لم تترك لي طالبة الثانوية التي نشرت رسالتها في العمود السابق أي فرصة للتعليق على قضية استخدام الألفاظ غير المهذبة من قبل المعلمات للطالبات، فقد كانت رسالتها طويلة ولا تتناسب مع مساحة العمود رغم اقتطاعي لبعض أجزائها، حيث أحببت أن أنشرها كما هي وبأسلوبها، إذ للنفسية دور في انتقاء الكلمات التي أجدها حقاً أقرب إلى توصيل الهدف من الرسالة، وهو ما دفعني إلى نقلها كما هي الأحد الماضي واليوم أعلق عليها.
فهذه الطالبة ليست الوحيدة التي تتعرض إلى الكلمات والألفاظ المهينة، فمثلها المئات، ومنهن ولية أمر علقت على العمود الماضي بأن معلمة ابنتها لا تتوانى من نعتها بـ «الهبلة» حتى أمام أمها (ولية الأمر) ولكن أليس المعلم مربياً؟ أليس من المفترض أن يكون قدوة؟ كيف به أن يوجه كلمات كالسهام، بل كالرصاص الذي يصل مباشرة إلى ذات الطالب، خصوصاً في مثل المرحلة العمرية لطالبتنا هذه، حيث عزة النفس وتكوين الشخصية في أوجها، وكلنا يعرف أثر المراهقة على تفكير المراهق وتصرفاته، المئات من الطلبة يكرهون المادة، بل المدرسة برمتها إذا ما واجهوا مدرساً بهذه الشاكلة، بل إنهم لا ينسون هذا المدرس طيلة حياتهم لما يتركه من ذكرى سيئة في حياتهم.
من منا ولد وهو عالم ولا يحتاج إلى من يعلمه؟ ولو كنا كذلك فلماذا ندخل المدرسة إذاً؟ بغض النظر عن العباقرة طبعاً، فنحن نتكلم عن الناس العاديين، وعليه لمَ «يعصب» المدرسون على الطلبة إن هم لم يتلقوا المعلومة من المرة الأولى، وخصوصاً في المواد التي تحتاج إلى تركيز وفهم كمادة الرياضيات مثلاً، أليس من واجب المدرس أن يعيد الشرح مرة ومرتين وحتى ثلاث مرات؟ ألا يدرك أن الناس قدرات وهناك فروق فردية؟ فهناك طالب يفهمها من المرة الأولى وقد يصحح للمدرس «وتحدث كثيراً»، وهناك في المقابل طلبة يحتاجون إلى أن يعاد عليهم الشرح أكثر من مرة، وقد يكون بصورة فردية أيضاً ليتمكن من الاستيعاب، وهي حقيقة لابد ألا تغيب عن مدرسينا الأفاضل.
الطالبة قالت في رسالتها «لا أتجرأ أن أسألها، أعرف أنها ستحرجني أمام الطالبات» أليست هذه العبارة كفيلة ببيان نتيجة الترهيب والإهانة العلنية للطلبة في الفصول، حيث وصل الأمر بالطالبة إلى ألا تتجرأ بسؤال المدرسة أو حتى أن تقول «عفواً، أنا لم أفهم ممكن أن تعيدي الشرح من فضلك؟» لتتقوقع على نفسها وتقع في حيرة إن هي حوصرت بالأسئلة في الامتحان، فإن هي لم تلجأ إلى الغش رسبت وأعادت المادة أو السنة بالكامل، أهي النتيجة التي يتمناها المدرسون؟ فحتى المدرسون لا يرضيهم أن يجدوا الوجه ذاته في الفصل ذاته ولسنوات عدة «هكذا أعتقد».
ما لم أذكره في رسالتها السابقة أنها تتمنى أن أنشر اسم المعلمة أو حتى حرفاً من اسمها، أتدرون لماذا قالت ذلك؟ تريد أن تحرجها كما أحرجتها وزميلاتها في الفصل عندما تنعتهن وباستمرار بالأغبياء والكسالى، أعتقد أن ذلك كفيل بأن نعرف مدى الشرخ الذي أوجدته المدرسة تلك في نفسية هذه الطالبة، والتي يوماً ما ربما ستكون مدرسة وقد تسقط كل ذلك على طالباتها من دون أن تعي أنها كانت ضحية واليوم مجرمة.
لم تترك لي طالبة الثانوية التي نشرت رسالتها في العمود السابق أي فرصة للتعليق على قضية استخدام الألفاظ غير المهذبة من قبل المعلمات للطالبات، فقد كانت رسالتها طويلة ولا تتناسب مع مساحة العمود رغم اقتطاعي لبعض أجزائها، حيث أحببت أن أنشرها كما هي وبأسلوبها، إذ للنفسية دور في انتقاء الكلمات التي أجدها حقاً أقرب إلى توصيل الهدف من الرسالة، وهو ما دفعني إلى نقلها كما هي الأحد الماضي واليوم أعلق عليها.
فهذه الطالبة ليست الوحيدة التي تتعرض إلى الكلمات والألفاظ المهينة، فمثلها المئات، ومنهن ولية أمر علقت على العمود الماضي بأن معلمة ابنتها لا تتوانى من نعتها بـ «الهبلة» حتى أمام أمها (ولية الأمر) ولكن أليس المعلم مربياً؟ أليس من المفترض أن يكون قدوة؟ كيف به أن يوجه كلمات كالسهام، بل كالرصاص الذي يصل مباشرة إلى ذات الطالب، خصوصاً في مثل المرحلة العمرية لطالبتنا هذه، حيث عزة النفس وتكوين الشخصية في أوجها، وكلنا يعرف أثر المراهقة على تفكير المراهق وتصرفاته، المئات من الطلبة يكرهون المادة، بل المدرسة برمتها إذا ما واجهوا مدرساً بهذه الشاكلة، بل إنهم لا ينسون هذا المدرس طيلة حياتهم لما يتركه من ذكرى سيئة في حياتهم.
من منا ولد وهو عالم ولا يحتاج إلى من يعلمه؟ ولو كنا كذلك فلماذا ندخل المدرسة إذاً؟ بغض النظر عن العباقرة طبعاً، فنحن نتكلم عن الناس العاديين، وعليه لمَ «يعصب» المدرسون على الطلبة إن هم لم يتلقوا المعلومة من المرة الأولى، وخصوصاً في المواد التي تحتاج إلى تركيز وفهم كمادة الرياضيات مثلاً، أليس من واجب المدرس أن يعيد الشرح مرة ومرتين وحتى ثلاث مرات؟ ألا يدرك أن الناس قدرات وهناك فروق فردية؟ فهناك طالب يفهمها من المرة الأولى وقد يصحح للمدرس «وتحدث كثيراً»، وهناك في المقابل طلبة يحتاجون إلى أن يعاد عليهم الشرح أكثر من مرة، وقد يكون بصورة فردية أيضاً ليتمكن من الاستيعاب، وهي حقيقة لابد ألا تغيب عن مدرسينا الأفاضل.
الطالبة قالت في رسالتها «لا أتجرأ أن أسألها، أعرف أنها ستحرجني أمام الطالبات» أليست هذه العبارة كفيلة ببيان نتيجة الترهيب والإهانة العلنية للطلبة في الفصول، حيث وصل الأمر بالطالبة إلى ألا تتجرأ بسؤال المدرسة أو حتى أن تقول «عفواً، أنا لم أفهم ممكن أن تعيدي الشرح من فضلك؟» لتتقوقع على نفسها وتقع في حيرة إن هي حوصرت بالأسئلة في الامتحان، فإن هي لم تلجأ إلى الغش رسبت وأعادت المادة أو السنة بالكامل، أهي النتيجة التي يتمناها المدرسون؟ فحتى المدرسون لا يرضيهم أن يجدوا الوجه ذاته في الفصل ذاته ولسنوات عدة «هكذا أعتقد».
ما لم أذكره في رسالتها السابقة أنها تتمنى أن أنشر اسم المعلمة أو حتى حرفاً من اسمها، أتدرون لماذا قالت ذلك؟ تريد أن تحرجها كما أحرجتها وزميلاتها في الفصل عندما تنعتهن وباستمرار بالأغبياء والكسالى، أعتقد أن ذلك كفيل بأن نعرف مدى الشرخ الذي أوجدته المدرسة تلك في نفسية هذه الطالبة، والتي يوماً ما ربما ستكون مدرسة وقد تسقط كل ذلك على طالباتها من دون أن تعي أنها كانت ضحية واليوم مجرمة.
أحدث التعليقات