لا وظائف للقبيحات

ياسمينيات
لا وظائف للقبيحات
ياسمين خلف

ياسمين خلف

تكذب ويكذبون إن قُلت أو قالوا إن الكفاءة والشهادة الأكاديمية هما شفيعا الشخص منا في التقدم لأي وظيفة، قد يكون ذلك افتراء على بعض الشركات أو المؤسسات، وقد يكون كلاما محبطا للكثيرين، ودافعا لتقاعس البعض الآخر عن التحصيل الدراسي والمثابرة، ولكنها حقيقة لا نخجل من الاعتراف بها ما دامت مقاييس الجمال و(…) باتت هي المطلوبة بغض النظر عن خبرة الشخص أو كفاءته.
أشهد أني لمست ذلك بل وعاصرته، وأشهد أن إحداهن ظلمت لا لشيء سوى كونها ”متينة” أو سمينة كما يطلق عليها بالعربية، ولأنها كذلك لم يشفع لها تفوقها الدراسي وهي الأولى على دفعتها آنذاك، فلم تعط حتى الفرصة لإثبات جدارتها بالعمل، وأخرى بالمقابل فتحت لها الأبواب على مصراعيها وجمالها هو كل كفاءتها وشفيعها أينما حلت وذهبت فلا خبرة تملك ولا حتى شهادة جامعية.
لا جدال بأن الجمال هبة من الله ونعمة، ولا جدال كذلك في أن الوجه الحسن مطلب كل شركة تسوق لنفسها، هل ننكر إعلانات الوظائف التي تشترط أن يكون المتقدم ”حسن المظهر”؟ ولكن هل يعني ذلك أن كل جميلة أو كل وسيم ذو كفاءة عالية في العمل؟ وأن كل قبيح أو قبيحة لا يملكان الكفاءة ولا المؤهلات للعمل؟ أي ظلم هذا الذي يمارس ضد من لا يملك حق الاختيار ولا يجد سبيلا إلى الكمال الصوري الذي هو من صنع الله وحكمته، صوت قد ينبري ويقول ”تبالغين” وليت ذلك صحيح، لأن الواقع هو من يقول ذلك ولست أنا، وللفصل في الخطاب لتتقدم اثنتين للعمل إحداهن جميلة وتظهر أكثر مما تخفي ولا تحمل أي خبرة ولا أية شهادات أكاديمية، وأخرى تحمل الشهادات والخبرة ولكنها دميمة الخلقة ولنر أيهما سيقع عليها الاختيار!، وإن اختيرت الثانية وعلى مضض حتما ستعطى راتب أقل وبدون أي امتيازات على عكس الأولى التي ربما يتم الإلحاح عليها لقبول الوظيفة وإغراؤها بالامتيازات حتى لتشعر أنهم – أصحاب العمل – هم من يحتاجون لها وليست هي، لتبدأ بعدها في فرض الشروط وكلها طبعا مسموعة.
مهما يقل المعترضون فإن واقعنا لم يرتق بعد إلى أن ينظر إلى كفاءة المرء دون شكله ومظهره، وقلما من يبحث عن الكفاءة ولا ننكر ذلك طبعا، هناك كثيرون من متواضعي الجمال ولا أريد أن أقول بشعي الخلقة يتخبطون وهم يبحثون عن فرصة للعمل ”ويدوخون سبع دوخات” ليجدوا إحداها والتي غالبا ما تكون فرصة متواضعة تكاد لا تكفي حتى لسد الرمق، فيكفينا ظلما لبعضنا يا ناس فمن يدري قد ترفض احدهم لقبحه رغم استيفائه لشروط العمل ليهب الله لك ولدا أو بنتا أكثر بشاعة فلا يجد / تجد من يقبل بتشغيله/ بتشغيلها في المستقبل فكما تدين تدان.

العدد 1062 السبت 20 محرم 1430 هـ – 17 يناير 2009

ياسمينيات
لا وظائف للقبيحات
ياسمين خلف

ياسمين خلف

تكذب ويكذبون إن قُلت أو قالوا إن الكفاءة والشهادة الأكاديمية هما شفيعا الشخص منا في التقدم لأي وظيفة، قد يكون ذلك افتراء على بعض الشركات أو المؤسسات، وقد يكون كلاما محبطا للكثيرين، ودافعا لتقاعس البعض الآخر عن التحصيل الدراسي والمثابرة، ولكنها حقيقة لا نخجل من الاعتراف بها ما دامت مقاييس الجمال و(…) باتت هي المطلوبة بغض النظر عن خبرة الشخص أو كفاءته.
أشهد أني لمست ذلك بل وعاصرته، وأشهد أن إحداهن ظلمت لا لشيء سوى كونها ”متينة” أو سمينة كما يطلق عليها بالعربية، ولأنها كذلك لم يشفع لها تفوقها الدراسي وهي الأولى على دفعتها آنذاك، فلم تعط حتى الفرصة لإثبات جدارتها بالعمل، وأخرى بالمقابل فتحت لها الأبواب على مصراعيها وجمالها هو كل كفاءتها وشفيعها أينما حلت وذهبت فلا خبرة تملك ولا حتى شهادة جامعية.
لا جدال بأن الجمال هبة من الله ونعمة، ولا جدال كذلك في أن الوجه الحسن مطلب كل شركة تسوق لنفسها، هل ننكر إعلانات الوظائف التي تشترط أن يكون المتقدم ”حسن المظهر”؟ ولكن هل يعني ذلك أن كل جميلة أو كل وسيم ذو كفاءة عالية في العمل؟ وأن كل قبيح أو قبيحة لا يملكان الكفاءة ولا المؤهلات للعمل؟ أي ظلم هذا الذي يمارس ضد من لا يملك حق الاختيار ولا يجد سبيلا إلى الكمال الصوري الذي هو من صنع الله وحكمته، صوت قد ينبري ويقول ”تبالغين” وليت ذلك صحيح، لأن الواقع هو من يقول ذلك ولست أنا، وللفصل في الخطاب لتتقدم اثنتين للعمل إحداهن جميلة وتظهر أكثر مما تخفي ولا تحمل أي خبرة ولا أية شهادات أكاديمية، وأخرى تحمل الشهادات والخبرة ولكنها دميمة الخلقة ولنر أيهما سيقع عليها الاختيار!، وإن اختيرت الثانية وعلى مضض حتما ستعطى راتب أقل وبدون أي امتيازات على عكس الأولى التي ربما يتم الإلحاح عليها لقبول الوظيفة وإغراؤها بالامتيازات حتى لتشعر أنهم – أصحاب العمل – هم من يحتاجون لها وليست هي، لتبدأ بعدها في فرض الشروط وكلها طبعا مسموعة.
مهما يقل المعترضون فإن واقعنا لم يرتق بعد إلى أن ينظر إلى كفاءة المرء دون شكله ومظهره، وقلما من يبحث عن الكفاءة ولا ننكر ذلك طبعا، هناك كثيرون من متواضعي الجمال ولا أريد أن أقول بشعي الخلقة يتخبطون وهم يبحثون عن فرصة للعمل ”ويدوخون سبع دوخات” ليجدوا إحداها والتي غالبا ما تكون فرصة متواضعة تكاد لا تكفي حتى لسد الرمق، فيكفينا ظلما لبعضنا يا ناس فمن يدري قد ترفض احدهم لقبحه رغم استيفائه لشروط العمل ليهب الله لك ولدا أو بنتا أكثر بشاعة فلا يجد / تجد من يقبل بتشغيله/ بتشغيلها في المستقبل فكما تدين تدان.

العدد 1062 السبت 20 محرم 1430 هـ – 17 يناير 2009

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “لا وظائف للقبيحات

  1. تعليق #1
    قبل عدة سنوات، قامت الشركة التي أعمل بها بعمل برنامج لمجموعة من المتخرجين حيث تقوم بتدويرهم على الأقسام لفترة معينة كمتدربين ثم بعد انتهاء هذه الفترة يختار رؤساء الأقسام من يريدون منهم.
    عملية الاختيار كانت واضحة أنها على أساس جمال و مدى ابراز مفاتن المتدربة. الأجمل اختيروا في الأقسام و الوظائف الكبيرة، و متواضعات الجمال و المحتشمات في الأقسام و الوظائف المتواضعة.

    و هذه الظاهرة ليست فقط في الوظائف، فمثلا
    الجميلة لا تحصل على مخالفات مرور كثيرة، فشرطي المرور دائما يسامحها.
    لا تسقط في الجامعة، فالدكتور دائما يمشيها.
    لا تقف في الصف، فالكل يريد تقديمها.
    بينما متواضعة الجمال، تعمل بجد، و الله يعينها.
    أبو صابر السبت 17 يناير 2009
    تعليق #2
    شكرا ياسمين خلف، شكراً مقالك جميل وجريء وواقعي..
    صباح الخير عليك وعلى كل الأهل
    برير السبت 17 يناير 2009
    تعليق #3
    بل الكفاءة والشهادة الأكاديمية هما شفيعا الشخص في التقدم للوظيفه وليس الجمال.
    مواطن مطحون السبت 17 يناير 2009
    تعليق #4
    كلامك عين العقل هذي مشكله من مشاكل المجتمع العربي المعاصر اللى ياخذ بمعيار الجمال ويترك معيار الكفاء والخبره
    الله المستعان على هل الامه الضعيفه
    معاذ ماجد السبت 17 يناير 2009
    تعليق #5
    أخي المواطن المطحون صباح الخير ،
    أرجوا أن لاتعميك طحنتك و انطحانك عن الحقيقة . فياسمين حلوة شكلاً و مضموناً . هذا رأيي ولك رأيك .
    بهلول السبت 17 يناير 2009
    تعليق #6
    مقاييس تافهة ,, تنذر بتفاهة المجتمع و من يتبعها ,,,

    ليس الجمال فقط ,,, بل الواسطات تلعب دوراً أكبر…

    الله المعين … معدلي التراكمي في التخرج كان أكثر من الـ 34 بقليل و أنا بين حيطان أربع ,,, بينما من يقل معدلهن التراكمي عن 2.5 يعملون في البنوك و الشركات الكبيرة …

    و تبقى المحتشمات يندبن حظهن في البيت …

    الحمد لله على نعمة الحجاب ,,, (( لو أبقى بدون وظيفة طوال عمري أفضل من ألعب دور الفتاة الدليعة و التي تمشي بغنج لترضي مدريها و تبيع نفسها بثمن بخس ))

    تحياتي لكِ أستاذة ياسمين على المقال الرائع
    عاطلة عن العمل السبت 17 يناير 2009
    تعليق #7
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

    كل المعايير تأخذ إلا الشهادة الجامعيه صدقتي

    أنا من أوائل الدفعة وإلى الآن لم أعمل وهناك من كانوا دون مستواي الدراسي وهم يعملون بأفضل الوظائف

    أتعلمين ما هو المعيار الحقيقي للعمل
    الواسطه
    الواسطه
    الواسطه
    وبارك الله بكِ وهداكِ للصراط المستقيم
    جامعي عاطل من سنه فمحبط جداً السبت 17 يناير 2009
    تعليق #8
    أخي صاحب التعليق رقم ( 3 ) .. مواطن مطحون .. ركب نظارة
    محمود المختار الشنقيطي السبت 17 يناير 2009
    تعليق #9
    المثل لبناني يقول :
    قالوا للبغل مين أبوك ؟ قال الحصان خالي = يعني شايف حالو وهو ولا شي
    د. حداد السبت 17 يناير 2009
    تعليق #10
    شكرا ياسمين على المقال الصريح……
    علــي السبت 17 يناير 2009
    تعليق #11
    كلامك صح ياسمين حتي عندنا بالامارات نفس الشي وخاصه بالقطاع الخاص ينظر للشكل قبل الخبره والكفاءه تحياتي
    صلاح السبت 17 يناير 2009
    تعليق #12
    شكرا على هذا الطرح الجريئ واتمنى ان تكون مقالاتك جريئة وفي الصميم وانا بالامس كنت مختلف معك والانتقاد هو من يرفع الكتاب والصحفيين ولكن تبقى كلمة الحق هي العليا وكلمة الباطل هي السفلى وشكرا لك واتمنى ان لا تبخلي على الشباب العاطل بفتح باب وزارتي الداخلية والدفاع للمواطنين بدون تمييز فأبن البلد اولى من الاجنبي المرتزق
    والسلام
    محمد الراشد السبت 17 يناير 2009
    تعليق #13
    Everything the person faces in life comes from God..etha Allah kateb 3ala ilshaks inah yeshtegul beyeshtegul wetha Allah kateb ma yeshtegul ma beyeshtegul…kelshay 3ala Allah..
    mariam السبت 17 يناير 2009
    تعليق #14
    إلى صاحب التعليق 3: ياسمين جميلة جدا وأخلاق وعلم وذوق.. واحترم نفسك من فضلك.

    زميل من بعيد لياسيمين
    وسيم السبت 17 يناير 2009
    تعليق #15
    هذه الظاهرة موجودة فعلاً لا ترقى الظاهرة الكبيرة و تختصر خصوصاً في مجال خدمات الزبائن أو موظفات الإستقبال أو لمروجي المنتجات المختلفة في بعض الأحيان السكرتيرات لكن المهن الجادة و الحرفية و التخصصية لا مجال لهذه الصفة أن تطغى المؤهلات و الشهادات الجامعية التي هي الأساس لقبول وظيفة شاغرة
    تموز السبت 17 يناير 2009
    تعليق #16
    في البلدان المتقدمة و التي تحترم سيادة القانون نرى امثال كونداليزا رايز او اوباما يصل إلى القمة حتى لو لم يكن جميلاً أو ابن اصحاب النفوذ.

    أما في بلداننا فلا معنى لمبدأ الكفاءة فالحاكمية كل الحاكمية للمظهر المغري و للنفوذ و الجاه

    شكراً للموضوع
    الموسوي السبت 17 يناير 2009
    تعليق #17
    اقول اخت ياسمين ترى انا اشتغل في شركه ويحصل فيها العكس اي انهم يوظفون الغير جميلات وذلك تفاديا لمضايقات الزبائن المستمره !!!!!
    احمد السبت 17 يناير 2009
    تعليق #18
    صباحك و مسائك لؤلؤي

    حبيت اعلق على مقال يوم السبت لأن مقال يوم الجمعة يعور القلب انا عندي رأي اخر لاني بصراحه مررت بتجربتين مع موظفي النظام الجزئي يمكن ان ترسم الابتسامه على شفيتك حيث البنت الاولى لا استطيع ان اقول انها قبيحة ولاكنها ليست جميلة وكانت مثال للموظفة المجدة المجتهدة والجميع مرتاح لعملها والاخرى جميلة المحيا ولكن عملها لا يرقى الى المستوى المطلوب تتوقعين من التي توظفت لو رجعنا الى مقالك واسقطناه على هذا المثال سوف نتأكد تماماً ان من وظفت هي الجميلة لسبب جمالها وهذا ماحدث!!! ولو رجعنا لاسباب توظفيها راح تظحكين من عقلية مسئولين التوظيف بهاذا القطاع اسمعي ماقالو لي بعد ان رشحت المحدودة الجمال للوظيفة لانها الافضل من وجهة نظري:

    لا تنفع لانها سوف تقابل الموظفين وجهاً لوجه ونحن نريد موظفة الناظر لها ينشرح خاطرة! طبعاً منتهى الغباء لاءن الموظف يريد مايريد وسوف يذهب

    لا نريدها لاءن مذهبها لايتناسب مع مجموعة الموظفين الذين سوف يعملوا معها لاءنهم من ذويي الثوب القصير! كلش مو واقع لانهم راح يقبلون موظفة اخرى متحررة نوعا ما

    انها متزوجة وسوف تحمل اول مانعينها وبتالي ساعة رضاعة لمدة 6 شهور + 60 يوم اجازة ولادة !!! يالله عليهم هاي كلام موظفين من نفس جلدتهم نساء شئ غريب والثانية عزباء

    ماهو رأيك ياسمين شفتي اشلون البنت المحدودة الجمال تهاجم ليس لجمالها فقط بل لمذهبها ودينها ولأمر اخر وهو الجوهر تهاجم لأنها امرأة صح ياختي لأن الجماعة لا يبحثون عن من يعمل بجد وكفاح ويكون محترم نفسة والاخرين ولكن يريدون احد من يكون على شاكلتهم ويمشي معهم ويساير الموج يالله طولت عليك وشكرا ايها الكاتبة المبتسمة
    HAMAD الأثنين 19 يناير 2009
    تعليق #19
    الآنسة ياسمين خلف المحترمه
    تحيه طيبه
    شخبارج ان شاء الله بخير
    اولا انا من اشد المعجبين لك
    بصراحه انا احب ان اقرا جميع اعمدتك في صحيفة الوقت
    وجميع اعمدتك مهمه جدا وخاصه في ووضعنا الحالي
    وتعجبني مقالاات اكثر كونك صغير في السن
    واتمنى لك التوفيق في مجال عملك الرائع
    وماطول عليك
    الله يحفظك

    من اشد المعجبين
    أسيـــــــــــــــــ الشوق ـــــــــــــــــــــــــــــــر
    Aseer Aseer الأثنين 19 يناير 2009

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.