Written by: "tarradah"

“أصنام” يتنفسون

ياسمينيات
«أصنام» يتنفسون
ياسمين خلف

ياسمين خلف

تجده عند الناس أفضلهم أخلاقا وأحسنهم طبعا وأكثرهم مرونة، يدخل الفرح في قلوب من حوله ”ينكت” وينثرات الضحكات هنا وهناك، حتى لتحسد أهله الذين يعيشون معه، وتصعق أن ما واجهت الحقيقة بأن ذاك المرح الفرح دائما، ما هو إلا ”صنم” في منزله، وكأن البسمة وحلو الحديث تطلقانه ما أن تطأ رجله عتبة منزله، بل أن منهم من يكون وحشا كاسرا بين أهله والمقربين إليه، لا يعرف إلا الضرب والصراخ كحوار، رغم أنه أشبه بالنعجة المريضة بين الناس.
هذا التناقض الغريب وإن كان متطرفا بعض الشيء لدى القلة ”كما أتمنى” يثير الشك بأنه شخص مريض يعاني من فصام في الشخصية – يخلق جوا مكهربا على الدوام بين المقربين إليه وبالذات الزوجات اللواتي قد يكن أكثرهن تأثرا من هذا التناقض ” لماذا معنا نحن بالذات لا يضحك لا يتكلم ويكون في أحسن مزاجه مع الغرباء؟ ” ولا أبالغ أن قلت بأن بعض الزيجات لتفشل بسبب هذه المشكلة، وإنصافا فأن بعض الأزواج يشكون بنفس القدر من ذات الظاهرة مع زوجاتهم وأن كانت الكفة لتنخفض ثقلا بين الأزواج ولنقل بين الرجال عموما، فكثيرون منهم عزاب ويعانون من نفس الداء ويعاني أهلهم معهم بنفس الطريقة، ولا يعلمون بأن من علامة حسن الأخلاق أن يكون المرء في بيته أفضلهم وأحسنهم أخلاقا، وهذا لا يمنع أبدا أن يكون حسن الخلق مع عباد الله.
شخصيا أعتقد أن بعضهم قد يستهلك كل طاقته في الحديث والضحك بل والإيضحاك حتى لتجده ”مستهلك” أو كما يحلو لي أن أطلق عليهم” بطارية فارغة” عندما يصلون إلى منازلهم، والضحية دائما هم من ينتظرونه في المنزل – الزوجة الأطفال أو حتى الأم بالنسبة للأعزب – فدائما هم من يكونوا في وجه المدفع رغم أنهم الوحيدون الذين يحبونه دون انتظار مقابل، كما أن البعض منهم قد يتجمل ولا أقول يكذب فيحاول أن يبعد عن نفسه تهمة أنه سيء الخلق فيعود إلى الشخصية التي يرتاح إليها حال وصوله إلى منزله فيخلع ذاك الإنسان ”الغريب عنه أصلا” كما يخلع ثوبه عند وصوله للمنزل.
حتى أسطورة الضحك الممثل سمير غانم تعاني زوجته من إصابته بذات الداء، حيث صرحت ذات مرة بأن زوجها الذي ينتزع الضحكات من الملايين يتجمد كما الصنم في المنزل ويبدو إنسان آخر لا يمكن لأحد أن يتصوره!
التوازن مطلوب في كل شيء وفي هذا الأمر ربما يكون أكثر المطالب إلحاحا حفاظا على سلامة العلاقات الداخلية والأسرية بالتحديد، فلكل منا طاقة احتمال تنفذ يوما من الأيام، حينها – عند نفاذ الصبر- قد تكون ردود الأفعال مضاعفة وفي كثير منها في غير محلها مما تسبب النزاعات التي هي كالجروح التي لا تندمل وتزداد قيحا مع الأدوية غير المفيدة، حينها سيتحول الحب إلى ضغينة ولن يفيده الضحك مع الغير والعبوس في وجه أقرب الناس إليه.

العدد 1096 الجمعة 25 صفر 1430 هـ – 20 فبراير 2009

ياسمينيات «أصنام» يتنفسون ياسمين خلف تجده عند الناس أفضلهم أخلاقا وأحسنهم طبعا وأكثرهم مرونة، يدخل الفرح في قلوب من حوله...

إقرأ المزيد »

أطفال في فم الموت

ياسمينيات – ياسمين خلف

ياسمينيات
أطفال في فم الموت
ياسمين خلف
بيننا من الأمهات أقل ما يمكن أن نقول عنهن إنهن مستهترات ومسترخصات لحياة أطفالهن، ومتهورات بالثقة والغرور بإمكاناتهن ومهاراتهن، فيضعنَ أطفالهن في حجورهن أثناء قيادتهن للسيارة، كما لو كن يقدمن فلذات أكبادهن لقمة سائغة في فم الموت.
مشهد يكاد يكون يوميا، أمٌّ ‘’ولا أعتقدها كذلك، فهي متجردة من أحساس الأمومة المسؤول’’ تقود السيارة بيد، واليد الأخرى تحاول أن تمنع يد طفلها من العبث بالمقود وهو في حضنها. لا أنكر أن الأطفال مولعون بالجلوس في المقاعد الأمامية وبخاصة ذاك المقعد الخاص بالسائق، يصرخون ويبكون ويضربون بأرجلهم وأيديهم، إلا أن كل ذلك لا يبرر السماح لهم بالجلوس في حضن السائق، ‘’ولا نبرئ بعض الآباء من الجرم ذاته’’، فأي موقف مفاجئ يتطلب سرعة التصرف حتما سيعوقها وجود الطفل الذي – وبلا شك – سيكون أول الضحايا، وستكون الفاجعة أكبر إن لم يمت وعاش حياته معاقا، مشلولا أو مصابا بتلف في الدماغ، إذ إن أول ما يتضرر في جسم الطفل رأسه باعتباره الجزء الأكبر والأثقل من بقية أجزاء جسده، ‘’واسألوا الأطباء في ذلك إن كنتم تشكُّون في المعلومة’’، حينها لن يفيد العويل والبكاء، فالله جل وعلا قال: ‘’وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ’’. البقرة: .195
المشكلة أن لا أحد من أولئك المخالفين يقبل النصيحة في ذلك، ويعتبرونه أمرا شخصيا، وعن ذلك قال لي أحدهم إنه حدث وأن فتح نافذة سيارته عندما توقفت الإشارة الضوئية بالقرب من إحدى الأمهات، وكانت تضع طفلها في حجرها ولما نصحها ردَّتْ عليه وبكل جرأة ووقاحة ‘’وش أخصك’’، أي أنه أمر لا يعنيه.. أليس ذلك تخلفاً؟
بعض الدول الأجنبية لا تسمح للآباء بأخذ أطفالهم من المستشفى بعد الولادة إلا بعد أن تتأكد من وجود كرسي خاص للطفل في المقاعد الخلفية من السيارة، وإلا سيبقى الطفل في رعاية المستشفى، ويحرم الأبوان من طفلهما الجديد، وهي ‘’حركة’’ جميلة جدا، ونحلم في دولنا العربية تطبيق القانون ذاته، ولكن الذي نرجوه من الهيئة العامة لإدارة المرور أن تتربص بأولئك الآباء المخالفين لقواعد المرور، وتنزل عليهم أشد أنواع الغرامات ليرتدعوا عن تلك التصرفات غير المسؤولة، فتلك بحق مخالفة لا تقلُّ عن ذاك المسرع أو المتجاوز للإشارة الحمراء، بل هي في نظري أشد فظاعة وخطورة وضررا، ولا أعتقد أن سعر الكرسي الخاص بالطفل في السيارة أغلى من حياة الطفل نفسه. أليس كذلك أم أني مخطِئة؟

العدد 1090 السبت 19 صفر 1430 هـ – 14 فبراير 2009

ياسمينيات - ياسمين خلف ياسمينيات أطفال في فم الموت ياسمين خلف بيننا من الأمهات أقل ما يمكن أن نقول عنهن إنهن مستهترات وم...

إقرأ المزيد »

ياسمينيات
مخابرات.. و«ببلاش»
ياسمين خلف

ياسمين خلف

احترس.. هناك من يتربص بك، من يراقبك بعين الحاقد الحاسد، وربما بجشع وصولي يسعى إلى الترقي السريع على أكتافك، يحور، يضيف إلى كلامك، ويقولك ما لم تقله ولا حتى يخطر على بالك، هم كما يحلو لي أن أطلق عليهم «مخابرات وببلاش» يعينون أنفسهم كمراقبين لرؤسائهم تارة، وفي تارات أخرى يعينهم بعض الرؤساء على باقي الموظفين ليكونوا أعينهم التي تراقب في الخفاء في غيابهم «من دون أجر شهري طبعاً».
فمن المضحك فعلاً أن تجد رئيسك كما لو كان معك في المكتب عندما علقت عليه ولو عن طريق المزحة، أو أنه يعلم أنك لست على مكتبك وهو في دولة أخرى! حتى لتكاد تتلفت يمنة ويسرة إنْ كان واقفاً بجانبك ولا تعلم، أو تبحث عن كاميرا مخفية في مكتبك لربما من خلالها يراقبك في غيابه، بل الذي لا تعلمه أن أقرب المقربين إليك قد يكون الجاسوس الذي يلهث وراء الحصول على ترقية ولو على أكتاف آخرين هم زملاء له في العمل! وإنْ كان بعض آخر يسعى إلى التودد لرؤسائه فقط ليكون هو الأقرب إليه من دون غيره ضارباً عرض الحائط القيم الأخلاقية التي تدفع المسلم إلى إيجاد سبل تقريب الآخرين من بعضهم، لا أن تنفرهم من بعض وتخلق الضغائن في نفوسهم. وهنا الطامة الكبرى عندما يحاول هؤلاء إثارة الحقد والضغينة في نفس المدير ضد أحد الموظفين كأن «يقوّلونه» كلاماً أو ينسبون إليه أفعالاً لم يقم بها «ويا غافلين لكم الله»، ولا يدرون أنّ «من يحفر حفرة لأخيه يقع فيها» دائماً وإنْ طال الزمان، وأنّ عمر الظلم لقصير.
وعلى الكفة الأخرى، قد يعين الرئيس عيناً لتراقب موظفيه ويشعر ذاك الموظف «المخبر» بأنه الأقرب إليه من دون باقي الموظفين ومحل ثقته، ولذلك اختاره لهذه المهمة «الصعبة»، ولا يعلم ذاك المخبر أن هناك آخر يعمل على مراقبته، فالمديرون لا أقول «أخبث»، بل أقول «أذكى» من تلك الحركات.
لا علاج طبعاً لهذه الظاهرة التي لم تبدأ اليوم طبعاً، وإنما هي موجودة في كل زمان ومكان، فالمسألة تحكمها الأخلاق والمبادئ التي وإنْ لوثت لن يضير صاحبها القيام بأي فعل، خصوصاً عندما تغريه المناصب التي لا ينالها عن كفاءة واقتدار، وإنما بالإذلال والتنازل عن الأخلاق.

العدد 1089 الجمعة 18 صفر 1430 هـ – 13 فبراير 2009

ياسمينيات مخابرات.. و«ببلاش» ياسمين خلف احترس.. هناك من يتربص بك، من يراقبك بعين الحاقد الحاسد، وربما بجشع وصولي يسعى إل...

إقرأ المزيد »

ماذا لو استأجرت عمارة؟

ياسمينيات
ماذا لو استأجرت عمارة؟
ياسمين خلف

ياسمين خلف

واقع مؤلم هو الذي يعيشه مرضى السكلر في البحرين، أتذكرون بالأمس القريب حين طرحت فكرة جمع تبرعات من المرضى أنفسهم لبناء مركز متخصص لهم، أي ‘’منهم وإليهم’’ ؟ في اليوم ذاته توفي شاب في الخامسة والعشرين من عمره، إثر تأخر إدخاله لوحدة العناية المركزة لعدم وجود شواغر بين الأسرة، ففقد حياته وفجع أهله كما أبكى الكثيرين من حوله.
لا أخفي عليكم تضارب المشاعر عندي ذاك اليوم، حزن على الشاب المتوفى والفرح من ردة فعل القراء الذين أبدوا رغبتهم في التبرع لبناء المركز، فمنهم من قال إنه سيتبرع براتب يوم واحد، ومنهم من قال إنه على استعداد بسد النقص المتبقي من المبلغ المراد جمعه شهريا، ومنه من أعد خطة للبدء بحملة وطنية لجمع التبرعات بطريقة قانونية، فعلا وجدت شيمة أهل البحرين حينها تتجسد.
القضية تتطلب قراراً جريئاً وعاجلاً، مسلسل الوفيات مستمر ‘’6 حالات حتى الآن منذ بداية العام الجديد’’، أي فاقوا عدد ضحايا الحوادث المميتة!. والوضع يزداد سوءا ولا مبالاة من الجهات ذات العلاقة، أليس ما حدث لأحد المرضى استهتاراً؟، عندما صرفت له مهدئات مخصصة لمرضى الأعصاب بحجة أنه راجع الطوارئ لمرتين في اليوم، وما من سبيل للقضاء على أوجاعه سوى هذه المهدئات! حتى أنه أصيب كما ذكر بحالة غريبة جعلته يركض ويجهش بالبكاء، ويحاول الانتحار بعد أن هجمت عليه الأفكار السلبية كما يصف، وعندما واجه المسؤولين في الوزارة بدا عليهم المعرفة التامة بهذا العقار ومضاعفاته، والذي كما يبدو أسلوباً جديداً لعلاج مرضى السكلر، ‘’أهو ذاك البروتوكول الجديد لعلاج مرضى السكلر الذي جعلونا ننتظره ؟’’
لا تحتمل القضية السكوت أو التخاذل أكثر، التحرك السريع هو المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى، علاج مرضى السكلر غير مكلف البتة، فكل ما يحتاجونه هو المغذي الوريدي ‘’السيلان’’ والمهدئات وفي الحالات الأصعب بحاجة إلى نقل الدم، يعني بالمختصر المفيد إن كانت وزارة الصحة لا تستوعبهم بمبانيها وأجنحتها ولا تتمكن من بناء المركز، فبالإمكان ‘’استئجار عمارة ‘’ – ولو بشكل مؤقت – إلى حين بناء المركز ‘’الموعود’’ لتوفير الرعاية التي يحتاجها المرضى، بدلا من ترك الواحد تلو الآخر يفجع أهله وهو في عز شبابه.

 العدد 1084 الأحد 13 صفر 1430 هـ – 8 فبراير 2009

ياسمينيات ماذا لو استأجرت عمارة؟ ياسمين خلف واقع مؤلم هو الذي يعيشه مرضى السكلر في البحرين، أتذكرون بالأمس القريب حين طر...

إقرأ المزيد »

هي من ظلمت نفسها

ياسمينيات
هي من ظلمت نفسها
ياسمين خلف

ياسمين خلف

تظلم المرأة نفسها إذا ما هي اعتمدت على ذاتها بشكل كامل في تسيير أمور حياتها وحياة من معها، بعضهن وهن الغالبية يقمن بذلك ليس حباً في حمل ثقل المسؤولية التي في بعض منها يتملص بعض الرجال من القيام بها، وإنما بسبب ظروف حياتهن التي تدفعهن إلى ذلك دفعاً، وقد تقوم بذلك جهلاً فتعض أناملها قهراً وندماً بعد أن تكتشف أن «من يعطي كثيراً يندم كثيراً».
فقط تلفتوا في حياتكم ألم تروا بأن هناك من تقوم بجميع مسؤوليات منزلها، فهي مَن تربّي وتعلّم وتطبخ وتكنس وتقلّ أبنائها للمدارس وإلى أصدقائهم، وهي من تباشر العمال وتشرف على تصليحات المنزل، وهي من تدفع فواتير الكهرباء، وهي من تأخذ السيارة إلى المرور، وهي من تنهي إجراءات الخادمة، وهي وهي وهي حتى تكاد أن تنسى «هي» بأنها أنثى ومن حقها أن تعيش بهدوء قليلاً، وأن تحصل على من يرعاها لا أن تكون هي من يرعى دائماً، لتنسى في نهاية المطاف وبدلاً من الشكر تواجه باللوم «أنت من قبلت بذلك، وهذا هو جزائك».
ولنكن منصفين، بعضهن مجبرات غير مخيرات، لا عائل لهن، بل هن المعيل، وبعضهن يقمن بذلك على مضض، فوجود الرجل غير المسؤول في منزلها يعني وجوده من عدمه، فتضطر كذلك إلى أن تدفع بدفة حياتها إلى الأمام، فهي لا تقبل أبداً أن يتضرر أبناؤها مثلاً من جراء تهاون زوجها من مسؤولياته، حينها لا نقول إلا «أعانهن الله»، ولكن هناك فئة مخطئة، «كيف»؟ قد يتساءل سائل، نساء ومن حبهن، بل لنقل شغفهن بأزواجهن يجعلهن يقمن بكل شيء طلباً في ود أزواجهن وحباً فيهم «من دون أدنى مبالغة هناك من أعرفهن ارتكبن ذات الجرم في حق أنفسهن» ليتعود الزوج يوماً بعد آخر وعاماً تلو آخر بأنه «السلطان» الذي عليه أن يأكل وينام، ويشاهد التلفاز وأي شيء آخر طبعاً ليس من اختصاصه! لتكتشف المرأة في النهاية «الحقيقة» بأنها تعطي وتعطي ولا تقدَّر، وإن وجدت التقدير فإنها لن تجد الراحة أبداً.
هناك من الرجال من تمنعهم كرامتهم من أن تقوم المرأة ببعض المسؤوليات التي يجدها العرف الاجتماعي أنها من اختصاص «آدم» لا حواء، ولكن لا ننكر أبداً أن هناك رجالاً هم في الحقيقة أشباه الرجال في نظري من لا يجدون أية غضاضة في أن تقوم المرأة بالمسؤوليات كافة، بل يرفضون حتى الخوض في المناقشة التي هي عقيمة حتى قبل أن تبدأ.
قد يصف البعض أولئك النسوة بأنهن مسترجلات، وهي حقيقة أثبتتها البحوث العلمية للأسف، فاستمرار قيام المرأة بواجبات الرجال – حتى وإن كانت كارهة لذلك – تسهم في رفع مستوى هرمون الذكورة عندها تكتسب بعض صفات الرجولة، فحباً فيك يا حواء لا تتعودي على القيام بمهمات الرجال إن لم تكن ظروفك تدفعك إليها دفعاً كي لا تظلمي نفسك ولا تظلمي أنوثتك.

العدد 1083 السبت 12 صفر 1430 هـ – 7 فبراير 2009

ياسمينيات هي من ظلمت نفسها ياسمين خلف تظلم المرأة نفسها إذا ما هي اعتمدت على ذاتها بشكل كامل في تسيير أمور حياتها وحياة...

إقرأ المزيد »

لنجمع الدنانير من غد

ياسمينيات
لنجمع الدنانير من غد
ياسمين خلف

ياسمين خلف

كلما أردت أن ابتعد قليلا عن قضية مرضى السكلر أجد نفسي مرغمة لطرقها مرة ومرات، ولا تستغربي يا ”بدر البدور” من عدد المصابين به، والذين تجاوزوا 18 ألف مريض بحسب إحصاءات رسمية من وزارة الصحة، فهو حقا رقم مخيف مقلق كما ذكرت في تعليقك على مقالي السابق.
ولأنه بات من المستحيلات أن يتم التفاعل وبجدية مع مسألة ”التبرع” لبناء ”مركز” لهؤلاء المرضى، على غرار جمع التبرعات الشعبية والأهلية عبر البرامج التلفزيونية وعبر استنفار الفعاليات، ولأن الحكومة ”فقيرة” ولا تملك الموازنة لمثل هذا المركز الطبي المتخصص!، فإن السبيل الوحيد كما أرى أن يساهم المرضى أنفسهم وأهاليهم في جمع المبلغ، وعلى مدى سنوات وبصورة شهرية لبناء المركز وإيجاد حل لمعضلة ”أزمة الأسرة ” المقلقة، التي غالبا ما يكون مرضى السكلر ضحيتها، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، ولو استغرق الأمر سنوات حتما سيكون أفضل حالا من انتظار ”الفرج” من الحكومة.
ولنبدأ بالعملية الحسابية، الأرقام تقول أن هناك 18 ألف مريض ولو تبرع كل مريض شهريا ”بدينار واحد” لتمكنا من جمع 18 ألف دينار في الشهر الواحد، أي 216 ألف دينار في عام واحد ”مبلغ حلو”، ولتوفير مليوني دينار نحتاج إلى 10 سنوات لجمع المبلغ، أو 5 سنوات إذا تبرع كل مريض بدينارين في الشهر الواحد، ولا أقول أن ننتظر لجمع المبلغ طوال هذه السنوات، ونترك الحال على ما هو عليه ويموت من يموت ويتذوق الآخرون صنوف الآلام والإهمال، بل أقول أن تقترض جمعية البحرين لمرضى السكلر المبلغ من البنك وتكفلها في ذلك وزارة الصحة، لتبدأ وفورا في عملية الإنشاء خصوصا أن الخرائط والمخطط جاهزان كما يقول المسؤولون في وزارة الصحة، على أن يسدد المبلغ شهريا للبنك من خلال تلك التبرعات أو المساهمات، والتي حتما قد تكون أكثر من دينار أو دينارين بحسب مقدرة أهل المريض أو المريض نفسه، فلربما هناك من يستطيع دفع ألف دينار! وحتما هناك أهل الخير الذين لن يبخلوا بالتبرع لدعم هذا المركز بما تجود به أنفسهم، بل سنجد آلافا من المواطنين من سيدخل يده في جيبه ويخرج دينارا واحدا لهذا المشروع الخيري، حتى لو وضعنا أسوأ السيناريوهات فإن مساهمة المرضى أنفسهم بدينار واحد فقط ولمدة 10 سنوات كفيلة بتحويل ”حلم” إنشاء المركز إلى حقيقة.

العدد 1077 الأحد 6 صفر 1430 هـ – 1 فبراير 2009

ياسمينيات لنجمع الدنانير من غد ياسمين خلف كلما أردت أن ابتعد قليلا عن قضية مرضى السكلر أجد نفسي مرغمة لطرقها مرة ومرات،...

إقرأ المزيد »

نحن أولى..

ياسمينيات
نحن أولى..
ياسمين خلف

ياسمين خلف

قد يجردني البعض من روح التضامن العربي والإسلامي. وقد يصوبوني بسهام التجريح. إلا أنني أجد أن من غير الإنصاف أن يتم تجاهل المطالب المتكررة لبناء مركز متخصص لمرضى السكلر، وهم الذين يفوق عددهم عن 18 ألف مريض في البحرين، ويعلن بالمقابل عن التبرع لبناء ”مستشفى” في غزة، وهناك فرق شاسع ما بين مركز ومستشفى!
وقبل التسرع في إطلاق الأحكام النارية لنأخذ الموضوع بواقعية وعقلانية بعيدا عن العاطفة، فكلنا من دون استثناء مع أبناء غزة ويؤلمنا ما يؤلمهم والله على ما نقول لشهيد، ولكن هل من المعقول ونحن في 2009 وبلد خليجي – والجميع يعرف ما وراء (خليجي) من مقصد -أن تتعذر الحكومة من القدرة على توفير موازنة لبناء مركز طبي متخصص بحسب التقديرات لا تتجاوز كلفته مليون ونصف إلى مليوني دينار على أكثر تقدير، في الوقت الذي نفاجأ فيه بخبر لبناء مستشفى متكامل في غزة تصل كلفته إلى 7 أو 8 مليون دولار، ألم يقل الله تعالى في كتابه العزيز ”أولى لك فأولى” أليس مرضانا أولى، والأقربون أولى بالمعروف؟ أم أن لا كرامة لنبي في وطنه!
إن كان البعض ستأخذه العزة بالإثم ليتريث قليلا ونعيد الحسبة بطريقة أخرى، أكثر من 45 مريض سكلر باتوا في الطوارئ قبل أيام وآخرون قدرت أعدادهم بالأربعين في منازلهم ينتظرون الفرج، والسبب لا شواغر في الأجنحة وأزمة الأسرة التي غدت كالأسطوانة المقلقة المرعبة، لنفاجأ مرة أخرى بأن جناحا كاملا سيخصص لعلاج أخواننا الغزاويين، بمعنى إن أراد مجمع السلمانية الطبي توفير الأجنحة سيوفرها وفي الوقت المناسب، ولا داعي للتبريرات التي في أغلبها لا تهضم.
ولمن سيقول أنها أموال تم جمعها من التبرعات من هنا وهناك، نقول لنفتح أبواب التبرع إذن ولنبث برامج تلفزيونية لإثارة حماس المتبرعين لبناء مركز أو مستشفى لأبنائنا مرضى السكلر الذين بحت أصواتهم ونخرت الآلام أجسادهم وأرهقتهم حتى ليخيل لي بأنهم يلقون في فم الموت ويرجعون إلى الحياة مرهقين محطمين لا يجدون حتى من يقدر ظروفهم أو يحس بمعاناتهم.
لا أعني أبدا من كلامي هذا أن لا نساعد غيرنا، بل أنا من أكثر المشجعين لمبدأ التعاون ”ومن يكره فعل الخير؟” ولكن منطلقي بأن تكون مساعدتنا في الأول لمن هم حولنا ويأكلون من صحوننا ذاتها، يطلبون المساعدة ولا من مجيب لهم حتى اعتبرهم البعض عالة على المجتمع ويدعوهم إلى استخدام أدوية تسبب لهم العقم لتقليل نسبة انتشار المرض ”لينقرض المسكلرون” أليس ذلك نوعاً من الإبادة الطبية التي تتطلب المؤازرة المجتمعية والتي لا تقل عن إبادة الحروب.

العدد 1073 الأربعاء 2 صفر 1430 هـ – 28 يناير 2009

ياسمينيات نحن أولى.. ياسمين خلف قد يجردني البعض من روح التضامن العربي والإسلامي. وقد يصوبوني بسهام التجريح. إلا أنني أجد...

إقرأ المزيد »

حتى البندول «خلّص»

ياسمينيات
حتى البندول «خلّص»
ياسمين خلف

ياسمين خلف

هل هناك أغلى من صحة الإنسان؟ وهل هناك وزارة ترتبط بالشخص منذ أن يتكون في أحشاء والدته حتى يودع في لحده؟ وليعذرني وزيرها- الدكتور فيصل الحمر – إن أفسدت عليه عطلته الأسبوعية وإن كان الواجب المهني لا يفرق بين الأيام ولا يتوسم في العطل الراحة.
إذ ليس من المعقول السكوت عن مشكلة نفاد بعض الأدوية من صيدليات الوزارة، البعض منها مكلف جدا ولا يتمكن الكثير من المرضى ومحدودي الدخل توفيرها، وقد يضطر البعض منهم إلى الاستلاف من الأقارب أو الأصدقاء لتجاوز الأزمة المالية التي حلت عليهم بغتة نتيجة عدم توافر الأدوية في المستشفى، هي مصيبة إن جاز لي التعبير عنها ووصفها بالقديمة المتجددة، يجأر البعض من المرضى منها لتطل علينا الوزارة في اليوم التالي بتوضيحها الباهت بأن هذا الدواء «بالذات» نفد من المخازن وتم طلبه ولم يصل وسيصل اليوم أو غد «يا سبحان الله لو انتظرت الصحافة ولم تنشر الخبر لحلت المشكلة وبهدوء من دون شوشرة ومن دون فرقعات إعلامية. حتما كاتب الخبر صحافي يلهث وراء الشهرة!».
الطامة الكبرى أن تنفد بعض الأدوية التي تعتبر إضافة إلى زهد ثمنها كثيرة التداول، ما يعني بأن طلبات استيرادها بشكل دائم ومستمر والتخطيط السليم يحتم توفير كميات مناسبة منها تفاديا لنفادها. إحداهن والتي توفي قبل أيام والدها تقول «احتاج والدي لدواء ”الموكسال” أو ”الموكوجال” اللذين يستخدمان – بحسبها – لعلاج مشاكل المعدة ولبعض مرضى القلب والكلى لمساعدة أجسامهم للاستفادة بأكبر قدر من الأدوية وامتصاص الفيتامينات المفيدة من الأكل، ونظرا لخلو المستشفى منه ونفاده من مخازن السلمانية اضطررنا إلى شرائه من خارج صيدليات السلمانية، وتفاجأنا بأن سعره بخس جدا ولا يتعدى ”الدينار الواحد”». متسائلة كيف لا توفر الوزارة كميات مناسبة منه وأغلب البحرينيين إن لم يكن نصفهم يعانون من مشاكل في المعدة. والأدهى والأمر أنه وبالأمس القريب تفاجأت أكثر عندما زرت إحدى صديقاتي التي للتو قد وضعت مولودا جديدا، وكانت تعاني من الآم طبيعية لما بعد الولادة وتحتاج فقط ”لحبتين بندول” ولكنهما غير متوافرتين بشهادة الممرضات في الجناح وبإقرار من الصيدلية!. يا للعار حتى البندول «خلّص»، أيعقل أن نتبرع بالملايين لغزة «نصرهم الله على أعدائهم وفرج كبرتهم» ونترك ابن البلد يموت من الألم!. صج عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب.
لابد من إيجاد حل لمشكلة نفاد الأدوية من المخازن فالمرض «ما يتقشمر» والألم «ما يدلع» وعدم توافر الأدوية يعني الاستهتار بأرواح الناس التي قد تزهق بلمحة بصر وإن لم تزهق أصيبت بمضاعفات، حينها لن تفيد التوضيحات ولن تفيد أعذار «تم طلبها وستصل قريبا ربما اليوم».

العدد 1069 السبت 27 محرم 1430 هـ – 24 يناير 2009

ياسمينيات حتى البندول «خلّص» ياسمين خلف هل هناك أغلى من صحة الإنسان؟ وهل هناك وزارة ترتبط بالشخص منذ أن يتكون في أحشاء و...

إقرأ المزيد »

لا وظائف للقبيحات

ياسمينيات
لا وظائف للقبيحات
ياسمين خلف

ياسمين خلف

تكذب ويكذبون إن قُلت أو قالوا إن الكفاءة والشهادة الأكاديمية هما شفيعا الشخص منا في التقدم لأي وظيفة، قد يكون ذلك افتراء على بعض الشركات أو المؤسسات، وقد يكون كلاما محبطا للكثيرين، ودافعا لتقاعس البعض الآخر عن التحصيل الدراسي والمثابرة، ولكنها حقيقة لا نخجل من الاعتراف بها ما دامت مقاييس الجمال و(…) باتت هي المطلوبة بغض النظر عن خبرة الشخص أو كفاءته.
أشهد أني لمست ذلك بل وعاصرته، وأشهد أن إحداهن ظلمت لا لشيء سوى كونها ”متينة” أو سمينة كما يطلق عليها بالعربية، ولأنها كذلك لم يشفع لها تفوقها الدراسي وهي الأولى على دفعتها آنذاك، فلم تعط حتى الفرصة لإثبات جدارتها بالعمل، وأخرى بالمقابل فتحت لها الأبواب على مصراعيها وجمالها هو كل كفاءتها وشفيعها أينما حلت وذهبت فلا خبرة تملك ولا حتى شهادة جامعية.
لا جدال بأن الجمال هبة من الله ونعمة، ولا جدال كذلك في أن الوجه الحسن مطلب كل شركة تسوق لنفسها، هل ننكر إعلانات الوظائف التي تشترط أن يكون المتقدم ”حسن المظهر”؟ ولكن هل يعني ذلك أن كل جميلة أو كل وسيم ذو كفاءة عالية في العمل؟ وأن كل قبيح أو قبيحة لا يملكان الكفاءة ولا المؤهلات للعمل؟ أي ظلم هذا الذي يمارس ضد من لا يملك حق الاختيار ولا يجد سبيلا إلى الكمال الصوري الذي هو من صنع الله وحكمته، صوت قد ينبري ويقول ”تبالغين” وليت ذلك صحيح، لأن الواقع هو من يقول ذلك ولست أنا، وللفصل في الخطاب لتتقدم اثنتين للعمل إحداهن جميلة وتظهر أكثر مما تخفي ولا تحمل أي خبرة ولا أية شهادات أكاديمية، وأخرى تحمل الشهادات والخبرة ولكنها دميمة الخلقة ولنر أيهما سيقع عليها الاختيار!، وإن اختيرت الثانية وعلى مضض حتما ستعطى راتب أقل وبدون أي امتيازات على عكس الأولى التي ربما يتم الإلحاح عليها لقبول الوظيفة وإغراؤها بالامتيازات حتى لتشعر أنهم – أصحاب العمل – هم من يحتاجون لها وليست هي، لتبدأ بعدها في فرض الشروط وكلها طبعا مسموعة.
مهما يقل المعترضون فإن واقعنا لم يرتق بعد إلى أن ينظر إلى كفاءة المرء دون شكله ومظهره، وقلما من يبحث عن الكفاءة ولا ننكر ذلك طبعا، هناك كثيرون من متواضعي الجمال ولا أريد أن أقول بشعي الخلقة يتخبطون وهم يبحثون عن فرصة للعمل ”ويدوخون سبع دوخات” ليجدوا إحداها والتي غالبا ما تكون فرصة متواضعة تكاد لا تكفي حتى لسد الرمق، فيكفينا ظلما لبعضنا يا ناس فمن يدري قد ترفض احدهم لقبحه رغم استيفائه لشروط العمل ليهب الله لك ولدا أو بنتا أكثر بشاعة فلا يجد / تجد من يقبل بتشغيله/ بتشغيلها في المستقبل فكما تدين تدان.

العدد 1062 السبت 20 محرم 1430 هـ – 17 يناير 2009

ياسمينيات لا وظائف للقبيحات ياسمين خلف تكذب ويكذبون إن قُلت أو قالوا إن الكفاءة والشهادة الأكاديمية هما شفيعا الشخص منا...

إقرأ المزيد »