التدريس له أهله

ياسمينيات
التدريس له أهله
ياسمين خلف

ياسمين خلف

ما علاقة أخصائيي الإرشاد الاجتماعي بالتدريس؟ وطرق الإدارة الصفية والقياس والتقويم للاختبارات؟ إن مهماتهم الوظيفية كما نعرف متعلقة بمتابعة الصحة النفسية للطلبة والتدخل لحل مشاكلهم والنظر في المعوقات الدراسية التي تواجههم أو السعي لخلق بيئة مثلى للدراسة والتوجيه والإرشاد؟ فلكل تخصص وظائف وتداخلها لا يخدم بقدر ما يخلق نوعا من تداخل الاختصاصات.
هذا ما جعل عددا ليس باليسير من الأخصائيين يتفاجأون من قرار وزارة التربية والتعليم باشتراط الحصول على ”دبلوم في التربية” لترقيتهم من الدرجة التعليمية الثالثة إلى الرابعة وإلا فإنهم ”ميتون” وهم على الدرجة الثالثة! رغم أن دفعات ما قبل 2006 حصلوا على الترقية وبطريقة أوتوماتيكية بعد إنهاء عامين من الخدمة، فالدرجة الفارقة ”هذه” تعني الكثير بالنسبة للأخصائيين إذ تزيد من رواتبهم أكثر من 80 ديناراً ”ومن حقهم المطالبة بالدرجة لتحسين رواتبهم”.
أقول لِمَ لمْ تشترط الوزارة مثلا على هؤلاء الأخصائيين الحصول على الدبلوم في الإرشاد النفسي أو الاجتماعي أو الأسري أي بما يخدم تخصصهم ووظيفتهم، لا أن يُزجوا في تخصص لا علاقة له ولا صلة بما يقدمونه من خدمات في المدارس، فالتدريس له أهله وهم المعنيون بالعملية التعليمية لا سواهم، وضياع الوقت والمال في تلقي تعليم لا يستفاد منه أمر غير عقلاني، بل ان الغريب في الأمر أن يجبر الأخصائيون الجدد ممن هم في الدفعة 2008 على التوقيع على تعهد بعدم المطالبة بالترقية، كما لو كانت القضية استغلال حاجتهم للوظيفة أولا ”وتسخيرهم” كالعبيد لتقديم خدمات دون المطالبة بالحقوق والتي منها بالتأكيد الترقية والدرجة الوظيفية ثانيا.
الأخصائيون المغبونون طالبوا مرات ومرات بإعادة النظر في هذا الشرط ”المجحف” في حقهم كما يرونه دون جدوى، وأضعف الإيمان أن يفرغوا لنيل هذا الدبلوم أسوة بغيرهم من الموظفين بالوزارة والذين منهم المديرون المساعدون الذين فرغِّوا لثلاثة أيام في الأسبوع لنيل الدبلوم في الإدارة، لا أن يطلب منهم الحصول على هذا الدبلوم في ضبابية وغير وضوح للمدة الزمنية لنيلها، وان كانت الوزارة جادة في تطوير موظفيها فعليها عدم تجاهل جميع دفعات المرشدين، أسوة بكما تفعل الآن مع المعلمين الجدد، الذين ابتعثتهم لدراسة دبلوم التربية في كلية المعلمين.

العدد 992 السبت 10 ذو القعدة 1429 هـ – 8 نوفمبر 2008

ياسمينيات
التدريس له أهله
ياسمين خلف

ياسمين خلف

ما علاقة أخصائيي الإرشاد الاجتماعي بالتدريس؟ وطرق الإدارة الصفية والقياس والتقويم للاختبارات؟ إن مهماتهم الوظيفية كما نعرف متعلقة بمتابعة الصحة النفسية للطلبة والتدخل لحل مشاكلهم والنظر في المعوقات الدراسية التي تواجههم أو السعي لخلق بيئة مثلى للدراسة والتوجيه والإرشاد؟ فلكل تخصص وظائف وتداخلها لا يخدم بقدر ما يخلق نوعا من تداخل الاختصاصات.
هذا ما جعل عددا ليس باليسير من الأخصائيين يتفاجأون من قرار وزارة التربية والتعليم باشتراط الحصول على ”دبلوم في التربية” لترقيتهم من الدرجة التعليمية الثالثة إلى الرابعة وإلا فإنهم ”ميتون” وهم على الدرجة الثالثة! رغم أن دفعات ما قبل 2006 حصلوا على الترقية وبطريقة أوتوماتيكية بعد إنهاء عامين من الخدمة، فالدرجة الفارقة ”هذه” تعني الكثير بالنسبة للأخصائيين إذ تزيد من رواتبهم أكثر من 80 ديناراً ”ومن حقهم المطالبة بالدرجة لتحسين رواتبهم”.
أقول لِمَ لمْ تشترط الوزارة مثلا على هؤلاء الأخصائيين الحصول على الدبلوم في الإرشاد النفسي أو الاجتماعي أو الأسري أي بما يخدم تخصصهم ووظيفتهم، لا أن يُزجوا في تخصص لا علاقة له ولا صلة بما يقدمونه من خدمات في المدارس، فالتدريس له أهله وهم المعنيون بالعملية التعليمية لا سواهم، وضياع الوقت والمال في تلقي تعليم لا يستفاد منه أمر غير عقلاني، بل ان الغريب في الأمر أن يجبر الأخصائيون الجدد ممن هم في الدفعة 2008 على التوقيع على تعهد بعدم المطالبة بالترقية، كما لو كانت القضية استغلال حاجتهم للوظيفة أولا ”وتسخيرهم” كالعبيد لتقديم خدمات دون المطالبة بالحقوق والتي منها بالتأكيد الترقية والدرجة الوظيفية ثانيا.
الأخصائيون المغبونون طالبوا مرات ومرات بإعادة النظر في هذا الشرط ”المجحف” في حقهم كما يرونه دون جدوى، وأضعف الإيمان أن يفرغوا لنيل هذا الدبلوم أسوة بغيرهم من الموظفين بالوزارة والذين منهم المديرون المساعدون الذين فرغِّوا لثلاثة أيام في الأسبوع لنيل الدبلوم في الإدارة، لا أن يطلب منهم الحصول على هذا الدبلوم في ضبابية وغير وضوح للمدة الزمنية لنيلها، وان كانت الوزارة جادة في تطوير موظفيها فعليها عدم تجاهل جميع دفعات المرشدين، أسوة بكما تفعل الآن مع المعلمين الجدد، الذين ابتعثتهم لدراسة دبلوم التربية في كلية المعلمين.

العدد 992 السبت 10 ذو القعدة 1429 هـ – 8 نوفمبر 2008

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “التدريس له أهله

  1. تعليق #1
    صباح الخير والسرور أستاذة ياسمين خلف

    في وزارة التربية والتعليم كل شيئ جائز ولا غرابة في شيئ تعودنا على هذه الوزارة في إصدار الشروط الغريبة والبعيدة كل البعد عن الواقعية تعودنا على لي ذراع المواطن المسكين وخصوصاً الموظفين ( المعلمين )… أعتقد إهانة المعلم وفقد هيبته في البحرين تبدأ من أعتاب وزارة التربية حيث لم نسمع في جميع أنحاء العالم عن إعتصام للمعلمين ولم نسمع عن وزارة تقف بالمرصاد وتقف حجرة عثرة أمام المعلمين وأمام طموحهم ومستقبلهم وتعاملهم وكأنهم خصوم ( قم للمعلم ووفه التبجيلا) الكل يعترف بها إلا وزارة التربية والتعليم في البحرين التي تحارب المعلم وتصدر بين الفينة والأخرى قرارات تصعق بها المعلم ويشم منها في بعض الأحيان رائحة العبودية
    وماذكرتيه يا أستاذة ياسمين ماهو إلى نقطة في بحر وماخفي أعظم بكثير

    نشكرك على المقال الجميل ويعطيك العافية
    الفاارس _ البحرين السبت 8 نوفمبر 2008
    تعليق #2
    صح لسانج اختي ياسمين

    بس ياريت أحد من وزارة التربية يقرأ المقال ويرد عليج

    لأن فعلا هذي مشكلة بالنسبة للأخصائين

    وترى أهم اللي يشوفونه في المدارس مو شوي
    هاله السبت 8 نوفمبر 2008
    تعليق #3
    موضوعك يا ياسمين يستحق التفاعل معه , مشكلة التخصصات ليست مقتصرة على هذه الوزارة , هي بالفعل اعمق من ذلك , عندما نقول هذا الكلام فأننا نعني الكثير من وزارات ومؤسسات الدولة , والا كيف نفسر نقل موظف إداري وتعينة في مهنة فنية ونريد منه ان ينتج ؟ لايمكن ذلك وان بقى في منصبة سيظل “تحصيلة حاصل ” وشغل فراغ لاغير .
    الموظف المناسب في المكان المناسب , صارت هذه الركيزة من مخلفات الماضي “برتال ” وحلت مكانها المحسوبية التي دمرت الانتاجية في الكثير من مواقع العمل الرسمية .
    سنعيش نعاني من هذه الاشكالية الكبرى طالما هنا مزاجية وقرارات ارتجالية وغياب التقيم الجاد وتفعيل مبدأ العدالة والانصاف .
    بوعبدالله السبت 8 نوفمبر 2008
    تعليق #4
    اشكر الاخت على هذا الموضوع واود بيان بعض النقاط :
    1- ضمن الوصف الوظيفي للمرشدين الاجتماعيين ان يستلم حصص الارشاد ويقدم ماده ارشادية تحوي مجموعة من القيم والاتجاهات وتدريب الطلبة على مهارات الحياه
    2- لايمكن تدريب الطلبة على هذه الامور الا اذا كانت لدى المرشد الاستعداد والقابلية والقدرة على ايصال المعلومة او هذه المهارة
    3- دبلوم التربية ليس حصرا على المعلمين فقط وانما يجب على كل مة ينتمي لمؤسسات التربية
    4- من يدخل الفصل ويقدم ماده علمية او مهارة تدريبية او ارشادية اتوقع حسب رايي انه يكوم ملم بادارة الصف وطريقه توجيه المعلومه والاسئلة وضبط الصف ايضا … هذا رايي واحترم راي الاستاذة
    almourshed السبت 8 نوفمبر 2008
    تعليق #5
    تعجبني مقالاتكِ أختي العزيزة ” ياسمين خلف ” لا عُدمت أناملكِ و جعلكِ الله صرخةً في وجه الباطل و نصيرةً للمظلومين بقلمك الرائد .. تمنياتي لكِ و لأسرة الوقت بالتوفيق
    كلفوومة السبت 8 نوفمبر 2008
    تعليق #6
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

    بما أن الموضوع عن المشرفين الإجتماعيين فأردت ان أقول فقط أن أغلب المدارس مفتره للمشرفين الإجتماعيين ووزارة التربية لا توظف آخر دفعة منهم، فلقد رأيناهم جمعياً كيف نظموا أعتصام أمام وزارة التربية، فإلى متى نظل عاطلين من دون عمل ووزارة التربية تستقدم الأجانب.
    الله يفرج عن كل العاطلين.
    جامعي عاطل الأحد 9 نوفمبر 2008
    تعليق #7
    المشكلة أن وزارة التربية تمشي على سياسة غير مدروسة ، والحال أعوج
    رائد الأحد 9 نوفمبر 2008

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.