في أحد مطاعم الوجبات السريعة، القريبة من احدي المدارس الخاصة، كنت أجلس بعد تناولي لوجبة الفطور لكتابة بعض التقارير الصحفية، المكان كان خال تماما إلا من الموظفين، بعد فترة قصيرة دخل طفلان بزيهما وحقيبتهما المدرسية، لم أعر الأمر اهتماما فقد كنت أعتقد انهما لتوهما انتهيا من الامتحانات النهائية.. وبينما كنت منهمكة في الكتابة، وإذ برائحة الدخان تخترق أنفي، وبدأت عيناي تحمران! المكان كان خال فمن أين تلك الرائحة؟! تساءلت؟ استمررت في الكتابة وإذا بالطفل الذي يجلس في المقعد الخلفي يحمل بين أصابعه سيجارة ويدخن كالمحترف !
مشكلة تدخين القصر والاطفال، والتي سبق وان تحدثنا عنها مشكلة قديمة ومع ذلك لن تقدم! فالأهل في غفلة! وان صحوا منها لم يتخذوا قرارا صارما ورادعا، وان استخدموه، استخدموه بطريقة خاطئة تعود علي الطفل بأثر سلبي، نتيجة لاستخدامهم اسلوب منفر ومعزز للسلوك الخاطئ ، والهيئة المدرسية وان كانت تدعي اليقظة، فهي في سبات عميق عما يجول في أروقة المدرسة وفي حماماتها وبين ممراتها وخارج اسوارها أثناء الدوام المدرسي! وان كنت ميقنة ان ما من أحد يجهل ما يدور بين الطلبة الاطفال والمراهقين في المدارس، والمشكلة الأدهي هي ان تلك السجائر الملعونة رخيصة وفي متناول يد الجميع، فاقتطاع جزء يسير من المصروف المدرسي لا يعني أهمية كبيرة لدي فئة عريضة في الطلاب.
وعودة للطفلين اللذين لم يتجاوزا الثالثة عشرة من عمريهما، واللذان اندمجا معي بدرجة كبيرة، واستغللت تلك المبادرة في توجيههما ونصحهما بطريقة قريبة الي قلبيهما، حتي وصلت الي مرحلة الوعد وان كنت أشك في وعديهما لي ، علي كل حال أتمني أن يكونا ملتزمين بذلك الوعد وبذلك القسم! فقد أقسما حينها بعد جهد جهيد علي انهما لن يمسكا سيجارة بعد ذاك اليوم.. وخلال حديثي معهما واسترسالنا في الكلام كشفا اوراقهما والتي منها انهما يدخنان في غرفتيهما وسبق وان علم اهلهما بالامر ولم يستطيعوا منعهما، فهما يدخنان في المدرسة، وان اضطرا هربا من المدرسة ليدخنا في الشارع بعيدا عن اي مراقبة قد تكون مفتوحة الاعين عليهما.
هما نموذجا من بين الآلاف من النماذج، لأطفال واقعين في الاغلب في مصيدة اهل يدخنون بكل برود اعصاب امامهم، وينثفون الدخان في وجوههم غير مبالين لحجم الجريمة التي يرتكبونها في حق أولئك الاطفال.. الذين لا يجدون قدوة امامهم سواهم للأسف أفبعد ذلك أيحق للاهل محاسبة ابنائهم علي افعال مشينة هم انفسهم من زرعها فيهم؟! لا يحتاج الامر لاجابة فلا تكلفوا انفسكم عناءها!
ياسمين خلف
Catop
2004-01-23
في أحد مطاعم الوجبات السريعة، القريبة من احدي المدارس الخاصة، كنت أجلس بعد تناولي لوجبة الفطور لكتابة بعض التقارير الصحف...
أحدث التعليقات