بقيمة 6500 دينار بحريني: .. سرقة الجهاز الآلي لبطاقات السمسم!!


كتبت – ياسمين خلف:
تمكن عدد من اللصوص يوم امس من سرقة الجهاز الآلي لبطاقات السمسم المدفوعة الاجر في مجمع البحرين بالقرب من جيان، التابع لمؤسسة البائع العالمية.
وبحسب مصدر لـ الأيام فان اللصوص، الذين يتوقع ألا يقل عددهم عن ثلاثة من ارباب السوابق، تمكنوا من سرقة جهاز لا يقل وزنه عن 150 كيلو جراما داخل المجمع، كأول حادثة من ذات النوع تحدث في المملكة.
وعلمت الأيام بأن اللصوص داهموا المجمع فجرا، وتمكنوا من حمل الجهاز بالكامل، مخلفين وراءهم خسارة تصل إلي 6500 دينار بحريني، منها قيمة الجهاز 2000 دينار بحريني، وقيمة بطاقات الاتصال المدفوعة الاجر سمسم التابعة لشركة الاتصالات السلكية واللاسلكية بتلكو، والذي تتراوح ما بين 4000 – 4500 دينار بحريني.

Catcrimes
2005-07-21

كتبت - ياسمين خلف: تمكن عدد من اللصوص يوم امس من سرقة الجهاز الآلي لبطاقات السمسم المدفوعة الاجر في مجمع البحرين بالقرب...

إقرأ المزيد »

بعضها لها آثار جانبية خطيرة.. الدكتورة العسومي لـ الأيام : 25% من المترددين علي المراكز خلال أسبوع صرفت لهم مضادات حيوية

كتبت – ياسمين خلف:
كشفت نائبة رئيس الخدمات الطبية في الرعاية الصحية الأولية في مجمع السلمانية الطبي الدكتورة بهية العسومي عن آخر إحصائية توضح مدي استخدام المضادات الحيوية، حيث أشارت الي أن 25% من المرضي المترددين علي المراكز الصحية من الفئات العمرية المختلفة من الجنسين خلال اسبوع الدراسة صرفت لهم مضادات حيوية.
وأشارت الدكتورة العسومي الي أن 6 أنواع من المضادات الحيوية هي الأكثر تداولاً في صيدليات المراكز الصحية والتي من أههمها الأموكسلين ، غير نافية حدوث بعض المضاعفات لدي بعض المرضي من استخدام تلك المضاعفات والتي تصل في حالات نادرة الي الموت نتيجة لإصابة المريض بصدمة من استخدام المضاد الحيوي بسبب معاناته من حساسية شديدة من مكونات تلك المضادات.
وأضافت بأنه لا يوجد دواء بدون مضاعفات، ومن مضاعفات استخدام المضادات الحيوية اصابة المريض بحساسية وطفح جلدي، أو إسهال والتهابات في المعدة، مشيرة الي أن صرف المضادات الحيوية تأتي بحسب ما يقرره الطبيب المعالج في حالة التهابات الجهاز التنفسي والتهابات البول والاتهابات الجلدية البكتيرية والأنفلونزا إلاّ أن البعض من الأهالي يصرون في حالات كثيرة علي استخدام المضادات الحيوية حتي مع عدم نصح الطبيب اليها، علي إن تلك التصرفات قد تؤدي الي عدم فعالية المضاد للجسم في حالة تعوده عليه. قائلة: عدم صرف الطبيب المضاد للمريض يأتي في كثير من الأحيان لحماية المريض من تلك المواد الكيماوية التي قد لا تؤثر في الجسم حال تعوده عليها.
هذا وسيقام اليوم عند الساعة الثامنة صباحاً مؤتمر حول أثر المضادات الحيوية وطرق استخدامها وتأثيرها علي صحة المريض في فندق الدبلومات برعاية وزيرة الصحة الدكتورة ندي عباس حفاظ بتنظيم من مستشفي قوة الدفاع بالتنسيق مع وزارة الصحة، وسيشارك في المؤتمر نخبة من الأطباء والمختصين الصحيين.

Cathealth
2005-03-19

كتبت - ياسمين خلف: كشفت نائبة رئيس الخدمات الطبية في الرعاية الصحية الأولية في مجمع السلمانية الطبي الدكتورة بهية العسوم...

إقرأ المزيد »

بعد معلمة الطابوقة .. معلم يطلب من تلاميذه صوراً لأشعة !

كتبت – ياسمين خلف:

في الوقت الذي مازالت فيه قصة المعلمة التي طلبت من تلميذاتها طابوق وكنكري في الاذهان، خرج معلم آخر في مدرسة اعدادية بفكرة عبقرية جديدة، مما دفع أم احد التلاميذ للانتقال من مركز صحي لآخر، طلبا لمساعدتها لتوفير طلبات مدرس ابنها. فالمدرس هذه المرة طلب من تلاميذه احضار صورة لأشعة للشرح عليها.
وعلي الرغم من الحيرة التي اوقعهم فيها، قال المدرس بهدوء: اذهبوا للمراكز الصحية، وستحصلون عليها وبسهولة.
الا ان والدة الطالب اكدت رفض المركز الصحي اعطاءها تلك الصور لأن قوانين وزارة الصحة لا تسمح بذلك.

Catedu
2005-09-22

كتبت - ياسمين خلف: في الوقت الذي مازالت فيه قصة المعلمة التي طلبت من تلميذاتها طابوق وكنكري في الاذهان، خرج معلم آخر في...

إقرأ المزيد »

الفضائيات متهمة والنساء الضحية !! .. الأطباء يحذرون من هوس عمليات التجميل

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
تصوير – حميد جعفر:

هوس عمليات التجميل الذي وصلت سهامه الي فئة ليست بقليلة من الناس، خلال السنوات العشر الاخيرة، القت بعدد من المشاكل، والتي كان من الممكن تلافيها او التقليل من مخاطرها لو استشار المريض طبيب او استشاري متخصص، فعدد العمليات التجميلية في تزايد مطرد، وبالمقابل وعي الناس بمخاطرها مازال دون المستوي. علي الرغم من ان الغالبية العظمي منهم متعلمون ومثقفون.
فالمشكلة هي قلة الوعي الطبي والرغبة في الوصول الي الكمال الخلقي.!!
الاطباء لا ينفكون من التحذير منها، والمرضي يتسابقون عليها، حتي وان كانت تجري في الصالونات التجميلية، علي ايدي عاملات آسيويات غير مؤهلات، ويبتعدون عن الطب عشرات بل الالاف الاميال، ولا يعرفون منه سوي اسمه!! فماذا قال اهل الطب في ذلك، وبماذا ينصحون؟! ذلك ما ستقرأونه معنا في هذا الاستطلاع.
وكعطبيعة الحال الجنس الناعم اكثر اقبالاً علي عمليات التجميل بكافة انواعها، ومن ضمنها جمال الاسنان، ومن هذا المنطلق توجهنا لعيادة الدكتور حسن الصددي اخصائي علاج الاسنان الترميمي والتجميلي، لنطلع عن قرب علي انواع العمليات التجميلية ومخاطرها، ويقول في ذلك: اسنان المرء واجهتة اما الآخرين، وكلما كانت بيضاء ناصعة ونظيفة، كلما زادت ثقته بنفسه، ودفعته للمشاركة الاجتماعية بصورة اكبر، فالاسنان عنوان الصحة والجمال.

الليزر أحدث وأغلي
طرق تبييض الأسنان

وعمليات التجميل المرتبطة بالاسنان مختلفة ومتنوعة، وتتفاوت ما بين البسيطة والمعقدة، والتي تأخذ وقتاً قصيراً او طويلاً بحسب حالة اسنان المريض، ومدي المشاكل التي يعاني منها، ويمكن اعتبار عملية تبييض الاسنان من ابسط أنواع العمليات وارخصها، وان كانت بعضها تأخذ وقتاً طويلاً لدي بعض المرضي، وفي مثل هذه الحالة نستخدم نحن كأطباء مواد كيميائية لا تؤثر علي اسنان المريض او لثته.
وعن الفترة الزمنية التي تستغرقها مثل هذه العمليات يقول مضيفاً: تستغرق عملية التبييض اسبوعين او عشرة ايام، يستخدم المريض خلالها بعض المواد خلال تواجده في المنزل، وهذه الطريقة الكيميائية تختلف عن الميكانيكية حك الاسنان لإزالة جزء المينا ، والتي اصبحت من الطرق القديمة والقليلة الاستخدام .
وكآخر واحدث الطرق نستخدم الليزر في التبيض وهي عملية ناجحة جداً ومأمونة، الا ان كلفتها عالية نسبياً اذ ما قورنت بغيرها من الطرق، اما عن الآثار الجانبية لعملية التبيض، فهي لا تتعدي الحسياسية المؤقتة لدي البعض

الأحجار الكريمة
لتزيين الأسنان

اما عن الحشوات التجميلية والتي استخدمت من قبل 150 عاماً ولازالت يقول الدكتور الصددي : الذهب من اقدم الحشوات التي استخدمها الاطباء في حشو الاسنان، ويراجع استخدامها مع اتجاههم المرضي الي المادة الفضية الفضة وهي حشوة مناسبة لجميع الناس بغض النظر عن السن، وقد يصاب المريض بألم بسيط لفترة قليلة سرعان ما تنتهي تبعاً لحالة الضرس .
وكآخر الصرغات التجميلية للاسنان يقول مضيفاً: آخر تلك الموضات تتمثل في وضع الاحجار الكريمة والألماس علي الاسنان الأمامية، وهي وان كانت متوافرة في مملكة البحرين الا ان المرضي لا يسألون عنها، ولا يطلبونها، فالقليل منهم يعرف هذه الصرعة ، والذين غالباً ما يكونوا ممن يسافرون للدول الاوروبية او من هواة الافلام الاجنبية.

زراعة الأسنان
لا تناسب المدخنين !!

ماذا عن تآكل الأسنان؟! سألنا فأجابنا الدكتور الصددي : لتآكلها نضع طبقة من البورسلين علي السن المنكسر، أو ذو اللون الغير مرغوب فيه، والبورسلين طبقة صلبة ناصعة البياض، يتم نحتها لتكون طبقة رقيقة علي طبقة المينا، وهي غالباً صالحة للجميع ولا ترتبط بسن معين.
كما لم تعد مشكلة اذا كانت اسنان الفرد زائدة او متسلقة علي بعضها البعض، سواء لاسباب وراثية او لضيق مساحة فم المريض في كثير من الاحيان فعملية تقويم الاسنان عملية سهلة جداً ومتطورة وناجحة، وقليلة المضاعفات وان كانت بعض الشيء معقدة لدي بعض المرضي ما زال الكلام علي لسان الدكتور الصددي ويكمل: اما في حالة زراعة الاسنان والتي تطورت كثيراً في السنوات الأخيرة، فإننا لا نجريها علي المدخنين او المصابين بداء السكري لعدم تناسبها مع حالتهم الصحية.

توقعات المريض
تحدد نسبة نجاح العملية

وعن مدي نجاح العمليات التجميلية للأسنان يقول: هو امر مرتبط بتوقعات المريض، فإذا كانت التوقعات عالية والنتيجة اقل منها نسبياً، فإن المريض حتماً ستكون العملية بالنسبة الية غير ناجحة! علي عكس المريض الذي يحمل توقعات متواضعة، ويري اسنانه بعد اجراء العملية بشكل لم يتوقعه، او بمعني آخر يراها مذهلة، حتماً ستكون العملية بالنسبة اليه ناجحة جداً، ونحن كأطباء نسعي وباستمرار للوصول الي التوقعات لإرضاء المرضي.

الليزر لإزالة الشعر
بصورة دائمة!!

عالم المرأة عالم قد يجده الرجال غامضاً،و ولكنه ليس كذلك بالنسبة لبني جنسها! ولذلك توجهنا مباشرة الي الدكتورة سميرة المتروك اخصائية جلدية وتناسلية، لنعرف عن اكثر العمليات التجميلية التي تشغل بال حواء وتقول الدكتورة المتروك في ذلك: اهم ما يؤرق بال المرأة، زيادة نمو الشعر في مواضع غير مرغوبة، وازالته وبصورة دائمة اكثر ما يتهجن اليه، وخاصة في منطقة اليديين والساقين وما تحت اليديين، خصوصاً لذا فئة من يعانين من تغيرات هرمونية تؤدي الي زيادة نمو الشعر في الوجه او بقائة تحت الجلد .
وفي الآونة الاخيرة زاد الإقبال علي عملية ازالة الشعر بالليزر، لاهتمام المرأة بصورة اكبر بجمالها خصوصاً مع زخم القنوات الفضائية، والتي اتاحت للمرأة فرصة مشاهدة الجميلات من العارضات، بل انها وقعت تحت مقارنة مخيفة من قبل زوجها دفعها لمثل هذه العمليات التجميلية، كما ان وجود الانترنت اتاح لهن الفرصة للإطلاع علي ايجابيات ومضاعفات استخدام الليزر سكتت برهة وتكمل وان كانت نسبة المرضي المترددين علي العيادة 95% نساء، الا ان النسبة الباقية الا وهي 5% منها رجال، والذين غالباً ما يهتمون بإزالة الشعر الزائد من الرقبة واللحية والظهر.
وماهي الاستخدامات الأخري لليزر في عمليات التجميل ذلك ما تبادر الي ذهننا وكانت الاجابة علي لسان الدكتورة المتروك : ازالة الوشم، والتي اصبحت مع استخدام الليزر عملية سهلة، وكذلك الامر بالنسبة لازالة النمش وحبات الخال والتي قد تكون غير مرغوبة لدي البعض، خصوصاً اذا كانت في اماكن لا يحبذها المريض، فقد كانت عملية ازالتها تحتاج الي فتح الجلد وخياطته، الا انه وبعد تطور العلم واستخدام الليزر فهي تختفي خلال ايام وتترك لوناً خفيفاً غير ملاحظ، كما ويستخدم الليزر في علاج مرض البهاق والصدفية، والذي يستغرق علاجة بعض اسابيع بعدما كان يطول لسنوات!!

عمليات
تستغرق دقائق فقط!!

وماذا عن العمليات التجميلية الاخري؟! تجيب الدكتورة سميرة المتروك: سنفرة البشرة، وهي من اهم اساليب تنعيم البشرة، كما انها سهلة ولا تستغرق سوي دقائق، يمكن للمرأة بعدها الذهاب للعمل مباشرة بدون ان تخلف ورائها اي مضاعفات.
كما نستخدم جهاز الأندرمولوجي لعلاج السيلوليت وترهلات الجلد وتمزقه نتجة الحمل والسمنة، وفي حالة ازالة التجاعيد حول العينين والجبهة، نستخدم حقنة البوتكس، اما عن الخطوط الموجودة حول الفم فنستخدم حقنة البرلين، ولإزالة الكلف والبقع الناتجة عن حب الشباب نلجأ للتقشير الكيميائي.

%1 من المرضي
يتــأثـــرون سلبـــــاً

ولكن ما قالت الدكتورة المتروك عن الآثار الجانبية المترتبة علي مثل هذه العمليات؟! الأجهزة المستخدمة في العيادات في البحرين متطورة جداً، فهي باسعار خيالية لا توفرها معظم الدول الاخري علي الرغم من الامكانيات البسيطة لمملكة البحرين اذ ما قورنت بها. ويمكننا ان نقول ان 1% فقط من المرضي يتأثرون سلباً جراء هذه العمليات، كاصابة مستخدم الليزر في ازالة الشعر الزائد باحمرار بسيط او بقع وبثور موضعية، تزول بعد فترة بسيطة من العلاج والتي لا تتعدي الأيام، فأجهزة الليزر من أأمن الاجهزة التجميلية في العالم، كما انها آمنه للمرأة للحامل والمرضع، ويمكن استخدامها لإزالة البهق لدي الرضع! فلا سن محدد لاستخدام الليزر ذلك ما قالته الدكتورة سميرة المتروك في ختام حديثها.

عمليات التجميل
بأسعار مناسبة

وكما تري الدكتورة المتروك ان الفضائيات ساهمت كثيراً في اتجاه المرأة البحرينية للاهتمام بمظهرها وبالعمليات التجميلية، تؤكد الامر ذاته الدكتور نضال عبدالرحمن خليفة استشارية امراض جلدية وعلاج الجلد التجميلي في مجمع السلمانية الطبي اذ تقول: يلجأ المرضي عادة للمتخصصين في الامراض الجلدية او المتخصصين في الجراحة التجميلية لاجراء بعض العمليات التجميلية علي الجلد، وهي متفاوته تبدأ من استخدام مستحضرات تجميلية كالكريمات الموضعية وتنتهي عند العمليات التجميلية الجراحة الكبيرة، والاهتمام بمثل هذه العمليات ازداد في الآونة الاخيرة مع دخول القنوات الفضائية البيوت، وتشجيع الازواج لزوجاتهم لمثل هذه العميلات ليصبحن بمظهر اولئك المذيعات الفاتنات! او لرغبة الفتاة ان تكون نسخة منهن لتزيد ثقتها بنفسها اما الآخرين.
ففي الخمس السنوات الاخيرة ازداد اهتمام عامة الناس بالتجميل، بعدما كانت محصورة لدي فئة محددة، وهي الاكثر سفراً للدول الاجنبية وذات الامكانيات المادية العالية، وبعد توفر الاجهزة في البحرين ودول الخليج العربي وحتي دول الوطن العربي لم تعد هناك مشكلة، ولم تعد هناك حاجة للسفر وتكبد الخسائر في سبيل الجمال لتوافرها وبأسعار مناسبة وفي متناول شريحة عريضة من المواطنين علي ارض الوطن.
والمشكلة في هذا التوجه كما ذكرت الدكتورة نضال هو اصابة الشخص بالهوس وتضرب مثالاً علي ذلك بالمغنية ساندي جاكسن والتي بدأت بعملية تجميلية واحدة تبعتها عدد من العمليات، الي ان اصبحت بشكل مختلف تماماً عن شكلها الرباني ، وان كانت الدكتورة نضال تنفي ان يكون هناك من اصيب بالهوس التجميلي في البحرين، الا انها تحذر منه، وتدعو الي استشارة الاطباء في اي منها، للتقيليل من مضاعفاتها او تجنب احتمال خطئها.

Cathealth
2003-10-04

استطلاع أجرته - ياسمين خلف: تصوير - حميد جعفر: هوس عمليات التجميل الذي وصلت سهامه الي فئة ليست بقليلة من الناس، خلال الس...

إقرأ المزيد »

الفنانة صديقة عباس … حطمت القيود لتحقق أهدافها 1

اجرت الحوار – ياسمين خلف:

كثير من الفنانين والشعراء يجدون انفسهم وحيدين في عالم لا يفهم، لا يقدرهم، لا يحسون افراده بما يبدعونه مثلهم! فنجدهم، وإن اندمجوا مع المجتمع تذمروا، وافرغوا كل تلك المشاعر في لوحات او اوراق، هي كما يرون الاقدر علي فهمهم ومشاركتهم لهموم حياتهم.. الفنانة صديقة عباس منصور الفضل احداهن ولا يمكننا ان نستثنيها من اولئك الفنانين او الشعراء.
، فهي وبالاضافة لكونها مدرسة كيمياء واحياء في مدرسة الحورة التجارية للبنات، رسامة وعازفة بل ولها محاولات في كتابة الشعر. هذه الانسانة تجمع عددا من الفنون التي وجدتها المتنفس الوحيد الذي يمكنها من خلاله التعبير عما يجول في اغوار اغوار نفسها.. كانت لنا جلسة مطولة معها، استمرت لساعات، وتصفحنا خلالها صفحات حياتها الشخصية والفنية منذ ان انتهت من دراستها الثانوية، واقبالها علي الحياة الحقيقية، فلنسمعها ولنقترب اكثر من حياة هذه الفنانة ذات القلب الطيب.. بل والطيب جدا

ہہ الايام: متي كانت خطواتك الاولي في عالم الفن، وكيف كانت؟!

** صديقة عباس:
يرجع ذلك لسنين عمري الاولي، حينما بدأت ارسم البورتريه، حيث امسك بطبشوري وسبورتي الصغيرة، وأرسم بتشجيع من خالي جاسم رحمه الله، الذي تولي مهمة تربيتي والاهتمام بي، والاكتشاف الحقيقي لهذه الموهبة كان في السنة النهائية لي في المرحلة الثانوية وكان ذلك في عام 1975، حيث كلما رسمت مدرسة الاحياء خطا علي السبورة لحقتها عيني في حركتها. وانا بطبعي هادئة لا تصدر عني اي حركات مخالفة، وان كان بداخلي مخزون، والذي لا اعرف بالضبط ماهيته الحقيقية.. وعندما حان وقت دخولي الجامعة لم تكن فكرة الالتحاق بكلية الفنون واردة في بالي اطلاقا!
الدراسة بوابة
دخول علي المشاكل الأسرية!

ہہ الايام: ألم تجدي التشجيع علي الانخراط في هذا المجال الذي جري في عروقك مجري الدم؟!

** صديقة عباس:
المسألة الاساسية هي ان التعليم وبشكله العام كان يلاقي رفضا من قبل الاهالي في البحرين آنذاك! فالجامعة غير متوافرة في البحرين، وفكرة الدراسة في دولة اخري امر صعب، وبوابة دخولي علي مشاكل مع الأهل وخصوصا بالنسبة لي، حيث كنت اعاني من مشاكل صحية، جعلت اهلي يقلقون علي كثيرا.
الا انني وبرغبة جامحة في نفسي لاكمال الدراسة اصررت علي موقفي، وقلت في نفسي فليفعلوا ما يفعلون الا انهم لن يثنوني ويثبطوا رغبتي في اكمال دراستي وان لجأوا الي تحطيمي بلجوئهم الي عميد العائلة، كلامي هذا يحزنني ذكره، الا انه هو الواقع الذي عايشته.
واثناء الاجازة الصيفية، بعد تخرجي من الثانوية العامة، سعيت انا واختي للبحث عن عمل، وكنا نمشي مسافات طويلة من أجل ذلك تصل في كثير من الاحيان الي التنقل من المنامة قلب العاصمة الي الجفير، وكل ذلك بحثا عن عمل ما، ووجدناه بعد جهد جهيد، وكانت فرصة يتيمة وكان علينا الاختيار، اما انا او اختي، فتنازلت لأختي عنها، الا انها رفضت العمل، فلما قالت كلمتها تلك، رفضت انا الاخري، واصررت علي الدراسة بصورة اكثر.
وبعد فترة، بعض من صديقاتي واختي مني قبلن في جامعة الكويت، واخريات كذلك قبلن في جامعة سوريا، وكنت حينها أحس بمسئولية كبيرة، وانني الكبري من بين اخوتي، وفي ذات الدفعة تخرجت انا واختي وعمتي! وجميعنا كنا نتوق للدراسة، كان قبول اختي في جامعة الكويت وسفرها دافعا لأصر علي موقفي امام أهلي، وكذلك سفر عمتي بعدها بأسبوعين لجمهورية مصر العربية، وواجهت انا بالذات وكما ذكرت معارضة سيئة كوني مريضة وسبق وان ضاعت علي سنة دراسية لاجرائي عملية جراحية.
أصبح السفر واجب علي؟!
قدمت اوراقي لجامعة بغداد وكنت باتخاذي هذا القرار بمعية صديقتي وجارتي.. وحصلنا علي القبول وكانت فرحة ذلك انستني التخصص الذي سأنخرط فيه! فالمشكلة في الدراسة بحد ذاتها، وقد حلت.. ومسألة ماذا سأدرس لم تكن واردة لدي في تلك الفترة! وجاء يوم سفري، وكان في العشرين من شهر اكتوبر، كنت حزينة في داخلي واحسست برغبة في البقاء بين اهلي، لاحساسي بثقل المسئولية التي سوف تقع علي انا وحدي في الغربة! وكأنها تري تلك اللحظات تقول وهي تبتسم : اخذت عمتي ترتب اغراضي في الشنطة وانهالت علي الامانات التي كان الاهل يريدون ايصالها لابنائهم وبناتهم في العراق وحينها كان قرار السفر ليس بيدي بل واصبح واجب علي القيام به.
وبعد سفري لجامعة بغداد وبالاحري الليلة الاولي لي في بغداد، وفي الاعظمية بشكل خاص، استلقيت علي سريري في الظلام الحالك، واذا بالافكار تأخذني يمنة ويسرة، حتي اقبل الصباح حاملا معه حياة جديدة، حياة ملؤها التفاؤل والامل مع جيل من نفس السن ونفس الاهداف، ولقلة ، وسائل الاتصال وبدائيتها لم أجد غير القلم والورقة لأفضي فيها لعمتي كل تفاصيل ما يحدث لي في الغربة.
لم أقبل في جامعة بغداد..
قابلت رئيس اتحاد الطلبة، الذي حاول ان يفهمني بأن الاقبال علي الجامعة كبير جدا، وقد لا احصل علي القبول فيها واحصل عليه في جامعة اخري في العراق، ولم ابالِ كثيرا بذلك علي عكس ما توقعه مني، فالدراسة في الجامعة هو الحلم في حد ذاته، وسواه لم يؤثر في نفسيتي. وفي الحرم الجامعي وفي جامعة البصرة تحديدا في كلية العلوم ساعدني احد معارف اهلي في تنظيم الجدول الدراسي، وعملية التنقل بين القاعات، وذلك اذ ان الوصول اليها يتطلب اخذ عبّارة وذلك لبعدها، فهي تقع القاعات الدراسية قرب الحدود الايرانية في منطقة تسمي التنومه . فقد كان لي نعم الأخ الذي ذلل لي الصعاب التي كانت تواجهني، واخبرني كذلك بافتتاح كلية التربية، التي كانت فرصة القبول فيها كبيرة لحداثة افتتاحها.. حينها تذكرت مدرسة الاحياء وهي ترسم فقررت ان احذو حذوها وادرس الاحياء.

ہہ الايام: وهل وجدت ضالتك في الرسم في هذا التخصص؟!

** صديقة عباس:
بل في الاتحاد الذي كنت اذهب اليه في الفترة المسائية بعد الظهر ، حيث كنت اشارك في الانشطة والمعارض المتاح فيها بالرسم، بل كنت ارسم واكتب الشعارات الاعتراضية للمسيرات الطلابية التي نشطت في تلك الفترة. وكنت حينها الطالبة البحرينية الوحيدة التي شاركت في مثل هذه الانشطة، والتي ناقشها الكثيرون هناك، خصوصا تلك الرسومات التي تحمل بين طياتها شعارات وطنية اي في الوقت الذي ناقش غيري بصوته، كنت اناقش برسوماتي ولوحاتي.
الزي الموحد
قلل من مصروفاتي
ہہ الايام: وما هي الصعوبات التي واجهتها في تلك الفترة؟!

** صديقة عباس:
المرض الذي ينخر قواي، ويصعب قدرتي، ويلزمني الفراش فترة من الوقت! الا انني وبعد ان استرجع بعضا من صحتي اواصل مسيرتي ومشواري بعنفوان وقوة.. فالغربة تجعل الفرد وحيدا محاطا بمسئوليات جمة علي عكس الطالب الذي يدرس وهو وسط أهله، ويساعدونه ويذللون الصعاب امامه في سبيل اكمال دراسته، وكذلك الامر يختلف من دولة لاخري فأختي مثلا التي كانت تدرس في دولة الكويت الشقيقة، تسكن في سكن راق ونظيف، ولديها مخصص دراسي يعينها علي توفير احتياجاتها، علي عكس وضعي في العراق كما ان حالة والدي المادية بسيطة خصوصا ان ثلاثة من ابنائه في المرحلة الجامعية والرابع كان في الطريق اليها، ولم أتمتع بوجود مخصصات مادية، وكنت اعتمد علي ما احصل عليه من أهلي قبل سفري، ومنها مصروفاتي من تذكرة سفر، ومشتريات ومواصلات، ومما ساهم في التقليل من مصروفاتي الزي الموحد في الجامعة.
وفي الاجازة اذهب لشمال العراق لأقضي مع الطلبة والطالبات اجازتنا، والتي تستمر لثلاثة اسابيع نرجع بعدها للجامعة لنأخذ نتائجنا، لنحملها لأهلنا في البحرين.

ہہ الايام: وهل أثرت الحرب الايرانية العراقية علي مسيرة دراستك؟!

** صديقة عباس:
كنا نشم رائحة الحرب علي الحدود، خصوصا اننا كنا في منطقة التنومة ، وهي قريبة من الحدود العراقية الايرانية، الا انه ولرحمة الله تخرجت عام 1979، وهي سنة اندلاع الحرب بين الدولتين.

Catcelep
2003-12-12

اجرت الحوار - ياسمين خلف: كثير من الفنانين والشعراء يجدون انفسهم وحيدين في عالم لا يفهم، لا يقدرهم، لا يحسون افراده بما...

إقرأ المزيد »

الفنانة صديقة عباس: استرجعت صحتي وواصلت مشـواري

أجرت اللقاء ـ ياسمين خلف:
نواصل اليوم، حديثنا مع الفنانة صديقة عباس في سرد ذكرياتها، والتي توقفنا فيها معها عند مرحلة تخرجها من الجامعة عام 1979م وعودتها لأرض الوطن قبيل إندلاع الحرب الإيرانية العراقية نسألناها اولاً عن الصعوبات التي واجهتها في تلك الفترة؟ حيث قالت:
المرض الذي نخر قواي، وألزمني الفراش فترة من الوقت! الا انني وبعد ان استرجعت بعضا من صحتي واصلت مسيرتي ومشواري بعنفوان وقوة.. فالغربة تجعل الفرد وحيدا محاطا بمسئوليات جمة علي عكس الطالب الذي يدرس وهو وسط أهله، ويساعدونه ويذللون الصعاب امامه في سبيل اكمال دراسته، وكذلك الامر يختلف من دولة لاخري فأختي مثلا التي كانت تدرس في دولة الكويت الشقيقة، تسكن في سكن راق ونظيف، ولديها مخصص دراسي يعينها علي توفير احتياجاتها، علي عكس وضعي في العراق كما ان حالة والدي المادية بسيطة خصوصا ان ثلاثة من ابنائه في المرحلة الجامعية والرابع كان في الطريق اليها، ولم أتمتع بوجود مخصصات مادية، وكنت اعتمد علي ما احصل عليه من أهلي قبل سفري، ومنها مصروفاتي من تذكرة سفر، ومشتريات ومواصلات، ومما ساهم في التقليل من مصروفاتي الزي الموحد في الجامعة.
وفي الاجازة اذهب لشمال العراق لأقضي مع الطلبة والطالبات اجازتنا، والتي تستمر لثلاثة اسابيع نرجع بعدها للجامعة لنأخذ نتائجنا، لنحملها لأهلنا في البحرين.

كنت أدرس الطلبة مادة المجالات !

ہہ الأيام: وبعد عودتك من الغربة، واحتضانك للوطن، هل وجدت ابداعاتك النور؟!
** صديقة عباس:
لم أكن بعد متفرغة لذلك، فكانت مشكلة العمل هي من فرضت نفسها وبرزت علي السطح!
وعملت مدرسة الا انني لم أكن مرتاحة لوضعي، فالتخصص الذي قضيت فيه سنوات في الغربة لدراسته لم اطبقه علي طلبتي! فلم ادرس حينها مادة الكيمياء، فأحسست بالاحباط، وتسلل الي نفسيتي، ولكني أبيت ان استسلم، فلجأت الي وزارة التربية والتعليم لاشكوها الحال، طالبة منهم تفقد امري، فعجزوا عن الحل! فلا مجال لي لتدريس الكيمياء، وقبلت بالوضع، وكنت ادرس نحو 14 حصة مجالات، و6 حصص علوم للصف الخامس الابتدائي.
ہہ الأيام: اي ان قوله تعالي وعسي ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم ينطبق عليك؟!
** صديقة عباس:
بالضبط، ففي حصص المجالات اندمجت مع الثنر والفورملين والالوان، وصقلت نفسي بدورات في التلميع والتحنيط، حتي كدت ان أنسي ما درسته في الجامعة في تخصص الكيمياء!!.
ہہ الأيام: وهل أسعدك ذلك الوضع؟!
** اسعدني، ولكني تمردت عليه، فليس من المعقول ان احمل شهادة علمية وادرس الفن! والذي بإمكاني ان ازاوله كهواية! وكان تعاملي مع الاطفال صعب، فطلبت مرة اخري نقلي للمرحلة الثانوية، وحصلت اخيرا علي حصص الكيمياء باعتبار ان اغلب المدرسات يفضلن الاحياء لسهولته اذ ما قورن بالكيمياء. الي ان احسست بالتعب والارهاق في التدريس عام 1984، وعزمت علي ترك التدريس والتفرغ للفن، الا ان عائلة البسام عفاف والمرحومة عزيزة اقنعتاني بعدم ترك التدريس، خصوصا ان الفن لا يمكن الاعتماد عليه كمصدر للرزق الثابت، وفكرت مليا بتلك النصحية التي لن انسي فضلهما علي فيها.

الخطوط والألوان تداهم أفكاري

ہہ الأيام: وما الذي شدك للفن التشكيلي؟
صديقة عباس:
الفن يجري في دمي لدرجة انني عندما ألقي بجسدي المنهك علي السرير تبدأ افكاري بالتمركز في عقلي، وتبدأ الخطوط والاشكال الهندسية والألوان بتغطية بصري.. كنت فيها متخبطة، ولا اعرف من اين ابدأ، وكيف سأستمر! الا ان الصدف في حياتي تلعب دورا يحسدني عليه الكثيرون.
ہہ الأيام: وكيف ذلك؟!
** صديقة عباس:
مثلا كنت في زيارة لإحدي مدرسات الاشغال والاعمال اليدوية، وكانت تضع ورودا صغيرة جدا لتصنع بها لوحة، بل وكان بيتها مليئا بالاعمال الفنية التي اثرت في نفسيتي كثيرا، وكنت اشاركها في ذلك، وكنت كلما طلبت مني شراء بعض المواد، والتي كانت مكلفة بعض الشيء اسارع لشرائها. وحدث ان زارتها احدي الفنانات وكانت اسبانية الجنسية، والتقيت بها في منزلها، فأعطتني بطاقة عملها، وذهبت لزيارتها ورحبت بي كثيرا، وعرفتني بدورها علي فنانة اخري، بل وعرفتني علي عائلة خنجي التي تميزت فيها ثلاث فتيات بالفن، وكأن الاقدار تجرني من فنانة لاخري.. وفي احدي زياراتي للفنانة الاجنبية في شقتها التقيت بمجموعة من الفنانات، واللاتي اخذن يرسمن في اركان مختلفة فأحسست بشعور غريب قد استولي علي كياني، وعرفت عن طريقهن أسس الرسم، فأنا لم ادرس الفن اكاديميا، وما امتلكه من قدرة علي الرسم لا تعدو كونها رغبة وهواية، المهم تعرفت كذلك علي انواع الالوان، والطرق العلمية الصحيحة في الرسم بعد محاولات عديدة استخدمت خلالها عددا من المواد والالوان الراقية.

بدايتي الحقيقية ظهرت
مع تعرفي علي نعيمة فخرو

ہ ہ الأيام: وهل نجحت في محاولاتك الأولي؟!
** صديقة عباس:
تضحك وتقول بلهجة التلميذ الذي يتعلم من معلمه: اتذكر كيف انني تعبت علي لوحة، ووضعت تلك الفنانة علامة خطأ علي اللوحة بالكامل فسألتها بنبرة المحزونة عن السبب الا انها ضحكت علي وقالت ستعرفين بعد مدة لماذا قمت بذلك الفعل!
ہہ الأيام: اي ان بدايتك الاولي لم تظهر في تلك الفترة؟!
** صديقة عباس:
ظهرت مع تعرفي علي نعيمة فخرو التي كانت ترسم بالفحم، ومنها رسمت اللوحة الاولي فالثانية، حتي اخذت يدي تتعود علي مسك الفرشاة.. واثناء تلك الفترة سمعت ان الفنانين يجمعون مبالغ مالية، ولم ادرك لم؟! فالامر الذي لا يعنيني لا يدفعني الفضول لمعرفته، وتلك هي عادتي! وعلمت كذلك ان هناك معرضا سيقام اذ انني لم أعلم ان المشاركة فيه تستلزم مني دفع مبلغ من المال! فذهبت للمعرض ولوحتان في يدي، وتفاجأت عندما وجدت لوحات الفنانين كلا في زاوية! وتم ابلاغي بان كل شيء قد انتهي، فجررت ذيولي وهممت بمغادرة المعرض، واذا بصوت احداهن يدعوني للبقاء، لوجود ركن يمكنني ان اعرض فيه لوحاتي ولحسن حظي كان في المقدمة، واحسست بمدي رضا الله عني، خصوصا انني لم ادفع لاشارك معهم، لا لعدم رغبتي في ذلك بل لعدم علمي بالموضوع، ومع انتهاء المعرض اشتري احدهم احدي اللوحتين، فكانت فرحتي بذلك كبيرة جدا.

استعدت لوحتي البكر

ہہ الأيام: وهل كان بيعك للوحة دافعا لك لمواصلة الفن؟!
** صديقة عباس:
بل ان بيعي لها سبب لي القلق!! فإحساس الفنان بانه ترك عمله دون مقابل، كما لو ترك ابنا له في الخلاء! لقد تعبت في لوحتي كثيرا، والتنازل عنها هكذا ودون مقابل يؤلمني! سألت عن المبلغ او حتي وصل به، ولم أجد جوابا شافيا، فسألت عن اللوحة التي قررت بعدها الا اتنازل عنها، وطلبت استرجاعها، وعندما استعدتها رجعت لي الطمأنينة والراحة النفسية، خصوصا ان الامر متعلق بأول عمل فني لي، ولو حدث ذلك للوحاتي الاخري لما اهتممت، ولكنها اللوحة البكر في حياتي.
ہہ الأيام: أما زالت موجودة لديك؟!
** صديقة عباس:
موجودة وكلما نظرت اليها اكتشفت قصورا فيها، واود ان اضيف عليها بعض اللمسات، ولكنني اتردد وامتنع، فأنا لا اريد ان اضيف اي اضافات علي لمساتي الأولي.
ہہ الأيام: وهل انضممت لجمعية من الجمعيات الفنية آنذاك؟!
** صديقة عباس:
لا، فقد كنا فريقا فنيا لا نمت للجمعيات بصلة، حتي ان اعضاء الجمعيات ينظرون الينا نظرة استغراب وانتقاد! الي ان رحلت المدرسة الاسبانية راكيل فحاولنا ان ننخرط مع تلك الجمعيات.
ہہ الأيام: تدربتِ علي يد عدد من الفنانين الاجانب، هل لذلك اثر مغاير علي فنك بالمقارنة مع غيرك من الفنانين؟!
ہہ صديقة عباس:
بالفعل تدربت علي ايدي فنانين اجانب، ومنهم كذلك فنان كوري، دربني علي رسم البورتريه، واستخدام الالوان والخطوط، وانضممت لمركز الفنون لفترة امتدت لعام ونصف العام، وتعلمت خلالها علي عمل مجسمات بالجبس علي يد مستر كواك وهو الآخر كوري الجنسية، فالرسم عندي مزيج من جنسيات مختلفة.
وانضممت كذلك لجمعية الفن المعاصر التي كان اتجاهها الفني نحو الطبيعة.. وانخرطت فيه، واخذت ارسم في الهواء الطلق، وكانت اولي تلك الرسمات لطفلة في مدينة حمد، ولا أزال احتفظ بذلك العمل. وللاسف كان التكتل هو ما يميز اعضاء هذه الجمعية، بل كانت الانشطة قليلة لا تشبع شغفي للفن، حاولت ان اجمع الفنانات تحت سقف معرض واحد، ولم أجد التشجيع منهن، بل الرغبة كانت معدومة، فقدمت استقالتي!
ہہ الأيام: وهل بحثت بعدها عن ذاتك الفنية في جمعية اخري؟!
ہہ صديقة عباس:
لم أكن اعرف نفسي جيدا، فانضممت لجمعية الفنون التشكيلية، وكان اتجاههم نحو الرسم التلقائي بالتنقيط، وكانت لي مشاركات، اكثرها وقعا علي قلبي تلك اللوحة الصغيرة التي تمثل بستانا زراعيا دولاب وممرا عند القلعة، وقد اشتراها الشيخ راشد، وبعث ذلك في نفسي ثقة كبيرة.
ہہ الأيام: وهل كانت لك مشاركات في المعارض الفنية الخارجية؟!
** صديقة عباس:
لقد شاركت في معرض صلالة مع وفد بحريني، ونظمت خلالها ندوة عن الفن في البحرين، والتي لاقت اهتمام واعجاب المشاركين من الفنانين.

البعض يضع العراقيل أمام الفنان!

ہہ الأيام: ألم تفكري بإقامة معرض مستقل، لتأخذ لوحاتك حقها من البروز الاعلامي؟!
** صديقة عباس:
لم يغب ذلك عن ذهني، وطلبت اقامة معرض مستقل، واشترطوا علي ان يحتوي المعرض بما لا يقل عن 30 لوحة، وكنت كالنحلة التي لا تكل ولا تتعب من العمل، الا ان كل ذلك ضاع هباء، خصوصا مع العراقيل التي يضعها البعض امام الفنان! فهل يعقل ان تسافر لجنة التحكيم، وكلما هاتفتهم لا يردون علي اتصالاتي؟! تلك التصرفات احبطتني ودفعتني الي جمع اللوحات وارجاعها للمنزل، فمن يريد ان يطلع علي الاعمال سيطلع عليها، أما انا فلن اطلب من أحد اي تقدير!!
ہہ الأيام: وتحت اي سقف تجمعين هذه اللوحات الكثيرة؟!
** صديقة عباس:
كنت اضعها في البيت، الا اني ومع كثرتها ومعارضة اخي لوجودها في المنزل اضطررت مرغمة علي نقلها لمنزل أختي بعد ان طلبت هي ذلك مني، حتي وجدت وبمساعدة احدي صديقاتي ملحقا استأجرته من احد البيوت، فآوي اليه كلما اردت الخلوة مع لوحاتي وفني، واجمع لوحاتي بين جدرانه، وبذلك استرددت لوحاتي التي تبنتها مني اختي، لاجمعهم تحت مظلتي.
ولكن بدأ المكان يضيق علي، وانا ابحث حاليا عن مكان اكبر، علي ان يكون في الطابق السفلي، فكل الخيارات التي امامي في الطابق الثالث، والعمارات غير مزودة بمصاعد كهربائية، وممرات السلالم ضيقة، فتكون عائقا في نقل لوحاتي من مكان لآخر.

أغلب الفنانين يهتمون
بالكـــم وليـــس بالكيــــف!

ہ ہ الأيام: كونك مدرسة هل تجدين الوقت الكافي لممارسة الفن؟!
** صديقة عباس:
الجمع بين الفن ومهنة اخري عملية في غاية الصعوبة، وخصوصا عندما يتعلق الامر بامرأة، فالفن يحتاج الي تفرغ وهذا ما أنوي فعله بعدما اتقاعد.
ہہ الأيام: وهل لك مشاركات مع فنانين تشكيليين؟!
** صديقة عباس:
حاولت ولكني فشلت! ويؤلمني ان اقول ان اغلب الفنانين اليوم يهتمون بالكم وليس بالكيف، بل ان الانانية تستولي عليهم، فقد حدث ان ناقشت احدي الفنانات في امر فتح معرض مشترك، ولم تبالِ للأمر، وآثرت افتتاح معرض مستقل لها! حاولت حضوره ولكني تخلفت لوفاة احدي الطالبات اللاتي ادرسهن في المدرسة، فلم تكن نفسيتي تتقبل حضور معرض للفن، واحدي الطالبات لتوها قد لقيت مصرعها.
ہہ الأيام: اجد ان الاحباط واليأس هو ما في نبرة صوتك؟!
ہہ صديقة عباس:
الاحباط اصابني من عدم اكتراث الجمعيات بالفنانين، وعدم اعطائهم حقهم، فهل يعقل انني احمل عشر لوحات من والي السيارة تحت اشعة الشمس اللاهبة، وانقلها عبر سيارتي وكانت حالتي الصحية علي كف عفريت! اتعرفون ماذا فعلت رجعت الي المنزل وكسرت لوحاتي وأعمالي.
ہہ الأيام: ورغم ذلك مازلت تواصلين فنك؟!
** صديقة عباس:
بل مازلت اشارك في الجمعيات، ففي عام 1998، طلبت مني احدي الجمعيات المشاركة في معرض البر لدار الرعاية بحيث يكون 50% من ريع المعرض للاعمال الخيرية، ووافقت لكون المعرض خيريا.
ہہ الأيام: هل لنا بموقف لم ولن تنسيه؟!
** صديقة عباس
موقف حدث لي عام 1995، حيث كنت ابحث عن احدي اللوحات، كما لو كنت طفلا يبحث عن لعبته.. ووجدتها فوق حامل خاص، وقد قدمتها للمرحوم يوسف الشيراوي، كنت في غاية السعادة، وان لم احصل علي مقابل نظير هذه اللوحة التي بذلت فيها جهدا، وتركت عليها بصماتي.. وانا في طريقي للمنزل بعد نهاية دوامي في العمل، واذا بمتصل يخبرني بأن المرحوم يوسف الشيراوي قدم لي هدية، وهي عبارة عن تذكرة سفر الي باريس، وهي تذكرة مفتوحة لعام كامل، ودخلت الفرحة في قلبي بهذا التقدير الذي لقيته، ورسمت لنفسي رحلة استمتعت واستفدت منها كثيرا.

الموسيقي والرسم
والشعر أمور مهمة في حياتي..

ہہ الأيام: الموسيقي كذلك اخذت ترسم خطوطها علي حياتك، اخبرينا عن هذه التجربة؟!
** صديقة عباس:
تجربتي جميلة جدا، فقد كنت اشارك مع الفنان خالد الشيخ في اغنياته، عبر الغناء الجماعي الكورس كما اني انضممت لمعهد موسيقي وتعلمت العزف علي آلة الكمان.
ہہ الأيام: الرسم اذاً هو من استولي عليك اكثر من عزف الكمان والموسيقي؟!
** صديقة عباس:
أري نفسي في الرسم اكثر، وان لم أجده في طريقي لجأت الي العزف علي الكمان او علي البيانو، او لجأت لكتابة الشعر الذي سأبدأ في نشره عبر الصحف.
ہہ الأيام: هل لنا ببعض من كتاباتك؟!
* صديقة عباس:
منها: بدأ الغضب ينمو في احشائي مثل عشب البحر، حشائش رفيعة سوداء كنت أراها تسبح داخل المياه الزرقاء تترسب في القاع ثم تطفو، تلفظها الامواج فوق الشاطئ، تجف تحت الشمس مثل الثعابين او قراميط البحر الميتة، أغمض عيني، اتفادي الضوء مع ان الليل مظلم، اخفي عن أبي شيئا لا اريد ان يراه، اهما عيناي كنت اخفيهما خشية ان يري فيهما احشائي حيث العشب الراسب في القاع بلون الحبر!!
ہہ الأيام: لما كل هذا الحزن وانت تملكين مواهب يعجز غيرك عن امتلاكها؟!
ہہ صديقة عباس:
مواهبي هي انتصاراتي، وان لم يشأ القدر لي بالزواج وتكوين اسرة، الا انني راضية بقدري. ولكن ان تخلص للغير ويغدروا بك، ان تحافظ علي مواعيدك ويخلفوها، ان تتكلم بعفوية وصدق ويصد الاخرون عنك وتعيش في وحدتك ويتجاهلك اقرب المقربين لك، فذلك ما لا ارضاه، وحزني ليس وليد اللحظة، بل هو ناتج عن تراكمات بعيدة، والسعادة لا تأتي من شيء واحد، فهي تأتيك بغتة وترحل عنك بغتة.
تخلوا عن الصمت المريع

كلمة أخيرة قدمتها الفنانة صديقة عباس في ختام حديثها:

الناس خارج خارطة الفنان، وبينهم وبينه مسافات كبيرة وفجوات عميقة، والطموح الذي افتقدوه ما زال موجودا لدي الفنان الحق، ونصيحة مني للشباب اهمس بها في آذانهم حاولوا التعرف والانفتاح علي الغير للتزود بخبراتهم ومعارفهم، وحاولوا البحث عن الثقافة والتخلي عن ظاهرة الصمت المريع الذي يسود الاوساط الاجتماعية .

Catcelep
2004-02-05

أجرت اللقاء ـ ياسمين خلف: نواصل اليوم، حديثنا مع الفنانة صديقة عباس في سرد ذكرياتها، والتي توقفنا فيها معها عند مرحلة تخ...

إقرأ المزيد »

المتقاعدون.. ونظرة من خارج أسوار العمل مشاكلنا تختلف عن مشاكل جيل اليوم

 استطلاع – ياسمين خلف:

مشاكلنا بالأمس تختلف.. فلم نركض وراء الراتب الضخم ولا العلاوات والترقيات.. مشاكلنا كانت أكثرها تتمحور حول الاضطهاد والتفريق.. بكلماته التي حملت من رائحة الماضي الشيء الكثير تحدث عبدعلي محمد قمبرعامل متقاعد من شركة نفط البحرين بابكو منذ عام ٨٨٩١م.
كلماته تلك فتحت لنا آفاقا للاستطلاع حول مشاكل الموظفين قبل أعوام أو قبل عشرات الأعوام لمقارنتها مع مشاكل الموظفين اليوم.. قد تكون »ذكريات« وقد تكون جروحا قد التأمت وبرأت، ولكننا حتماً نقصد من ورائها معرفة أثر السنين على المشاكل العمالية!.
فرجوعاً الى »عبدعلي« ورجوعاً الى شريط ذكرياته إذ قال بعد تنهيدة زفرها وزفر معها ذكريات مرة: كنت الوحيد المواطن ما بين تسعة موظفين أجانب، خمسة منهم إنجليز وأربعة هنود، وكنت أعمل في دائرة الحسابات.. ذقت طعم التفريق فيما بيننا كموظفين وكان ذلك عام ٢٥٩١، فالقانون الداخلي للشركة يمنعني من أن تدخل السيارة التي تقلني للداخل، فأضطر الى المشي لمدة ٠١ دقائق للوصول الى الباب، أما الموظفين الأجانب فالسيارة تأتي لهم وبرأس الخدمة الى داخل الشركة!!.

قبل زمن جمال عبدالناصر

يضحك كما لو كان يضحك على ماض لم يعد يؤثر فيه، ويضيف:
حتى تدخين السجائر داخل المكتب ممنوع عليّ أنا فقط دون الغير، وإن أردت ذلك عليّ أن أدخل دورة المياه لأدخن، والأدهى والأمر إن الماء البارد كان ممنوعاً عليّ، في حين باقي الموظفين يتمتعون بالشراب البارد المنعش، فحتى في فصل الصيف حيث الجو اللاهب كنت أشرب الماء الساخن!!.
وعلى الرغم من كوني أعمل تحت مسمى »محاسب« إلاّ أنهم يسمحون لي فقط بساعتين يومياً في ممارسة هذه الوظيفة وبعدها وخلال ٦ ساعات أعمل كفراش لهم في المكتب.. يستطرد ليقول: هذا الكلام طبعا قبل زمن »جمال عبدالناصر« أما بعد عام ٦٥٩١ فقد سمحوا لي بشرب الماء البارد.. وفي ما يتعلق بالسيارة وإضطراري للمشي لعشر دقائق فلم يحركوا ساكناً حولها.. حتى بدت الأوضاع تتحسن شيئاَ فشيئاً في الستينيات والسبعينيات.

تحديت الزمن

كنت في عملي أسابق الزمن كما لو كنت في سباق الفورمولا واحد! فإن لم أسبقهم سبقوني مما جعلني تحت ضغط نفسي كبير.. جاءت تلك الكلمات على لسان ميرزا أحمد علي – مدير استثمار في بنك ومتقاعد تقاعداً مبكراً منذ ٥ سنوات مضت وتابع بقوله: كنت أعمل في البورصات الدولية، وكانت كل ساعة تمر بمثابة سباق للسرعة كسباق الفورمولا واحد! والتي جعلتني تحت خيار صعب إما المواصلة بهذا الاسلوب المنهك والتضحية بصحتي وإما التقاعد المبكر وكان الخيار الثاني هو ما اتخذته.
ومشاكلنا نحن كبار الموظفين تختلف بالتأكيد عن تلك التي يعاني منها صغار الموظفين، فمع وصول الموظف لمراتب عالية في الوظيفة عليه العمل بشكل سريع متحدياً الزمن والوقت اللذين يضعانه في ضغط نفسي محطم. خصوصاً إن عملي وتعاملي مع أموال الناس، وهو عديل الروح وأي خطأ محسوب، عمل أو وظيفة لها متاعبها وهمومها ومشاكلها ولكنها تختلف باختلاف الشخص ومدى تركيزه عليها ومدى تحمله النفسي لضغوطها.

وظائف »تقصف العمر«

فالأعمال والوظائف تختلف فهناك وظائف مريحة يستطيع الموظف خلالها قراءة الجريدة أو الجلوس لساعات بدون عمل ولكن هناك أعمال ووظائف »تقصف العمر« كعملي السابق مثلاً وإن كان المردود المالي مجزٍ إلاّ أنه لا يقارن بصحة الفرد فزوجتي في كثير من الأوقات كانت تقول لي خذ سريرك معك في المكتب؟! وهي محقة فأنا كنت أعمل منذ الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشر من منتصف الليل، وبعد أن أرجع المنزل، ومن كثرة تعبي أرمي بنفسي على الكرسي في الصالة! فقد كان عملي يبعدني عن أسرتي وعن أهلي وعن حياتي الاجتماعية.
السنة الواحدة من عمر الانسان اذا »ولت« لن تعود، أما الفلوس إن ذهبت فقد تعود، فعلى الانسان اغتنام دقائق عيشه ليستمتع بها ما استطاع. صحيح أن المقربين أو الأهل قد يلومونه على تركه للوظيفة التي تدر عليه أموالاً جيدة، ولكن عليه اتخاذ القرار الذي يصب في مصلحته كما فعلت أنا، تقاعدت مبكراً وأزاول أعمالي الحرة حالياً.

مرت أيام العمل بسلام

عامان ونصف منذ أن تقاعدت بروين قمبر من وزارة المالية – إلاّ أنها وكما قالت وهي تحاول جاهدة أن تتذكر: لا أذكر مشاكلنا في العمل لقد نسيتها بالفعل.. ربما لأنها لا تختلف عن باقي الموظفين كونها لا تتعدى مشاكل ضعف الراتب وغياب العلاوات، وكلها مشاكل عادية والحمد لله لم تصادفني مشاكل تذكر فقد كنت مرتاحة مع مسئولي وهم كذلك.
مكملة: عملت عشرين عاماً، وعندما رأيت إن الوقت قد حان للتفرغ لأبنائي تركت العمل لأستغني عن الخادمات، فراتبي التقاعدي والحمد لله يكفي احتياجاتي الحياتية ولا أطلب أكثر من ذلك.
تضحك وتتابع أتذكر قصة حدثت لي في العمل وكان حينها المدير في إجازة سفر، وكان علي أن أمنع أي شخص من دخول مكتبه، وحدث وأن الموظف المنيب عنه أراد دخول مكتبه فمنعته فحدثت مشادة بيننا بكيت على اثرها.. ولكن بعدها عادت المياه لمجاريها.. ومرت الأيام بسلام..

عهداً »بوليسياً!«

خرجت من عمل لأزاول الأعمال الحرة مكان أخي بعد وفاته، فتقاعدت مبكراً من عملي في »بابكو« وكان ذلك منذ ٨٢ عاماً.. بهذه الكلمات بدأ محمد علي الغسرة حديثه وتابع: خلال فترة عملي كانت أهم مشاكلنا العمالية تتمثل في قلة الحرية في التعبير أو الكلام »فقد كان عهداً بوليسياً بكل معنى الكلمة، فإن أردنا التعبير عن بعض ما يختلج في نفوسنا لجأنا الى مكان بعيد عن الأعين للتعبير عنها.
كنا صغاراً في السن، وجمال عبدالناصر القائد الفذ يزيد من حماسنا، فكنا نتجرأ على الموظفين الأجانب لدرجة أنهم كانوا يخافون منا وإن كانوا رؤسائنا، فقد كانت حقبة لا تنسى. خصوصاً إننا كنا لا نرضى بأي إهانة أو هضم لحقوقنا.
لم نكن نعاني من المشاكل التي يعاني منها الموظفون اليوم، فقد كنا قنوعين نرضى بالمعاش القليل، على عكس موظفي اليوم الذين يجاهدون من أجل زيادة الرواتب والحصول على العلاوات والترقيات، ربما هناك مشاكل يعاني منها الشباب اليوم والتي منها عدم الفهم الصحيح للوظيفة الموكلة اليهم، وهي فجوة كان بالامكان تلافيها بتدريبهم على أيدي الموظفين القدامى الخارجين على المعاش أو المتقاعدين أما نحن فلم تكن مشاكلنا مع جهة العمل وإنما مع الناس لطبيعة عملنا كمفتشين في البلدية.
كان هذا رأي فضل المبارك – موظف سابق في بلدية مدينة عيسى – ومتقاعد منذ ٤ سنوات وبه اختتمنا استطلاعنا هذا.  2004-05-01 

 استطلاع - ياسمين خلف: مشاكلنا بالأمس تختلف.. فلم نركض وراء الراتب الضخم ولا العلاوات والترقيات.. مشاكلنا كانت أكثرها تت...

إقرأ المزيد »

المحامي محمد المطوع لـ مدارات : القانون وحده لن يكون رادعاً

كتبت – ياسمين خلف:

ربما يكون الجانب القانوني من أهم الجوانب التي لابد ان نلقي الضوء عليه، ولهذا كان لـ مدارات استفسارات بددها المحامي محمد المطوع خلال حديثه الذي أكد فيه ان القانون وحده لن يكون كافياً للقضاء علي ظاهرة غزت في أعماق الانسانية في كافة دول العالم دون استثناء.
وقال مضيفاً: لن يستطيع القانون منعزلاً القضاء علي ظاهرة السرقة ولن تكون القوانين رادعة الا مع تفعيل العوامل الأخري المرتبطة بالظاهرة، وفي الوقت الراهن يلعب القضاء دوراً مخففاً لوطأة عقوبات السرقة، كأن يحكم علي السارق من ثلاث الي خمس سنوات في حالة السرقات العادية الغير مرتبطة بظروف مشددة أو بدفع غرامات مالية في حالات معينة أما في حالة السرقات المرتبطة بظروف مشددة كأن تكون بالإكراه أو ليلاً، أو مرتبطة بالاعتداء علي أهل المجني عليه فإن العقوبة تكون مشددة، ولا ترتبط بدفع كفالة مالية للإخراج وللقاضي مطلق الحرية في تحديد ما يصحب الحكم من أعمال أخري، فالقاضي في مثل هذه الحالات لديه مساحة من الحرية في تطبيق القانون او تخفيفه.
ويكمل: وتختلف ظاهرة السرقة بحسب الظروف المساعدة، فعندما تطرأ عوامل كالبطالة والفقر وتدني الوزاع الديني او فتح الحدود بشكل مشروع لكافة الجاليات، والتي بطبيعة الحال ستنقل وتنقل معها سلوكياتها، ناهيك عن اختلاف دياناتهم ومذاهبهم المتعددة والذين قد لا يدينون بأي دين، وكثير منهم يأتي ويكون أسراً ولا يستطيع ان يتكفل بكافة مصروفاتهم ضمن راتبه الهزيل الذي قد يقتطع منه جزءاً ليس باليسير لابتعاثه الي اهله في وطنه الأم، فيجد نفسه محاصراً بمسئوليات فيلجأ للبحث عن مصادر أخري للكسب والعيش، فيلجأ للسرقة.
فالفقر وتدني الأجور وانعدام الوزاع الديني والتسرب من المدارس مؤشرات دافعة للسرقة، والأخيرة مؤشر واضح كون جرائم السرقة تزداد بنسب ملفتة في فترة الإجازة الصيفية، والأمن الوقائي ليس كافياً لوحده لمنع الجريمة، والدليل علي ذلك وجود جهاز أمني ضخم في المملكة ويستهلك الملايين من الدنانير كل عام ولازالت السرقات مستمرة.
ويتابع المحامي المطوع بقوله: القوانين يمكن ان تكون كافية اذا طبقت بشكل صحيح، واذا امتنعت الدولة عن اصدار مراسيم العفو الخاص، فظاهرة السرقة ظاهرة ابدية لن تنتهي حتي مع كون الناس جميعاً علي دين واحد، وللحد من زيادة نسبتها لابد من القضاء علي البطالة او التخفيف من حدتها وخلق برامج صيفية ومراكز للشباب لاحتوائهم وبخاصة في فترة الاجازة الصيفية، وتوفير جهاز أمني وقائي يمنع الجريمة قبل حدوثها مع تظافر الجهود المختلفة التي لن تمنع السرقات بشكل كلي حتي مع رفع وتشديد العقوبة، والتي قد تسهم في تكدس المجرمين في السجون. وعن آخر الاحصائيات المرتبطة بالسرقة اشار المحامي المطوع الي انها غير متوافرة ولكنها وبشكل عام تزداد في الفئة العمرية ما بين 15 – 25 سنة بين الاولاد والذين يسلكون طرقاً مختلفة في السرقة، والتي تختلف بطبيعة الحال عن سرقات الاناث، تبعاً لتركيبتهم الفسيولوجية التي تساعدهم في القيام بسرقاتهم، ويضرب مثالاً علي ذلك بقوله: الأولاد يمكنهم القفز والتسور والتسلق وكسر الابواب، كون بنيتهم الجسمية تساعدهم علي ذلك في حين يلجأن البنات الي سرقة المقتنيات الصغيرة في الحجم كأدوات التجميل والملابس وخاصة الداخلية منها، وبعض المأكولات البسيطة من البرادات، كما ان البنات نادراً ما يسرقن المصوغات الذهبية، وان حدث فهن يسرقنها من المقربات منهن كصديقاتهن او صديقات صديقاتهن، كما تفتقد المرأة البحرينية العقلية الاجرامية والتي نراها واضحة في المرأة الأجنبية التي قد تسرق البنوك ومحلات الذهب بالتعاون مع عصابة مختتماً بإشارته الي طرق للسرقة أخذت تزداد في الشارع البحريني والذي منه سرقة المقتنيات الثمينة ومعدات البيوت والمساكن قيد الانشاء وذلك عن طريق سرقة الأبواب والنوافذ مشيراً الي الحيل التي يلجأ بها البعض وفي عز الظهيرة، كأن يوهم عجوزاً، انه مكلف من قبل شركة لتنظيف المكيفات وجاء بناء علي طلب ابنها، فتسمح له وعن طيب خاطر أخذ مكيفات المنزل وتودعه متمنية له السلامة في حين في حقيقة الأمر هو لص .

Catsocaff
2004-12-04

كتبت - ياسمين خلف: ربما يكون الجانب القانوني من أهم الجوانب التي لابد ان نلقي الضوء عليه، ولهذا كان لـ مدارات استفسارات...

إقرأ المزيد »

المدرسون يؤيدون قانون منع الضرب ويقولون: نحــترم الطالــب ليحـترمــنا!!

استطلاع اجرته – ياسمين خلف:
لم يجد غير ساحة المدرسة ليضع فيها كرسيا ويجلس عليه! استغرب المدرس من ذلك المشهد غير الاعتيادي، فتوجه الي الطالب متساءلاً عن السبب؟ فيرد عليه ببرود، بأنه أحس بالتعب فقرر الجلوس في الساحة! طلب المدرس منه الدخول للفصل، الا انه رفض وبشدة، تطور الأمر من التلاسن الي التشابك بالأيدي، وانتهي الأمر بتوقيف الطالب عن الدراسة لمدة فصل دراسي واحد!
قانون منع الضرب في المدارس، قانون يجده البعض حضارياً من منطلق أن للطالب كيان له احترامه، وضربه قد يؤثر بطريقة لا ارادية علي سلوكياته اللاحقة لضربه من قبل أحد مدرسية أمام أقرانه، في حين يجده البعض انه قانون نسف احترام الطالب لمدرسيه، واضعف من هيبتهم التي كانت في يوم من الأيام مصدر قوة لهم.
ومن منطلق من أمن العقوبة أساء الأدب المدرسون لهم وجهة نظر حول قانون منع الضرب في المدارس، خصوصاً ان بعضهم اخذ يشكو من عدم وجود ثقة واحترام متبادل بين الطالب ومدرسه، والتي تصل في أحيان كثيرة الي التهديد والوعيد، بل والي الانتقام بطرق مختلفة!! في استطلاعنا هذا سنكشف بعض تلك الطرق وكثيراً من الحكايات فإلي سطورنا.

مدرس: ابني كره المدرسة!

بعد خبرة 20 عاماً في التدريس، أدلي كامل محمد صالح مدرس قسم سيارات بدلوه في الموضوع، اذ اكد علي ان احترام الطالب لمدرسه نابع من احترام المدرس له، اذ قال في ذلك: المدرس قدوة لتلاميذه، فإذا احترمهم وعاملهم بأدب سوف يعاملونه بالمثل، مهما كانوا أشقياء، فمن خلال تعاملي مع عدد كبير من الطلبة من مناطق وبيئات مختلفة، أجزم لكم بأن الطالب لن يتطاول علي مدرسه اذا كان الأخير يتعامل معه باحترام وقانون منع الضرب لم يقلل من شأن المدرس أمام طلابه.
صحيح ان المشادات الكلامية تحدث كثيراً بين الطلبة وبعض المدرسين، ولكن لو نظرنا ودققنا في نوعية المدرسين، فسنجدهم وللأسف أنهم من أولئك الذين يستخدمون الفاظاً غير لائقة لوصف الطلبة، اذ يصفونهم بأنوع مختلفة من الحيوانات، والي غيرها من الأوصاف التي يعتبرها الطالب اهانة لكرامته، فمادام المدرس قد بدأ مع الطالب بهذا الأسلوب، حتما عليه ان يتقبل لما قد يأتيه من ردة فعل متوقعة كأن يبادله الطالب بنفس الأسلوب، فلابد أن تكون علاقة المدرس بطلابه علاقة أب أو أخ كبير ينصحهم بإحترام ليتقبلوا النصح برحابة صدر.
فأنا – ولازال الكلام علي لسان كامل محمد – لا أؤيد اسلوب الضرب اطلاقاً في المدارس، وخلال مسيرتي في التدريس لم أتعرض لأي موقف اضطرني حتي للتلاسن مع طلبتي، مكملاً: حدث وان تعرض ابني وهو طالب في الصف الخامس الابتدائي الي الضرب من قبل مدرس له، والسبب هو ان الفصل كان في حالة فوضي، فقام المدرس بمعاقبة جميع الطلبة بلا استثناء بما فيهم أولئك غير المشاركين في تلك الغوغاء، وابني من بينهم علي الرغم من كونه طالبا هادئا ومجتهدا، أتدرون ما الذي حدث؟! كره ابني المدرس والمادة بل وكره المدرسة بأكملها، وكل ذلك بسبب استخدام اسلوب الضرب في غير محله عن طريق العقاب الجماعي!

الكلمة كالضرب في بعض الأحيان!

وبالمثل تؤيد سامية سلمان عبدالله مدرسة أحياء في مدرسة جدحفص الثانوية للبنات قانون منع الضرب، باعتباره اسلوبا لا يجدي مع الطلبة، بل يؤدي الي خلق مشاكل سلوكية ونفسية لديهم، مشيرة الي ان الطالب اذا ما تعرض للضرب او حتي الإهانة بالنظرات سوف يكره المدرس ومن ثم المقرر بل وحتي المدرسة بمن فيها وتقول: قد تكون خبرتي قليلة في التدريس، فهي لا تتعدي السنتين، ولكني وجدت أن الكلمة في كثير من الأحيان تكون كالضرب بل انها أقسي علي الطالب من ان لو ضربه المدرس بيده ، خصوصاً بالنسبة للطالبات اللواتي يتغير شكلهن اذا ما قامت المدرسة بإهانتهن أمام زميلاتهن.
وعن أسلوبها في التعامل قالت: لكل طالبة شخصية، وعلي المدرسة أن تعي ذلك جيداً منذ دخولها الفصل، وبحسب تلك الشخصية، يمكنها التعامل معها، ولا سيما في حالة خطأ الطالبة وحاجة المدرسة الي تبيان الخطأ والسبب من توجيه اللوم والعتاب، كي لا تكرر الخطأ نفسه، فهناك طالبة يمكنك أن تبيني لها الخطأ مباشرة وأمام زميلاتها، وهناك أخري لا يمكنك التحدث لها مباشرة وإنما من الأنسب أن تكون وحدها أو باستخدام أسلوب غير مباشر بشرط أن لا أتعرض لشخصية الطالبة بأية حال من الأحوال، تسكت برهة وتكمل: الطالبة كبيت الزجاج يؤثر فيها أي قذف من أي نوع كان، فالحساسية هي ميزة الطالبات وأي كلمة جارحة تؤثر فيهن، وعلي المدرسات مراعاة ذلك وعدم التسرع في التصرف معهن.
وفي حادثة روتها سامية قالت: سمعت ان احدي طالبات المرحلة الابتدائية بعدما قامت مدرستها بإهانتها أمام زميلاتها، أسرعت الي مدرستها وهجمت عليها وأزالت حجابها من علي رأسها، مستغلة حجم جثتها الضخم نوعاً ما، وكإجراء عقابي تم فصل الطالبة ثلاثة أيام! وقالت معلقة: من الأساس كان علي المدرسة ان تراعي احساس الطالبة، ولا تهينها بكلمات جارحة أمام زميلاتها، والتي يمكن وصفها بالكبريت اذ ما اقترب من الزيت، فالإشتعال هو الشيء الحتمي الحدوث في مثل هذه المواقف.
وعن اذا ما كان المدرس الحديث نظرا لاقتراب سنه من طلبة الثانوية العامة عاملاً في اهتزاز الاحترام بينهما قالت: بالعكس كلما كانوا قريبين في السن او الشكل، كلما كانت العلاقة أقوي كونها تقترب من الصداقة أو الأخوة، مما يفسح المجال للتعامل بينهما باحترام متبادل نافية أن يكون علم الطالب بقانون منع الضرب دافعاً له للتطاول علي مدرسيه.

الدرجات.. نقطة ضعف البنات

الضرب ليس بوسيلة حضارية لتقويم السلوك، فهناك عدة طرق قد تفي في كثير من الأحيان عن الضرب باليد او باستخدام المساطر او الخيزرانات كما يحدث في الماضي، فالنظرة باحتقار والتقليل في الدرجات أكثر تأثيراً من الضرب علي الطالبات، جاء ذلك علي لسان بدرية علي مدرسة حديثة بالمرحلة الثانوية .
وأضافت بقولها: الضرب يولد الحقد في قلوب الطلبة ويدفعهم بطريقة أو بأخري للانتقام، قد تكون أكثر عنفا لدي الطلاب ولكنها أكثر حساسية لدي الطالبات، فهن ما إن يكرهن إحدي المدرسات حتي يعمدن الي جمع معلومات شخصية عن المعلمة وافشائها بين الطالبات، وخصوصاً تلك المعلومات التي تحسبها المدرسة من أسرار حياتها.
وبدون تردد قالت: جيل اليوم ليس كالأمس، فلم يعد الضرب وسيلة لتعديل سلوكهم، ومع ذلك نجد أن أغلب قوانين وزارة التربية والتعليم تقف مع الطالب حتي وإن كان مقصراً! وعن ما اذا كان سن المدرسة او شكلها يؤثر في درجة احترام الطالبات لهن قالت مضيفة: شخصية المدرسة هو الحكم الأول والأخير، فإن كانت قوية ستثبت نفسها أمام طالباتها، وستمنعهن من التطاول عليها، وان احست الطالبات بنوع من الضعف في شخصيتها فسوف يستغللن ذلك لصالحهن.

العقاب كالثواب لا بد منهما

لم أشهد أي حالة لضرب طالب خلال فترة تدريسي التي تعدت العشرين عاماً، أو خلال فترة اشرافي التي تعدت الست سنوات، وكل ما في الأمر تدافع بالأيدي وتلاسن بالألفاظ، بذلك بدأ عبدعلي الحمالي مشرف اداري في مدرسة جدحفص الثانوية الصناعية للبنين حديثه ومكملاً بقوله: العقاب لابد منه كالثواب الذي نطالب به، فالمدرس يربي قبل أن يعلم، والعقاب لا يقتصر علي الضرب باليد، وهناك عدة طرق وأساليب تربوية يمكن للمدرس أن يلجأ اليها لثني الطالب عن الاتيان بالسلوك غير المرغوب فيه في المرات المقبلة، فالطلبة وبخاصة من هم في المرحلة الثانوية او الاعدادية طاقة مشتعلة وعلي المدرس الا يستثيرها ويحاول تهدئتها بالمعاملة الطيبة، والأسلوب الحكيم، وإن كانت معظم قوانين وزارة التربية والتعليم تقف مع الطالب، بل وتصب لصالحه.
ولتفادي التصادمات لابد ان يكون المدرس قدوة للطلبة، لا ان ينهي عن خلق ويأتي بمثله، والأمثلة عديدة! فكيف للمدرس ان يمنع الطالب من استخدام الهاتف المحمول في المدرسة وهو يري بأم عينيه ويسمع بأذنيه رنات هاتف المدرس داخل الفصل!! لا ننكر ان المدرس قد ينسي في بعض الاحيان تركه في غرفة المدرسين، ولكن هناك من يدخله الصف متعمداً ضارباً القوانين عرض الحائط، فنحن في حالة ضبط الطالب وهو يتحدث بالهاتف المحمول، نلجأ الي مصادرة الهاتف حتي نهاية الدوام المدرسي، واخطار ولي أمره، اي اننا لا نلجأ بأي حال من الأحوال الي التراشق بالألفاظ أو التطاول بالأيدي علي الطلاب.
واسترسل الحمالي وقال: في حالة تعدي الطالب علي المدرس نلجأ الي استخدام اجراءات تأديبية، وذلك بإخطار ولي الأمر بسلوك ابنه، واذا ما كرر الفعل مرات ثلاث يفصل لمدة فصل او فصلين دراسيين، حتي يتعدل سلوكه، وان كان البعض منهم يلجأ الي تهديد المدرس بإتلاف سيارته او حتي تهديده بالقتل! الا انهم يعودون بعد ذلك ويعتذرون عن سلوكهم او الفاظهم التي صدرت عنهم في لحظة غضب، وذلك ان دل فإنما يدل علي ان الاحترام لازال موجوداً.
مختتماً بقوله: الشواذ عن القاعدة موجودون ولكن الأغلبية من الطلبة يحترمون مدرسيهم، واذ ما طالبنا الطلبة باحترامنا، علينا أولاً احترامهم! ولا أخفي سرا ان بعض المدرسين قد يستخدمون الفاظاً غير لائقة لوصم الطلبة بها، وذلك ما يدفعهم الي التطاول علي المدرس بالألفاظ، والتي هي حرب كلامية قد تمتد الي التدافع بالأيدي، فإن كان الطالب في نظر المدرس بأنه ولد غير ناضج، فإن الطالب يري نفسه رجلاً بكل المقاييس!!

الأجيال السابقة أكثر احتراماً!!

أمينة أبو رحمة مدرسة تربية رياضية منذ أكثر من 36 سنة، وبعد ان عركت مهنة التدريس، ومرت عليها آلاف الطالبات تقول: أنا مع قانون منع الضرب قلباً وقالباً، فليس من المعقول ان ارفع يدي علي طالبة، وأطلب منها عدم الرد علي بالمثل فإذا صدر مني هذا السلوك علي أن أتقبل ما قد يأتيني منهن!!
وتكمل: من الأساس علي المدرسة أن تبني علاقة صداقة بينها وبين طالباتها، وأن لا تسمح بأي حال من الأحوال أن يهنها أو يقللن من شأنها أمام زملائهن، ومهما كانت الطالبة شقية، علي المدرسة ان تتعامل معها بطريقة تجعلها في النهاية تعود الي رشدها، وبعد صمت لبرهة قالت متابعة: في كثير من الأحيان اسمع الطالبات وهن يتوعدن مدرسات أخريات، ويقسمن بالانتقام منهن، فيأتي دوري هاهنا، لتهدئتهن من ثورتهن، وارشادهن بطريقة ودودة، وأبين لهن بأنه حتي لو كان الحق معهن، بسلوكهن الطائش سيقلبن الموضوع عليهن ويصبحن مذنبات بدلاً من كونهن ضحيات.
وتقول بأسي: للأسف الأجيال الجديدة أقل احتراماً للمدرسات من الأجيال الماضية التي تحترم وتقدر المعلمات، قد تكون الفضائيات ساس البلاء ولكن لا ننفي الدور عن الأسرة التي عليها مسئولية لا يستهان بها، وأعترف انه وخلال وجودي في مدرسة المنامة الثانوية للبنات لم اتعرض لأي موقف او حادثة اعتداء طالبة علي مدرسة، مشيرة في ختام حديثها الي ان نوعية الطالبات يختلفن من جيل لآخر، ومن مدرسة لأخري بل ومن منطقة لمنطقة غيرها.

ولكم حكاية

وقبل أن نضع النقطة الأخيرة في أسطرنا سنستعرض احدي حوادث الضرب في المدارس، والحادثة تقول ان مدرساً حديثاً في المهنة في إحدي المدارس الاعدادية رجع بعد دوامه الي منزله، واذا بأخته تنبهه بأن هناك بقعة حبر كبيرة علي ثوبه بالقرب من جيبه، ظن بأن الأمر لا يعدو كونه حادثة ناتجة عن غفلة! ولكن الأمر تكرر ولليوم الثاني، عندما نبهه زميل له في المدرسة بأن هناك بقعة حبر تلطخ ثوبه وفي نفس المكان، حينها فقط ادرك ان وراء الأمر مقلباً، ومن أحد الصفوف التي يدرسها والمعروف عن طلبتها بقلة ….. !
اندفع وبشدة نحو اثنين من طلابه، بعدما شك بهما، وعندما سأل أحدهما واعترف بجرمه وبشريكه فيها، قام المدرس بضربه بطريقة جنونية، وعندما انتهي منه اندفع الي الآخر وما ان قام بضربه حتي تشنج الطالب وبدأ اللعاب يسيل من فمه، فأحس المدرس حينها بالارتباك وعدم القدرة علي التصرف، فنقل الطالب للمستشفي، ورفع أهله شكوي في النيابة العامة، وكاد المدرس ان يدخل في دوامة، لولا أن أهل الطالب تنازلوا عن القضية، وأخرجوا المدرس من مأزق حتمي. والذي لم نذكره هو ان المدرس كان من الشخصيات الهادئة المتزنة، غير المفتعلة للمشاكل، الا ان الغضب قد تملكه ولم يهدأ الا باستخدامه للضرب!!

Catedu
2004-04-26

استطلاع اجرته - ياسمين خلف: لم يجد غير ساحة المدرسة ليضع فيها كرسيا ويجلس عليه! استغرب المدرس من ذلك المشهد غير الاعتياد...

إقرأ المزيد »

المرافقون في غرف المعالجة.. قضية ساخنة لم تبرد بعـــــد!!

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
المشكلة تبقي جديدة علي الرغم من قدمها إذ لم نصل بقاربها إلي شط الأمان الا وهو الحل الذي تهدأ من بعده الأصوات من الترديد نريد حلاً يا ناس؟! فأطباء الطوارئ لم يسأموا من طلب العون من وسائل الإعلام، كونها طرفاً لا يستهان به في توعية الناس من جميع الفئات والأعمار والمستويات الثقافية لفكرة المرافق الواحد ، خصوصاً إن القضية حادة من كلا الجانبين، فبعض المرافقين يرون إن وجودهم ضرورياً وان كان للدعم المعنوي، والأطباء يرون ان وجودهم مع ضيق القسم وضيق غرف المعالجة لا مبرر له، بل أنه يكون سبباً في إرباكهم وتعطيلهم عن عملهم!!
استطلاعنا هذا، والذي اخترنا من خلاله فئة المرافقين للمرضي، أوصلنا إلي حقيقة قد تكون غريبة خصوصاً إن الواقع يكشف عكس ما نسمعه أو نقرأه، فماذا قالوا، وما هي تلك النتيجة غير المتوقعة؟! حروفنا القادمة تحمل الإجابة…

أنا محايدة

علي كراسي الإنتظار في القاعة الخارجية لقسم الحوادث والطوارئ كانت تجلس رباب عبدالله حماده التي جاءت مع زوجها لمرافقة إبنة عمتها المريضة، والتي تنظر لموضوع مرافقة المرضي بنظرة محايدة، لا مع ولا ضد ولكن بحسب الموقف.
وتفسر ذلك بقولها: بعض المرافقيين للمرضي يربكون الأطباء بإرشاداتهم.. كما لو كانوا أطباء بدون رخص طبية! وفي مثل هذه الحالة لا أأيد دخول المرافقين مع المريض، ولكني أؤيد دخولهم في حالة سوء حالة المريض وعدم قدرته علي التعبير عن الآمه، أو في حالة حاجته الي من يساعده أو يدعمه جسدياً ومعنوياً.. ومع كل هذا وذاك أنا مع قرار منع دخول المرافقين لغرفة المعالجة، وإن سمح بذلك يجب إلا يزيد عددهم عن مرافق واحد فقط، وهل تعرضت لموقف اضطرك لترك مريض لك وكنت إنتِ مرافقته سألناها فأجابت وهي تضحك: نعم فقد كان أخي هو المريض، وكان مصاباً بالإنفلونزا، فطلبوا من الخروج والجلوس علي مقاعد الإنتظار ورحبت بذلك علي الرغم من إحساسي بالحرج من ذلك .

بعض المرضي
يحتاجون الي مرافقين

حمد خليل طالب ، هو الآخر أحد المرافقين لأخيه المريض، ويؤيد قرار منع دخول المرافقين لغرفة المعالجة في سبيل تنظيم العمل الطبي، ويشير الي أن الاستثناءات لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار، خصوصاً في حالة المرضي شديدي التعب، والذين يحتاجون إلي من يرافقهم وان زادوا عن إثنين تبعاً لحالة المريض .

القسم يشهد
تنظيماً ملحوظاً

لم يطلب أحد منها الخروج من غرفة المعالجة، فقد وجدت ان ذلك هو ما يجب عليها فعله لكيلا تربك عمل الأطباء، فقررت زينب علي حيدري الخروج وترك أختها المريضه في عهده الأطباء وتقول: أفضل البقاء علي كراسي الانتظار أكثر من أن أبقي بالداخل مع – فوضي – المرضي والأطباء!! .
وكالسابقين كان رأي ندي عبدالرحمن – سكرتيرة التي جاءت مع ثلاثة مرافقين للإطمئنان علي والدها المريض، وتشير الي أنها تلحظ تغيرا واضحا في قسم الحوادث والطوارئ من جانب التنظيم وقلة الزحمة.

نواجه الموقف
برحابة صدر

وفي الصفوف الأخيرة في قاعة الإنتظار كان علي محمد ينتظر صديقه المريض عادل ، والذي أبدي تأييده لقرار منع المرافقين من دخول غرف المعالجة، وعن ردة فعله التي ستكون لو دخل الغرفة وطلب منه مغادرتها قال: سأرحب بذلك دون أدني معارضة، فالمكان لا يسمح بتواجدي الذي قد يكون لا داعي له.. وبالمثل كان رأي عبدالله عيسي – موظف الذي جاء كمرافق مع زوجته وأخته المريضه، ويقول بعدما أطلق ضحكة خفيفة: تعرضت عدة مرات لموقف مشابه، واستقبلت الموقف برحابة صدر وتفهم للوضع، إلا أن التأخير في الإجراءات في قسم الحوادث والطوارئ هو ما يثير حنك وغضب المرافقين في بعض الأحيان.

الأقلية تلقي
إهتمام وسائل الإعلام

نتائج هذا الاستطلاع تؤكد علي أن الشعب البحريني مؤيد لقرارات وزارة الصحة التي تصب في قالب تنظيم العمل في قسم الحوادث والطوارئ، إلا أن الأطباء يؤكدون ان مشكلة المرافقين لا زالت ساخنة ولا زالت تحتاج الي توعية.. وفي كفة الميزان الأخري يقول الدكتور محمود الفردان – طبيب بقسم الحوادث والطوارئ – أجرينا إستبيانا للرأي لشريحة مكونة من ألف مريض متردد علي القسم، وكانت النتيجة غير متوقعة، إلا وهي رضا الأغلبية عن الخدمات المقدمة في القسم، ورغم ذلك فإن الأقلية الغاضبة علي الوضع هي من تظهر في الصورة وتلقي إهتمام وسائل الإعلام.
ويكمل الدكتور الفردان بقوله وقضية المرافقين للمرضي مشكلة لازلنا نعاني الأمرين منها: فالحكم لكم بعدما تقرأوا هذه الحادثة: جاءت للقسم مريضة تعرضت لضربة في بطنها، فأجرينا لها تحليل للأبوال ، وتأكدنا من سلامتها، وأثناء ما كانت مستلقية علي السرير بجانب إحدي المريضات، حدث وإن تبادل مرافقو المرضي الكلام وسأل المرافق الآخر لمرافق المريضة عن حالتها الصحية، فقال له إن الأطباء قد أجروا تحليلاً للأبوال وأكدوا علي سلامتها، فما كان من المرافق الا ان قال مفتياً : ألم يجروا لها أشعة؟ الأمر خطير ويتطلب منهم إجراء اشعة!! مما أشعل فتيل الكلام ودفع أهل تلك المريضه للإصرار، وطلب إجراء اشعة، علي الرغم من عدم حاجة المريضة لها.
كما تشير الدكتوره سناء الخواجة إلي أن المرافقين هم من يمسك بزمام الكلام والحديث بدلاً من المريض، مما يربك الطبيب، والأغرب من ذلك ان البعض منهم يسأل ويجيب علي نفسه!! كما يطلب البعض منهم من الأطباء إجراء أشعة لمناطق في الجسم، والتي تكون من إختيارهم الشخصي دون الحاجة الطبية لذلك، وان ناقشناهم في الأمر يتلاسنون معنا ويقولون عليكم أيها الأطباء بإجراء الأشعة لكل جزء نحن نطلبه منكم، فهذه أموال الحكومة ونحن مواطنون!!

Cathealth
2004-02-11

استطلاع أجرته - ياسمين خلف: المشكلة تبقي جديدة علي الرغم من قدمها إذ لم نصل بقاربها إلي شط الأمان الا وهو الحل الذي تهدأ...

إقرأ المزيد »