(بلا رحمة) في الطوارئ

ياسمينيات
(بلا رحمة) في الطوارئ
ياسمين خلف

ياسمين خلف

ليس غريبا أبدا أن تبقى في قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي مرافقا لمريض لثلاث أو حتى أربع ساعات متواصلة وأن لم تكن أكثر،ليس طبعا في قاعة الانتظار التي شهدت تطورا في عهد رئيس القسم السابق نبيل الأنصاري، وإنما في غرف العلاج، والمرافق ‘’الله يكون في عونه ‘’ يحاصره الملل والقلق على المريض بل يهدمه التعب من طول فترة الوقوف ‘’ يمرض مع المريض’’.
لكل مريض مرافق واحد بحسب الأنظمة والقوانين في القسم ولا نختلف على الأمر، ولكن أليس من الأجدى أن يكون بقرب كل سرير كرسي واحد للمرافق؟ والذي يبقى لساعات كممرض لا كمرافق، حيث يتعين عليه مراقبة المريض وتلبية طلباته، بل وقبل هذا وذاك عليه أن يركض وراء الممرضين والأطباء ليحصل مريضه على العلاج، وبعدها عليه أن يأخذ عينات الدم بنفسه الى المختبر ومراقبة المغذي ‘’السيلان’’ كلما انتهى لتغييره وهكذا دواليك إلا أن يسمح للمريض المغادرة أو يحول للأجنحة لتبدأ معاناة أخرى ليس المجال هنا لذكرها.
لم ننس أبدا بأن المساحة المخصصة لسرير المريض ضيقة جدا قد لا تسع الكثير ولكنها على ما أعتقد تسع كرسي صغير في أحد زواياها رحمة بالمرافق الذي قد يسأم ويتسلل إليه الضجر كلما اضطرته الظروف الى أخذ ذويه للطوارئ.
ولفتة إنسانية أخرى لحال المرضى المبرحين والمتلوين من الألم على أسرتهم البيضاء، فعلى رغم الشكوى المستمرة لايزال المرضى يجأرون من عدم توافر مخدات في القسم، قد تكون شكوى تثير الضحك عند البعض ولكنها جادة بالنسبة للمرضى فكم من كبير في السن ورأيت بعضهم بأم عيني يعلو صوته طالبا مخدة يضعها تحت رقبته أو بين رجليه ويكون الجواب ‘’ لا توجد لدينا مخدات ‘’ وكم من مريض بالسكلر يترنح يمنة ويسرى من الألم ولا يجد مخدة يضع عليها رقبته التي قد تكون نوبة الألم استهدفتها، وأمر المخدات لا أظن أنها تحتاج الى موازنة ضخمة فارحمي يا وزارة الصحة من في الطوارئ يرحمك من في السماء.

العدد 412 – الأحد 20 ربيع الأول 1428 هـ – 08 أبريل 2007

ياسمينيات
(بلا رحمة) في الطوارئ
ياسمين خلف

ياسمين خلف

ليس غريبا أبدا أن تبقى في قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي مرافقا لمريض لثلاث أو حتى أربع ساعات متواصلة وأن لم تكن أكثر،ليس طبعا في قاعة الانتظار التي شهدت تطورا في عهد رئيس القسم السابق نبيل الأنصاري، وإنما في غرف العلاج، والمرافق ‘’الله يكون في عونه ‘’ يحاصره الملل والقلق على المريض بل يهدمه التعب من طول فترة الوقوف ‘’ يمرض مع المريض’’.
لكل مريض مرافق واحد بحسب الأنظمة والقوانين في القسم ولا نختلف على الأمر، ولكن أليس من الأجدى أن يكون بقرب كل سرير كرسي واحد للمرافق؟ والذي يبقى لساعات كممرض لا كمرافق، حيث يتعين عليه مراقبة المريض وتلبية طلباته، بل وقبل هذا وذاك عليه أن يركض وراء الممرضين والأطباء ليحصل مريضه على العلاج، وبعدها عليه أن يأخذ عينات الدم بنفسه الى المختبر ومراقبة المغذي ‘’السيلان’’ كلما انتهى لتغييره وهكذا دواليك إلا أن يسمح للمريض المغادرة أو يحول للأجنحة لتبدأ معاناة أخرى ليس المجال هنا لذكرها.
لم ننس أبدا بأن المساحة المخصصة لسرير المريض ضيقة جدا قد لا تسع الكثير ولكنها على ما أعتقد تسع كرسي صغير في أحد زواياها رحمة بالمرافق الذي قد يسأم ويتسلل إليه الضجر كلما اضطرته الظروف الى أخذ ذويه للطوارئ.
ولفتة إنسانية أخرى لحال المرضى المبرحين والمتلوين من الألم على أسرتهم البيضاء، فعلى رغم الشكوى المستمرة لايزال المرضى يجأرون من عدم توافر مخدات في القسم، قد تكون شكوى تثير الضحك عند البعض ولكنها جادة بالنسبة للمرضى فكم من كبير في السن ورأيت بعضهم بأم عيني يعلو صوته طالبا مخدة يضعها تحت رقبته أو بين رجليه ويكون الجواب ‘’ لا توجد لدينا مخدات ‘’ وكم من مريض بالسكلر يترنح يمنة ويسرى من الألم ولا يجد مخدة يضع عليها رقبته التي قد تكون نوبة الألم استهدفتها، وأمر المخدات لا أظن أنها تحتاج الى موازنة ضخمة فارحمي يا وزارة الصحة من في الطوارئ يرحمك من في السماء.

العدد 412 – الأحد 20 ربيع الأول 1428 هـ – 08 أبريل 2007

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “(بلا رحمة) في الطوارئ

  1. تعليق #1
    السلام عليكم
    الشكر الجزيل لكم لطرح هذا الموضوع واذكر لكم تعليق على حادثة جرت معي وهي مثال بسيط جدا ,, جئت من العمل بآلام في الصدر فذهبت للمركز الصحي الذي بدوره حولني على الطوارىء لإشتداد حالتي ولكني ذهبت بسيارتي الشخصية في وقت لاحق حيث إني كنت تعب من العمل فلما ذهبت لم أرى إلا الأسرة الممتلئة والناس وقوف كل ينتظر دوره ليحصل على سرير والأدهى من ذلك إمتلاك الممرضات الاجانب اللاتي لا نعرف كيف نتعامل معهم ولهم الشكر على مجهودهم فلا ننكر ذلك ولكن بعد وقت كثير اتعلمون ما حصل ؟ أخذت نفسي وخرجت من المستشفى لأن الدور لم يأتي لي والإرهاق أثر في نفسي وأعلم إن الصبر أفضل ولو كان بخدعة التعب

    نبضات ولائية الأحد 8 أبريل 2007
    تعليق #2
    اذا مو يوم كامل هذي الشي عادي في مجمع السلمانيه
    اذا ماصار هذا التأخير يعني انتي مارحتي مجمع السلمانيه الطبي
    محمد الصفار الأحد 8 أبريل 2007
    تعليق #3
    سلام قول من رب رحيم ،،،

    حقاً صدقتي في كل ما قلته ،،، وانني من المرضى الذين افضل الموت في البيت على العلاج في السلمانية ،،، حيث والدتي تمرض معي في الطوارئ بسبب عدم وجود الكراسي للمرافق ،،، وانني عندما اذهب اتخذ من حقيبة يدي مخدة لي ،،،

    مشكورة ياسمين خلف ،،، وضعت الدواء على الجرح ،،،

    نسألكم الدعاء وبراءة الذمة
    عاشقة نصر الله الأحد 8 أبريل 2007
    تعليق #4
    السلام عليكم
    الشكر الجزيل لكم لطرح مثل هده المواضيع التي تكشف الحقائق وتوصل الرسائل الى كل مواطن لاياخذ الحيطة والحذربالابتعاد عنها “”اللهم رب الناس اشفي انت الشافي لاشفاء الاشفاءوك
    mohamed الأربعاء 11 أبريل 2007
    تعليق #5
    الموضوع جدا مهم ، اتذكر في مقالك اللحظات الانتظار في قسم الطوارئ والتعطيل الذي يصبنا ، واتذكر ايضا ذهابي الى الطوارئ واشتداد الالم مع ذلك لم يأتي الطبيب الا وقت متأخر بليل وبعدها يسئلني دون جدية ماذا بك .. مما ازعجني منه انه لم يقرأ التحليل الاولى ولم يبدأ في الفحص وعندما قلت له باستياء لا اشكو من شئ ذهب دون التأكد من الحالة الصحية التى رمتني المستشفى لولا حقنه الابرة التى اذابت قليلا الالم من بعد ما كنت لا استطيع المشي .. حيث انني اعاني بالاضافة لمرضي آنذاك انني احمل مرض وراثيا وبنية ضعيفه لا تتحمل تكسرات الدم والالم المفاصل والالم الموزعه في ارجاء الجسم، واود الفت لكم بإنني في احدى المرات ذهبت لزيارة اختي بالمستشفى فطلبت من احدى الممرضات ان تدلني على الحمام فذهبت احدى الغرف التى بداخلها الحمامات غير آهله الا ان ما ازعجني القاذرة والفائضه في الحمام والغرف والرائحة الكريه و المنفره ، مستغربه ذلك من مستشفى السلمانيه
    مريم السكران الخميس 12 أبريل 2007
    تعليق #6
    يعطيش الله العافيه على هاالكلام
    وان شاء الله نشوف شئ احلا

    تحياتــــــــــي،،
    هنووووووووووش
    هنووش الأحد 20 مايو 2007
    تعليق #7
    ,واللة صادقة في كل كلمة قلتيها و لو سمحتي لي باضافة شيْء لربما يكو ن لم يمر في تجربتك أي لم تصادفية بعد وهو أن أهالي مرضى الطوارىء يكونون في أكثر الآحيان خير معين لكي في العون علىتحمل تبعات ما قد يجري عليكي في ذلك القسم وتهدئتكي واعطائك المعلومة الصحيحه لما جرى لكى قبل الدكتور أو الممرض المناوب
    أم فراس الأثنين 28 مايو 2007

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.