أرحل

أتذكرونه بالأمس …..؟
أتذكرونه يوم جاء ووضع الوردة الحمراء على قبرها…؟
ها هو اليوم يعاود الكره مرة أخرى…
يجر خطاه إلى تلك الجزيرة الوحيدة…
التي وجد فيها جسدها وقلبها المجروح…
وقبل أن تنتهي خطاه بالمقربة من قبرها…
لمح سرابا حول ذلك القبر…
اهتزت مشاعره… ارتجفت أطرافه…وأقشعر بدنه…
وسمع صوتاً خافتاً يأتيه من كل مكان…
ألتفت حوله بنظرات ثاقبة لكل ما يحيط به…
إلا أنه لم يجد غير ذلك السراب …وهدأت الجزيرة بعدها…
قالتها بصوت به رقرقة الدموع….
قالت (أرحل)
                                                          الياسمينه

أتذكرونه بالأمس .....؟ أتذكرونه يوم جاء ووضع الوردة الحمراء على قبرها...؟ ها هو اليوم يعاود الكره مرة أخرى... يجر خطاه إ...

إقرأ المزيد »

رغم هذا….تهوىّ

عُجبت منكِ يا دنيا…
عُجبت من هولك علينا…
كم أضنيتي قلوباً…
كم جرعت ألوف سموماً…
رغم هذا وذاك أرى الناس بكِ تهوى…
تهوى ماذا لم أقل …
لم أصرح به علانيه…
لكني سأهمس به في أذنها…
تهوى الحياة على أرضها…
يهوون امرأة شيطانيه تُدعى دنيا…
ألم تلذغهم؟
ألم تُوقعهم في حفرها؟
ألم تحرقهم بنارها؟
لا أضنهم قد سلموا منها…
فقد أغوتنى يوماً وأغوت غيرى…
ولم نلقى منها غير غدرها…
رغم هذا وذاك أرى الناس بها تهوى….
                                                      الياسمينه

عُجبت منكِ يا دنيا... عُجبت من هولك علينا... كم أضنيتي قلوباً... كم جرعت ألوف سموماً... رغم هذا وذاك أرى الناس بكِ تهوى....

إقرأ المزيد »

الدمعة الأخيرة…..

سقطت الدمعة الأخيرة…
سقطت بكل بطء على خدي المسكين…
ذلك الخد الذي تحمل مرور الدموع عليه سنين….
حتى غدا خدي يتكلم ويقول كفى….
كفى قد حملك الدهر فوق المستطاع من الأسى….
فاتركي عالم الأحزان وأدخلي في عالم النسيان…
هذا العالم الذي حباه الله للإنسان…
ألم يخطر ببالك لماذا لقب البشر بالإنسان….؟
فما سمي الإنسان بالإنسان إلا لكثرة نسيانه….
فلماذا تصري على التذكر على الرغم من وجود هذه النعمة؟
وتحولي تلك النعمة إلى نقمه!
فقررت في هذه اللحظة أن تكون دمعتي هذه…
هي الدمعة الأخيرة….
فوادعا يا زمان الدموع والأحزان….
وأهلا بزمان النسيان…..
                                                  الياسمينه…..

سقطت الدمعة الأخيرة... سقطت بكل بطء على خدي المسكين... ذلك الخد الذي تحمل مرور الدموع عليه سنين.... حتى غدا خدي يتكلم وي...

إقرأ المزيد »

بعد شهر رمضان

بقلم : ياسمين خلف

وصل الدائرة الحكومية قبل نهاية الدوام الرسمي بساعة، لم يجد من يستلم منه أوراقه، المكاتب نصفها مهجورة والنصف الآخر يجلس على كراسيها موظفين أشبه بالأموات منهم من الأحياء، وكلما سأل أحداً منهم قالوا: “يا أخي أتيت متأخراً؟ تعال غداً صباحاً أفضل لك”، لم يجد بداً من ذلك، رغم أن الدوام لم ينته فعلياً!، راجع أخينا الدائرة في اليوم التالي، وبالتحديد بعد ساعتين من بدء الدوام، ليفاجأ برد الموظفين أنفسهم بأنه قد جاء متأخراً! كيف يكون متأخراً والدوام لم يمض على بدئه سوى 120 دقيقة فقط؟!. فإن جاء قبل نهاية الدوام بساعة أُعتبر متأخراً، وإن جاء بعد بدء الدوام بساعتين قالوا متأخراً أيضاً، وأجزم لو راجعهم مع بدء الدقائق الأولى من دوامهم لردوا عليه : “ما قلنا بسم الله، انتظر نأخذ نفسنا لنبدأ العمل”!. هذا إن لم يطلبوا منه تأجيل المعاملة إلى ما بعد شهر رمضان. إذن متى على المراجع أن يكون متواجداً في الدوائر الحكومية والوزارات لإنهاء معاملاته في شهر رمضان المبارك؟

كثيرون هم من يعطون أنفسهم إجازة عن العمل بطريقة غير رسمية، عبر التوقف عن مهامهم الوظيفية في شهر رمضان المبارك، رغم أنهم على ساعات الدوام بحسب العقود الإدارية، ولا همهم إن كان توقفهم عن تلك المهام سيعطل مصالح العمل أو مصالح الناس التي تلهث وراء إنهاء معاملاتها، متكبدة عناء التنقل من مكان لآخر في عز الظهيرة، جرياً وراء توقيع أو ختم، فالمهم عنده أن يجلس على الكرسي، بعين نصف مفتوحة، يتفقد ساعته بين الحين والآخر ترقباً لموعد الانصراف عن العمل. فالذي يعرفه هؤلاء جيداً أن عليهم واجب الصوم باعتباره فرضاً واجباً من العبادات، متناسين إن خدمة المسلم لأخيه، والتي منها إنهاء معاملاته هي الأخرى وجه من وجوه العبادات، باعتبار أن العمل عبادة، بل متناسين كذلك أن المال الذي يتحصلون عليه كراتب يصرف لهم نهاية الشهر ليس بحلال ما داموا لم يقوموا أصلاً بواجباتهم الوظيفة المتفقة عليها في عقد العمل. فيقبلون على أنفسهم أكل مال حرام بحجة أداء فريضة الصوم.

البعض يختصر الأمر منذ البداية، ويعرف تماماً مدى قدرته على تحمل مشقة الصيام في أيام العمل – رغم تقلصها – فيطلب إجازة خلال الشهر الكريم، وهذا والله أفضل ألف مرة من ذاك الذي يتواجد بجسده فقط، ووجوده من عدمه سواء. فاتقوا الله يا موظفين ولا تفسدوا صيامكم بتعطيل معاملات خلق الله.

ياسمينة : شهر رمضان ليس بشهر كسل ولا بشهر تعطيل معاملات الناس وتأجيلها، فالوقوف على مصالح خلق لله هي الأخرى عبادة.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BG_dJfZBbq6UVUCau85KB4gyK7whqBAf_3hHxI0/

بقلم : ياسمين خلف وصل الدائرة الحكومية قبل نهاية الدوام الرسمي بساعة، لم يجد من يستلم منه أوراقه، المكاتب نصفها مهجورة و...

إقرأ المزيد »

ساقو ولا خبيص

بقلم : ياسمين خلف

أكثر من ثمانية أشخاص متحلقين حول وجبة الإفطار عجزوا عن تذكر اسم طبق شعبي كان ضمن المائدة الرمضانية، هل هو ساقو أو خبيص، أم نفور أم شيء آخر؟! حتى بدا الأمر كما لو كان سؤالاً في أحد برامج المسابقات والفائز من يخمن الاسم الصحيح! إلى أن تذكرت إحداهن اسم ذاك الطبق الشعبي بعد جهد جهيد في التذكر والتفكير.

شابات اليوم أكثرهن لا يعرفن طريق المطبخ، وإن عرفن طريقه فأغلبهن -لا أقول جميعهن- يفضلن إعداد الأطباق الجديدة من الأطعمة ولاسيما الباستا وأخواتها، أو الكاب كيك بأصنافها، أو السلطات بأنواعها – كونها من الأطباق التي تتلاءم مع نمط الحياة الصحي بل لنقل يتلاءم مع نظام الرجيم الذي يتبعنه – ولا يعرفن الأطباق الشعبية إلا في شهر رمضان الكريم، وإن عرفن شكلها لن يعرفن طريقة إعدادها، وإن عرفن طعمها فلا يعرفن مقاديرها أو مكوناتها!. صحيح أن مطاعم الأكلات الشعبية قد انتشرت وبكثرة في الآونة الأخيرة إلا أنها لن تُعلم شاباتنا بالطبع كيفية إعداد تلك الأطباق. وأمهات اليوم وإن تعلمن طرق إعداد تلك الأطباق من أمهاتهن، إلا أنهن للأسف لا يكترثن كثيراً بأهمية تعليم بناتهن -بنات هذا الجيل- طرق إعدادها، وإن أردن هن تعليمهن فالفتيات عازفات غير راغبات أصلاً في تعلمها. وليس بمستغرب أبداً أن تجد عاملة المنزل الإندونيسية أو الفلبينية تجيد إعداد أكلاتنا الشعبية، وتعرف مقاديرها ومكوناتها أكثر من شاباتنا البعيدات عن المطبخ.

قد يبدو الأمر كمزحة ولكن هل سيأتي اليوم الذي ستندثر فيه هذه الأطباق، وتكون نسياً منسيا؟ هل سنجدها ضمن كتب التراث والأطعمة التي كان يتناولها الأجداد وأصبحت غير موجودة على مائدة الأبناء!، لا أستبعد ذلك أبداً خلال الخمسين عاماً المقبلة كأكثر تقدير وأبعده. فإن كانت جدات وأمهات اليوم على قيد الحياة -أطال الله في أعمارهن- فإنهن سيلاقين وجه ربهن وسيمتن وستموت معهن تلك الوصفات والأطباق الشعبية التي لم تجد من يحييها ويحافظ عليها.

المحافظة على تلك الأطباق والأكلات الشعبية جزء من المحافظة على التراث الذي هو جزء من الهوية التي تميز كل شعب عن غيره لما تحمله من خصوصية، ودور الشابات اليوم هو نقل هذا الإرث من جداتهن وأمهاتهن وتسليمها مستقبلاً لبناتهن.

ياسمينة: شهر رمضان فرصة لتتعلم الفتيات كيفية إعداد الأطباق الشعبية، فلنحافظ على ما يحفظ هويتنا.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BGtwO9YhbpSAjUXMn-Pl7NMT-PPBbZQicpp1Nw0/

بقلم : ياسمين خلف أكثر من ثمانية أشخاص متحلقين حول وجبة الإفطار عجزوا عن تذكر اسم طبق شعبي كان ضمن المائدة الرمضانية، هل...

إقرأ المزيد »

قليل من الإنسانية يا عالم!

بقلم : ياسمين خلف

كالآخرين، تصلني عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات يظن من يصورها وينشرها أنه خفيف ظل وسيضحك الناس من حوله ويرسم الابتسامة على وجوههم، ولا يعلم أنه ومن حيث لا يعلم يدخل الحزن على قلوب البعض، ناهيك عن ارتكابه إثم من ضحك واستهزأ، وإثم كسر قلب أهل “الضحية”. أفي نشر المقاطع المصورة للمختلين عقلياً، أو المصابين بمتلازمة الداون أي دعابة؟ وهل في الاستهزاء بخلق لله، واستدراجهم للحديث أو الرقص أو الغناء مساحة للضحك؟.

الحياة الجديدة مع الهواتف الذكية لم تعد تترك لأحدنا خصوصية، فتحت الباب على مصراعيه لانتهاك الحرمات. وأحطها للكرامة وللإنسانية تلك التي يستغل البعض من لا حول لهم ولا قوة لتصوير مقاطع ليتم تداولها بين الناس بهدف السخرية والضحك، ونيل أكبر عدد من “اللايكات” أو الانتشار. أفي المرض والابتلاء سخرية يا عالم؟! وما المضحك في أن ترى من ابتلاه الله بالمرض وبعفوية يرقص في الشارع، وهو الذي لا تسعفه مداركه بأن يعرف إن من يضحك أمامه لا يشاركه لحظات فرحه بل يصوره ليهزأ به، ويُضحك الآخرون عليه!.

يقال في المثل الإنجليزي وبترجمته الحرفية “ضع نفسك في حذائي” كناية عن وضع النفس مكان موقف الآخر، ليقيم الأمر من زاوية من يكون في الموقف. فهل ستقبل أن يصور أحدهم ابنك أو أخاك المختل عقلياً، ليتم تتداول مقطعه المصور بين الناس ليضحكوا ويغيروا أمزجتهم المعكرة!. هل وضعت نفسك مكان أم هذا المريض كيف سيكون حالها وهي تستقبل هذا الفيديو على تلفونها، أو تسمع قهقهة أحدهم على ابنها المريض.

هذه التصرفات اللاإنسانية لابد أن تُجرم، ولابد من أن يحاسب من يرتكبها ليرتدع الآخرون عنها، ولابد من قسم الجرائم الإلكترونية أن تتصيد لهم. بل علينا رفض تداول وإرسال مثل هذه الرسائل كي لا تجد من يروج لها ويشجعها.

أحدهن قالت بأسى، كان زوجي يضحك ويسخر من طفل “منغولي” كان يتردد على مجلسهم، كان يسخر منه ويدفع الآخرين إلى الضحك عليه. وحدث أن حملت بطفلي الأول فكانت المفاجأة، طفلي كان منغولياً -يعاني من مرض متلازمة الداون- وكأنما الله قد عاقب زوجي على سخريته من ذاك الطفل بأن يكون أباً لمثله!.

ياسمينة: هناك حدود للدعابة والضحك، والسخرية على المرضى والمتخلفين عقلياً جريمة لا تضحك.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BGbSr1uBbmKGVzzsP_TB2OPq_Lt9YJ8bKuwki80/

بقلم : ياسمين خلف كالآخرين، تصلني عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات يظن من يصورها وينشرها أنه خفيف ظل وسيضحك الناس من...

إقرأ المزيد »

نحن والأميرة فيكتوريا

بقلم : ياسمين خلف

ظهرت ولية عهد السويد الأميرة فيكتوريا ابنة الملك كارل غوستاف السادس عشر في لقطة ومن دون علمها – التقطها أحد المواطنين السويديين خلسة – وهي تنظف وتزيل فضلات كلبها في الشارع العام. لقطة تختصر ألف كلمة كما يُقال.

تذكرت هذه الصورة، وأنا في السيارة ظهراً، والمكيف رغم برودته مهزوم أمام حرارة الجو، وعامل النظافة تحت أشعة الشمس العمودية تسلخ وجهه حاملاً عدة التنظيف، ناكساً رأسه منحني ظهره لالتقاط أوساخ البشر الذين لم يفكروا وهم يلقون هذه القاذورات لا في شكل البلد الذي يعيشون فيه ونظافته، ولا في الإنسان الذي سيلتقطها من هنا وهناك في هذا الجو القائظ.

أميرة وانحنت لتلتقط فضلات كلبها، وأناس بيننا لا يكترثون إن سقطت منهم أوساخهم، بل ويرمونها عمداً في الطرقات، والمرافق العامة من سواحل وحدائق، ولا يكلفون أنفسهم عناء المشي بضع خطوات لرمي قاذوراتهم في سلة المهملات، بل وبكل وقاحة تجد من يفتح نافذة سيارته ليرمي علبة المشروب الغازي أو حتى أعقاب السجائر التي دخنها، وكأنه يقول نظافة سيارتي أهم من نظافة هذا البلد!. وأكثر ما قد يثير التقزز والغضب الداخلي عندما يتجرأ البعض ويبصقون في الشوارع والطرقات، وما أظن أنهم فاعلون ذلك في غرف بيوتهم أو في مقار عملهم. ليعكسوا شخصيات أنانية غير حضارية وإن كانت متعلمة وحاملة لأعلى الشهادات.

مؤسف أن ترى آباء وأمهات لا ينهون أبناءهم عن رمي فضلاتهم في الشوارع، بل وتستغرب وأنت ترى أنهم هم من يطلب منهم ذلك في كثير من الأحيان، فتجد الطفل يقدم لأمه بقايا الأكل وعلبة المشروب، وبدلاً من أن تربيه وتعلمه المحافظة على نظافة المرافق العامة التي يزورها تطلب منه رميها في أقرب مكان، فقط لتتخلص من تلك القاذورات، دون أن تعلم أن تصرفات ابنها تعكس تصرفاتها التي يقلدها كونها قدوته الأولى، وتعكس مستوى تربيتها له، متناسية أن التعود يخلق عادات سلوكية تترسخ في شخصيته، ويصعب التخلص منها مستقبلاً.

حسناً تفعل بعض البلدان بإلزام من يرمي القاذورات في الشوارع والمرافق العامة بدفع الغرامات المالية، وتدشين خطوط ساخنة للتبليغ عن أي مخالف وتسجيل رقم سيارته، فالبعض لا يردعهم إلا الأخذ من جيوبهم، خصوصاً من مات ضميره، ونامت قيمه الأخلاقية والإسلامية.

ياسمينة: تصرفاتك في الأماكن العامة تعكس شخصيتك وتربيتك، والنظافة من صلب ديننا، وارحم تُرحم.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BGJM4bXBbtLb12jRkMz0iZRksXj3YimaNRpqzM0/

بقلم : ياسمين خلف ظهرت ولية عهد السويد الأميرة فيكتوريا ابنة الملك كارل غوستاف السادس عشر في لقطة ومن دون علمها - التقطه...

إقرأ المزيد »

عمليات التشويه

بقلم : ياسمين خلف

هوس عمليات التجميل لا يقتصر على النساء فقط – رغم أن حب التَجمّل يُولد معهن بالفطرة – بل انتقلت عدواه إلى الرجال الذين باتوا اليوم ينافسون النساء في عالم التجميل. اسألوا أطباء التجميل عن عدد الرجال الزائرين لعياداتهم وستصدمون. كثيرون للأسف إن تحدّثوا عن التجميل يوجّهون نقدهم إلى النساء والفتيات، متناسين أن عدداً كبيراً من الرجال يُجرون كما النساء هذه العمليات، وكأن مجتمعنا حتى في هذا الموضوع ذكوري يحلل للرجل إجراءها ولا ينتقده عليها، ويحرّمها على النساء ولا يترك نقداً إلا ووجهه إليها.

لابد من التأكيد على أن بعض عمليات التجميل تعتبر ضرورية وملحّة، كأن يتم إجراؤها لمن يعاني من تشوهات خلقية، أو ندبات وحروق، أو حتى للمحافظة على الصحة العامة، كأولئك الذين تهدّد السمنة حياتهم. أو لترميم ما يُفسده الدهر مع التقدم في العمر، ولكنها ليست بكذلك بالنسبة لمن فقط يريد أن يظهر بشكل الفنان أو الفنانة الفلانية، أو تحشو جسمها للظهور بشكل أكثر فتنة وإغراء، فعمليات التجميل دوّامة إن دخلت في شباكها لن تخرج منها أبداً، فهي كالسلسلة تماماً عملية تجر بعدها عملية أخرى، ولن تعرف ما سيؤول إليه شكلك، ولن تعرف ما قد يُصيبك منها من مَضار ومَصائب، فكم من عمليات تشوِّه ولا تجمِّل. لن أضرب مثلاً على ممثلينا العرب رغم أن الأمثلة بينهم كثيرة، ولكن لننظر إلى ما وصلت إليه كيم كرديشيان من شكل بعد أن طمعت وبالغت في عمليات تجميلها حتى باتت مقزّزة.

الله جميل ويحب الجمال، والظهور بشكل مرتب وجميل ومهندم أمر ضروري، ليس فقط للظهور بشكل مقبول أمام الآخرين بل حتى لأثره على نفسية الشخص نفسه، ولكن ليس معنى هذا الجحود بنعمة الله علينا ورفض الشكل الذي خلقنا الله عليه. وليس معنى هذا أن يزاحم الرجال النساء في هذه العمليات، ليتعدوا الأمر إلى التجمّل اليومي بوضع مساحيق التجميل من بودرة وأحمر شفاة وحف للحواجب، ضاربين بالرجولة عرض الحائط، ليتباكى المجتمع يوماً بعد آخر بانقراض الرجولة بين ذكور هذا الجيل، الذي أصبح همّهم، كيف يبدو شكلهم أكثر من كيف تبدو أخلاقهم أو كيف يمكنهم أن يحققوا أعلى مراتب التفوق العلمي والعملي؟. فإن كان أول ما يلفت نظر الرجل جمال المرأة، فإن أول ما يلفت انتباه المرأة رجولة الرجل.

ياسمينة: كن جميلاً وملفتاً بأخلاقك وشهامتك، لا بشكل أنفك ولا برسمة حواجبك.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BFlF9-wBbraEMp3VkutvJKnFGn35HHqY5QlZK40/

بقلم : ياسمين خلف هوس عمليات التجميل لا يقتصر على النساء فقط - رغم أن حب التَجمّل يُولد معهن بالفطرة - بل انتقلت عدواه إ...

إقرأ المزيد »

أنت في أحسن تقويم

أنت في أحسن تقويم

بقلم : ياسمين خلف

بعد ولادتها لطفلها البكر وقبل أن يَحبو طفلها أسرعت الخُطى إلى أكبر جرّاح تجميل في بلدها طالبة منه شد الترهل الذي أصاب بطنها جرّاء مرورها بمرحلتي الحمل والولادة. توسّلته، إلا أنه رفض استغلال رغبتها في العودة إلى سابق جسمها والكسب المادي من ورائها، طالباً منها التريث وعدم إجراء العملية إلا بعد اكتمال عدد أفراد أسرتها وإنجاب العدد الذي تتمنى من الأبناء. “لا تصدّقي من ينصحك بإجراء هذه العملية وأنت في عمرك هذا”، هكذا قال لها.

اليوم هي تحمل جميل نصيحة هذا الطبيب الشريف، ومَدينة له على إخلاصه في عمله، بل وأخذت تنصح كل شابة بهذه النصيحة التي أغنتها عن الدخول في دوّامة عمليات التجميل وخصوصاً التجارية منها، والتي تستغل رغبات الفتيات في الوصول إلى الكمال الشكلي، لزيادة الأرباح دون الاكتراث بالنتائج الوخيمة التي قد تلحق بهن.

فتيات اليوم بتن متشابهات إلى حد بعيد، شفاه منتفخة، وجنات متورّمة، أنف بحد المسطرة، وأشياء أخرى لا داعي لذكرها!. إن مرّت مجازفة خوض هذه العمليات على خير وتغيّر شكلها إلى الأفضل فعليها أن تحمد ربها وتسجد له شاكرة، فهناك الكثيرات ممن وقعن في شراك أطباء يسيل لعابهم وراء الأموال والربح السريع للنقود، فلا تهمهم مصلحة المريض بقدر ما تهمهم حساباتهم البنكية، ومع ذلك هناك أطباء شرفاء وقسمهم يتردّد على أسماعهم كلما دخل عليهم مريض مراجعاً أو طالباً الاستشارة والنصح، فيكبح جماح من أصيب بلوثة تقليد المشاهير واللهاث وراء كل جديد في عالم التجميل، محاولاً ثنيه عن قرار قد تكون نتائجه أخطر مما يتوقع، خصوصاً إن كانت لمراهقين وشباب لم يصلوا بعد لسن ترميم ما أتلفه الدهر.

والطامة الأكبر عندما يستغل البعض هذه “اللوثة” فيعرض تلك الخدمات التجميلية في صالونات التجميل على أيدي غير المتخصّصين، أو حتى عبر تسويق مساحيق وكريمات يدّعون كذباً نتائجها الخارقة خلال مدة وجيزة، وبسعر زهيد، ولا يُدرك البعض من النساء -أو حتى البعض من الرجال المهووسين بالجمال- حجم الجريمة التي يقترفنها في حق أنفسهن إلا بعد أن يتشوهن!، فبدلاً من التجمّل والتحوّل إلى الأفضل يُمسخن ويُصبن بمشاكل وحروق العلاج منها يستغرق وقتاً طويلاً، هذا إن لم يكن الرجوع إلى الشكل الطبيعي يصبح أمراً مستحيلاً. والمصيبة الأخرى أن كل عملية ستجر وراءها عملية أكبر وأخطر أملاً في الوصول إلى نتيجة قد تصيب وقد تخيب، متغافلين قوله تعالى: “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ” (4) سورة التين.

ياسمينة: يوماً ما ستحنين إلى صورك القديمة التي كنت يوماً تكرهينها، فلا ترم نفسك إلى التهلكة.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BFTaDc8BbjuybkayLdHwnFfzH807i2dcDDgP0Y0/

أنت في أحسن تقويم بقلم : ياسمين خلف بعد ولادتها لطفلها البكر وقبل أن يَحبو طفلها أسرعت الخُطى إلى أكبر جرّاح تجميل في بل...

إقرأ المزيد »

الرأفة بهؤلاء

بقلم : ياسمين خلف

فقدان قريب أو عزيز ليس بالأمر الهين أبداً، فمصيبة الموت قاهرة لقلوب الكبار فماذا نتوقع أن تفعله بقلوب الأطفال الصغار؟ يصحو الطفل يوماً فيجد نفسه فجأة يتيماً بعد أن مات والده أو لطيماً بعد أن مات والده وأمه، فيفقد جزءاً كبيراً من طفولته! بل ويفقد الأمان الذي كان يحيطه فيستشعر تلقائياً أو حتى فطرياً بيتمه، فالمصاب أكبر من قدرته على استيعاب المرحلة التي يمر فيها، وأكبر درس في الألم يمكن أن يأخذه؛ فاليتم يُضيف عمراً على عمر المرء مهما كان قوياً ومهما صغر عمره.

كثيرون هم الأطفال من بيننا من تجرعو مُر هذا الكأس في عمر لم يدرك أقرانهم إلا الفرح واللعب مع الأب أوالنوم بين أحضان الأم. هي أقدار مقدرة عند الله عز وجل، ولكن علينا أن ندرك دورنا جيداً في مساندة هؤلاء الأطفال ليجتازوا محنتهم بأقل ضرر ممكن، خصوصاً في الأيام أو حتى الأشهر الأولى من فقدانهم لأحد والديهم، إذ تكون الصدمة حينها لازالت تتملكهم فتُلقي بهم في دوامة من الحزن والألم التي قد تشُلهم عن ممارسة حياتهم الطبيعية.

طلبة المدارس من هؤلاء الأطفال الذين قد يكونوا أكثر من يحتاج إلى المساندة المعنوية، كي لا تؤثر هذه المحنة سلباً لا على صحتهم النفسية ولا على مستوى تحصيلهم الدراسي. ولكم أن تتخيلوا الأمر عندما يفقد الطالب أحد والديه وهو في مرحلة الامتحانات النهائية أو حتى خلال الاختبارات الدورية!. فكيف نطالبه بإحراز أعلى الدرجات وأهم عامل مساعد مفقود وهو الحالة النفسية المستقرة!. على القائمين على المدارس من مشرفين ومعلمين أن يوفروا البيئة التعليمية الخاصة لهؤلاء الطلبة، وإن يكونوا أكثر رأفة وأكثر تفهماً للمرحلة الحرجة التي يمرون فيها. فمساواته مع الطلبة الآخرين ظلم بعينه، ومحاسبتهم على بعض التقصير أو التأخير في أداء الواجبات ليست من الإنسانية ولا حتى من الأسس التربوية. إذ لابد أن يكون هناك تعاملاً خاصاً يُشعر الطفل بأنه لايزال محاطاً بقلوب تحتضنه، وبها الدفء الذي يستشعر بفقده للأبد. لا أقول إن نمايز بينه وبين باقي الطلبة بشكل فج، ولكن حصوله على الاهتمام حق من حقوقه لنعدل بينه وبين أقرانه الذين يعيشون أياماً وحياة طبيعية في كنف آبائهم وأمهاتهم.

ياسمينة: لتكن المدارس فعلاً كما نهتف دائماً بأنها البيت الثاني للطفل، فكونوا لهم حقاً آباءً وأمهات خصوصاً عندما يفقدون آباءهم وأمهاتهم البيولوجيين.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BFBQyNJhbs52GlMVFSWcm-JA428uVMpt0_MMjI0/

بقلم : ياسمين خلف فقدان قريب أو عزيز ليس بالأمر الهين أبداً، فمصيبة الموت قاهرة لقلوب الكبار فماذا نتوقع أن تفعله بقلوب...

إقرأ المزيد »