الخميس 11 أبريل 2019
رحم الله أنجلا العاملة البسيطة الآسيوية، التي لم يكن لها أهل ولا أقارب في البحرين، ولها رواتب متأخرة لأشهر ولم تستلمها، توفيت وهي تنتظر أن تستلم أجرها الشهري، توفيت وغير مستبعد أبداً أنها استدانت من هذه وتلك لتتمكن من تدبير أمور حياتها في غربتها بيننا، وكم أراقت من ماء وجهها لتحصل على بضعة دنانير على أمل أن ترجعهم متى ما يقرر رب عملها أن يصرف لها رواتبها المتأخرة، هذا إن صرفها دفعة واحدة، لا على دفعات، فوحده الله يعلم كم كانت تعاني، وكم من الحزن والقلق اللذين كانا يلفانها وقد يكونان سبب وفاتها!
أمثال أنجلا كُثر، يعملون ويجدون في عملهم ولكنهم لا يقبضون أجورهم نهاية كل شهر، فأرباب العمل في مأزق، والسوق شحيحة، والركود ضرب مفاصل الاقتصاد، ورغم كل ذلك ليس من المعقول ولا الإنسانية من شيء أن نقبل أن يكون العمال البسطاء الضحية التي عليها أن تتفهم الوضع الاقتصادي المتردي، وأن تصبر حتى يفرجها الله على أرباب الأعمال، هؤلاء البسطاء من البشر، تركوا أوطانهم وأهاليهم من أجل لقمة العيش، فهم يقبلون بمرارة الغربة والبعد عن الأهل مقابل القليل من الأموال، وعملية إيقاف الراتب لأشهر أو تأخير صرفه تعني أنك أجعته وأجعت عددًا من أقربائه الذين ينتظرون ما يرسله لهم من أموال، ولا يرد في بالهم أنهم بدلا عن تلك الأموال سترسل لهم جثته في تابوت.
لابد من وجود آلية تمنع تأخر رواتب العمال أو تأجيلها لأشهر، فعلى وزارة العمل أن تشكل لجنة تحقيق مع أصحاب الأعمال الذين يؤخرون رواتب عمالهم، وأن تعجل وزارة المالية صرف مستحقات المقاولين وأصحاب المشاريع، ليتسنى لهم القيام بمسؤوليتهم تجاه عمالهم وصرف رواتبهم وعدم تأجيلها لأشهر، وأن يُسمح لأرباب العمل الحصول على قروض حسنة من البنوك لتسديد الرواتب في حال تعسرهم المالي الذي يضطرهم لتأجيل صرف رواتب العمال البسطاء، والذين عليهم كغيرهم من الناس التزامات تبدأ من البقالة، والسكن، والكهرباء والتلفون والملبس وأفواه تنتظرهم في بلدانهم الأصلية.
ياسمينة:
التأخر في صرف رواتب الفقراء جريمة إنسانية وعمالية لا يمكن التهاون فيها.
الخميس 11 أبريل 2019
رحم الله أنجلا العاملة البسيطة الآسيوية، التي لم يكن لها أهل ولا أقارب في البحرين، ولها رواتب متأخرة لأشهر ولم تستلمها، توفيت وهي تنتظر أن تستلم أجرها الشهري، توفيت وغير مستبعد أبداً أنها استدانت من هذه وتلك لتتمكن من تدبير أمور حياتها في غربتها بيننا، وكم أراقت من ماء وجهها لتحصل على بضعة دنانير على أمل أن ترجعهم متى ما يقرر رب عملها أن يصرف لها رواتبها المتأخرة، هذا إن صرفها دفعة واحدة، لا على دفعات، فوحده الله يعلم كم كانت تعاني، وكم من الحزن والقلق اللذين كانا يلفانها وقد يكونان سبب وفاتها!
أمثال أنجلا كُثر، يعملون ويجدون في عملهم ولكنهم لا يقبضون أجورهم نهاية كل شهر، فأرباب العمل في مأزق، والسوق شحيحة، والركود ضرب مفاصل الاقتصاد، ورغم كل ذلك ليس من المعقول ولا الإنسانية من شيء أن نقبل أن يكون العمال البسطاء الضحية التي عليها أن تتفهم الوضع الاقتصادي المتردي، وأن تصبر حتى يفرجها الله على أرباب الأعمال، هؤلاء البسطاء من البشر، تركوا أوطانهم وأهاليهم من أجل لقمة العيش، فهم يقبلون بمرارة الغربة والبعد عن الأهل مقابل القليل من الأموال، وعملية إيقاف الراتب لأشهر أو تأخير صرفه تعني أنك أجعته وأجعت عددًا من أقربائه الذين ينتظرون ما يرسله لهم من أموال، ولا يرد في بالهم أنهم بدلا عن تلك الأموال سترسل لهم جثته في تابوت.
لابد من وجود آلية تمنع تأخر رواتب العمال أو تأجيلها لأشهر، فعلى وزارة العمل أن تشكل لجنة تحقيق مع أصحاب الأعمال الذين يؤخرون رواتب عمالهم، وأن تعجل وزارة المالية صرف مستحقات المقاولين وأصحاب المشاريع، ليتسنى لهم القيام بمسؤوليتهم تجاه عمالهم وصرف رواتبهم وعدم تأجيلها لأشهر، وأن يُسمح لأرباب العمل الحصول على قروض حسنة من البنوك لتسديد الرواتب في حال تعسرهم المالي الذي يضطرهم لتأجيل صرف رواتب العمال البسطاء، والذين عليهم كغيرهم من الناس التزامات تبدأ من البقالة، والسكن، والكهرباء والتلفون والملبس وأفواه تنتظرهم في بلدانهم الأصلية.
ياسمينة:
التأخر في صرف رواتب الفقراء جريمة إنسانية وعمالية لا يمكن التهاون فيها.
أحدث التعليقات