ياسمينيات
منكم لله يا حكّام العرب
ياسمين خلف
لنطمس رؤوسنا في الرمال، لم تعد للعرب كرامة، ليس لدمائنا قيمة، جبناء حدّ الذل والمهانة، نقاتل بعضنا بعضا، وعندما يحين القتال مع العدو نبتسم ونستسلم ليكون حذاؤه فوقنا، نهان ونذبح، ورغم ذلك نعود لنبتسم ونصافح ونستسلم.
لم نعد نحتمل نحن الشعوب العربية هذه المجازر والمذابح اليومية التي جُرِّدت من الإنسانية، نتحاشى الأخبار والصور، وأن كنا نسترق النظر إليها خجلا من أنفسنا وقلة حيلتنا، عشرون يوما مضت وهاهي أيام الذل تلوك بعضها ولا نعرف غير متابعة آخر حصيلة للشهداء والجرحى .. هل ستكفي عبارات التنديد والاستنكار؟ هل ستجدي الملايين في إعادة الاعمار والبناء بعد أن تخلو الأرض من سكانها؟ هل يضرّ الشاة سلخها بعد ذبحها؟
الروح عند الاسرائليين غالية، إن قُتِل منهم واحد ردوا بقتل مائة، هل نأخذ منهم قدوة وندافع عن أرواحنا، أم نرجوهم و”نبوس” أقدامهم القذرة الملوثة بدماء المسلمين ليوقفوا القتل! لنكن واقعيون، الشعوب لا تملك غير المظاهرات والمسيرات وجمع التبرعات الشحيحة، واللوم كل اللوم على الحكام الذين عليهم أن يتخذوا موقفاً صارماً تجاه العدو الاسرائيلي وحلفائه والذين منهم ”من هم منا نحن المسلمين وفينا” ألم يفضح أمر أحد زعماء العرب الذي راسل القيادات الإسرائيلية لإبادة شعب غزة فقط، لكي لا تقوم لحركة حماس قائمة!” لو تعاونت الحكومات العربية وقطعت أي علاقات لها مع الكيان الصهيوني وحلفائها لما تمكنت من دعم وتأجيج أسلحتها.. لست محلِّلة سياسية ولا أحب السياسة أصلا وأن كانت أسئلتي ساذجة إلا أني لا أتحرج من طرحها ”أليس بإمكان العرب التوحد جميعا والقضاء على إسرائيل؟ أيعقل أن أغلب دول العالم تلعق قدم أمريكا وهي تبتسم؟ لِمَ نترك زمام أمرنا لغيرنا؟ أتنقصنا الحكمة؟
لم أكتب عن هذه المذبحة طيلة الفترة الماضية رغم إسهاب باقي الكتاب فيها ورغم إلحاح القراء للخوض فيها، ولا أنكر أنني حاولت أن أكتب وعجزت نفسيا أمام هذه المجزرة، التي وبسهولة تجعلنا نذرف الدمع ونضرب الكف بالكف لقلة الحيلة والشعور بالذنب، الثكالى من نساء غزة يصرخن بحرقة ”منكم لله يا الأنظمة العربية” رغم أننا لا نملك حتى أمر نفسنا لنتمكن من عون غيرنا، وأن أردنا تصحيح دعوتها لقلنا منكم لله يا حكام العرب.
العدد 1061 الجمعة 19 محرم 1430 هـ – 16 يناير 2009
ياسمينيات منكم لله يا حكّام العرب ياسمين خلف لنطمس رؤوسنا في الرمال، لم تعد للعرب كرامة، ليس لدمائنا قيمة، جبناء حدّ الذ...
أحدث التعليقات