بلاويهم بلاوي

ياسمينيات
بلاويهم بلاوي
ياسمين خلف

ياسمين خلف

اعتقدوا خطأ بأنهم ربما سيخوفونها بالقانون الذي سيلغي إقامتها ويسفرها إلى بلدها دون رجعة في المستقبل، لكنها انتظرت شهر شهرين و”القانون” لم يفعل شيئا لزميلتها الخادمة التي هربت من كفيلها وظلت تهاتفها وتخبرها عن وضعها الجديد، ووجدت أن ما تكسبه” الهاربة” من عملها هنا وهناك يساوي ما تجنيه هي في عام، لملمت حاجياتها وهربت هي الأخرى بمعية خادمة ثالثة من بيت الجيران، وأخرى قبض عليها متلبسة في قضية دعارة وسفرت، وبعد شهرين عادت وباسم جديد وربما ”بحدوتة” جديدة مع كفيلها الجديد.
بلاوي الخدم بلاوي وهم شر لابد منه، فحياة اليوم لم تعد كالماضي سهلة، وبيت لا خادمة فيه يعني أن المرأة ستشيب قبل أوانها خصوصا تلك التي تعمل وبدوامين كذلك، إلا فيما ندر، فلكل قاعدة شواذ، قد تسير بعض البيوت بدونها ولكن وضع الغالبية يحتم وجود تلك الغريبة في منزلهم، والغالبية كذلك تئن من القانون الذي يقوي من شوكة الخدم على كفلائهم، حتى بتن هن من يهددن أهل المنزل بالرحيل واللجوء إلى السفارة أو مكتب الاستقدام.
بحّ صوت الناس وهم يطالبون وزارة العمل إعادة النظر في قوانينها دون جدوى، الكفيل يخسر أكثر من 500 دينار لاستقدام الخادمة والتي قد تفر بعد أشهر من المنزل ويضطر إلى دفع 100 دينار أخرى للوزارة بعد أن يبلغ عنها وينتظر الفرج بالقبض عليها لتسفيرها ودفع مبالغ مشابهه للحصول على أخرى، وإلا عليه الصبر وتحمل أعباء المنزل خلال فترة بقائه بدون خادمة، إحداهن تقول أنها خسرت أكثر من ألف دينار خلال أيام، إذ هربت خادمتها الأولى واضطرت إلى استقدام أخرى للتو قد أرجعت للمكتب لتهرب هي الأخرى خلال يومين فقط لتضرب كفا على كف لنفاد حيلتها.
لا ننسى أن هناك من يتواطأ مع الهاربات من الخدم ومنهم أصحاب منازل أو حتى أصحاب الأعمال، إذ يقبلون بعمل أولئك عندهم رغم أن أغلبيتهن لا يملكن حتى جوازاتهن مما يعني أنهن هاربات، فمصلحتهم أن يحصلوا على أيد رخيصة أكبر من أن يقفوا مع القانون، وهل سيقدم أصحاب شبكات الدعارة تلك «الغواني» للشرطة مثلا؟
لو كان القانون صارما وعادلا لألزم الخادمة الهاربة على دفع تكاليف استقدامها للكفيل، لا أن يدفع الأخير تذكرة سفرها لتذهب مبتسمة إلى أهلها بعد أن جنت من عملها مبالغ ربما لم تكن تحلم بها خصوصا أولئك الذين يعملن في الدعارة وملفات النيابة تشهد على ذلك.

العدد 1055 السبت 13 محرم 1430 هـ – 10 يناير 2009

ياسمينيات
بلاويهم بلاوي
ياسمين خلف

ياسمين خلف

اعتقدوا خطأ بأنهم ربما سيخوفونها بالقانون الذي سيلغي إقامتها ويسفرها إلى بلدها دون رجعة في المستقبل، لكنها انتظرت شهر شهرين و”القانون” لم يفعل شيئا لزميلتها الخادمة التي هربت من كفيلها وظلت تهاتفها وتخبرها عن وضعها الجديد، ووجدت أن ما تكسبه” الهاربة” من عملها هنا وهناك يساوي ما تجنيه هي في عام، لملمت حاجياتها وهربت هي الأخرى بمعية خادمة ثالثة من بيت الجيران، وأخرى قبض عليها متلبسة في قضية دعارة وسفرت، وبعد شهرين عادت وباسم جديد وربما ”بحدوتة” جديدة مع كفيلها الجديد.
بلاوي الخدم بلاوي وهم شر لابد منه، فحياة اليوم لم تعد كالماضي سهلة، وبيت لا خادمة فيه يعني أن المرأة ستشيب قبل أوانها خصوصا تلك التي تعمل وبدوامين كذلك، إلا فيما ندر، فلكل قاعدة شواذ، قد تسير بعض البيوت بدونها ولكن وضع الغالبية يحتم وجود تلك الغريبة في منزلهم، والغالبية كذلك تئن من القانون الذي يقوي من شوكة الخدم على كفلائهم، حتى بتن هن من يهددن أهل المنزل بالرحيل واللجوء إلى السفارة أو مكتب الاستقدام.
بحّ صوت الناس وهم يطالبون وزارة العمل إعادة النظر في قوانينها دون جدوى، الكفيل يخسر أكثر من 500 دينار لاستقدام الخادمة والتي قد تفر بعد أشهر من المنزل ويضطر إلى دفع 100 دينار أخرى للوزارة بعد أن يبلغ عنها وينتظر الفرج بالقبض عليها لتسفيرها ودفع مبالغ مشابهه للحصول على أخرى، وإلا عليه الصبر وتحمل أعباء المنزل خلال فترة بقائه بدون خادمة، إحداهن تقول أنها خسرت أكثر من ألف دينار خلال أيام، إذ هربت خادمتها الأولى واضطرت إلى استقدام أخرى للتو قد أرجعت للمكتب لتهرب هي الأخرى خلال يومين فقط لتضرب كفا على كف لنفاد حيلتها.
لا ننسى أن هناك من يتواطأ مع الهاربات من الخدم ومنهم أصحاب منازل أو حتى أصحاب الأعمال، إذ يقبلون بعمل أولئك عندهم رغم أن أغلبيتهن لا يملكن حتى جوازاتهن مما يعني أنهن هاربات، فمصلحتهم أن يحصلوا على أيد رخيصة أكبر من أن يقفوا مع القانون، وهل سيقدم أصحاب شبكات الدعارة تلك «الغواني» للشرطة مثلا؟
لو كان القانون صارما وعادلا لألزم الخادمة الهاربة على دفع تكاليف استقدامها للكفيل، لا أن يدفع الأخير تذكرة سفرها لتذهب مبتسمة إلى أهلها بعد أن جنت من عملها مبالغ ربما لم تكن تحلم بها خصوصا أولئك الذين يعملن في الدعارة وملفات النيابة تشهد على ذلك.

العدد 1055 السبت 13 محرم 1430 هـ – 10 يناير 2009

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “بلاويهم بلاوي

  1. تعليق #1
    مرحبا يااستاذه ياسمين من الامارات نقدم لك التحيه وموضوعك ممتاز لكني مستغرب لم تكتبي لحد الان عما يحصل بغزه الاطفال النساء الهجمه الصهيونيه اذا لم نقراء رايك وطرحك فيما يخص هذا الموضوع فمتي سنقراءه تحياتي
    صلاح السبت 10 يناير 2009
    تعليق #2
    سلمتي يا اخت ياسمين
    لقد اختلت جيوبنا بسبب هروب الخدم واشتكينا وتكلمنا وبحت اصواتنا
    ولكن عمك اصمخ كل ما هو موجود من القوانين هو في صالح الخدم ولا يوجد قانون ينصفنا ولو وجد فأن جهاز التنفيذ بوزارة الداخلية متواطيء مع مسألة الهروب لأنه في معظم الأحيان من تهرب من الخادمات تذهب للفنادق واماكن الذعارة التي تصد الداخلية عنها النظر في معظم الأحيان
    تهرب الخادمة وتعمل إلى أن تشبع من الفلوس ثم تتصل وتقول عطني جوازي ابي أسافر فتذهب للشرطة وتشتكي أريد فقط معرفة عند من كانت تعمل يردون عليك ليس من شأننا سؤالها !! النيابة وحدها وتذهب للنيابة ولا جدوى .
    خدامة عليها بلاغ سرقة في المركز
    تحكم المحكمة غيابيا ببراءتها
    كيف تبرأ وهي لم تحضر المحكمة ولم تستجوب حتى
    فارس بني بحرون السبت 10 يناير 2009
    تعليق #3
    أنا معاك ياأخت ياسمين على أن الخدم بلاويهم بلاوي لكن من المسؤول عن رجوع بعض الخادمات التي يتم تسفيرهم الى بلدهم فلو تمت الاستعانه بالبصمه لكان بالأمكان كشف من تسول لها نفسها بالرجوع الى بلدنا مره ثانيه لكن لمن تنادي
    توبلاني السبت 10 يناير 2009
    تعليق #4
    بعثت لج رسالة اليوم الصبح وما شفتهابتعامليني مثل غير[ ظلمني وما سمعني
    هدى بحر السبت 10 يناير 2009
    تعليق #5
    لك الحق في ما تكرمتِ به ..
    اكثر ما اثار استغرابي هو المبلغ الكبير الذي يتم دفعه مقابل الخادمه التي تأتي فارغه اليدين .. ليستقبل صاحب البيت بعد ذلك ” بلآويها ” .. و مشاكلها .. و بعدها تكاليف معيشتها و عبء الحياه لا يساعد على تبني شخص جديد و اضافته للأسره .. و حتى مستلزمات النظافه الشخصيه للأخت الخادمه التي تستلم راتبها في نهايه الشهر و هي تنزر صاحب المنزل بنظراتها الجميله !! .. واجب على صاحب المنزل المسكين ! .. و في النهايه لو هربت هذه الخادمه و اكتشف صاحب البيت انها ” بنت ابليس ” .. يلطم الرأس صارخا و لا من سآمع و لا من مجيب ..
    و سنرى .. إلى متى سوف يدوم الصمت .. و العويل .. !
    جزيل شكري لكِ أختي الكريمه ..
    أختكِ .. Lost
    Lost السبت 10 يناير 2009
    تعليق #6
    1- ولكن وضع الغالبية يحتم وجود تلك الغريبة في منزلهم، ؟؟؟؟ يحتم .. يحتم..
    2- يشيبون قبل أوانم .. يشيبون.. يشيبون…
    من الذي حتمهم ؟؟ وكيف لم يكن يشيبون امهات امهاتنا؟؟
    ما الذي جعل منم حتميه؟؟؟
    الذ عاش بيننا منذ خلقنا.. إبليس جعل كل شيء حتميا…
    الأشياء الحتميه هي الإليه وما دون ذلك هو اوهامنا…
    أني واي… نريدها حسينية يا ياسمين هذه أول سنه تمر دون مقالك الحسيني في عاشوراء.. تلومين الخطباء وانا اطالبك بذكر الحسين نريد مأتمك السنوي.. وأيضا وطبعا كما قال صلاح غزة بأعين ياسمينية…
    فارس الوقت الأحد 11 يناير 2009
    تعليق #7
    الأستاذة الفاضلة ياسمين خلف ،

    تحية و احتراما و بعد ،

    تصلك رسالتي هذه و أنا بحريني مقيم حاليا في اليابان ،

    أنا من أشد المعجبين بمقالاتك و أتابعها باستمرار ، لا أجد شيئا لأقوله سوى دعواتي لك بالتوفيق و السداد لخدمة وطننا العزيز ..

    تحياتي لك ..

    أحمد الطريفي
    أوساكا – اليابان
    أحمد الطريفي الأحد 11 يناير 2009

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.