أنا والهامستر

ياسمينيات
أنا والهامستر
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لا أعرف ما الذي دفعني بالضبط إلى شراء (هامستر) من أسواق دمشق خلال زيارة العمل الأخيرة، ولا أعرف كيف جاءتني الجرأة إلى حملها في كيس كارتوني أنيق يشبه لون أحدهم الفائق البياض، رغم كونها من حيوانات القوارض، والتي يسهل عليها قرض الكيس واحتمال فرارها وخلقها لبلبلة وربما ‘’كارثة’’ في الطائرة، فشكلها الكارتوني البريء وملمسها الناعم قد يكون الأغراء الذي لم أحتمله.
الأمور سارت خلال قدومي من مطار دمشق الدولي بكل يسر، ولكنها ليست كذلك في مطار البحرين الدولي، حيث استوقفني المفتش وحولني للجمارك، لا أنكر المعاملة الكريمة التي حظيت بها على رغم عدم علم الموظفين بهويتي، ‘’غالبا ما تتغير المعاملة مع علم البعض بهوية الصحافي ‘’ولكني أخذت نصيبي من الانتظار خصوصا أنني لا أحمل شهادة طبية للهامستر والطبيب البيطري غير موجود في المطار، واستدعاؤه من منزله وقت الإفطار عملية تشبه بعملية الإرهاب في رمضان.
لم تنفع توسلاتي بإخلاء سبيلهم ولم تجد محاولات الهامستر بعد أن قرض الكيس وحاول الفرار من موظفي الجمارك، حيث قبض عليه وأدخل في قفص حديدي، والبيطري لم يصل رغم محاولات الموظفة في الاتصال بأكثر من ثلاثة، المهم استسلمت وتركتهم في عهدة الموظفين بعد أن تأكدت بأنهم في مأمن وأنهم سينالون الرعاية والاهتمام اللازمين والتي من ضمنها طبعا حقهم في الأكل.
اليوم التالي بعد أن أخبرتني الموظفة بأنهم سيبقون لأسبوعين على الأقل في المحجر البيطري في الهملة حاولت على رغم بغضي للواسطة توسيط أي أحد ولم أفلح، فالبيطري أكد أنهم في عهدة المحجر لأربعة عشر يوما، وبعد ثلاثة أيام عاودت محاولاتي، وتلقيت خبرا مفرحا ومحزنا في ذات الوقت، فرحت بسماح المحجر بإخلاء سبيلهم مقابل رسوم 5 دنانير وحزنت بموت أحدهم نتيجة الجوع، نعم بسبب الجوع حيث أكد الموظف بأن أكل الحيوان المحجور عليه يجب أن يكون من صاحبه لا من المحجر.
صعقت حقيقة كيف تترك الحيوانات من دون أكل إذ لم يوفر صاحبها المؤونة الكافية طوال فترة الحجر، ولم لا يبلغ صاحب الحيوان بالأمر، فرغم سؤالي المستمر وإلحاحي كان الموظفون يؤكدون أن المحجر سيهتم بهم، أعداد كبيرة من الحيوانات تنفق بسبب الجوع كما علمت من مصدر موثوق، فكم من الكلاب والقطط النادرة والمرتفعة الأثمان والتي تكبد أصحابها مشقة نقلها ماتت بسبب الجوع، أليست الحيوانات أرواح ومن حقها أن تعيش وتعامل برفق، ألم تدخل امرأة النار بسبب قطة؟ فأين جمعية الرفق بالحيوان عن تلك الحيوانات بالمحجر البيطري!

العدد 415 – الأربعاء 23 ربيع الأول 1428 هـ – 11 أبريل 2007

ياسمينيات
أنا والهامستر
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لا أعرف ما الذي دفعني بالضبط إلى شراء (هامستر) من أسواق دمشق خلال زيارة العمل الأخيرة، ولا أعرف كيف جاءتني الجرأة إلى حملها في كيس كارتوني أنيق يشبه لون أحدهم الفائق البياض، رغم كونها من حيوانات القوارض، والتي يسهل عليها قرض الكيس واحتمال فرارها وخلقها لبلبلة وربما ‘’كارثة’’ في الطائرة، فشكلها الكارتوني البريء وملمسها الناعم قد يكون الأغراء الذي لم أحتمله.
الأمور سارت خلال قدومي من مطار دمشق الدولي بكل يسر، ولكنها ليست كذلك في مطار البحرين الدولي، حيث استوقفني المفتش وحولني للجمارك، لا أنكر المعاملة الكريمة التي حظيت بها على رغم عدم علم الموظفين بهويتي، ‘’غالبا ما تتغير المعاملة مع علم البعض بهوية الصحافي ‘’ولكني أخذت نصيبي من الانتظار خصوصا أنني لا أحمل شهادة طبية للهامستر والطبيب البيطري غير موجود في المطار، واستدعاؤه من منزله وقت الإفطار عملية تشبه بعملية الإرهاب في رمضان.
لم تنفع توسلاتي بإخلاء سبيلهم ولم تجد محاولات الهامستر بعد أن قرض الكيس وحاول الفرار من موظفي الجمارك، حيث قبض عليه وأدخل في قفص حديدي، والبيطري لم يصل رغم محاولات الموظفة في الاتصال بأكثر من ثلاثة، المهم استسلمت وتركتهم في عهدة الموظفين بعد أن تأكدت بأنهم في مأمن وأنهم سينالون الرعاية والاهتمام اللازمين والتي من ضمنها طبعا حقهم في الأكل.
اليوم التالي بعد أن أخبرتني الموظفة بأنهم سيبقون لأسبوعين على الأقل في المحجر البيطري في الهملة حاولت على رغم بغضي للواسطة توسيط أي أحد ولم أفلح، فالبيطري أكد أنهم في عهدة المحجر لأربعة عشر يوما، وبعد ثلاثة أيام عاودت محاولاتي، وتلقيت خبرا مفرحا ومحزنا في ذات الوقت، فرحت بسماح المحجر بإخلاء سبيلهم مقابل رسوم 5 دنانير وحزنت بموت أحدهم نتيجة الجوع، نعم بسبب الجوع حيث أكد الموظف بأن أكل الحيوان المحجور عليه يجب أن يكون من صاحبه لا من المحجر.
صعقت حقيقة كيف تترك الحيوانات من دون أكل إذ لم يوفر صاحبها المؤونة الكافية طوال فترة الحجر، ولم لا يبلغ صاحب الحيوان بالأمر، فرغم سؤالي المستمر وإلحاحي كان الموظفون يؤكدون أن المحجر سيهتم بهم، أعداد كبيرة من الحيوانات تنفق بسبب الجوع كما علمت من مصدر موثوق، فكم من الكلاب والقطط النادرة والمرتفعة الأثمان والتي تكبد أصحابها مشقة نقلها ماتت بسبب الجوع، أليست الحيوانات أرواح ومن حقها أن تعيش وتعامل برفق، ألم تدخل امرأة النار بسبب قطة؟ فأين جمعية الرفق بالحيوان عن تلك الحيوانات بالمحجر البيطري!

العدد 415 – الأربعاء 23 ربيع الأول 1428 هـ – 11 أبريل 2007

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “أنا والهامستر

  1. تعليق #1
    You couldn’t buy one from bahrain!!?
    Layla الأربعاء 11 أبريل 2007
    تعليق #2
    انا بعد عندي واحد
    بوسلمان الأربعاء 11 أبريل 2007
    تعليق #3
    شكراً على الموضوع

    بس (بعض) موظفين المطار لا يتعامل بشكل إنساني مع البشر فكيف بالحيوانات؟؟
    محمد الأربعاء 11 أبريل 2007
    تعليق #4
    “You couldn’t buy one from bahrain!!”

    شدرااااااني
    محمد الأربعاء 11 أبريل 2007
    تعليق #5
    ننسى جوع البشر ونتذكر طعام الحيوان

    كما هي حقوق الانسان والحيوان

    فحقوق الانسان تشرف بصمت على مجازر العراق وفلسطين وحقوق الحيوان تستنكر ذبح الاضاحي بعدد كبير في عيد الاضحى المبارك

    nawaf الأربعاء 11 أبريل 2007
    تعليق #6
    أشكر الكاتبة الأستاذة ياسمين خلف على الاهتمام بأمر الهامستر فنحن كمسلمين مسؤولون عن الرفق بالحيوان قبل غيرنا فالرسول صلى الله عليه وسلم أوصى به .. ولكن بكل أسف لا توجد هذه الرعاية وهذا الاهتمام في بلادنا .. وأتمنى أن يحرك موضوع الأخت ياسمين همم المسؤولين
    مع تحياتي

    كمال
    كمال محمود الأربعاء 18 أبريل 2007
    تعليق #7
    أكرر شكري للكاتبة على اهتمامها
    وعذرا إذا تكررت الرسالة والسبب أنني أعدت الإرسال لعدم تحديد الدولة المرسل منها التعليق

    مع الاعتذار

    كمال – كندا
    كمال محمود الأربعاء 18 أبريل 2007
    تعليق #8
    الله يكون بعونج أستاذتنا ياسمين والله يعوضج خير ولكن كما تعلمين الرعاية لم يحظى بها البشر فكيف بالحيوانات
    الفاارس الأثنين 7 مايو 2007

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.