كباب أمي

ياسمينيات
كباب أمي
ياسمين خلف

ياسمين خلف ليس لرمضان طعم إن ما فقدت الأم، ورمضان بالنسبة لي كسائر الأشهر بعد وفاة والدتي رحمة الله عليها، ذهبت وذهب معها كل ما يميز شهر رمضان من أجواء وطبخات ويكفي أنها »هي« لذة كل الأشهر.
فبعد عينها لم أذق حتى اللحظة كبابا كالذي تصنعه أمي، حتى شككت بقدرات جميع النسوة غيرها. لكبابها طعم مختلف، ربما هي نفسها »المختلف« فحرصها على أن يكون بالشكل والسمك الذي يروق لنا نحن ابناؤها يجعلها تبكي ولا أبالغ إذ ما قلت إنها تبكي إن هي أخفقت في الخلطة بسبب تعب الصيام وقللت من الملح أو الفلفل الذي نعشقه، فكنا نضحك من بكائها. فهل يستحق الأمر دموعها؟ وكانت »تعوف« حتى الإفطار بسبب ذلك لتعاود الكرة مرة أخرى لتقدم لنا »كبابها« الذي يسحر حتى أقاربنا ويشهدون بأنه مختلف عن باقي »الكباب«.
دوري في المطبخ في شهر رمضان لا يختلف كثيراً عن باقي الأشهر، لأنه باختصار لا يجذبني، بل أجد نفسي مرغمة على دخوله لمساعدة والدتي رحمها الله في الأيام التي تقرر فيها توزيع الأطباق على القاصي والداني من الأهل والجيران، وكان دوري لا يتعدى وضع الطبخات في الأطباق وتغليفها. عفوا نسيت أنني أتطفل على كباب أمي وأحاول أن أرمي بعض الكرات في الزيت لقليها، وكم حرقت الكثير منها لدرجة أن والدتي تترجاني تركها لتتولى هي المسئولية »كاملة« حتى يباغتها آذان المغرب لأكون أول من يلتهم كبابها الساخن و»الحار«، وأول من يقف على قدورها ليغرف منها. واليوم لا طعم ولا لون لرمضان من دون والدتي رحمها الله. آه.. أحن إليها وأحن إلى كبابها.

العدد 945 الاثنين 22 رمضان 1429 هـ – 22 سبتمبر 2008

ياسمينيات
كباب أمي
ياسمين خلف

ياسمين خلف ليس لرمضان طعم إن ما فقدت الأم، ورمضان بالنسبة لي كسائر الأشهر بعد وفاة والدتي رحمة الله عليها، ذهبت وذهب معها كل ما يميز شهر رمضان من أجواء وطبخات ويكفي أنها »هي« لذة كل الأشهر.
فبعد عينها لم أذق حتى اللحظة كبابا كالذي تصنعه أمي، حتى شككت بقدرات جميع النسوة غيرها. لكبابها طعم مختلف، ربما هي نفسها »المختلف« فحرصها على أن يكون بالشكل والسمك الذي يروق لنا نحن ابناؤها يجعلها تبكي ولا أبالغ إذ ما قلت إنها تبكي إن هي أخفقت في الخلطة بسبب تعب الصيام وقللت من الملح أو الفلفل الذي نعشقه، فكنا نضحك من بكائها. فهل يستحق الأمر دموعها؟ وكانت »تعوف« حتى الإفطار بسبب ذلك لتعاود الكرة مرة أخرى لتقدم لنا »كبابها« الذي يسحر حتى أقاربنا ويشهدون بأنه مختلف عن باقي »الكباب«.
دوري في المطبخ في شهر رمضان لا يختلف كثيراً عن باقي الأشهر، لأنه باختصار لا يجذبني، بل أجد نفسي مرغمة على دخوله لمساعدة والدتي رحمها الله في الأيام التي تقرر فيها توزيع الأطباق على القاصي والداني من الأهل والجيران، وكان دوري لا يتعدى وضع الطبخات في الأطباق وتغليفها. عفوا نسيت أنني أتطفل على كباب أمي وأحاول أن أرمي بعض الكرات في الزيت لقليها، وكم حرقت الكثير منها لدرجة أن والدتي تترجاني تركها لتتولى هي المسئولية »كاملة« حتى يباغتها آذان المغرب لأكون أول من يلتهم كبابها الساخن و»الحار«، وأول من يقف على قدورها ليغرف منها. واليوم لا طعم ولا لون لرمضان من دون والدتي رحمها الله. آه.. أحن إليها وأحن إلى كبابها.

العدد 945 الاثنين 22 رمضان 1429 هـ – 22 سبتمبر 2008

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

2 Comments on “كباب أمي

  1. فاطمة المبارك

    ذكرتني باغنية مارسيل” احن الى خبز امي”
    الله يكون في عونك يا ياسمين
    استشعر عذاباتك يا صديقتي
    ولكني اخشى الخوض فيها معك ان نحن جلسنا معا وتحدثنا وتسامرنا
    لكل منا جراحاتها
    ولكننا اضعف كثيرا من مواجهتها
    لهذا نرسم الضحكات في جلساتنا
    كي لا نخوض في الالم فيرتسم مخيفا مرعبا امامنا
    فهل ما نفعله هو الصحيح؟؟
    ام نحن بالفعل ضعفاء؟؟؟؟؟

    رد
  2. تعليق #1
    عزيزتي ياسمين،
    مقال رائع. ذكرني هذا المقال بشقيقه الذي تحدّثتِ فيه عن باب غرفتكِ “المشؤوم”.
    الله يرحم والديكِ ويسكنهما فسيح جناته.
    راشد الغائب الأثنين 22 سبتمبر 2008
    تعليق #2
    الله يرحمها وسكنها فسيح جناته وربي يخفف على قلب ياسمين بحق هالليالي
    الفجــ روح ــر الأثنين 22 سبتمبر 2008
    تعليق #3
    اختي ياسمين الله يرحم امك وان شاء تورثينها بطبخ الكباب واكثر والله يعينش بهذا الشهر الكريم
    amina الأثنين 22 سبتمبر 2008
    تعليق #4
    أختي العزيزة ياسمين،
    مثل هذه الذكريات تبقي من رحل عنا -سواء غيبة الموت أو غيبته ظروف الدنيا-موجوداً من حولنا.
    شهر رمضان وعبق أطباقه عادة يقلب الذكريات والمواجع، وبذكرياتك الحزينة هذه فتحت أبواب كنت أحوال غلقها.
    لميس الأثنين 22 سبتمبر 2008
    تعليق #5
    الله يرحمها ويغفر لها بحق هذا الشهر الفضيل ,,,

    على فكرة جوعتيني !!
    بومحمد الثاني الأثنين 22 سبتمبر 2008
    تعليق #6
    ترحمي عليها والموت كاس كل من شاربه مقالك روعه
    ام طلال الأثنين 22 سبتمبر 2008
    تعليق #7
    حبيبتي الله يرحمها اسوي لج كباب بس ما بيطلع مثل كباب الوالده
    ام طلال الأثنين 22 سبتمبر 2008
    تعليق #8
    الله يرحمها ويسكنها فسيح جناته مع محمد وال محمد, ذكرتينى بامي الله يرحمها,شى انشف ادموعى الله يرحم الموئمنين والموئمنات…
    bany hashm الأثنين 22 سبتمبر 2008
    تعليق #9
    الله يرحمها ويغمد رووحها الجنة ..
    والله يرزقك وتصيري ام طباخة وبنفس حلوو
    وتعملي لاولادك كباب في رمضان مثل “كباب امك”
    آمال نصيف الأثنين 22 سبتمبر 2008
    تعليق #10
    رحم الله والدتك واموات المسلمين ونطرش لك ياياسمين كباب اماراتي من العين شورايك شي جميل ورائع ان يدوم اسم الام في ذاكرتنا حتي الاخر
    صلاح بن عيسي الأثنين 22 سبتمبر 2008
    تعليق #11
    انامثلج افتقد اطباق امي لانني فقدتها .. كل شيء في مطبخ رمضان يذكرني بها وخاصة عند الفطور عندما تناديني كي اتلقف اشها الاطباق من يديها .. امي رباب رحلت منذ ثلاث سنين وتركت كل جميل كي نتذكره بها الفاتحة على روحك الطاهرة
    ام ايمن الأثنين 22 سبتمبر 2008

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.