محطات استراحة .. طلة الزوجة البهية تساوي (ألف روبية) .. الكبر لله يا ناس


تكتبها هذا الأسبوع: ياسمين خلف

المحطة الأولي:
والله حاله، بعض الناس وهم كثر تكاد أنوفهم تصل السماء، لتعاليهم علي خلق الله، وكأن الله قد خلقهم من طين وغيرهم من عجين!! وللأسف أغلب المتكبرين و الكبر لله لا يمتازون علي غيرهم بشيء سوي أنهم متكبرين !!، واعتقد انهم ولنقص فيهم، جعلهم يلجأون الي تلك الحيلة الغير عقلية ، ليجذبوا انظار من حولهم لهم دون سواهم!!
إحداهن.. وللأسف تعاني من مرض التكبر والغرور، تقول وبكل فخر وثقة في نفسها: عندما أمشي بين الناس لا اعيرهم أي اهتمام، فهم في نظري ليسوا سوي حشرات!! وانتم بكرامة اتعجب كثيرا من كلامها هذا، وان كنت لا استغربه عليها، فهي تظن نفسها اجمل الجميلات، وأكثر الناس حسبا ونسبا، وأنها الوحيدة التي تحمل شهادة جامعية عمية الأخت ، امثال هذه كثيرات.. وللأسف هذه النوعية من البشر يبتعدون يوما بعد يوم عن الجنة، خصوصا اذ ما تذكرنا قول الرسول الكريم: ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر!! .
مثقال ذرة تخيلوا حجم الذرة، التي لا تُري بالعين المجردة، الله يستر علينا ربما نكون من هؤلاء ونحن لا ندري، اقول اقرأوا معي هذا الشطر من ابيات احد الشعراء حيث يقول:
لا تعاد الفقير علك أن تركع
يوما، والدهر قد رفعه

المحطة الثانية:

اجتمعت ثلاث نسوة علي طاولة بأحد المجمعات، وكنا يندبن حظهن العثر، بزواجهن من رجال بيتوتيين يفضلون الجلوس بين جدران منازلهم علي الخروج مع اصدقائهم!! حديثهن كان اكثر من مضحك بل كان يفطس من الضحك وكانت أقوالهم متشابهة إلي درجة الاتفاق علي كل شيء، ومن ضمنها أنهن من فئة المرحات، الاجتماعيات والمحبات للحياة، وبقاؤهن بين اربع طوف، يكبت علي انفاسهن ويقتلهن، واكبر انتقام إلهي لهن كما قلن كان زواجهن من أزواج يعشقون الجو الأسري !!
تقول احداهن : بصراحة قد يكون خروجي من المنزل بمعدل عادي وطبيعي، اذ ما قورن بالنساء الآخريات، إلا ان وجود زوجي وباستمرار في المنزل، اي انه ما ان ينتهي من عمله حتي رابض في المنزل امام التلفاز، يحسسني بأنني امرأة مستهترة، ولا اعطي بيتي وزوجي وابنائي حقهم في الجلوس معهم، ولو كان يخرج قليلا مع اصدقائه لما لاحظ غيابي!! وقالت اخري: المشكلة انني وان حاولت جاهدة ان اشرك زوجي معي في بعض المسئوليات التي علي إتمامها، يرفض وبشدة، ويستنكر ويشجب!! فصدره لا يتسع لها، وواصلت وهي تضحك: أنظري إلي وإلي حالي، فأنا ومنذ ساعات أصول وأجول في هذا المجمع، بحثا عن اكسسوارات لشعري لحاجتي إليها لحفل زواج شقيق زوجي حماي ، هل سيرضي أي رجل بمن فيهم زوجي مرافقة زوجته، والتجول في السوق، والدخول في محل والخروج من آخر!!
وقالت الثالثة والتي لم يكن حظها بأفضل من صديقاتها: خوفي من ان يكون ابني كزوجي!! خصوصا أنه يرفض الخروج من المنزل، مفضلا البقاء فيه وان خلا من قاطنيه، بصراحة الله يعين من ستتزوجه، ويعينني مع ابيه زوجي، ألا يعرف الرجال ان للمرأة إلتزامات اجتماعية كثيرة عليهن تأديتها، فتلك مريضة، واخري رزقت بمولودة جديدة، وتلك تستعد لسفرة علاج واخري ستتزوج الخ.
مواقف تلك النسوة مع ازواجهن البيتوتيين مضحكة للغاية وتصلح لمسلسل تلفزيوني، ويكفي ان زوج احداهن أخذ يحدد لها عدد ساعات الخروج من المنزل، بل وضع لها دفترا لتسجل فيه حضورها وغيابها عن مملكتها!!
الآية قد قلبت رأسا علي عقب هذه الأيام، فأيام زمان زمان خالص ، كانت النسوة يشكين حالهن من غياب ازواجهن من منازلهن الزوجية، واليوم عكس الحال هو ما نسمعه، فالزوج هو من يقف بالقرب من النافذة منتظرا، طلة زوجته البهية، اللي تسوي ألف روبية !!

المحطة الثالثة:

ربما اصبح الخوف علي الأطفال هذه الأيام موضة قديمة، فأطفال اليوم، لا يقارنون بأطفال الأمس، لا بحجم الفيلة التي اصبحوا عليها، ولا بالشكل ولا حتي بالبراءة التي غادرت معظمهم، ولا بحسن تصرفهم في الأزمان ودهائهم في كثير من الأحيان، الحديث في مثل هذا الموضوع ذو شجون، ولكن ما دعاني للكتابة في ذلك، موقف لجدة مع حفيدتها ذات الستة أعوام.. وتقول الحكاية، كان يا مكان، قبل أيام، ارادت الجدة زيارة ابنتها المريضة في المستشفي، فأقلتها ابنتها الاخري أم الطفلة الي المستشفي، ولارتباط الابنة بموعد ما، اضطرت ان توصل أمها دون ان ترافقها لردهات المستشفي.. الجدة المسكينة غير متعودة ان تمشي لوحدها كما ذكرت، وتحس بخجل شديد وهي تمشي كاليتيمة بين الناس، فقالت وهي مترددة من الخروج من باب السيارة : أنزلي معي يا ابنتي، واوصليني حتي باب الغرفة، فأنا اخجل من المشي لوحدي ، وما ان انتهت الجدة من كلامها، حتي بادرتها الحفيدة الملقوفة بالقول: الا تعرفين الغرفة؟! الغرفة رقمها واحد واحد خمسة!!
الا تعرفين القراءة؟! اتدرين، انا سأنزل معك وأوصلك الي هناك!!، اخذت الأم تضحك من ردة فعل أبنتها اتجاه جدتها الخجولة ، وقبل ان تمنعها فتحت الطفلة باب السيارة واخذت تركض باتجاه بوابة المستشفي، تاركة الجدة تمشي الهوينة وراءها!! جدي، جدي الجدة اخذت تمشي لوحدها ووجها يقطر خجلا.

Catop
2003-09-05


تكتبها هذا الأسبوع: ياسمين خلف

المحطة الأولي:
والله حاله، بعض الناس وهم كثر تكاد أنوفهم تصل السماء، لتعاليهم علي خلق الله، وكأن الله قد خلقهم من طين وغيرهم من عجين!! وللأسف أغلب المتكبرين و الكبر لله لا يمتازون علي غيرهم بشيء سوي أنهم متكبرين !!، واعتقد انهم ولنقص فيهم، جعلهم يلجأون الي تلك الحيلة الغير عقلية ، ليجذبوا انظار من حولهم لهم دون سواهم!!
إحداهن.. وللأسف تعاني من مرض التكبر والغرور، تقول وبكل فخر وثقة في نفسها: عندما أمشي بين الناس لا اعيرهم أي اهتمام، فهم في نظري ليسوا سوي حشرات!! وانتم بكرامة اتعجب كثيرا من كلامها هذا، وان كنت لا استغربه عليها، فهي تظن نفسها اجمل الجميلات، وأكثر الناس حسبا ونسبا، وأنها الوحيدة التي تحمل شهادة جامعية عمية الأخت ، امثال هذه كثيرات.. وللأسف هذه النوعية من البشر يبتعدون يوما بعد يوم عن الجنة، خصوصا اذ ما تذكرنا قول الرسول الكريم: ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر!! .
مثقال ذرة تخيلوا حجم الذرة، التي لا تُري بالعين المجردة، الله يستر علينا ربما نكون من هؤلاء ونحن لا ندري، اقول اقرأوا معي هذا الشطر من ابيات احد الشعراء حيث يقول:
لا تعاد الفقير علك أن تركع
يوما، والدهر قد رفعه

المحطة الثانية:

اجتمعت ثلاث نسوة علي طاولة بأحد المجمعات، وكنا يندبن حظهن العثر، بزواجهن من رجال بيتوتيين يفضلون الجلوس بين جدران منازلهم علي الخروج مع اصدقائهم!! حديثهن كان اكثر من مضحك بل كان يفطس من الضحك وكانت أقوالهم متشابهة إلي درجة الاتفاق علي كل شيء، ومن ضمنها أنهن من فئة المرحات، الاجتماعيات والمحبات للحياة، وبقاؤهن بين اربع طوف، يكبت علي انفاسهن ويقتلهن، واكبر انتقام إلهي لهن كما قلن كان زواجهن من أزواج يعشقون الجو الأسري !!
تقول احداهن : بصراحة قد يكون خروجي من المنزل بمعدل عادي وطبيعي، اذ ما قورن بالنساء الآخريات، إلا ان وجود زوجي وباستمرار في المنزل، اي انه ما ان ينتهي من عمله حتي رابض في المنزل امام التلفاز، يحسسني بأنني امرأة مستهترة، ولا اعطي بيتي وزوجي وابنائي حقهم في الجلوس معهم، ولو كان يخرج قليلا مع اصدقائه لما لاحظ غيابي!! وقالت اخري: المشكلة انني وان حاولت جاهدة ان اشرك زوجي معي في بعض المسئوليات التي علي إتمامها، يرفض وبشدة، ويستنكر ويشجب!! فصدره لا يتسع لها، وواصلت وهي تضحك: أنظري إلي وإلي حالي، فأنا ومنذ ساعات أصول وأجول في هذا المجمع، بحثا عن اكسسوارات لشعري لحاجتي إليها لحفل زواج شقيق زوجي حماي ، هل سيرضي أي رجل بمن فيهم زوجي مرافقة زوجته، والتجول في السوق، والدخول في محل والخروج من آخر!!
وقالت الثالثة والتي لم يكن حظها بأفضل من صديقاتها: خوفي من ان يكون ابني كزوجي!! خصوصا أنه يرفض الخروج من المنزل، مفضلا البقاء فيه وان خلا من قاطنيه، بصراحة الله يعين من ستتزوجه، ويعينني مع ابيه زوجي، ألا يعرف الرجال ان للمرأة إلتزامات اجتماعية كثيرة عليهن تأديتها، فتلك مريضة، واخري رزقت بمولودة جديدة، وتلك تستعد لسفرة علاج واخري ستتزوج الخ.
مواقف تلك النسوة مع ازواجهن البيتوتيين مضحكة للغاية وتصلح لمسلسل تلفزيوني، ويكفي ان زوج احداهن أخذ يحدد لها عدد ساعات الخروج من المنزل، بل وضع لها دفترا لتسجل فيه حضورها وغيابها عن مملكتها!!
الآية قد قلبت رأسا علي عقب هذه الأيام، فأيام زمان زمان خالص ، كانت النسوة يشكين حالهن من غياب ازواجهن من منازلهن الزوجية، واليوم عكس الحال هو ما نسمعه، فالزوج هو من يقف بالقرب من النافذة منتظرا، طلة زوجته البهية، اللي تسوي ألف روبية !!

المحطة الثالثة:

ربما اصبح الخوف علي الأطفال هذه الأيام موضة قديمة، فأطفال اليوم، لا يقارنون بأطفال الأمس، لا بحجم الفيلة التي اصبحوا عليها، ولا بالشكل ولا حتي بالبراءة التي غادرت معظمهم، ولا بحسن تصرفهم في الأزمان ودهائهم في كثير من الأحيان، الحديث في مثل هذا الموضوع ذو شجون، ولكن ما دعاني للكتابة في ذلك، موقف لجدة مع حفيدتها ذات الستة أعوام.. وتقول الحكاية، كان يا مكان، قبل أيام، ارادت الجدة زيارة ابنتها المريضة في المستشفي، فأقلتها ابنتها الاخري أم الطفلة الي المستشفي، ولارتباط الابنة بموعد ما، اضطرت ان توصل أمها دون ان ترافقها لردهات المستشفي.. الجدة المسكينة غير متعودة ان تمشي لوحدها كما ذكرت، وتحس بخجل شديد وهي تمشي كاليتيمة بين الناس، فقالت وهي مترددة من الخروج من باب السيارة : أنزلي معي يا ابنتي، واوصليني حتي باب الغرفة، فأنا اخجل من المشي لوحدي ، وما ان انتهت الجدة من كلامها، حتي بادرتها الحفيدة الملقوفة بالقول: الا تعرفين الغرفة؟! الغرفة رقمها واحد واحد خمسة!!
الا تعرفين القراءة؟! اتدرين، انا سأنزل معك وأوصلك الي هناك!!، اخذت الأم تضحك من ردة فعل أبنتها اتجاه جدتها الخجولة ، وقبل ان تمنعها فتحت الطفلة باب السيارة واخذت تركض باتجاه بوابة المستشفي، تاركة الجدة تمشي الهوينة وراءها!! جدي، جدي الجدة اخذت تمشي لوحدها ووجها يقطر خجلا.

Catop
2003-09-05

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.