا تحكم على الشخص من أقربائه فقط، فالإنسان لم يختر والديه فما بالك بأقربائه، وهي للعلم كثيراً ما يتسبب هذا الفعل في ظلم أناس بأفعال غيرهم، ألم يقل الله في محكم كتابه ”ولا تزر وازرة وزر أخرى”؟.
ومن الطريف أنك إن أحببت أن تكون دبلوماسياً ولبقاً محافظاً على آداب الحديث عليك فقط أن تبتسم لمن يسألك عن أمر لا تريد أن تجيب عليه، وترد السؤال بسؤال ”هل تعتقد أنه فعلاً من المهم أن تعرف ذلك؟” كنوع من التهرب عن الإجابة بأسلوب راق، وإن أردت أن تكون أديباً في الكفاح في الحياة عليك إن خسرت جولة في رحلة الحياة ألا تخسر ”التجربة”، انهض فوراً مستبشراً أولى درجات النجاح، ومن أهم آداب الحديث في الهاتف أن تبتسم وأنت تلتقط السماعة، فإن محدثك على الطرف الآخر سيرى ابتسامتك من خلال نبرات صوتك»، وهي نصيحة أجد ثقلها ذهباً، فكثيرون – ولا أعفي نفسي منهم – قد تدفعهم ضغوط الحياة والعمل إلى التجاوب مع الهاتف بشيء من البرود، ولو كلفنا نفسنا قليلاً لكسبنا ببساطة من حولنا.
وتدعو هذه النصائح إلى أن يتزوج المرء من يجيد المحادثة، كأحد أنواع آداب الزواج، بحجة أنه عندما يتقدم العمر بالشخص سيعرف أهمية ذلك عندما يصبح الحديث مع من يحب أهم أولوياته واهتماماته «وقبلها إن أحببت شخصاً اذهب إليه وقل له إنك تحبه، إلا إذا كنت لا تعني ما تقول فعلاً، لأنه سيعرف الحقيقة بمجرد النظر في عينيك».
ومن ضمن أهم ما جاء في آداب الصداقة «ألا تدع الأشياء الصغيرة تدمر صداقتك الغالية مع الآخرين، فالصداقة الحقيقية تاج على الرؤوس، لا يدركه إلا سكان الجدران الخالية والقلوب الخاوية، وللآسف أغلب الصداقات المنهارة أسبابها تافهة لدرجة أن بعضهم لا يعلم بعد حين أي سبب جوهري جعله يتخلى عمن أتخذه أخاً يوماً من الأيام.
وإن أردت أن ترقى بنفسك في الحياة لا تسخر من الآخرين وأحلامهم الوردية الجميلة في نظرهم، خصوصاً من تعتقد أنهم أقل منك، من البسطاء والطيبين، فربما تكون منزلة خادمتك عند الله أسمى وأرفع منك، ومن كثير من علياء القوم، وقد تحظى بشفاعتهم يوم القيامة، ولا تقلل من شأن أحلامهم، فالدنيا من دونها رحلة جافة ومملة مهما يكن الواقع جميلاً، فلا تكن بخيلاً وتمنع غيرك من تلك النعمة».

بعيداً عن قضايانا وهمومنا، وقريباً من الهدوء الروحي، قرأت هذا «الإيميل» الذي أحسست من خلاله بنشوة روحية غريبة، جعلت مني...

إقرأ المزيد »