وراء كل باب قصة .. لصــــــوص الظهـــــيرة!!

لم اصدق عيني وانا اراه! حاولت جاهدة ان اتأكد.. حاولت تكذيب عيني اللتين استعانتا بالنظارة الطبية. لتوضيح الرؤية طبعا دون جدوي! فالحقيقة واضحة، خصوصا اننا كنا في عز الظهر واشعة الشمس قد اوضحت كل تفاصيل الشارع، سألت اختي التي كانت بمعيتي، اذ انها هي الاخري قد شككت في الموضوع، ولأقطع الشك باليقين ما كان مني الا ان اتبعه بسيارتي، واتأكد بنفسي، وكانت المفاجأة ! طفل لم يتجاوز الثانية عشرة – او حتي الرابعة عشرة من عمره، كأقصي عمر يبلغه، يقود باصا صغيرا ميني باص وبجواره راشد !!
ورغم كل ما رأيته حاولت ان اقنع نفسي بانه بيبي فيس اي انه تجاوز الثامنة عشرة من عمره ويحمل ملامح طفولية، ولكن تلك ايضا كانت محاولة اقناع فاشلة عمدت ان اضحك بها علي نفسي وعلي اختي بها! فما ان اوقف السيارة وترجل منها حتي اقتنعت بانه طفل وليس براشد!! والمشكلة الاكبر ان من يجاوره هو من سانده في رغبته الطائشة تلك والا لما هو جالس بجابنه؟ ، والتي قد يدفع ثمنها اناس ابرياء في الشارع.
وكأن القدر يقودني ولليوم الثاني لان اري وبأم عيني طفلا آخر يقود سيارة مسروقة طبعا ، ولأني وبطبيعتي الفضولية التي تحتمها علي مهنتي لحقته هو الآخر، ولولا ان الله قد ستر لصدمني بسيارته، او بمعني ادق بالسيارة التي لا اعلم من اين اخذها، من ابيه الذي غفل عنه، ام من امه التي دللته!! وان كنا لا نحكم علي جميع الآباء بتلك الصفتين، خصوصا ان الكثير من المراهقين، يسرقون مفاتيح السيارات من اهاليهم من اجل اخذ لفه هنا وهناك، لاشباع رغبة في انفسهم!!
المهم ومن خلال المرآة في السيارة، كنت اراقب حركته التي كانت ملتوية ، لدرجة ان من كان خلفه كان معرضا في اي لحظة الي ان يكون ضحية حادث مروري، والمتسبب فيه مراهق .
مشكلة سياقة المراهقين للسيارات وبخاصة في الشوارع العامة وقت الظهيرة، مشكلة لا بد النظر اليها بعين الجدية، علي ان تكون هناك رقابة مرورية من قبل ادارة المرور والترخيص في سويعات الظهيرة، باعتبارها اكثر الاوقات احتمالا لخروج المراهقين دون علم اهاليهم. وان تكون هناك قوانين رادعة تضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه العبث في ارواح الاخرين. وان كان الدور الاكبر او المسئولية الكبري تقع علي الاسرة التي عليها مراقبة فلذات اكبادهم خصوصا اولئك الذين يبدون رغبة في السياقة المبكرة .
وعلي الجانب الآخر الكثير من السواق، والذين وللاسف يعتقدون بأنهم سواق مهرة يلجأون الي ابراز عضلاتهم في الشوارع وبخاصة الضيقة منها، فتجد احدهم يخرج عليك فجأة من مساره الجنوبي الي مسارك الشمالي المعاكس له، اعتقادا منه انه سيتجاوز السائق السلحفاة الذي عطله عن موعده المهم !! دون ان يدرك او يقيس بمقياس العقل انه بتلك الحركة البهلوانية قد يربك السائق المقابل له، والذي قد يكون رب او ربة اسرة معها ابناؤها الصغار!! رجاء خاص ارواح الناس ليست برخيصه لدرجة الاستهتار بها، فلنتعاون جميعا لنصل الي بيوتنا سالمين.

ياسمين خلف

Catop
2004-01-02

لم اصدق عيني وانا اراه! حاولت جاهدة ان اتأكد.. حاولت تكذيب عيني اللتين استعانتا بالنظارة الطبية. لتوضيح الرؤية طبعا دون جدوي! فالحقيقة واضحة، خصوصا اننا كنا في عز الظهر واشعة الشمس قد اوضحت كل تفاصيل الشارع، سألت اختي التي كانت بمعيتي، اذ انها هي الاخري قد شككت في الموضوع، ولأقطع الشك باليقين ما كان مني الا ان اتبعه بسيارتي، واتأكد بنفسي، وكانت المفاجأة ! طفل لم يتجاوز الثانية عشرة – او حتي الرابعة عشرة من عمره، كأقصي عمر يبلغه، يقود باصا صغيرا ميني باص وبجواره راشد !!
ورغم كل ما رأيته حاولت ان اقنع نفسي بانه بيبي فيس اي انه تجاوز الثامنة عشرة من عمره ويحمل ملامح طفولية، ولكن تلك ايضا كانت محاولة اقناع فاشلة عمدت ان اضحك بها علي نفسي وعلي اختي بها! فما ان اوقف السيارة وترجل منها حتي اقتنعت بانه طفل وليس براشد!! والمشكلة الاكبر ان من يجاوره هو من سانده في رغبته الطائشة تلك والا لما هو جالس بجابنه؟ ، والتي قد يدفع ثمنها اناس ابرياء في الشارع.
وكأن القدر يقودني ولليوم الثاني لان اري وبأم عيني طفلا آخر يقود سيارة مسروقة طبعا ، ولأني وبطبيعتي الفضولية التي تحتمها علي مهنتي لحقته هو الآخر، ولولا ان الله قد ستر لصدمني بسيارته، او بمعني ادق بالسيارة التي لا اعلم من اين اخذها، من ابيه الذي غفل عنه، ام من امه التي دللته!! وان كنا لا نحكم علي جميع الآباء بتلك الصفتين، خصوصا ان الكثير من المراهقين، يسرقون مفاتيح السيارات من اهاليهم من اجل اخذ لفه هنا وهناك، لاشباع رغبة في انفسهم!!
المهم ومن خلال المرآة في السيارة، كنت اراقب حركته التي كانت ملتوية ، لدرجة ان من كان خلفه كان معرضا في اي لحظة الي ان يكون ضحية حادث مروري، والمتسبب فيه مراهق .
مشكلة سياقة المراهقين للسيارات وبخاصة في الشوارع العامة وقت الظهيرة، مشكلة لا بد النظر اليها بعين الجدية، علي ان تكون هناك رقابة مرورية من قبل ادارة المرور والترخيص في سويعات الظهيرة، باعتبارها اكثر الاوقات احتمالا لخروج المراهقين دون علم اهاليهم. وان تكون هناك قوانين رادعة تضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه العبث في ارواح الاخرين. وان كان الدور الاكبر او المسئولية الكبري تقع علي الاسرة التي عليها مراقبة فلذات اكبادهم خصوصا اولئك الذين يبدون رغبة في السياقة المبكرة .
وعلي الجانب الآخر الكثير من السواق، والذين وللاسف يعتقدون بأنهم سواق مهرة يلجأون الي ابراز عضلاتهم في الشوارع وبخاصة الضيقة منها، فتجد احدهم يخرج عليك فجأة من مساره الجنوبي الي مسارك الشمالي المعاكس له، اعتقادا منه انه سيتجاوز السائق السلحفاة الذي عطله عن موعده المهم !! دون ان يدرك او يقيس بمقياس العقل انه بتلك الحركة البهلوانية قد يربك السائق المقابل له، والذي قد يكون رب او ربة اسرة معها ابناؤها الصغار!! رجاء خاص ارواح الناس ليست برخيصه لدرجة الاستهتار بها، فلنتعاون جميعا لنصل الي بيوتنا سالمين.

ياسمين خلف

Catop
2004-01-02

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.