إعلاناتنا هل تشبهنا؟

ياسمين خلف مررت – ربما مئات المرات – بالقرب من دوار كبير وأنا في طريقي إلى الصحيفة مقر عملي خلال الأشهر الماضية، ورغم رؤيتي لإعلان إحدى الشركات ولفته لنظري إذ كان غير مألوف، إلا أن نظرتي ربما لم تدخل في الأعماق كما كانت نظرة زميلي لها، حيث أبدى امتعاضه من هذا الإعلان لدرجة أنه وجده مقززا وغير أخلاقي، بل يتنافى مع التربية، إذ إنه أب وله نظرته التي قد لا تكون لغيره، وهو محق فيما قال بل أؤيده كل التأييد.
الإعلان كان لفتاة تمد رجليها حتى تظهر قاعها المنقوش بالحناء. لا نختلف على أن الإعلان كان لافتاً والنقوش جميلة، ولكن ما أغاظ زميلي أنها تناقض ما نربي عليه أبناءنا، بأن من العيب أن تمد رجليك أمام الجالس أمامك كنوع من الاحترام، وهو ما تربى عليه زميلي أيضا كما قال، حتى انه أخذ نصيبه من الضرب إن هو خالف ذلك ومد رجليه أمام الضيوف. يقول زميلي إنه أحس بالخجل عندما أحرجه ابنه بالسؤال مستغربا إن تلك الفتاة تمد رجليها وهم أمامها؟ وكأنه يقول بأنك يا أبي تكذب عليّ وتناقض نفسك. كيف تقول إن ذلك السلوك خاطئ وهذه الفتاة تفعله أمام الملأ؟ بل إنه قال إنه أحس بأن مصمم هذا الإعلان لم يحترم الناس، حتى أنه أخذ يتحاشى النظر إلى هذا الإعلان كلما مر على الدوار، رغم كثرة مروره عليه في الذهاب والإياب إلى عمله.
ولمن لم يرَ هذا الإعلان أنصحه بألا يتعب نفسه فلن تتسنى له الفرصة لذلك، فالإعلان وقبل مدة زمنية قصيرة أزيل من على الدوارات، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه، هل تلك الإعلانات تشبهنا؟ وهل تتناسب مع عاداتنا وتربيتنا، أم هي كغيرها من السلوكيات والمظاهر الحياتية التي تعتبر دخيلة، خصوصا إذا ما كانت مصممة من أجانب لا يعرفون عاداتنا بطبيعة الحال ولا الفاصل بين العادي والعيب. زميلة لي وجدت من إعلان إحدى الشركات العالمية في وسائلنا الإعلامية ‘’سماً مدسوساً’’ قد لا يعيه الناس والعامة، ولكنه يؤثر في الشباب والمراهقين من الأولاد وبطريقة لا شعورية عندما يجعل من شكل أحد المراهقين أقرب إلى أن يكون فتاة منه إلى الولد بالنعومة والمكياج، وماذا.. بزينا الخليجي. وهي بالمناسبة تعزز ظاهرة الجنس الثالث، لتجعل منهم كما الأسوياء بيننا وأن لا حاجة للشعور بالخجل ويمكنهم وضع مساحيق التجميل والخروج للناس بشكل طبيعي، وقس على ذلك الكثير من الإعلانات التي ربما تمر علينا مرور الكرام إلا أنها تترك أثرا كبيرا على الصغار ولو بعد حين، والذين غالبا ما يكونون هم المستهدفون دون غيرهم من الفئات العمرية، أوَ مع ذلك يحق لنا أن نلومهم إذا ما شذوا عنا في السلوك؟

ياسمين خلف مررت – ربما مئات المرات – بالقرب من دوار كبير وأنا في طريقي إلى الصحيفة مقر عملي خلال الأشهر الماضية، ورغم رؤيتي لإعلان إحدى الشركات ولفته لنظري إذ كان غير مألوف، إلا أن نظرتي ربما لم تدخل في الأعماق كما كانت نظرة زميلي لها، حيث أبدى امتعاضه من هذا الإعلان لدرجة أنه وجده مقززا وغير أخلاقي، بل يتنافى مع التربية، إذ إنه أب وله نظرته التي قد لا تكون لغيره، وهو محق فيما قال بل أؤيده كل التأييد.
الإعلان كان لفتاة تمد رجليها حتى تظهر قاعها المنقوش بالحناء. لا نختلف على أن الإعلان كان لافتاً والنقوش جميلة، ولكن ما أغاظ زميلي أنها تناقض ما نربي عليه أبناءنا، بأن من العيب أن تمد رجليك أمام الجالس أمامك كنوع من الاحترام، وهو ما تربى عليه زميلي أيضا كما قال، حتى انه أخذ نصيبه من الضرب إن هو خالف ذلك ومد رجليه أمام الضيوف. يقول زميلي إنه أحس بالخجل عندما أحرجه ابنه بالسؤال مستغربا إن تلك الفتاة تمد رجليها وهم أمامها؟ وكأنه يقول بأنك يا أبي تكذب عليّ وتناقض نفسك. كيف تقول إن ذلك السلوك خاطئ وهذه الفتاة تفعله أمام الملأ؟ بل إنه قال إنه أحس بأن مصمم هذا الإعلان لم يحترم الناس، حتى أنه أخذ يتحاشى النظر إلى هذا الإعلان كلما مر على الدوار، رغم كثرة مروره عليه في الذهاب والإياب إلى عمله.
ولمن لم يرَ هذا الإعلان أنصحه بألا يتعب نفسه فلن تتسنى له الفرصة لذلك، فالإعلان وقبل مدة زمنية قصيرة أزيل من على الدوارات، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه، هل تلك الإعلانات تشبهنا؟ وهل تتناسب مع عاداتنا وتربيتنا، أم هي كغيرها من السلوكيات والمظاهر الحياتية التي تعتبر دخيلة، خصوصا إذا ما كانت مصممة من أجانب لا يعرفون عاداتنا بطبيعة الحال ولا الفاصل بين العادي والعيب. زميلة لي وجدت من إعلان إحدى الشركات العالمية في وسائلنا الإعلامية ‘’سماً مدسوساً’’ قد لا يعيه الناس والعامة، ولكنه يؤثر في الشباب والمراهقين من الأولاد وبطريقة لا شعورية عندما يجعل من شكل أحد المراهقين أقرب إلى أن يكون فتاة منه إلى الولد بالنعومة والمكياج، وماذا.. بزينا الخليجي. وهي بالمناسبة تعزز ظاهرة الجنس الثالث، لتجعل منهم كما الأسوياء بيننا وأن لا حاجة للشعور بالخجل ويمكنهم وضع مساحيق التجميل والخروج للناس بشكل طبيعي، وقس على ذلك الكثير من الإعلانات التي ربما تمر علينا مرور الكرام إلا أنها تترك أثرا كبيرا على الصغار ولو بعد حين، والذين غالبا ما يكونون هم المستهدفون دون غيرهم من الفئات العمرية، أوَ مع ذلك يحق لنا أن نلومهم إذا ما شذوا عنا في السلوك؟

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.