ياسمينيات
ترى مو حالة
ياسمين خلف
من المؤلم حقا أن يعاني المستشفى الحكومي الوحيد في المملكة من نقص في مواد التنظيف والتعقيمات، بل هي كارثة إن أردنا أن نستخدم المصطلح اللائق بهذه المشكلة، فليس من المقبول أبدا أي عذر يسطر، أو تبرير يقال للتقليل من حدة المشكلة فأقل ما يمكن أن نقول عنه بأنه وإن كان، فإنه تبرير يضع حياة الكثيرين أمام الخطر بل ويضع حدا لحياة آخرين، أولهم المرضى ولاسيما كبار السن والأطفال وضعاف المناعة.
أن يقال للمنظفين ‘’تصرفوا’’ أمر يستدعي الدهشة فعلا، ماذا تعني كلمة تصرفوا؟ هل يشترون المواد الخاصة بالتنظيف والتعقيم من جيوبهم الخاصة مثلا؟ أم عليهم البحث عن العصا أو البلورة السحريتين لتبحثا لهم عن مخرج؟ أم الطريقة التي اخترعها أحد المسؤولين هي الأنسب ‘’اخلطوا الماء مع الصابون!’’ هل نحن في دولة فقيرة أو نائية لنلجأ أخيرا لمثل هذه الطرق البدائية؟ ‘’ترى مو حالة يا السلمانية’’ ففي كل يوم تخرجين لنا بقصة ومشكلة بل وكارثة جديدة، فتوفير مثل هذه المواد وبشكل مستمر أمر لا نقاش فيه، فحياة الناس ليست برخيصة أبدا، وخلو مجمع السلمانية من مواد التنظيفات يعني فرصة أكبر لانتشار الجراثيم والميكروبات بل وسيكون مرتعا لها ووجبة دسمة مع وجود أجساد أنهكها المرض والتعب ولم تعد تملك أي مناعة، فالتعقيم أمر لابد منه مرات ومرات في اليوم في ظل وجود مرضى يعانون من أمراض مختلفة وزوار من مختلف البيئات، كما أنها عملية ضرورية حال إخلاء أي سرير أو غرفة تمهيدا لإشغالها بمريض آخر جاء لتوه قليل المناعة متعب وجسمه مستعد لاستقبال أي جرثومة جديدة، والويل لمن يقرر أن يزور مرضاه فهو وبلاشك قد جازف بحياته وضحى بها بمجرد أن تخطو قدماه إلى المستشفى، المضحك المبكي بأن الكثيرين لم يعودوا يدهشون مما يسمعون أليست هي السلمانية؟ إذ لا تستغربوا فكل شيء فيها جائز وممكن الحدوث.
إحداهن والتي يمكث والدها في المجمع منذ أكثر من ثلاثة أشهر في قسم الأورام تكلمت وتكاد تلمس الألم والخوف على حياة والدها من كلماتها، فوالدها المريض بالسرطان والقليل المناعة طبعا لم يعد قادرا على السيطرة على نفسه، وقبل أن يصل أعزكم الله إلى دورة المياه ، تقول أنها عندما طلبت من أحد المنظفين، تعقيم و تنظيف الغرفة، وقف مكتوف الأيدي وقال ما بيدي حيلة لا منظفات ولا مواد للتعقيم ولا حتى فوط للتنظيف! هل تشتكي عليه أم على إدارة المستشفى المتهاونة في القضية، ليست للمنظفين حيلة وهم من طالب المسؤولين مرة تلو الأخرى توفير مواد وتجهيزات التنظيف ليقوموا بواجباتهم فلا نلومهم أبدا، بل نلوم إدارة المستشفى التي لا تضع الخطط المناسبة لتلافي هذا القصورـ هل تنتظر نفاد المخزون لطلب كمية أخرى ؟
سؤال … هل يذهب المرضى إلى السلمانية ليتشافوا من أمراضهم أم ليزدادوا مرضا ويضعوا حدا لحياتهم؟ مجرد سؤال تشبث بي قبل أن أنهي المقال!
العدد 1181 السبت 21 جمادة الأولى 1430 هـ – 16 مايو 2009
ياسمينيات ترى مو حالة ياسمين خلف من المؤلم حقا أن يعاني المستشفى الحكومي الوحيد في المملكة من نقص في مواد التنظيف والت...
أحدث التعليقات