الفقر بعد التجميل

السبت 15 فبراير 2020



يبدو أن الفقر هو الآخر ولبشاعته خضع لعمليات تجميل المسئولين، فسيرته فضلاً عن صورته غير المحببة، جعلت من وزير العمل والشؤون الاجتماعية جميل حميدان أن يطلق على وضع 17209 أسرة وفرد وصف “تحت الحد الأدنى لمتطلبات الحياة الأساسية”. جملة من ست كلمات كان يمكن أن يختصرها وببساطة في كلمة واحدة فقط “فقراء”، لتعبر وبشكل أوضح وأعمق الحال الذي يعيش فيه، وتعاني منه شريحة واسعة من المواطنين.

إحصائية لألاف يُقدر دخل عائل الأسرة فيها 336ديناراً فقط، يعول من خلالها  6 أشخاص أو أكثر، بحسب آخر دراسة تم اعتمادها في هذا المجال بمعرفة البنك الدولي، والتي تعود إلى عام 2010! عشر سنوات على هذه الدراسة والتي وبلاشك، لو تعاد وبحسب المعايير الجديدة في الحياة العصرية، لتضاعف الرقم مرة أو مرتين، فالأسعار ارتفعت، والضرائب أخذت تنهش في جيوب الناس، والرواتب هي هي لم تتغير.

بالله عليكم، ومع قبول معايير الدراسة تلك، كيف تعيش أسرة مكونة من ستة أشخاص أو أكثر بهذا الدخل المتدني؟ أي ميزانية يمكن من خلالها تدبير أمورهم، مدارس، جامعات، بترول، وفواتير هواتف وكهرباء وماء، وإيجار مسكن ربما، والكثير من الإلتزامات التي لا مفر منها ولا استغناء؟ فهناك أسر لا تجد قوت يومها، فتضطر الأمهات إلى عصر الطماطم على الأرز كوجبة غذاء بعدما عجزن عن توفير الإدام والكثير من الحالات المبكية.

المضحك المبكي؛ أنه وقبل فترة ليست ببعيدة تشدق المسؤولين بأن لا فقراء في البحرين، وها هم اليوم يعترفون وإن كان بمسمى وتعبير يجمل القبيح؛ بأن ألاف يعيشون تحت الحد الأدنى لمتطلبات الحياةالأساسية، شريحة تزداد اتساعاً كل عام مع دخول فئة ليست بقليلة في خانة المتقاعدين، حيث يتسلمون معاشات تقاعدية متدنية، ودخول فئة أخرى في خانة العاطلين، حيث يتخرج ألاف كل عام ولا وظائف تحتضنهم، وما كان في الجيب وإن كان قليلاً بدأ يتسرب هنا وهناك لتلك الرسوم وتلك الضرائب التي تتانسل كل يوم… للوقوف في وجه غول الفقر، لابد أن يحصل كل مواطن على حقه من وظيفة تحفظ له كرامته. ولابد أن تأخذ البحرنة موقفها الجاد. ولابد من تحسين رواتب الموظفين. وإلا فقبح الفقر سيزداد ولن تنفع معه أي عمليات تجميل.


ياسمينة: لو كان الفقر رجلاً لقتلته “الإمام علي عليه السلام”.

وصلة فيديو المقال

السبت 15 فبراير 2020



يبدو أن الفقر هو الآخر ولبشاعته خضع لعمليات تجميل المسئولين، فسيرته فضلاً عن صورته غير المحببة، جعلت من وزير العمل والشؤون الاجتماعية جميل حميدان أن يطلق على وضع 17209 أسرة وفرد وصف “تحت الحد الأدنى لمتطلبات الحياة الأساسية”. جملة من ست كلمات كان يمكن أن يختصرها وببساطة في كلمة واحدة فقط “فقراء”، لتعبر وبشكل أوضح وأعمق الحال الذي يعيش فيه، وتعاني منه شريحة واسعة من المواطنين.

إحصائية لألاف يُقدر دخل عائل الأسرة فيها 336ديناراً فقط، يعول من خلالها  6 أشخاص أو أكثر، بحسب آخر دراسة تم اعتمادها في هذا المجال بمعرفة البنك الدولي، والتي تعود إلى عام 2010! عشر سنوات على هذه الدراسة والتي وبلاشك، لو تعاد وبحسب المعايير الجديدة في الحياة العصرية، لتضاعف الرقم مرة أو مرتين، فالأسعار ارتفعت، والضرائب أخذت تنهش في جيوب الناس، والرواتب هي هي لم تتغير.

بالله عليكم، ومع قبول معايير الدراسة تلك، كيف تعيش أسرة مكونة من ستة أشخاص أو أكثر بهذا الدخل المتدني؟ أي ميزانية يمكن من خلالها تدبير أمورهم، مدارس، جامعات، بترول، وفواتير هواتف وكهرباء وماء، وإيجار مسكن ربما، والكثير من الإلتزامات التي لا مفر منها ولا استغناء؟ فهناك أسر لا تجد قوت يومها، فتضطر الأمهات إلى عصر الطماطم على الأرز كوجبة غذاء بعدما عجزن عن توفير الإدام والكثير من الحالات المبكية.

المضحك المبكي؛ أنه وقبل فترة ليست ببعيدة تشدق المسؤولين بأن لا فقراء في البحرين، وها هم اليوم يعترفون وإن كان بمسمى وتعبير يجمل القبيح؛ بأن ألاف يعيشون تحت الحد الأدنى لمتطلبات الحياةالأساسية، شريحة تزداد اتساعاً كل عام مع دخول فئة ليست بقليلة في خانة المتقاعدين، حيث يتسلمون معاشات تقاعدية متدنية، ودخول فئة أخرى في خانة العاطلين، حيث يتخرج ألاف كل عام ولا وظائف تحتضنهم، وما كان في الجيب وإن كان قليلاً بدأ يتسرب هنا وهناك لتلك الرسوم وتلك الضرائب التي تتانسل كل يوم… للوقوف في وجه غول الفقر، لابد أن يحصل كل مواطن على حقه من وظيفة تحفظ له كرامته. ولابد أن تأخذ البحرنة موقفها الجاد. ولابد من تحسين رواتب الموظفين. وإلا فقبح الفقر سيزداد ولن تنفع معه أي عمليات تجميل.


ياسمينة: لو كان الفقر رجلاً لقتلته “الإمام علي عليه السلام”.

وصلة فيديو المقال

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.