التصنيفات:مقالاتي في صحيفة الوقت

قرأت .. تعلّمت … «كرفت»

ياسمينيات
قرأت .. تعلّمت … «كرفت»
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لم تكن جميع النساء سعيدات بيومهن في يوم المرأة البحرينية، لم يكنّ راضيات بل بتن مكسورات الخاطر، لم يردن مكافآت مالية ولا أوسمة ولا جوائز بل كنّ ينتظرن التفاتة ولو مجرد التفاتة إعلامية تشيد بأسمائهن بعد أن قدمن وأسسن وعملن في ظروف قاسية قد لا يتحملنها نساء اليوم، هل ستقبل ممرضة من هذا الزمن مثلا أن تذهب وبقارب صغير إلى جزيرة ما لتقدم التطعيمات للأطفال؟ هذا جزء مما كابدنه ممرضات الأمس، ممرضات أسسن قواعد هذه المهنة لأيامنا هذه، فلم تكن العيادات الصحية آنذاك موجودة، ولم تكن هناك جسور للوصول إلى الجزر البحرينية البعيدة كالنبيه صالح مثلا، ورغم ذلك لم تُمنع المرأة البحرينية من دخول البحر للوصول إلى تلك الجزيرة عبر القوارب الصغيرة ”اللنج” واللواتي ما إن يصلن إليها حتى يتخذن من ظل شجرة مقراً لهن ومن الطابوق كرسيا، ليبدأن حملات التطعيم للأطفال.. وأمهات تلك الجزيرة يتوافدن مع أطفالهن بالقرب من الشجرة بعد أن يسمعن بوقا يدويا ”طوط طوط ” يستخدم كأسلوب للإعلان عن وصول الممرضات ، والأمر بالمثل بالنسبة لباقي القرى التي يجُبنها في سيارة ”جيب” من قرية لأخرى ليقدمن التطعيمات للأطفال.
رغم كل ما فعلنه نُسين وطواهنّ الزمان، بعضهن قضين نحبهن والبعض تألمن وبكين حسرة على تجاهل دورهن وتجاهلهن في يومهم، ما حزّ في نفوس هؤلاء الرائدات في مجالهن أنهن همشن وكرِّمت أخريات، ليس فقط ممرضات بل طبيبات وصيدلانيات، هن من قامت على سواعدهن بدايات هذه المهن، نحن لا نقلل من شأن من كُرِّم ولا من دور نساء اليوم، ولكن ألا تستحق أولئك النسوة تقديرا ولا بذكر أسمائهن في الصحف، تلك كانت صرختهن وأنا سأكرمهن بطريقتي الخاصة، وقبل ذلك أقول لكل امرأة قرأت .. تعلّمت.. ”كرفت” عفوا ”شاركت” كل عام وأنت بخير.
وشكر خاص لفاطمه عبدالكريم، أنيسه فرج، سبيكه الكويتى، شهربان الأنصاري، خيريه أسيرى، أمينه قمبر، صالحه خيري، شيخه الحرم، افتخار نسيمي ، حليمة أحمد – وهنّ جميعا عملن فترة ما قبل سبعينيات القرن الماضي ومتقاعدات.
أما عن ممرضات فترة السبعينات فهن: وداد القصاب أقدم ممرضة في صحة المجتمع وأقدم ضابطة تمريض وتعمل حاليا في الرعاية الصحية الأولية، وليلى مراد أول ممرضة أسست تراخيص التمريض على المستويين الخليجي والعربي وخديجة القعود أول ممرضة تترأس خدمات التمريض في المستشفيات وسهام الشيخ أول ممرضة تترأس خدمات التمريض في الرعاية الصحية الأولية والصحة العامة ، وبدريه قمبر أول ممرض تترأس غرفة العمليات وخديجة القحطانى أول ممرضة تترأس برنامج صحة المجتمع في كلية العلوم الصحية، وسلوى الأنصاري أول ممرضة تترأس برنامج البكالوريوس في كلية العلوم الصحية وليلى عبدالرحمن كأول صيدلانية تعمل في وزارة الصحة وثريا مال الله أول صيدلانية في الرعاية الصحية الأولية وجميعهن متقاعدات اليوم.

العدد 1019 الجمعة 7 ذو الحجة 1429 هـ – 5 ديسمبر 2008

ياسمينيات قرأت .. تعلّمت ... «كرفت» ياسمين خلف لم تكن جميع النساء سعيدات بيومهن في يوم المرأة البحرينية، لم يكنّ راضيات...

إقرأ المزيد »

مرضى ينقذون مرضى

ياسمينيات
مرضى ينقذون مرضى
ياسمين خلف

ياسمين خلف

‘’أقول شوفي أختك كم نسبة الهيموجلوبين في دمها، شكلها تعبانه، لونها أصفر وشفايفها بيضاء؟’’ هرعت تلك الأخت للممرضة التي بدأت على أثر ذاك السؤال ‘’وللتو فقط’’ في التأكد من النسبة وقالتها وكأن الأمر عادي لا يستدعي القلق، نسبة الهيموجلوبين ‘’9,’’3 خلينا نشوف الدكتور! 9,3 من أصل 12 أأنت متأكدة؟ قالتها وكأنما لم تفهم رغم وضوح الجملة، ومن تلك اللحظة حالة من الاستنفار دبت بين الأهل، منهم من انطلق كالصاروخ لأقرب محل عصائر ومنهم من أعد الخلطات التي تساعد على رفع نسبة الدم لمريضتهم التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الموت، ليأتي الخبر من الممرضة بأن الطبيب يرى ضرورة نقل وحدات الدم للمريضة وعلى وجه السرعة وإلا فإن المسؤولية لا يتحملها المستشفى.
هذا السيناريو ‘’المرعب’’ بلا شك والذي يعي من وطأت قدماه نار المصيبة، ليس من وحي الخيال إنما حدث في المستشفى ولربما يحدث عشرات بل مئات المرات من دون أن تحرك الوزارة طرفها، أتذكرون المرحومة فرح التي ضجت البحرين بعد وفاتها، والتي أصيبت في الجناح بغيبوبة سكر دخلت على أثرها في عدد من المضاعفات حتى لفظت أنفاسها الأخيرة مخلفة وراءها طفلين لطيمين يتيمين لا أم لهما ولا أب.
لا نريد تكرار المأساة، لا نريد ضحايا جدداً، يكفينا بلاوي من هذا المستشفى الحكومي، الذي لا يذهب إليه المرضى مقتنعين بل لعدم توافر البديل، في الحادثة السابقة مريضة تعاني من سكلر ودخلت الجناح بعد نوبة استهدفت قلبها أدخلت غرفة الإنعاش في الطوارئ، هل تترك هكذا دون مراقبة؟ وإن كانت أختها معها هل جميع ذوي المرضى ‘’أطباء أو ممرضين’’ يعرفون علامات تدهور حالة المريض؟ سلمنا أمرنا لكل ذلك، بعد أن تتم عملية أخذ عينة الدم لقياس نسبة الهيموجلوبين ألا يطلع عليها الممرضات أم تترك كمعلومة تطل من الحاسوب لتكون ذكرى للمريض بعد توديعه للدنيا؟ كيف يترك مريض بمثل هذه النسبة دون أن يستدعى الاستشاري؟ آمنا بالله كتب على مرضى السكلر التعرض فجأة ودون سابق إنذار لانتكاسات خطرة وحتى مميتة، لكن هل يتركون من دون ‘’نجدة’’ وهم في الأجنحة وبين الممرضات والأطباء، الذي أعرفه أن المرضى أي مرضى قد يصابون بوهن يمنعهم حتى من الكلام والحركة، والذي أعرفه كذلك أن مرضى السكلر من فئتهم إذ إن تأثير الألم بالإضافة إلى الأدوية التي تصرف لهم تدخل بعضهم في حالة أشبه بالإغماء أو حتى الهلوسة عند البعض الآخر، أيتركون من دون مراقبة ومن دون أكل طوال الصباح وحتى المساء،ألا يوجد من يطعم العاجز منهم والذي قد يصاب ‘’كمريضتنا’’ بتكسر حاد في الدم نتيجة قلة السوائل، بلغ السيل الزبى وبلغ الإهمال أوجه والمشكلة أن ‘’بعد ما يفوت الفوت ما ينفع الصوت’’ كما لا ينفع التحقيق في أسباب الوفاة أن ما سلم أحد المرضى روحه في الجناح وبين ‘’ملائكة الرحمة’’.

العدد 1012 الجمعة 30 ذو القعدة 1429 هـ – 28 نوفمبر 2008

ياسمينيات مرضى ينقذون مرضى ياسمين خلف ‘’أقول شوفي أختك كم نسبة الهيموجلوبين في دمها، شكلها تعبانه، لونها أصفر وشفايفها ب...

إقرأ المزيد »

يا للعار

ياسمينيات
يا للعار
ياسمين خلف

ياسمين خلف

ليلة الأربعاء كنت في طوارئ السلمانية ‘’وشفت وسمعت محد قال لي ‘’ما يرعب القلب وينذر بمصائب، طبيب استشاط غضبا على طبيب آخر بعد أن علم أنه لم يقم بأي فحوصات لمريضة سكلر كانت على ما يبدو تمر بنوبة شديدة ومضاعفات خطرة كان من المحتمل أن تصاب بها، الطبيب الآخر كان واقفا ولم ينبس ببنت شفة لإدراكه على ما يبدو’’الجرم’’ الذي ارتكبه بحق مريضة في الأربعين من عمرها،فيما كان الطبيب الأول يقول وبلهجة حادة وبالحرف ‘’كيف تترك مريضة سكلر تعاني من ألم حاد بدون أي فحوصات، ألا تعلم ما يعنيه مرض السكلر؟ ذات الحالة وبنفس الأعراض توفيت فتاة أصغر منها سنا في القسم أنا غير مسؤول عما قمت به’’ وترك له أوراق المريضة على الطاولة وذهب، مخلفا وراءه رعبا في قلوب المرضى ولاسيما أهالي مرضى السكلر الشاهدين على الموقف، والطبيب المعني يعرف نفسه تماما!
بالعربي الفصيح هناك أزمة عدم ثقافة لدى الأطباء بمرض السكلر الذي هو أحد أخطر الأمراض شيوعا بين البحرينيين، للأسف أن البعض يعتقد أن السكلر شأنه شأن آلام الروماتيزم، ولا يتصورون انه مرض مميت ويتسبب في تلف بعض الأجهزة الحيوية في الجسم إن لم يتم تدارك النوبة بالمسكنات أو بالمغذي الوريدي، ألا يعلم مثل هؤلاء الأطباء أنه مرض قد يؤدي إلى الجلطات أو توقف القلب ‘’يا للعار’’ إن كان المرضى أو عامة الناس يدركون ذلك وهم يجهلون.
خذ كذلك ما يحدث في الطوارئ ‘’مسؤولة تمريض’’ تعب المرضى وتعبت الصحافة من التنبيه لتصرفاتها ووزارة الصحة ‘’عمك أصمخ’’ تمنع أدوية ومسكنات عن مرضى السكلر في الوقت الذي يكون الأطباء هم من يصرفها لهم، تتركهم يصرخون من الوجع والألم الذي بحسب وصف المرضى ينخر العظم نخرا ويتنقل من منطقة لأخرى في الجسم دون هوادة، وبكل ‘’عنجهية’’ تغلق خزائن الأدوية بالمفتاح وتقول إن من يريد أخذ الحقن المسكنة فليأخذها في الأجنحة لا في قسم الطوارئ ‘’وعفية على ملاك الرحمة’’.
يعامل مرضى السكلر على أنهم مدمنون! بالله عليكم إن كانوا كذلك من أوصلهم إلى هذه المرحلة، وإن كانوا فعلا كذلك أليس المدمن بمريض لابد من علاجه؟ إذن عالجوهم من الإدمان ولا تشمتوا بهم أو تعايروهم.
‘’المسكلرين’’ كما يطلق المرضى على أنفسهم يعانون كذلك من قسوة الممرضات في الطوارئ والأجنحة، واللواتي يرفضن حتى مساعدتهم على النهوض من السرير للذهاب إلى دورة المياه! يعني بالمختصر المفيد المرضى يحسبون لدخولهم المستشفى ألف حساب لأنهم يدركون أن كل نوبة مرض هي موت جديد، وأبعد من ذلك يقولون بأنهم يدعون المرض ‘’ويتعايرون’’.

العدد 1006 السبت 24 ذو القعدة 1429 هـ – 22 نوفمبر 2008

ياسمينيات يا للعار ياسمين خلف ليلة الأربعاء كنت في طوارئ السلمانية ‘’وشفت وسمعت محد قال لي ‘’ما يرعب القلب وينذر بمصائب،...

إقرأ المزيد »

هل يشبهني أخي؟

ياسمينيات
هل يشبهني أخي؟
ياسمين خلف

ياسمين خلف

ليس دفاعاً عن الزواج الثاني، بل دفاعاً عن ثمرة هذا الزواج، دفاعا عن الأبناء الذين لا ذنب لهم في هذه الحياة سوى أنهم فتحوا أعينهم وهم أبناء للزوجة الثانية، يسمعون أن لهم إخوة من زوجة أبيهم الأولى ولا يرونهم، لا يشعرون برابط الأخوة بينهم وإن كانوا يحنون إليه، يتمنون اللقاء بهم، يحتفلون معهم في أفراحهم ويشاركونهم أحزانهم ”وكأن الأمر أبعد إليهم من النجوم! هل يشبهوننا؟ هل هم طيبون؟ كيف ستكون ردة فعلهم اتجاهنا؟” أسئلة قد تنهمر في عقولهم ولا يجدون لها إجابة.
قد يقول قائل ”أنا لي أخوة غير أشقاء وعلاقتنا أحلى من العسل” وأنا أقول لننظر في الضفة الأخرى التي يتألم فيها إخوة من معاملة أخوتهم، ولنكن أكثر واقعية، فهناك إخوة لا يرون أخوتهم إلا في وفاة من يربطهم ”الأب”، وقد لا يرونهم أبدا إذا ما رفض الإخوة والزوجة الأولى اللقاء بهم، وكأن الحرب قائمة إلى يوم يبعثون!
أقدر تعاطف الأبناء مع أمهم ”الزوجة الأولى” وتآزرهم معها، فجرح مشاعرها وزواج أبيهم عليها جرح كبير وألم في الخاصرة، فلا امرأة في العالم تقبل أن يتزوج عليها زوجها، وأن كابرن بعضهن فأعتبرهن شواذ عن القاعدة، هكذا أرى، ولا ألومهم ”الأبناء” أبداً إن حقدوا وكرهوا الزوجة الثانية، ”فخاطر أمهم يسوى الدنيا” ولكن أن يكرهوا إخوتهم غير الأشقاء، هذا ما لا أستسيغه أبداً، خصوصاً أن ما كانوا أصغر منهم ”بكثير” – حتى أن بعضهم اقرب سنا لأبنائهم أو حتى أصغر منهم، والطامة الكبرى إن ما استغلوا صغر سنهم وقلة حيلتهم ”ولهفوا الأكوا والماكوا”، كما نقول بالعامية واستولوا على حقوقهم، ليتركوهم يصارعون الحياة دافعين ثمن زواج لم يختاروا فيه أمهم ولا أبيهم.
الرحمة مطلوبة، فكيف بها إن كانت لمن هم من دمنا ولحمنا وتربطنا أقدس العلاقات ”علاقة الأخوة” أعرف فيمن أعرف إخوة غير أشقاء يتودد فيها الإخوة من الزوجة الثانية لإخوتهم من الزوجة الأولى يحاولون قدر المستطاع إذابة الحقد من قلوبهم ولو بكلمة أو نظرة حب، في الوقت الذي يجازون على ذلك بنعتهم بأخس الكلمات والألقاب، وتجد الإخوة الكبار من الزواج الأول قد تنعموا بخيرات والدهم الميت، وعاشوا في حلاله وتركوا إخوتهم في بيت لا يسكنه إلا الأشباح يقتاتون القليل ويلبسون أرخص الثياب، وكأنهم يعاقبونهم على ذنب يعرفون تماما بأنهم لم يقترفوه وأن كل ما في الأمر أن تلك هي ”قسمتهم في الحياة” لو أمعنوا في قوله تعالى ”ولا تزر وازرة وزر أخرى” لما كانت تلك تصرفاتهم ولما ألقوا جام غضبهم من زواج أبيهم على ”إخوتهم”.

العدد 999 السبت 17 ذو القعدة 1429 هـ – 15 نوفمبر 2008

ياسمينيات هل يشبهني أخي؟ ياسمين خلف ليس دفاعاً عن الزواج الثاني، بل دفاعاً عن ثمرة هذا الزواج، دفاعا عن الأبناء الذين لا...

إقرأ المزيد »

التدريس له أهله

ياسمينيات
التدريس له أهله
ياسمين خلف

ياسمين خلف

ما علاقة أخصائيي الإرشاد الاجتماعي بالتدريس؟ وطرق الإدارة الصفية والقياس والتقويم للاختبارات؟ إن مهماتهم الوظيفية كما نعرف متعلقة بمتابعة الصحة النفسية للطلبة والتدخل لحل مشاكلهم والنظر في المعوقات الدراسية التي تواجههم أو السعي لخلق بيئة مثلى للدراسة والتوجيه والإرشاد؟ فلكل تخصص وظائف وتداخلها لا يخدم بقدر ما يخلق نوعا من تداخل الاختصاصات.
هذا ما جعل عددا ليس باليسير من الأخصائيين يتفاجأون من قرار وزارة التربية والتعليم باشتراط الحصول على ”دبلوم في التربية” لترقيتهم من الدرجة التعليمية الثالثة إلى الرابعة وإلا فإنهم ”ميتون” وهم على الدرجة الثالثة! رغم أن دفعات ما قبل 2006 حصلوا على الترقية وبطريقة أوتوماتيكية بعد إنهاء عامين من الخدمة، فالدرجة الفارقة ”هذه” تعني الكثير بالنسبة للأخصائيين إذ تزيد من رواتبهم أكثر من 80 ديناراً ”ومن حقهم المطالبة بالدرجة لتحسين رواتبهم”.
أقول لِمَ لمْ تشترط الوزارة مثلا على هؤلاء الأخصائيين الحصول على الدبلوم في الإرشاد النفسي أو الاجتماعي أو الأسري أي بما يخدم تخصصهم ووظيفتهم، لا أن يُزجوا في تخصص لا علاقة له ولا صلة بما يقدمونه من خدمات في المدارس، فالتدريس له أهله وهم المعنيون بالعملية التعليمية لا سواهم، وضياع الوقت والمال في تلقي تعليم لا يستفاد منه أمر غير عقلاني، بل ان الغريب في الأمر أن يجبر الأخصائيون الجدد ممن هم في الدفعة 2008 على التوقيع على تعهد بعدم المطالبة بالترقية، كما لو كانت القضية استغلال حاجتهم للوظيفة أولا ”وتسخيرهم” كالعبيد لتقديم خدمات دون المطالبة بالحقوق والتي منها بالتأكيد الترقية والدرجة الوظيفية ثانيا.
الأخصائيون المغبونون طالبوا مرات ومرات بإعادة النظر في هذا الشرط ”المجحف” في حقهم كما يرونه دون جدوى، وأضعف الإيمان أن يفرغوا لنيل هذا الدبلوم أسوة بغيرهم من الموظفين بالوزارة والذين منهم المديرون المساعدون الذين فرغِّوا لثلاثة أيام في الأسبوع لنيل الدبلوم في الإدارة، لا أن يطلب منهم الحصول على هذا الدبلوم في ضبابية وغير وضوح للمدة الزمنية لنيلها، وان كانت الوزارة جادة في تطوير موظفيها فعليها عدم تجاهل جميع دفعات المرشدين، أسوة بكما تفعل الآن مع المعلمين الجدد، الذين ابتعثتهم لدراسة دبلوم التربية في كلية المعلمين.

العدد 992 السبت 10 ذو القعدة 1429 هـ – 8 نوفمبر 2008

ياسمينيات التدريس له أهله ياسمين خلف ما علاقة أخصائيي الإرشاد الاجتماعي بالتدريس؟ وطرق الإدارة الصفية والقياس والتقويم ل...

إقرأ المزيد »

لا أسمع.. لا أرى.. لا أتكلم

ياسمينيات
لا أسمع.. لا أرى.. لا أتكلم
ياسمين خلف

ياسمين خلف

يبدو أن متوسط أعمار البحرينيين في طريقه إلى الانخفاض بل سيشهدون حالات الموت المبكر والمفاجئ بشكل مضاعف خلال السنوات القليلة المقبلة، فما يواجهونه من متطلبات والتزامات تفوق مرات رواتبهم التي يخفي الكثيرون حقيقتها خجلا لا خوفا من الحسد، والذي وإن زاد بضعة دنانير قابلها سيل من الالتزامات التي لا ترحم، فلا يجدون حلا عندها غير الاقتراض، وكلنا يعلم ما يحمله الاقتراض من أهوال.
الحرب العشوائية التي قامت بها هيئة الكهرباء والماء على المواطنين وإلزام المتخلفين منهم عن الدفع بتسديد المتأخرات وتهديدها بقطع الخدمة ودفع تكاليف إرجاعها والتي تصل في بعضها إلى 300 دينار، قضّ مضاجع الناس بل وأرعبهم حقا، لأنهم يعلمون حق اليقين بأن الهيئة ”جادة” فيما تقول، وطبقت فعلا كلامها على عدد من المنازل وقطعت الخدمة عنهم ليعيشوا لياليهم بظلمتها ”الخرمس”، وهل في تحصيل الأموال مزحة؟
لكن الهيئة في قرارها هذا تسرعت و ظلمت فلم تمهل الناس ولم تعطهم الفرصة الكافية لتدبير أمورهم، وهي تعلم أن السواد الأعظم من المتخلفين عن الدفع هم بصريح العبارة ”فقراء” وإن كان البعض الآخر يتخلف لا لضنك عيشه وإنما أملا في إسقاط تلك المستحقات بمكرمة، وإن كانوا بينهم وبين أنفسهم يعلمون أنها حدثت لمرة وتكرارها أمر أشبه بالمستحيل، فكان حري منها ”الهيئة” أن تحصر على الأقل المعدمين من المشتركين وتسقط عنهم ما تخلف من المستحقات لتبدأ معهم صفحة جديدة، وتلزم بالشكل الذي تريده المقتدرين منهم على الدفع، فأصابع اليد ليست متساوية.
”بس” وهي كلمة حق لا يمكن لأحد نكرانها، الهيئة تعرف حقها ولا يمكن أن تفرط فيه حتى وإن كانت ”10 فلوس” – لست أمزح طبعا!- ولكنها تغض الطرف وتجعل من نفسها ”لا أسمع لا أرى لا أتكلم” عندما يأتي الدور عليها ويطالبها المواطنون بخدمات نظير ”هبشة” الأموال التي تتحصلها منهم، هل تذكرون الانقطاعات المستمرة في الكهرباء في عز الحر ولساعات طويلة ومبيت الناس في الشوارع ”وسياسة الحكران” التي تتبعها عندما تنهال عليها المكالمات؟ هل عوضت أيا منهم عن ”ماجلة” البيت التي فسدت وكان مصيرها القمامة حتى وإن لم يمضِ على شرائها ساعات قليلة؟ ماذا فعلت عندما تأثرت درجات الطلبة في الامتحانات والاختبارات إثر قطع الخدمة؟ ومن من المواطنين حصل على تعويض عن الأجهزة الكهربائية التي عطبت جراء القطع والفتح المفاجئ للتيار الكهربائي؟ وهل فكرت في المرضى الذين لا يزالون يتنفسون بمساعدة الأجهزة الكهربائية ؟ أم أن ”الحق حق” إذ ما جاء الأمر على مصالحها، وتدير ظهرها عن التزاماتها. لن نختلف، عوّضي الناس يا هيئة عن تلك الأضرار بعدها أقطعي على من ترينه لا يستحق خدماتك.

العدد 991 الجمعة 9 ذو القعدة 1429 هـ – 7 نوفمبر 2008

ياسمينيات لا أسمع.. لا أرى.. لا أتكلم ياسمين خلف يبدو أن متوسط أعمار البحرينيين في طريقه إلى الانخفاض بل سيشهدون حالات ا...

إقرأ المزيد »

هيئة إرباك سوق العمل

ياسمينيات
هيئة إرباك سوق العمل
ياسمين خلف

ياسمين خلف

ما يحدث في هيئة تنظيم سوق العمل لا يمكن السكوت عنها، فتعطل مصالح الناس وتكبدهم الخسائر أمر مرفوض ولا يمكن أعطاء التبريرات التي لن تصرف في أي بنك!! أفمن أجل تعديل وضع ندمر أوضاع الناس ونهدد أرزاقهم؟ ذلك ليس انتقاصا من جهود الحكومة في ما تقول بأنه تنظيم، ولكن لابد من التأكد من جهوزية الهيئة قبل البدء في هذا المشروع الكبير.
جولة قصيرة لمبنى الهيئة تكفي للوقوف على آهات المتعاملين معها، والذين عليهم أن يتواجدوا في المبنى من ”الغبشة” ليتمكنوا من أخذ رقم الطابور الكبير الذي ترى نهايته دون بدايته، تصوروا أن الوصول عند الساعة الثامنة صباحا يعني متأخراً جدا، فكل الأرقام تنفد، وعليك أن تعاود الكرة في اليوم التالي!، وان كنت محظوظا وحصلت على رقم فهذا يعني انتظارك لساعات تصل إلى وقت الظهيرة لتتمكن من البدء في إجراءاتك التي حتما لن تنتهي إلا بعد أشهر.
أحدهم وهو مقاول أحسست أنه لو تمكن لارتكب جريمة في المسؤول هناك والذي بحسبه ”يسوي روحه ما يعرف عربي ويتكلم بالإنجليزي! كل الناس تعرف إنجليزي.. يا أخي في ذوق في التعامل، خصوصا إذا كان طرفا الحوار عربيين” لندع ذلك لنقول الأهم بأن هذا المقاول مرتبط بعقود لبناء فلل بأكثر من 250 ألف دينار، وعليه البدء فيها هذه الأيام، رغم أن أحدا من العمّال ممن طلبهم لم يصل بعد وذلك للإرباك الذي أحدثته له الهيئة، إذ قيل له بعد أن أتم المتطلبات من تصوير جوازات العمّال، تمهيدا لاستصدار الفيزا، أن المعاملة تنتهي بعد 10 إلى 14 يوماً، انتظر أكثر من شهر ولا شيء مما قيل حدث، وبعد مراجعات مُرّة قالوا له ببرود: الموظف نقل اسم العامل خطأ فقدم طلباً جديداً، وبعد ذلك قالوا له إن الطلب الثاني ضائع ”يا سلام” لديه مصالح ولديه عقود مع خلق الله وهم يقولون ”عفوا حاول مرة أخرى”.
”اللهم طولك يا روح” وكأني أسمعه يقولها في نفسه.. أرسل الطلب من جديد والفيزا تتطلب منه دفع 200 دينار للعامل، والأخير ”العامل” يريد العمل في أي مكان فيرسل طلب العمل لعدد من المكاتب ليصل في النهاية إلى أن يخسر المقاول أمواله ويضيع وقته والعامل يذهب لغيره لا لشيء سوى أن موظف الهيئة نقل البيانات ”بالغلط”، وها هو يضع يده على قلبه عندما يرى التواريخ تجري والوقت يقترب من ساعة الصفر للبدء في العقود التي ابرمها مع الناس.
لا ننكر المهمات التي يقوم بها الموظفون فهي كثيرة، ولكن أليس الأجدى أن تجند الهيئة الموظفين قبل البدء في المشروع ”شغلوا العاطلين يا جماعة”، لا نلوم الموظفين كثيرا فهم بالتالي بشر ويخطئون، ومن يعمل كثيرا يخطئ كثيرا، ولكن التأخير الذي يعاني منه المتعاملون مع الهيئة غير مبرر، خصوصا أنهم اليوم استشعروا بأنهم في يوم من الأيام ظلموا وزارة العمل التي كانت تنجز ذات المهمة خلال أسبوعين لا شهرين أو ثلاثة، كما يحدث الآن في هيئة ”أرباك” عفواً تنظيم سوق العمل.

العدد 984 الجمعة 2 ذو القعدة 1429 هـ – 31 أكتوبر 2008

ياسمينيات هيئة إرباك سوق العمل ياسمين خلف ما يحدث في هيئة تنظيم سوق العمل لا يمكن السكوت عنها، فتعطل مصالح الناس وتكبدهم...

إقرأ المزيد »

«ظل الياسمين»

ياسمينيات
«ظل الياسمين»
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لا أنكر أن اسم مسلسل «ظل الياسمين» شدني منذ بداية الإعلان عنه في الصحافة، كيف لا وهو يحمل اسمي الذي هو هويتي في هذه الحياة؟ فظللت أترقب شهر رمضان المبارك لمتابعته، خصوصاً أنه من الأعمال الدرامية التي أحرص على متابعتها، بل أتوقع لها النجاح حتى قبل أن تعرض، أليس فيه خبرة وإبداع الثنائي البحريني القطري المخرج أحمد يعقوب المقلة والكاتبة وداد الكواري، اللذين أتحفانا في السنوات القليلة الماضية بأعمال لا تجد غير الانحناء احتراماً لها والتصفيق لهما ولمن شاركهما في تلك الأعمال من ممثلين وأبطال خلف الكواليس؟
القصة رائعة وحوادثها السريعة وغير المتوقعة في أغلبها كانت ترغم كل من تابعه على الاستمرار في المتابعة، وانغماس الممثلين في الدور حد التصديق كان بارزاً في الأداء «كم أبدع الممثل المخضرم إبراهيم الصلال»، حتى لتشعرك فعلاً أنهم من ذاك الزمن الذي ولّى من دون رجعة، بما يحمله من خير وشر وبما تشربه من أخلاق وشهامة قلما تجد لها نسخاً في حياتنا التي باتت تتعامل مع سياسة «شيلني وأشيلك»، وإن لم تكن قادراً على «الشيل» فلك الله من دون منازع.
كانت الكاتبة وداد الكواري نِعْم «الكاتبة» و«اللي على رأسه بطحة يتحسسها» كما يقول المثل، أخذت في التصاعد في الحوادث بشكل راقٍ مشهود له، لا حوادث مكررة/ ممططة لا داعي لها ولا ابتذال بحجة علاج قضايا مجتمعية، وأبدعت في طرح قضايا من صميم الحياة الطمع اغتصاب الحقوق، تضحية الأم بأعز ما تملك «عينها» جحود الأبناء، بذرة الشر والأكل الحرام والعاقين من الأبناء كنتيجة، الحب الحقيقي وكثير من الدروس والقيم التي طرحت بإبداع، واللافت القدرة المتميزة للمخرج المقلة الذي استطاع وبحرفنة أن يعيشنا في «الماضي».. الملابس الديكور والسيارات وحتى ماكياج الممثلات، اللهم هفوة أعتبرها «كبوة الحصان» التي تمنيت لو لم يقع فيها مخرج بحجمه، ألا وهو منزل «طلال» الفخم الذي اغتصبه من أخيه، فلا الديكور ولا طلاء الجدران ولا الأرضية تقنع بأنه منزل في حقبة الثمانينات من القرن الماضي مهما كان ثراء مالكه، ودون ذلك نقول «برافو» لكل من ساهم في هذا العمل الذي أعتبره الأول على مستوى الخليج في رمضاننا الماضي، على الأقل من وجهة نظري، التي ربما تكون ظالمة، خصوصاً أنني متابعة غير جيدة لجميع الأعمال، ولا أخفي عليكم إنْ قلت إني فضلت عدم متابعة بعض مسلسلاتنا التي بدا مستواها واضحاً من الحلقات الأولى والتي وبكل صراحة «تفشل»، وكأنما تعيد شريط مسلسلات الأعوام الماضية ضاربة عرض الحائط كل الانتقادات «البناءة» التي لم تعرها أي اهتمام فتجاهلتها حتى تجاهلها الجمهور في النهاية.

العدد 962 الخميس 10 شوال 1429 هـ – 9 أكتوبر 2008

ياسمينيات «ظل الياسمين» ياسمين خلف لا أنكر أن اسم مسلسل «ظل الياسمين» شدني منذ بداية الإعلان عنه في الصحافة، كيف لا وهو...

إقرأ المزيد »

هل أصبحنا جميعا فقراء

ياسمينيات
هل أصبحنا جميعا فقراء
ياسمين خلف

ياسمين خلف

قبل سنوات لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، وعندما كنت أنقل معاناة أحد المواطنين عبر التقارير الإنسانية، كنت أجد سيلا من الاتصالات مبدية رغبتها في مساعدة أصحاب المشكلة أيا كان نوعها علاج، مساعدة مادية أو حتى عينية كالأجهزة الكهربائية، الملابس، القرطاسية، الأثاث، بل كان هناك من يبدي رغبته أيضا في دفع مصروف شهري لبعض العوائل الفقيرة، وأطرف وأغرب تلك المساعدات التي مرت علي، عرض البعض للزواج من أصحاب بعض المشكلات ولا أمزح أبدا في ذلك، ولا هم كذلك والذين كانوا جادين في عروضهم إذ كللت فعلا احداها بالزواج.
والكثير من المواطنين حينها كانوا يبدون تأييدهم لنشر تلك القضايا ليتمكن الميسورون مساعدتهم خصوصا من يعترف أنهم يجهلون وجود حالات كهذه في البحرين، وأن علموا بوجودها لا يعرفون أين وكيف يساعدونهم، فكانت تلك التقارير سبيلهم لنيل الأجر والثواب، ولكم تخيل سعادتي بسخاء الأيدي البيضاء، وإن كان البعض من الزملاء يسخر من استمراري في طرح هذه القضايا لدرجة الاستهزاء كأن عرضت إحداهن علي وضع حصالة على مكتبي لجمع التبرعات، وإن كنت حقيقة وجدتها فكرة لن أتورع عن تطبيقها إن كان وراءها مساعدة الغير ونيل للأجر.
اليوم ورغم استمرار بل وتفاقم المشكلات والمآسي إن صح لي التعبير عنها، لا أجد حقيقة ذات الروح المعطاء من الناس، يحز في النفس أن يلجأ أب مكسور إلى الصحف ليعينه الميسورون على مصاريف يعترف جهرا بأنه عاجز عن تلبيتها لفلذات كبده، وتفطر الفؤاد دموع الأمهات المذروفة على أبنائهن المرضى من دون أن يحرك أحد ساكنا حتى على أقل تقدير وزارة الصحة التي أخذت تتجاهل الكثير منها، لا أنكر أبدا وجود البعض وهم قلة، ولكن ما أردت إيصاله أن تلك الأيدي الممدودة في الخير لم تعد كما كانت.
شخصيا أرجع الأمر لعدة أسباب احدها وقد تكون أكثرها تأثيرا هي أن قاعدة الفقراء والقريبين من حد الفقر في توسع وازدياد، ومن كان بالأمس قادر على التبرع والمساعدة ولو بالنزر القليل لم يعد اليوم قادرا عليها، خصوصا مع الغلاء الفاحش وزيادة الضروريات بعد أن كانت كماليات، كما أن لتعدد الصحف دورا، إذ أوجدت خيارات أكثر للمواطنين المعوزين ووسع من قاعدة لجوئهم للصحف وبالمثل فإن القراء توزعوا ولم يعد السواد الأعظم يقرأ كل ما يكتب في الصحف الست اليومية ويكتفي بقراءة واحدة منها، فإن حدث وعرضت خلالها مشكلة وكان صاحبها محظوظا وجد من يساعده وإن لم يكن فستجده يهيم على وجهه من جريدة لأخرى، فاطنا إلى أن لكل صحيفة قراءها وقد يكون من بينهم من يمد له يد العون والمساعدة.
في خضم ذلك لا يمكنني بأي حال من الأحوال أن أتقبل تصريح وزيرة التنمية الاجتماعية د. فاطمة البلوشي عندما أعلنت وبكل ثقة وجرأة بأن البحرين لم تعد تضم فقراء بين جنباتها، وكأننا جميعا في سبات عميق عمن حولنا، كيف أصدقها وقد دخلت عشرات البيوت المتهالكة التي يعيش بداخلها أشباه بشر؟ كيف أصدقها ولا يمر يوم إلا وتنازل رب أسرة عن كرامته ومد يده ” للي يسوى واللي ما يسوى”؟ وإن كذبت كل ذلك فهل تكذب سعادة الوزيرة الاف الطلبات التي أنهالت على مساعدة حكومية لا تتعدى الخمسين دينارا في الشهر! ما بالنا إذن لا نرحم بعضنا البعض ويساعد منا الآخر ولو بالقليل، أم أصبحنا جميعا فقراء، فقراء مال وفقراء أخلاق.

العدد 955 الخميس 3 شوال 1429 هـ – 2 أكتوبر 2008

ياسمينيات هل أصبحنا جميعا فقراء ياسمين خلف قبل سنوات لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، وعندما كنت أنقل معاناة أحد المواطن...

إقرأ المزيد »

كباب أمي

ياسمينيات
كباب أمي
ياسمين خلف

ياسمين خلف ليس لرمضان طعم إن ما فقدت الأم، ورمضان بالنسبة لي كسائر الأشهر بعد وفاة والدتي رحمة الله عليها، ذهبت وذهب معها كل ما يميز شهر رمضان من أجواء وطبخات ويكفي أنها »هي« لذة كل الأشهر.
فبعد عينها لم أذق حتى اللحظة كبابا كالذي تصنعه أمي، حتى شككت بقدرات جميع النسوة غيرها. لكبابها طعم مختلف، ربما هي نفسها »المختلف« فحرصها على أن يكون بالشكل والسمك الذي يروق لنا نحن ابناؤها يجعلها تبكي ولا أبالغ إذ ما قلت إنها تبكي إن هي أخفقت في الخلطة بسبب تعب الصيام وقللت من الملح أو الفلفل الذي نعشقه، فكنا نضحك من بكائها. فهل يستحق الأمر دموعها؟ وكانت »تعوف« حتى الإفطار بسبب ذلك لتعاود الكرة مرة أخرى لتقدم لنا »كبابها« الذي يسحر حتى أقاربنا ويشهدون بأنه مختلف عن باقي »الكباب«.
دوري في المطبخ في شهر رمضان لا يختلف كثيراً عن باقي الأشهر، لأنه باختصار لا يجذبني، بل أجد نفسي مرغمة على دخوله لمساعدة والدتي رحمها الله في الأيام التي تقرر فيها توزيع الأطباق على القاصي والداني من الأهل والجيران، وكان دوري لا يتعدى وضع الطبخات في الأطباق وتغليفها. عفوا نسيت أنني أتطفل على كباب أمي وأحاول أن أرمي بعض الكرات في الزيت لقليها، وكم حرقت الكثير منها لدرجة أن والدتي تترجاني تركها لتتولى هي المسئولية »كاملة« حتى يباغتها آذان المغرب لأكون أول من يلتهم كبابها الساخن و»الحار«، وأول من يقف على قدورها ليغرف منها. واليوم لا طعم ولا لون لرمضان من دون والدتي رحمها الله. آه.. أحن إليها وأحن إلى كبابها.

العدد 945 الاثنين 22 رمضان 1429 هـ – 22 سبتمبر 2008

ياسمينيات كباب أمي ياسمين خلف ليس لرمضان طعم إن ما فقدت الأم، ورمضان بالنسبة لي كسائر الأشهر بعد وفاة والدتي رحمة الله ع...

إقرأ المزيد »