في لحظات ضعف الأب وأخذ يبكي حرقة، لا لفقد عزيز ولا لخسارة في تجارة، وإنما لعدم مقدرته على دفع كلفة روب التخرج لابنته، التي أنهت قبل أيام امتحاناتها النهائية، يقول بأن مديرة المدرسة خلقت دمعة في عيون ابنته وحسرة في قلبها، والعين بصيرة واليد قصيرة، فالراتب لا يسد رمق عائلته فكيف به أن يدفع 25 دينارا لروب تخرج يلبس لمرة ويجد بعدها مكانه في الخزانة، وإن كان المبلغ زهيدا بل وتافها لدى البعض، فإنه ليس بكذلك بالنسبة لأب محدود الدخل بل وقد يعيش تحت خط الفقر بحسب بعض المقاييس العالمية.
عجبا والله كيف يطاوع قلب مديرة تلك المدرسة أن تحرم بعضاً من طالباتها من حفلة التخرج، التي هي حلم كل طالبة مهما كان مستواها التحصيلي أو الاقتصادي، وبعيدا عن العواطف وبعقلانية بحتة كم يكلف روب التخرج حتى يطلب من كل طالبة 25 دينارا؟ فلا أعتقد أن الروب من تصميم مصمم عالمي ولا قماشه من النوع الانتيك مثلا، وكما نعرف جميعا بأن كل محل خياطة بعد أن يفصل عددا من الروبات يقدم بعضها من دون مقابل مادي، من قبيل100 مثلا و4 مجانا، نقول مثلا يعني، فيمكن أن تقدم تلك الروبات المجانية للطالبات ”الفقيرات” أو اللواتي لا يسعف أهاليهن الفرصة لتوفير هذا المبلغ، المبالغ فيه نسبيا إذ ما قيست بحسبه أجور أهاليهن. كما علمت ومن بعض الطالبات من مدارس مختلفة في المملكة فإن الروب المقرر لهن لا يتعدى ثمنه الـ 10 دنانير، بل وأن الطالبة غير المقتدرة يتم استدعاؤها عند المشرفة الاجتماعية كنوع من الخصوصية، لسؤالها إذ ما كانت قادرة على دفع نصف المبلغ، على أن تدفع المدرسة من موازنتها الجزء الأخر، بل قالت إحداهن إنها تقبل حتى 3 دنانير إن كان ذلك أقصى ما يمكنها دفعه، فلماذا هذه المدرسة بالذات التي لا تقبل إلا بـ 25 دينارا ”نوط ينطح نوط” وإلا فلتجلس الطالبة في منزلها ولا تشارك في الحفلة، فلا يسمح لأي طالبة المشاركة من دون ”الروب”.
المدرسة المعنية من أكبر المدارس الثانوية التي تحصل سنويا على تبرعات كبيرة من المؤسسات والشركات الخاصة، يعني وبالعربي الفصيح أين تذهب تلك الدنانير وهي لا تصرف على الطالبات المحتاجات، فالقرطاسية وباقي المستلزمات المكتبية والمدرسية تتكفل بها على ما أعتقد وزارة التربية والتعليم، يعني أي مدخول إضافي للمدرسة يجب أن يصرف على الطالبات المحتاجات وخصوصا أن الرسائل التي تبعثها المدرسة، وأي مدرسة للجهات الخاصة والأهلية وتستجدي منهم المساعدة ودعم المدرسة تدعي أنها ستعين به لتوفير بعض احتياجات الطلاب الفقراء منهم، ويكفي أن علمنا بأن طالبات محتاجات من المدرسة يعترفن ويخجلن أنهن لم يستلمن أي معونة شتاء من المدرسة منذ ثلاث سنوات، أي منذ أن وطأت أقدامهن هذه المدرسة، وأعتقد أن المديرة تدخرها لهن ليسافرن بها خلال الإجازة الصيفية، لتتحول المعونة من شتوية إلى صيفية.* من اسرة تحرير ”الوقت”
في لحظات ضعف الأب وأخذ يبكي حرقة، لا لفقد عزيز ولا لخسارة في تجارة، وإنما لعدم مقدرته على دفع كلفة روب التخرج لابنته، التي أنهت قبل أيام امتحاناتها النهائية، يقول بأن مديرة المدرسة خلقت دمعة في عيون ابنته وحسرة في قلبها، والعين بصيرة واليد قصيرة، فالراتب لا يسد رمق عائلته فكيف به أن يدفع 25 دينارا لروب تخرج يلبس لمرة ويجد بعدها مكانه في الخزانة، وإن كان المبلغ زهيدا بل وتافها لدى البعض، فإنه ليس بكذلك بالنسبة لأب محدود الدخل بل وقد يعيش تحت خط الفقر بحسب بعض المقاييس العالمية.
عجبا والله كيف يطاوع قلب مديرة تلك المدرسة أن تحرم بعضاً من طالباتها من حفلة التخرج، التي هي حلم كل طالبة مهما كان مستواها التحصيلي أو الاقتصادي، وبعيدا عن العواطف وبعقلانية بحتة كم يكلف روب التخرج حتى يطلب من كل طالبة 25 دينارا؟ فلا أعتقد أن الروب من تصميم مصمم عالمي ولا قماشه من النوع الانتيك مثلا، وكما نعرف جميعا بأن كل محل خياطة بعد أن يفصل عددا من الروبات يقدم بعضها من دون مقابل مادي، من قبيل100 مثلا و4 مجانا، نقول مثلا يعني، فيمكن أن تقدم تلك الروبات المجانية للطالبات ”الفقيرات” أو اللواتي لا يسعف أهاليهن الفرصة لتوفير هذا المبلغ، المبالغ فيه نسبيا إذ ما قيست بحسبه أجور أهاليهن. كما علمت ومن بعض الطالبات من مدارس مختلفة في المملكة فإن الروب المقرر لهن لا يتعدى ثمنه الـ 10 دنانير، بل وأن الطالبة غير المقتدرة يتم استدعاؤها عند المشرفة الاجتماعية كنوع من الخصوصية، لسؤالها إذ ما كانت قادرة على دفع نصف المبلغ، على أن تدفع المدرسة من موازنتها الجزء الأخر، بل قالت إحداهن إنها تقبل حتى 3 دنانير إن كان ذلك أقصى ما يمكنها دفعه، فلماذا هذه المدرسة بالذات التي لا تقبل إلا بـ 25 دينارا ”نوط ينطح نوط” وإلا فلتجلس الطالبة في منزلها ولا تشارك في الحفلة، فلا يسمح لأي طالبة المشاركة من دون ”الروب”.
المدرسة المعنية من أكبر المدارس الثانوية التي تحصل سنويا على تبرعات كبيرة من المؤسسات والشركات الخاصة، يعني وبالعربي الفصيح أين تذهب تلك الدنانير وهي لا تصرف على الطالبات المحتاجات، فالقرطاسية وباقي المستلزمات المكتبية والمدرسية تتكفل بها على ما أعتقد وزارة التربية والتعليم، يعني أي مدخول إضافي للمدرسة يجب أن يصرف على الطالبات المحتاجات وخصوصا أن الرسائل التي تبعثها المدرسة، وأي مدرسة للجهات الخاصة والأهلية وتستجدي منهم المساعدة ودعم المدرسة تدعي أنها ستعين به لتوفير بعض احتياجات الطلاب الفقراء منهم، ويكفي أن علمنا بأن طالبات محتاجات من المدرسة يعترفن ويخجلن أنهن لم يستلمن أي معونة شتاء من المدرسة منذ ثلاث سنوات، أي منذ أن وطأت أقدامهن هذه المدرسة، وأعتقد أن المديرة تدخرها لهن ليسافرن بها خلال الإجازة الصيفية، لتتحول المعونة من شتوية إلى صيفية.* من اسرة تحرير ”الوقت”
أحدث التعليقات