ما هي حقيقة مرض الالتهاب الرئوي القاتل؟

ا تخافوا من.. الـ نمونيا !!
تحقيق – ياسمين خلف:

سيناريو الحرب الأمريكية العراقية لم ينته بعد، إلا أن سيناريو جديداً فرض نفسه علي العالم، وأربك وأخاف الشعوب، بنسبة لا تقل كثيراً عن مخاوفهم من الحرب، ولا سيما هنا في مملكتنا الآمنة، ألا وهو سيناريو مرض الالتهاب الرئوي ، الذي وإن نفت وزارة الصحة تعرض بعض الحالات للفيروس القاتل، إلا أن الناس ما زالوا قلقين، ولا زالوا يراجعون الأخصائيين للتأكد من خلوهم من المرض… الأوساط الطبية أدلت بدلوها في التحقيق وكذلك عبر الناس عن مخاوفهم، فماذا قال الطرفان؟!!
انتابت حالة الذعر والخوف الناس منذ أن أعلن النائب (عبدالنبي سلمان) ضرورة أخذ وزارة الصحة الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار هذا المرض المميت بعد أن وصلته مصادر تؤكد إن مواطنين قد توفيا نتيجة لهذا المرض الغريب… فماذا قال النائب؟!

الحجر الصحي للوافدين

أنا لم أتعمد اخافة الشارع البحريني؟! فأنا اليوم أمثل الشعب البحريني وليس فقط منطقتي، فبعد أن تلقيت الخبر من الأهالي، بحثت في الانترنت عن الحالة قبل ان أوصل الأمر للصحافة، وبعدها أثرت الموضوع.. وما قامت به وزارة الصحة عمل تشكر عليه، فقد طمأنت الناس وتجاوبت مع طلبي، في ضرورة أخذ كافة احتياطات السلامة، كما وفروا عدداً من الممرضات في المطار.. وأضاف بقوله: (أنا لست بطبيب ولكني أعبر عن رأي الناس ومطالبهم، فآثرت أن انبه السلطات الطبية في البحرين، والذين لم يتأخروا في تزويدي بآخر المعلومات المتعلقة بهذا المرض، وبخاصة الدكتورة (مريم الشتي) التي اهتمت بالموضوع وطمأنتني)، ويتساءل النائب (عبدالنبي) لم لا يطبق لدينا قانون الحجر الصحي لجميع الوافدين أسوة بالدول الأوروبية التي تقوم بالعمل نفسه؟!.

ينتقل عبر الرذاذ

الدكتور جمال الزيرة ـ عضو بالاتحاد العالمي لطب الطوارئ والحوادث يؤكد علي أن الالتهاب الرئوي كأي مرض موجود في أي دولة، وقد يكون المسبب له بكتيريا أو فيروس، كما أن الأعراض تشبه بعضها، لذا يحتاج المصاب إلي عناية أولية قبل أن يستفحل مثلاً البكتيريا في الرئة!! خصوصاً ان المقاومة تصبح ضعيفة، فتظهر علي المصاب بعض الأعراض كارتفاع درجة الحرارة وكثرة السعال، فبالتالي سيحتاج المصاب إلي عناية طبية تستلزم بقاءه في المستشفي لأخذ المغذي (السيلان)، وأخذ عينة من (البلغم) وزراعته للتعرف علي المضاد المناسب للبكتيريا أو الفيروس.
والشيء المخيف في هذا الفيروس أنه غير معروف حتي الآن لعدم اجراء مزرعة للفيروس في المختبرات الطبية، لذا فإن العلاج صعب في مثل هذه الحالات لعدم تحديد الأدوية المناسبة للتحكم في المرض، وعملية اثارة مثل هذا الموضوع كالسلاح ذي الحدين، قد يرعب الناس، ولكنه في الوقت ذاته جيد ليأخذ الناس احتياطاتهم، ومراجعة الأطباء في حالة وجود أي أعراض تشبه إلي حد ما أعراض الانفلونزا، ليتلقوا العلاج المناسب في الوقت المناسب، بدلاً من التأخر الذي قد يساهم في استفحال المرض وبالتالي يصعب علاجه، ويشير الدكتور (الزيرة) إلي ان عدداً كبيراً من الناس قد راجعوا العيادة لاجراء الفحوصات الوقائية من هذا المرض بعدما أعلن عنه عبر الصحف المحلية، مؤكداً علي أن أكثر من 80% من الحجاج أصيبوا بأمراض الجهاز التنفسي نتيجة الاختلاط في الأراضي المقدسة.
ويقول مضيفاً: (أمراض الجهاز التنفسي لا تميت، والمتوفون كانوا يعانون من أمراض في الرئة، وقد نفت وزارة الصحة إصابتهم بالالتهاب الرئوي، وتم ارسال بعض العينات لفحصها في المختبرات العالمية للتأكد من نوع الفيروس، ففيروس الالتهاب الرئوي لم يكتشف له مضاد حتي الآن، وخطورته تكمن في سرعة انتقاله والذي ينتقل عبر الرذاذ).
وعن الإجراءات الوقائية لهذا المرض قال الدكتور (الزيرة) يجب الابتعاد عمن يعانون من كحة قوية وارتفاع في درجة الحرارة، وتغطية الأنف وعدم استنشاق الرذاذ المباشر ممن يكح، أما إذا كان الشخص قريباً ومن الأهل وقد ظهرت عليه مثل هذه الأعراض علي أهله المسارعة بأخذه لأقرب طبيب معالج لتفادي استفحال المرض، مختتماً بقوله : (أنصح بعدم السفر لدول شرق آسيا في هذه الفترة إلا للضرورة القصوي).

المعلومات غير كافية حتي الآن!!

نعم، عرفوا أن سبب الالتهاب الرئوي (فيروس)، ولكن حتي هذه اللحظة لم يعرفوا نوعه، وأنا شخصياً قد بحثت عن هذا المرض من خلال الانترنت والمجلات العلمية والطبية، إلا أنني وللأسف لم أحصل علي معلومات وافية… ذلك ما بدأ به الدكتور خالد العوضي ـ رئيس الدائرة الطبية بشركة ألبا، حيث أكمل بقوله: (الفيروسات التي تنتقل عبر الرذاذ الهوائي لا يمكن ايقافها، فهي تنتقل من دولة إلي أخري دون اي حدود أو قواعد، ولم نعرف حتي الآن إذا ما كان هذا الفيروس قد حدث له تنشيط أو طفرة أو كانت له علاقة بالجنس الحيواني)، ويحذر الدكتور (العوضي) من التسرع في أخذ الاحتياطات التي قد تكون لا داعي لها، خصوصاً أن الدول المتقدمة لم تتخذ خطوات جريئة بعد بخصوص هذا الفيروس.

الجهات المختصة أخذت استعدادها

وتطمئن الدكتورة مريم الشتي ـ مسئولة الأمراض المعدية بوزارة الصحة الناس وتقول في ذات الموضوع: (بحسب منظمة الصحة العالمية فإن الحالات التي تم الإعلان عنها عبر الصحف المحلية غير مصابة بالفيروس (المميت)، والدليل علي ذلك أن إحدي الحالات قد خرجت من وحدة العناية المركزة، في حين لا زالت الحالة الأخري تتلقي العلاج في وحدة العناية المركزة!! مشيرة في ذات الوقت إلي أنه ليس في تلك الحالات من سافر إلي الصين أو هونج كونج أو فيتنام).
وجاء علي لسان الدكتور (الشتي) أن أسباب هذا المرض قد تكون بكتيرية أو فيروسية، ويحدث المرض بين الفينة والأخري، ورغم ذلك فقد أخذت الجهات المختصة كافة التدابير والاحتياطات لمواجهة اي حالة مصابة، فقد جهز جناح للعزل في مجمع السلمانية الطبي، واستعد مطار البحرين الدولي لمثل هذه الحالات عن طريق وجود عدد من الممرضات لفحص من يشتبه باصابتهم بالمرض، في الوقت الذي قامت وزارة الصحة بأخذ عينات لاختبارها في المختبرات العالمية في فرنسا للتأكد من نوع الفيروس.
وقد توجهت (الأيام) بسؤال للدكتور عبدالوهاب محمد وكيل وزارة الصحة المساعد للرعاية الصحية الأولية والصحة العامة، مفاده: لم لا يتم تحديث نظام الفحص الطبي في مطار البحرين الدولي لفحص العمالة الوافدة قبل دخولها البلاد؟! فكان رده:

الفيروس لا يحتاج إلي فيزا أو تذكرة سفر

حسب الاتفاقيات المبرمة بين دول الخليج العربي وبين الدول التي تُستقدم منها العمالة، أن كل عامل يتم فحصه من قبل مكاتب طبية متخصصة معترف بها ومؤهلة، وهي مكاتب محددة لمنع (التلاعب) الذي قد يقوم به البعض في تلك الدول كالهند أو الفلبين أو غيرها، فلا يدخل أي عامل البلاد إلا بعد أن يجتاز الاختبارات الطبية تلك.
ويكمل بقوله: (ليس هناك سبيل آخر، فالعمال بالآلاف وإن كنا في مملكة البحرين نعتبر أقل دولة بها عمالة أجنبية بالمقارنة مع دول الخليج الأخري، والفحوصات تأخذ وقتاً طويلاً قد يمتد من اسبوع إلي عشرة أيام، ولا يمكن اجراؤها في ساعة زمنية واحدة، ولو طبقنا عليهم (الحجر الصحي) فأين سنضع كل تلك الآلاف من البشر!!، ولو وجد المكان سيحتاج الأمر إلي ضرورة توفير كوادر طبية ومضادات وأدوية وغيرها من الأمور التي ستحتاج وبلا شك إلي ميزانية كبيرة، والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فتلك العملية لن تقبل بها الجمعيات كحقوق الإنسان أو العمال، التي قد تجد أن مثل هذه الأمور انتهاك لحقوق الإنسان، خصوصاً أن الغالبية العظمي منهم ستثبت الفحوصات أنهم معافين والمرضي فيهم لا يتجاوزون عدد أصابع اليد).
ويشير الدكتور عبدالوهاب إلي أن هذا المرض لا ينقله فقط العمال، بل حتي من يسافر للفسحة أو السياحة مثلاً لتلك البلدان الشرق آسيوية، وإن عملية نقله لا تحتاج إلي فترة طويلة فهو ينتقل بسرعة مذهلة، حيث قال مزيداً علي ما قاله: لا يوجد مرض يمكن منعه بالحدود الدولية، فالفيروس لا يحتاج إلي تذكرة سفر أو فيزا لينتقل، وعملية فحص العمالة قد تكون غير مقبولة لدي أوساط الناس، مختتماً باستعراضه إحدي التجارب التي فشلت، وكانت لمنع دخول الحالات المصابة بالايدز، والذي كان بفحص سريع في المطار للدم أو اللعاب وخاصة لفئة محددة من الأفراد والمحتمل نقلهم للمرض وبسبب فشل المشروع لم يستمر كثيراً.
تلك كانت الآراء الطبية المتخصصة، فماذا عن الشارع البحريني؟، كيف استقبل ذلك الخبر المروع ؟! وما هي ردة فعلهم اتجاهه؟! ذلك ما سنعرفه خلال الأسطر القادمة.

أيهما نصدق يا تري؟!

أم حسين فاطمة ـ كان الخوف من المرض باد علي محياها، وواضح من كثرة أسئلتها التي وجهتها إلينا، بغية الاستزادة بأي معلومات إضافية قد نكون نعرفها ولم تنشر عبر وسائل الإعلام، وعن تلك المخاوف قالت: بصراحة أنا لست بخائفة علي نفسي بقدر ما أنا خائفة علي الأطفال عامة وليس فقط أطفالي، فقد سمعت أن ذلك المرض اللعين حدث أولا في دول شرق آسيا، وبعدها سمعت أن بعض البحرينيين قد اصيبوا به، وما زاد مخاوفي أن الصحف المحلية نشرت خبر وفاة شخصين بسبب هذا المرض الغريب، والمحير أن في اليوم التالي نُشر خبران متناقضان يكذب أحدهما الآخر وفي ذات الصفحة، أحدهما يعلن عن وفاة حالة، والآخر ينفي إصابة اي بحريني بالالتهاب الرئوي القاتل فأي الخبرين نصدق يا تري؟! وتعلق بقولها: لا أفكر بالحرب بقدر ما أنا أفكر بهذا المرض، وكيف نقي أبناءنا منه، خصوصاً أثناء تواجدهم بين أسوار المدرسة، وتتمني أم حسين لو تأخذ المدارس احتياطاتها وتأمر الطلبة بلبس الأقنعة لمنع انتقال الفيروس إن وجد بين الأوساط الطلابية، وتؤكد أنها تتابع الصحف يومياً لمعرفة آخر تطورات المرض.

إعلامنا متكتم

توبا تقول وهي تضحك.. المتسبب الرئيسي للمرض رجل صيني، وهو أول ضحايا هذا المرض، كما ذكرت محطتا BBC، CNN، وسمعت كذلك أن الحجاج قد انتقل بينهم وللأسف إعلامنا متكتم ولا يزودنا بآخر تطورات هذا المرض، ونحن كمواطنين لدينا ثقة كبيرة بوزارة الصحة، واهتمامها بالمواطنين، وبالتأكيد أخذت كافة الاحتياطات لمنع انتقاله، ولكننا وعلي الجانب الآخر ينتابنا الفضول لمعرفة كل ما يتعلق بهذا المرض وكيفية الاتقاء منه، فلم نسمع حتي الآن ما هي الاحتياطات التي يمكننا اتخاذها لمنع انتقال ذلك الفيروس المميت إن حدث ولا سمح الله قد وجد بيننا..

حرب الخليج هي السبب

عبدالحليم عبدالرسول ـ يفسر سبب هذا المرض من وجهة نظره حيث قال: (أعتقد أن السبب الرئيس وراء هذا المرض حرب الخليج عام 1991م، والتي ونتيجة احتراق آبار النفط تلوث الهواء، وآثارها ما زلنا نعاني بل وسنعاني منها مستقبلاً، خصوصاً أن معظم الهواء في البحرين شمالي قادم من اتجاه دولة الكويت الشقيقة)، وعن ردة فعله اتجاه الخبر قال: (الخوف هو أول شعور انتابني، فالمرض قد يصيبك أو يصيب أحباءك أو أهلك أو أصدقاءك، ولا يقف الأمر عند من تعرفهم، بل قد يصيب أي مسلم وذلك بلاء لا نتمناه لأحد وإن كان عدواً لنا)..
(مدينة حسين) هي الأخري أصيبت بالخوف والحزن بعدما سمعت عن المرض حيث عبرت عن ذلك بقولها: (الحزن علي من أصابهم المرض وفتك بهم، والخوف علي باقي الناس منه، والذي قد يصيب أحداً أعرفه) وأشارت (مدينة) إلي أنها تتابع آخر تطورات المرض من المحطات العالمية لقصور الإعلام المحلي بمثل تلك المعلومات، تقول وهي تضحك: (كنت أناقش ذات الموضوع صباح اليوم، ورغم خوفي من المرض إلا أنني لم أتخذ أي خطوة فعلية للاحتياط منه).

cafeat
25-03-2003
page07.pdf

ا تخافوا من.. الـ نمونيا !!
تحقيق – ياسمين خلف:

سيناريو الحرب الأمريكية العراقية لم ينته بعد، إلا أن سيناريو جديداً فرض نفسه علي العالم، وأربك وأخاف الشعوب، بنسبة لا تقل كثيراً عن مخاوفهم من الحرب، ولا سيما هنا في مملكتنا الآمنة، ألا وهو سيناريو مرض الالتهاب الرئوي ، الذي وإن نفت وزارة الصحة تعرض بعض الحالات للفيروس القاتل، إلا أن الناس ما زالوا قلقين، ولا زالوا يراجعون الأخصائيين للتأكد من خلوهم من المرض… الأوساط الطبية أدلت بدلوها في التحقيق وكذلك عبر الناس عن مخاوفهم، فماذا قال الطرفان؟!!
انتابت حالة الذعر والخوف الناس منذ أن أعلن النائب (عبدالنبي سلمان) ضرورة أخذ وزارة الصحة الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار هذا المرض المميت بعد أن وصلته مصادر تؤكد إن مواطنين قد توفيا نتيجة لهذا المرض الغريب… فماذا قال النائب؟!

الحجر الصحي للوافدين

أنا لم أتعمد اخافة الشارع البحريني؟! فأنا اليوم أمثل الشعب البحريني وليس فقط منطقتي، فبعد أن تلقيت الخبر من الأهالي، بحثت في الانترنت عن الحالة قبل ان أوصل الأمر للصحافة، وبعدها أثرت الموضوع.. وما قامت به وزارة الصحة عمل تشكر عليه، فقد طمأنت الناس وتجاوبت مع طلبي، في ضرورة أخذ كافة احتياطات السلامة، كما وفروا عدداً من الممرضات في المطار.. وأضاف بقوله: (أنا لست بطبيب ولكني أعبر عن رأي الناس ومطالبهم، فآثرت أن انبه السلطات الطبية في البحرين، والذين لم يتأخروا في تزويدي بآخر المعلومات المتعلقة بهذا المرض، وبخاصة الدكتورة (مريم الشتي) التي اهتمت بالموضوع وطمأنتني)، ويتساءل النائب (عبدالنبي) لم لا يطبق لدينا قانون الحجر الصحي لجميع الوافدين أسوة بالدول الأوروبية التي تقوم بالعمل نفسه؟!.

ينتقل عبر الرذاذ

الدكتور جمال الزيرة ـ عضو بالاتحاد العالمي لطب الطوارئ والحوادث يؤكد علي أن الالتهاب الرئوي كأي مرض موجود في أي دولة، وقد يكون المسبب له بكتيريا أو فيروس، كما أن الأعراض تشبه بعضها، لذا يحتاج المصاب إلي عناية أولية قبل أن يستفحل مثلاً البكتيريا في الرئة!! خصوصاً ان المقاومة تصبح ضعيفة، فتظهر علي المصاب بعض الأعراض كارتفاع درجة الحرارة وكثرة السعال، فبالتالي سيحتاج المصاب إلي عناية طبية تستلزم بقاءه في المستشفي لأخذ المغذي (السيلان)، وأخذ عينة من (البلغم) وزراعته للتعرف علي المضاد المناسب للبكتيريا أو الفيروس.
والشيء المخيف في هذا الفيروس أنه غير معروف حتي الآن لعدم اجراء مزرعة للفيروس في المختبرات الطبية، لذا فإن العلاج صعب في مثل هذه الحالات لعدم تحديد الأدوية المناسبة للتحكم في المرض، وعملية اثارة مثل هذا الموضوع كالسلاح ذي الحدين، قد يرعب الناس، ولكنه في الوقت ذاته جيد ليأخذ الناس احتياطاتهم، ومراجعة الأطباء في حالة وجود أي أعراض تشبه إلي حد ما أعراض الانفلونزا، ليتلقوا العلاج المناسب في الوقت المناسب، بدلاً من التأخر الذي قد يساهم في استفحال المرض وبالتالي يصعب علاجه، ويشير الدكتور (الزيرة) إلي ان عدداً كبيراً من الناس قد راجعوا العيادة لاجراء الفحوصات الوقائية من هذا المرض بعدما أعلن عنه عبر الصحف المحلية، مؤكداً علي أن أكثر من 80% من الحجاج أصيبوا بأمراض الجهاز التنفسي نتيجة الاختلاط في الأراضي المقدسة.
ويقول مضيفاً: (أمراض الجهاز التنفسي لا تميت، والمتوفون كانوا يعانون من أمراض في الرئة، وقد نفت وزارة الصحة إصابتهم بالالتهاب الرئوي، وتم ارسال بعض العينات لفحصها في المختبرات العالمية للتأكد من نوع الفيروس، ففيروس الالتهاب الرئوي لم يكتشف له مضاد حتي الآن، وخطورته تكمن في سرعة انتقاله والذي ينتقل عبر الرذاذ).
وعن الإجراءات الوقائية لهذا المرض قال الدكتور (الزيرة) يجب الابتعاد عمن يعانون من كحة قوية وارتفاع في درجة الحرارة، وتغطية الأنف وعدم استنشاق الرذاذ المباشر ممن يكح، أما إذا كان الشخص قريباً ومن الأهل وقد ظهرت عليه مثل هذه الأعراض علي أهله المسارعة بأخذه لأقرب طبيب معالج لتفادي استفحال المرض، مختتماً بقوله : (أنصح بعدم السفر لدول شرق آسيا في هذه الفترة إلا للضرورة القصوي).

المعلومات غير كافية حتي الآن!!

نعم، عرفوا أن سبب الالتهاب الرئوي (فيروس)، ولكن حتي هذه اللحظة لم يعرفوا نوعه، وأنا شخصياً قد بحثت عن هذا المرض من خلال الانترنت والمجلات العلمية والطبية، إلا أنني وللأسف لم أحصل علي معلومات وافية… ذلك ما بدأ به الدكتور خالد العوضي ـ رئيس الدائرة الطبية بشركة ألبا، حيث أكمل بقوله: (الفيروسات التي تنتقل عبر الرذاذ الهوائي لا يمكن ايقافها، فهي تنتقل من دولة إلي أخري دون اي حدود أو قواعد، ولم نعرف حتي الآن إذا ما كان هذا الفيروس قد حدث له تنشيط أو طفرة أو كانت له علاقة بالجنس الحيواني)، ويحذر الدكتور (العوضي) من التسرع في أخذ الاحتياطات التي قد تكون لا داعي لها، خصوصاً أن الدول المتقدمة لم تتخذ خطوات جريئة بعد بخصوص هذا الفيروس.

الجهات المختصة أخذت استعدادها

وتطمئن الدكتورة مريم الشتي ـ مسئولة الأمراض المعدية بوزارة الصحة الناس وتقول في ذات الموضوع: (بحسب منظمة الصحة العالمية فإن الحالات التي تم الإعلان عنها عبر الصحف المحلية غير مصابة بالفيروس (المميت)، والدليل علي ذلك أن إحدي الحالات قد خرجت من وحدة العناية المركزة، في حين لا زالت الحالة الأخري تتلقي العلاج في وحدة العناية المركزة!! مشيرة في ذات الوقت إلي أنه ليس في تلك الحالات من سافر إلي الصين أو هونج كونج أو فيتنام).
وجاء علي لسان الدكتور (الشتي) أن أسباب هذا المرض قد تكون بكتيرية أو فيروسية، ويحدث المرض بين الفينة والأخري، ورغم ذلك فقد أخذت الجهات المختصة كافة التدابير والاحتياطات لمواجهة اي حالة مصابة، فقد جهز جناح للعزل في مجمع السلمانية الطبي، واستعد مطار البحرين الدولي لمثل هذه الحالات عن طريق وجود عدد من الممرضات لفحص من يشتبه باصابتهم بالمرض، في الوقت الذي قامت وزارة الصحة بأخذ عينات لاختبارها في المختبرات العالمية في فرنسا للتأكد من نوع الفيروس.
وقد توجهت (الأيام) بسؤال للدكتور عبدالوهاب محمد وكيل وزارة الصحة المساعد للرعاية الصحية الأولية والصحة العامة، مفاده: لم لا يتم تحديث نظام الفحص الطبي في مطار البحرين الدولي لفحص العمالة الوافدة قبل دخولها البلاد؟! فكان رده:

الفيروس لا يحتاج إلي فيزا أو تذكرة سفر

حسب الاتفاقيات المبرمة بين دول الخليج العربي وبين الدول التي تُستقدم منها العمالة، أن كل عامل يتم فحصه من قبل مكاتب طبية متخصصة معترف بها ومؤهلة، وهي مكاتب محددة لمنع (التلاعب) الذي قد يقوم به البعض في تلك الدول كالهند أو الفلبين أو غيرها، فلا يدخل أي عامل البلاد إلا بعد أن يجتاز الاختبارات الطبية تلك.
ويكمل بقوله: (ليس هناك سبيل آخر، فالعمال بالآلاف وإن كنا في مملكة البحرين نعتبر أقل دولة بها عمالة أجنبية بالمقارنة مع دول الخليج الأخري، والفحوصات تأخذ وقتاً طويلاً قد يمتد من اسبوع إلي عشرة أيام، ولا يمكن اجراؤها في ساعة زمنية واحدة، ولو طبقنا عليهم (الحجر الصحي) فأين سنضع كل تلك الآلاف من البشر!!، ولو وجد المكان سيحتاج الأمر إلي ضرورة توفير كوادر طبية ومضادات وأدوية وغيرها من الأمور التي ستحتاج وبلا شك إلي ميزانية كبيرة، والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فتلك العملية لن تقبل بها الجمعيات كحقوق الإنسان أو العمال، التي قد تجد أن مثل هذه الأمور انتهاك لحقوق الإنسان، خصوصاً أن الغالبية العظمي منهم ستثبت الفحوصات أنهم معافين والمرضي فيهم لا يتجاوزون عدد أصابع اليد).
ويشير الدكتور عبدالوهاب إلي أن هذا المرض لا ينقله فقط العمال، بل حتي من يسافر للفسحة أو السياحة مثلاً لتلك البلدان الشرق آسيوية، وإن عملية نقله لا تحتاج إلي فترة طويلة فهو ينتقل بسرعة مذهلة، حيث قال مزيداً علي ما قاله: لا يوجد مرض يمكن منعه بالحدود الدولية، فالفيروس لا يحتاج إلي تذكرة سفر أو فيزا لينتقل، وعملية فحص العمالة قد تكون غير مقبولة لدي أوساط الناس، مختتماً باستعراضه إحدي التجارب التي فشلت، وكانت لمنع دخول الحالات المصابة بالايدز، والذي كان بفحص سريع في المطار للدم أو اللعاب وخاصة لفئة محددة من الأفراد والمحتمل نقلهم للمرض وبسبب فشل المشروع لم يستمر كثيراً.
تلك كانت الآراء الطبية المتخصصة، فماذا عن الشارع البحريني؟، كيف استقبل ذلك الخبر المروع ؟! وما هي ردة فعلهم اتجاهه؟! ذلك ما سنعرفه خلال الأسطر القادمة.

أيهما نصدق يا تري؟!

أم حسين فاطمة ـ كان الخوف من المرض باد علي محياها، وواضح من كثرة أسئلتها التي وجهتها إلينا، بغية الاستزادة بأي معلومات إضافية قد نكون نعرفها ولم تنشر عبر وسائل الإعلام، وعن تلك المخاوف قالت: بصراحة أنا لست بخائفة علي نفسي بقدر ما أنا خائفة علي الأطفال عامة وليس فقط أطفالي، فقد سمعت أن ذلك المرض اللعين حدث أولا في دول شرق آسيا، وبعدها سمعت أن بعض البحرينيين قد اصيبوا به، وما زاد مخاوفي أن الصحف المحلية نشرت خبر وفاة شخصين بسبب هذا المرض الغريب، والمحير أن في اليوم التالي نُشر خبران متناقضان يكذب أحدهما الآخر وفي ذات الصفحة، أحدهما يعلن عن وفاة حالة، والآخر ينفي إصابة اي بحريني بالالتهاب الرئوي القاتل فأي الخبرين نصدق يا تري؟! وتعلق بقولها: لا أفكر بالحرب بقدر ما أنا أفكر بهذا المرض، وكيف نقي أبناءنا منه، خصوصاً أثناء تواجدهم بين أسوار المدرسة، وتتمني أم حسين لو تأخذ المدارس احتياطاتها وتأمر الطلبة بلبس الأقنعة لمنع انتقال الفيروس إن وجد بين الأوساط الطلابية، وتؤكد أنها تتابع الصحف يومياً لمعرفة آخر تطورات المرض.

إعلامنا متكتم

توبا تقول وهي تضحك.. المتسبب الرئيسي للمرض رجل صيني، وهو أول ضحايا هذا المرض، كما ذكرت محطتا BBC، CNN، وسمعت كذلك أن الحجاج قد انتقل بينهم وللأسف إعلامنا متكتم ولا يزودنا بآخر تطورات هذا المرض، ونحن كمواطنين لدينا ثقة كبيرة بوزارة الصحة، واهتمامها بالمواطنين، وبالتأكيد أخذت كافة الاحتياطات لمنع انتقاله، ولكننا وعلي الجانب الآخر ينتابنا الفضول لمعرفة كل ما يتعلق بهذا المرض وكيفية الاتقاء منه، فلم نسمع حتي الآن ما هي الاحتياطات التي يمكننا اتخاذها لمنع انتقال ذلك الفيروس المميت إن حدث ولا سمح الله قد وجد بيننا..

حرب الخليج هي السبب

عبدالحليم عبدالرسول ـ يفسر سبب هذا المرض من وجهة نظره حيث قال: (أعتقد أن السبب الرئيس وراء هذا المرض حرب الخليج عام 1991م، والتي ونتيجة احتراق آبار النفط تلوث الهواء، وآثارها ما زلنا نعاني بل وسنعاني منها مستقبلاً، خصوصاً أن معظم الهواء في البحرين شمالي قادم من اتجاه دولة الكويت الشقيقة)، وعن ردة فعله اتجاه الخبر قال: (الخوف هو أول شعور انتابني، فالمرض قد يصيبك أو يصيب أحباءك أو أهلك أو أصدقاءك، ولا يقف الأمر عند من تعرفهم، بل قد يصيب أي مسلم وذلك بلاء لا نتمناه لأحد وإن كان عدواً لنا)..
(مدينة حسين) هي الأخري أصيبت بالخوف والحزن بعدما سمعت عن المرض حيث عبرت عن ذلك بقولها: (الحزن علي من أصابهم المرض وفتك بهم، والخوف علي باقي الناس منه، والذي قد يصيب أحداً أعرفه) وأشارت (مدينة) إلي أنها تتابع آخر تطورات المرض من المحطات العالمية لقصور الإعلام المحلي بمثل تلك المعلومات، تقول وهي تضحك: (كنت أناقش ذات الموضوع صباح اليوم، ورغم خوفي من المرض إلا أنني لم أتخذ أي خطوة فعلية للاحتياط منه).

cafeat
25-03-2003
page07.pdf

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.