الخميس 04 أبريل 2019
يقع الكثير من الآباء في سني أعمارهم الأخيرة في عوز وقلة حيلة، فلا قوتهم تعينهم على العمل، بعد أن أفنوها بالكد والسهر ليلا ونهارا، ولا صحتهم تمكنهم ربما من الاعتماد على أنفسهم في تصريف أمور حياتهم اليومية، فلا يملك البعض منهم ما يكفيهم من مدخول شهري يحفظ ماء أوجههم من ذل سؤال علان وفلتان ممن حولهم، فبعضهم لا يملكون أصلاً راتباً تقاعدياً كونهم ممن امتهنوا في شبابهم أعمالاً حرة، فيما البعض الآخر رواتبهم التقاعدية لا تسد مصروفاتهم، والتي وإن اعتقد البعض أنها تقل مع التقدم في السن، إلا أنها غير ذلك واقعياً إذا ما التفتنا إلى حاجتهم إلى زيارة الأطباء، وشراء الأدوية، وتوفير من يخدمهم في المنزل، وتأمين توصيلهم هنا وهناك بعدما فقدوا القدرة على السياقة، وغيرها الكثير من الاحتياجات، التي قد تتجاوز ما يحصلون عليه من راتب هزيل، هذا إذا ما أضفنا على كل ذلك ارتفاع الأسعار.
وأمام هذا السيناريو الذي تعاني منه فئة كبيرة من كبار السن، دائماً ما يتردد على مسامعنا تساؤل البعض، “أليس لديه أولاد؟” وكأن السؤال ينتظر منك أن تجيب بنعم، كي يخلي طرفه من مد يد العون والمساعدة، فإن أجبته بنعم، رد عليك وقال: فليتكفلوا به!، ليسد عليك باباً كان من المفترض أن يتعامل معه برحمة أو واقعية، ألسنا من هذا المجتمع ونعلم ونرى أن العاقين لآبائهم كثر؟ ألا نعلم ونرى أن بعض الأبناء انصرفوا لحياتهم الشخصية، ووجدوا أن مسؤولياتهم تنحصر في الزوجة والأبناء، وأن الوالدين سقطا من حساباتهم؟ ألا نعلم ونرى أن بعض الأبناء لا يتذكرون أن الحياة سلف ودين، وأن مسألة أن “الدنيا دوارة” لم تعد ترهبهم!
علينا أن نكون أكثر واقعية، نعم أولادهم من المفترض أن يكونوا مسؤولين عن آبائهم، لكن ما حيلة من كان قدره عقوق وجحود ونكران الأبناء، أنتركهم يصارعون الحياة في أرذل أعمارهم هكذا فقط لأنهم وبحسب الأوراق الرسمية أم أو أب لديه ذرية؟ ليكن لنا ميزان آخر في الحكم على أحقية البعض في مساعداتنا، ولنؤمن بأن كل شيء في عين الله.
ياسمينة
ارفقوا بمن لديه أولاد، ولم يكونوا له في كبره سندا وعونا.
الخميس 04 أبريل 2019
يقع الكثير من الآباء في سني أعمارهم الأخيرة في عوز وقلة حيلة، فلا قوتهم تعينهم على العمل، بعد أن أفنوها بالكد والسهر ليلا ونهارا، ولا صحتهم تمكنهم ربما من الاعتماد على أنفسهم في تصريف أمور حياتهم اليومية، فلا يملك البعض منهم ما يكفيهم من مدخول شهري يحفظ ماء أوجههم من ذل سؤال علان وفلتان ممن حولهم، فبعضهم لا يملكون أصلاً راتباً تقاعدياً كونهم ممن امتهنوا في شبابهم أعمالاً حرة، فيما البعض الآخر رواتبهم التقاعدية لا تسد مصروفاتهم، والتي وإن اعتقد البعض أنها تقل مع التقدم في السن، إلا أنها غير ذلك واقعياً إذا ما التفتنا إلى حاجتهم إلى زيارة الأطباء، وشراء الأدوية، وتوفير من يخدمهم في المنزل، وتأمين توصيلهم هنا وهناك بعدما فقدوا القدرة على السياقة، وغيرها الكثير من الاحتياجات، التي قد تتجاوز ما يحصلون عليه من راتب هزيل، هذا إذا ما أضفنا على كل ذلك ارتفاع الأسعار.
وأمام هذا السيناريو الذي تعاني منه فئة كبيرة من كبار السن، دائماً ما يتردد على مسامعنا تساؤل البعض، “أليس لديه أولاد؟” وكأن السؤال ينتظر منك أن تجيب بنعم، كي يخلي طرفه من مد يد العون والمساعدة، فإن أجبته بنعم، رد عليك وقال: فليتكفلوا به!، ليسد عليك باباً كان من المفترض أن يتعامل معه برحمة أو واقعية، ألسنا من هذا المجتمع ونعلم ونرى أن العاقين لآبائهم كثر؟ ألا نعلم ونرى أن بعض الأبناء انصرفوا لحياتهم الشخصية، ووجدوا أن مسؤولياتهم تنحصر في الزوجة والأبناء، وأن الوالدين سقطا من حساباتهم؟ ألا نعلم ونرى أن بعض الأبناء لا يتذكرون أن الحياة سلف ودين، وأن مسألة أن “الدنيا دوارة” لم تعد ترهبهم!
علينا أن نكون أكثر واقعية، نعم أولادهم من المفترض أن يكونوا مسؤولين عن آبائهم، لكن ما حيلة من كان قدره عقوق وجحود ونكران الأبناء، أنتركهم يصارعون الحياة في أرذل أعمارهم هكذا فقط لأنهم وبحسب الأوراق الرسمية أم أو أب لديه ذرية؟ ليكن لنا ميزان آخر في الحكم على أحقية البعض في مساعداتنا، ولنؤمن بأن كل شيء في عين الله.
ياسمينة
ارفقوا بمن لديه أولاد، ولم يكونوا له في كبره سندا وعونا.
أحدث التعليقات