«ظل الياسمين»

ياسمينيات
«ظل الياسمين»
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لا أنكر أن اسم مسلسل «ظل الياسمين» شدني منذ بداية الإعلان عنه في الصحافة، كيف لا وهو يحمل اسمي الذي هو هويتي في هذه الحياة؟ فظللت أترقب شهر رمضان المبارك لمتابعته، خصوصاً أنه من الأعمال الدرامية التي أحرص على متابعتها، بل أتوقع لها النجاح حتى قبل أن تعرض، أليس فيه خبرة وإبداع الثنائي البحريني القطري المخرج أحمد يعقوب المقلة والكاتبة وداد الكواري، اللذين أتحفانا في السنوات القليلة الماضية بأعمال لا تجد غير الانحناء احتراماً لها والتصفيق لهما ولمن شاركهما في تلك الأعمال من ممثلين وأبطال خلف الكواليس؟
القصة رائعة وحوادثها السريعة وغير المتوقعة في أغلبها كانت ترغم كل من تابعه على الاستمرار في المتابعة، وانغماس الممثلين في الدور حد التصديق كان بارزاً في الأداء «كم أبدع الممثل المخضرم إبراهيم الصلال»، حتى لتشعرك فعلاً أنهم من ذاك الزمن الذي ولّى من دون رجعة، بما يحمله من خير وشر وبما تشربه من أخلاق وشهامة قلما تجد لها نسخاً في حياتنا التي باتت تتعامل مع سياسة «شيلني وأشيلك»، وإن لم تكن قادراً على «الشيل» فلك الله من دون منازع.
كانت الكاتبة وداد الكواري نِعْم «الكاتبة» و«اللي على رأسه بطحة يتحسسها» كما يقول المثل، أخذت في التصاعد في الحوادث بشكل راقٍ مشهود له، لا حوادث مكررة/ ممططة لا داعي لها ولا ابتذال بحجة علاج قضايا مجتمعية، وأبدعت في طرح قضايا من صميم الحياة الطمع اغتصاب الحقوق، تضحية الأم بأعز ما تملك «عينها» جحود الأبناء، بذرة الشر والأكل الحرام والعاقين من الأبناء كنتيجة، الحب الحقيقي وكثير من الدروس والقيم التي طرحت بإبداع، واللافت القدرة المتميزة للمخرج المقلة الذي استطاع وبحرفنة أن يعيشنا في «الماضي».. الملابس الديكور والسيارات وحتى ماكياج الممثلات، اللهم هفوة أعتبرها «كبوة الحصان» التي تمنيت لو لم يقع فيها مخرج بحجمه، ألا وهو منزل «طلال» الفخم الذي اغتصبه من أخيه، فلا الديكور ولا طلاء الجدران ولا الأرضية تقنع بأنه منزل في حقبة الثمانينات من القرن الماضي مهما كان ثراء مالكه، ودون ذلك نقول «برافو» لكل من ساهم في هذا العمل الذي أعتبره الأول على مستوى الخليج في رمضاننا الماضي، على الأقل من وجهة نظري، التي ربما تكون ظالمة، خصوصاً أنني متابعة غير جيدة لجميع الأعمال، ولا أخفي عليكم إنْ قلت إني فضلت عدم متابعة بعض مسلسلاتنا التي بدا مستواها واضحاً من الحلقات الأولى والتي وبكل صراحة «تفشل»، وكأنما تعيد شريط مسلسلات الأعوام الماضية ضاربة عرض الحائط كل الانتقادات «البناءة» التي لم تعرها أي اهتمام فتجاهلتها حتى تجاهلها الجمهور في النهاية.

العدد 962 الخميس 10 شوال 1429 هـ – 9 أكتوبر 2008

ياسمينيات
«ظل الياسمين»
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لا أنكر أن اسم مسلسل «ظل الياسمين» شدني منذ بداية الإعلان عنه في الصحافة، كيف لا وهو يحمل اسمي الذي هو هويتي في هذه الحياة؟ فظللت أترقب شهر رمضان المبارك لمتابعته، خصوصاً أنه من الأعمال الدرامية التي أحرص على متابعتها، بل أتوقع لها النجاح حتى قبل أن تعرض، أليس فيه خبرة وإبداع الثنائي البحريني القطري المخرج أحمد يعقوب المقلة والكاتبة وداد الكواري، اللذين أتحفانا في السنوات القليلة الماضية بأعمال لا تجد غير الانحناء احتراماً لها والتصفيق لهما ولمن شاركهما في تلك الأعمال من ممثلين وأبطال خلف الكواليس؟
القصة رائعة وحوادثها السريعة وغير المتوقعة في أغلبها كانت ترغم كل من تابعه على الاستمرار في المتابعة، وانغماس الممثلين في الدور حد التصديق كان بارزاً في الأداء «كم أبدع الممثل المخضرم إبراهيم الصلال»، حتى لتشعرك فعلاً أنهم من ذاك الزمن الذي ولّى من دون رجعة، بما يحمله من خير وشر وبما تشربه من أخلاق وشهامة قلما تجد لها نسخاً في حياتنا التي باتت تتعامل مع سياسة «شيلني وأشيلك»، وإن لم تكن قادراً على «الشيل» فلك الله من دون منازع.
كانت الكاتبة وداد الكواري نِعْم «الكاتبة» و«اللي على رأسه بطحة يتحسسها» كما يقول المثل، أخذت في التصاعد في الحوادث بشكل راقٍ مشهود له، لا حوادث مكررة/ ممططة لا داعي لها ولا ابتذال بحجة علاج قضايا مجتمعية، وأبدعت في طرح قضايا من صميم الحياة الطمع اغتصاب الحقوق، تضحية الأم بأعز ما تملك «عينها» جحود الأبناء، بذرة الشر والأكل الحرام والعاقين من الأبناء كنتيجة، الحب الحقيقي وكثير من الدروس والقيم التي طرحت بإبداع، واللافت القدرة المتميزة للمخرج المقلة الذي استطاع وبحرفنة أن يعيشنا في «الماضي».. الملابس الديكور والسيارات وحتى ماكياج الممثلات، اللهم هفوة أعتبرها «كبوة الحصان» التي تمنيت لو لم يقع فيها مخرج بحجمه، ألا وهو منزل «طلال» الفخم الذي اغتصبه من أخيه، فلا الديكور ولا طلاء الجدران ولا الأرضية تقنع بأنه منزل في حقبة الثمانينات من القرن الماضي مهما كان ثراء مالكه، ودون ذلك نقول «برافو» لكل من ساهم في هذا العمل الذي أعتبره الأول على مستوى الخليج في رمضاننا الماضي، على الأقل من وجهة نظري، التي ربما تكون ظالمة، خصوصاً أنني متابعة غير جيدة لجميع الأعمال، ولا أخفي عليكم إنْ قلت إني فضلت عدم متابعة بعض مسلسلاتنا التي بدا مستواها واضحاً من الحلقات الأولى والتي وبكل صراحة «تفشل»، وكأنما تعيد شريط مسلسلات الأعوام الماضية ضاربة عرض الحائط كل الانتقادات «البناءة» التي لم تعرها أي اهتمام فتجاهلتها حتى تجاهلها الجمهور في النهاية.

العدد 962 الخميس 10 شوال 1429 هـ – 9 أكتوبر 2008

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “«ظل الياسمين»

  1. تعليق #1
    صباح الخير أختي ياسمين…هاذي أول مرة أعلق على عمود لك وأن شاء الله دوم…أنا السنة ما طالعت شي غير باب الحارة لكن خواتي كانوا يتابعونه وكنت مرة معاهم وشفت لقطة لفاطمة عبدالرحيم في بيت كأنه قصر تكلم يوسف بهلول وعليها(قون) حالته حاله!قلت أكيد هاذي مجنونة!! قالوا لي هرارك هاذلين يمثلون في السبعينات والثمانيات !قلت ليهم ما في بيوت جذيه في هالفترة!ردوا علي هاذا جايب ليه مهندسين من برة !!قلت ليهم ولو,في ذاك الزمن لا طلع الحديد المطاوع والناس ما كانت تسوي بيوتها رخام !حسيتهم اقتنعوا ,,عقب شوي شفت العطاوي في حوي بيت قديم وعليه بعد (قون)والشعر يا سلام قصة على الموضة (البنات يسمونها شلال ) قلت ليهم هالقصة بعد طلعت ذيك الفترة؟؟؟
    هاني الخميس 9 أكتوبر 2008
    تعليق #2
    صدقتي والله يا صحفيتنا المبدعة ، كان مسلسلا رائعا حقا ،مب مثل مسلسلات العسكري والقفاص الهابطة ،والله بجينا في الحلقة الأخيرة صج هذا الواقع المؤلم .
    مرة أخرى شكرا ياسمينتنا المسلسل حلو بعد لان فيه أسمك
    سميرة الخميس 9 أكتوبر 2008
    تعليق #3
    اهلا بياسمين وبظل الياسمين فعلا كان مسلسل رائع ومخرج رائع وكاتبه مبدعه ملاحظه برامج قناه البحرين هاي السنه مثل العام صفر من عشره للاسف كنا بالاول بالامارات نتابع قناه البحرين العائليه كما سميت تحياتي
    صلاح بن عيسي الحميدي الخميس 9 أكتوبر 2008
    تعليق #4
    مقال جميل
    انت مدعوة الليلة الجمعة لمسرحية ويش السالفة على صالة مركز السنابس س/8
    ومشكورين على المقال الجميل
    جابر حسن الخميس 9 أكتوبر 2008
    تعليق #5
    I think it was the best of all .
    Nahla الخميس 9 أكتوبر 2008
    تعليق #6
    مقالات جميلة
    د.حداد الخميس 9 أكتوبر 2008
    تعليق #7
    وينك يا ياسمينة الوقت أشتقنا لمقالاتك ،أشتري الجريدة بس عشان أقرأ مقالك وكل يوم أتفاجأ أنه غير موجود ،نفتقدك ونفتقد كتاباتك وأسلوبك الرائع ، هل توقفتي عن الكتابة ؟ أرجوكي لا تتخذي هذا القرارنحن نحبك ولا نستغني عن قلمك الحر عودي إلينا أرجوك
    نور الثلاثاء 28 أكتوبر 2008

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.