ياسمينيات
لفتة مصرية من الأراضي الكويتية
ياسمين خلف
حقا من يريد فعل الخير يعرف كيف يصل إليه ‘’اللي يبغي الصلاة ما تفوته’’ كما نقول بالعامية، فآخر ما كنت أتوقعه أن أجد مخرجا لعائلة بحرينية على يد مصرية تعمل في الكويت قرأت التحقيق من الصحيفة أثناء انتظارها في مطار البحرين الدولي بعد أن تأخرت الطائرة عن الإقلاع .
القصة كانت لطفل معوق في السادسة عشرة من عمره، وقطع عن منزله التيار الكهربائي بعد تراكم المتأخرات التي وصلت الى 350 ديناراً بحرينياً ‘’حيث ان سريره يعمل بالكهرباء’’ مرت ثلاثة أيام على الموضوع ولم يحرك أحد من البحرينيين ساكنا، ويؤسفني حقا أن أقول مثل هذا الكلام والبحرينيون معروفون بنخوتهم وفعلهم للخير، ولكن هذا حقا ما حدث، فيما عدا بعض الردود على أحد المواقع التابعة للصندوق الخيري للمنطقة التي يسكنها ذاك الطفل، منهم من طلب سرعة التقصي عن حالة العائلة ‘’والرد في الصحيفة نفسها إذا كانت تلك الحقائق مزيفة’’ – يا للعار، فيما ذكر أحد من الصندوق أن المساعدة التي يقدمها للعائلة قطعت بعد تأكدهم بأنهم ليسوا محتاجين ‘’حيث قطعت المساعدة بعد وفاة والدهم’’.
أتساءل أيمكن ان يعرض شخص نفسه لمذلة السؤال لمجرد الحصول على 350 ديناراً، وما الذي يدفع أرملة مع ابنتها الى تكبد هذه المعاناة والبحرين صغيرة الكل يعرف الآخر؟ لنترك التساؤلات جانبا، ونعود لفاعلة الخير التي سافرت للكويت ذاك اليوم ولم تنم طيلة يومين وهي تفكر في هذا الطفل وعائلته، قررت أن تقدم له المساعدة حيث أيدها في هذا الفعل زوجها، فأخذت تبحث عن رقم هاتفي، واتصلت وأبدت رغبتها في التبرع بـ 500 دينار كويتي، أي 642 ديناراً بحرينياً، وبناء على رغبتها قدمنا للعائلة المبلغ المطلوب 350 ديناراً بحرينياً وتبرعنا بالباقي مناصفة لحالتين مرضيتين سبق وأن تقدما للصحيفة طلبا للعون.
كانت كلماتها تفوح بالإيمان وبالرغبة الشديدة في التبرع، حيث لم تنفك من مراسلتي عبر الرسائل الهاتفية القصيرة للتأكد من وصول الحوالة وإيصالها للعائلة، لا أخفي سرا إن قلت إني استغربت حقا من تجاوبها السريع، خصوصا أنها امرأة مغتربة ولم تفعل ذلك إلا لحاجتها للمال، ومبلغ مثل هذا ‘’كبير’’ نوعا ما إذ ما قورن براتبها على ما أعتقد، ولكن ما يحز في النفس حقا إني لم أجد من بين أغنياء البحرين من يرفع الهاتف ليسأل إن كان بالإمكان التبرع للعائلة.
نيابة عن العائلة ومني خاصة وباسم صحيفة’’الوقت’’ تحية لهذه المصرية في الأراضي الكويتية وعسى أن يكون فعلها في ميزان حسناتها.
العدد 419 – الأحد 27 ربيع الأول 1428 هـ – 15 أبريل 2007
ياسمينيات
لفتة مصرية من الأراضي الكويتية
ياسمين خلف
حقا من يريد فعل الخير يعرف كيف يصل إليه ‘’اللي يبغي الصلاة ما تفوته’’ كما نقول بالعامية، فآخر ما كنت أتوقعه أن أجد مخرجا لعائلة بحرينية على يد مصرية تعمل في الكويت قرأت التحقيق من الصحيفة أثناء انتظارها في مطار البحرين الدولي بعد أن تأخرت الطائرة عن الإقلاع .
القصة كانت لطفل معوق في السادسة عشرة من عمره، وقطع عن منزله التيار الكهربائي بعد تراكم المتأخرات التي وصلت الى 350 ديناراً بحرينياً ‘’حيث ان سريره يعمل بالكهرباء’’ مرت ثلاثة أيام على الموضوع ولم يحرك أحد من البحرينيين ساكنا، ويؤسفني حقا أن أقول مثل هذا الكلام والبحرينيون معروفون بنخوتهم وفعلهم للخير، ولكن هذا حقا ما حدث، فيما عدا بعض الردود على أحد المواقع التابعة للصندوق الخيري للمنطقة التي يسكنها ذاك الطفل، منهم من طلب سرعة التقصي عن حالة العائلة ‘’والرد في الصحيفة نفسها إذا كانت تلك الحقائق مزيفة’’ – يا للعار، فيما ذكر أحد من الصندوق أن المساعدة التي يقدمها للعائلة قطعت بعد تأكدهم بأنهم ليسوا محتاجين ‘’حيث قطعت المساعدة بعد وفاة والدهم’’.
أتساءل أيمكن ان يعرض شخص نفسه لمذلة السؤال لمجرد الحصول على 350 ديناراً، وما الذي يدفع أرملة مع ابنتها الى تكبد هذه المعاناة والبحرين صغيرة الكل يعرف الآخر؟ لنترك التساؤلات جانبا، ونعود لفاعلة الخير التي سافرت للكويت ذاك اليوم ولم تنم طيلة يومين وهي تفكر في هذا الطفل وعائلته، قررت أن تقدم له المساعدة حيث أيدها في هذا الفعل زوجها، فأخذت تبحث عن رقم هاتفي، واتصلت وأبدت رغبتها في التبرع بـ 500 دينار كويتي، أي 642 ديناراً بحرينياً، وبناء على رغبتها قدمنا للعائلة المبلغ المطلوب 350 ديناراً بحرينياً وتبرعنا بالباقي مناصفة لحالتين مرضيتين سبق وأن تقدما للصحيفة طلبا للعون.
كانت كلماتها تفوح بالإيمان وبالرغبة الشديدة في التبرع، حيث لم تنفك من مراسلتي عبر الرسائل الهاتفية القصيرة للتأكد من وصول الحوالة وإيصالها للعائلة، لا أخفي سرا إن قلت إني استغربت حقا من تجاوبها السريع، خصوصا أنها امرأة مغتربة ولم تفعل ذلك إلا لحاجتها للمال، ومبلغ مثل هذا ‘’كبير’’ نوعا ما إذ ما قورن براتبها على ما أعتقد، ولكن ما يحز في النفس حقا إني لم أجد من بين أغنياء البحرين من يرفع الهاتف ليسأل إن كان بالإمكان التبرع للعائلة.
نيابة عن العائلة ومني خاصة وباسم صحيفة’’الوقت’’ تحية لهذه المصرية في الأراضي الكويتية وعسى أن يكون فعلها في ميزان حسناتها.
العدد 419 – الأحد 27 ربيع الأول 1428 هـ – 15 أبريل 2007
One Comment on “لفتة مصرية من الأراضي الكويتية”
admin
تعليق #1
اتمنى من الاخت كاتبة المقال ان تلتمس العذر لتجار البحرين ,لعلهم لم يقراو الخبر …نحمد الله اننا في بلد عظيم مثل البحرين يحن فيه الاغنياء على الفقراء لانهم سبب غناهم وثروتهم …….هنيا لنا معشر الفقراء بهذه المجموعة من الاغنياء ودمعة في نهاية السطر …
ابو علي الأحد 15 أبريل 2007
تعليق #2
لم استغرب مما كتبتيه عن السيدة المصرية وكأنك غير متوقعة قيام مصرية بعمل كهذا ، مما يدل على أن معرفتك بالمصريين على وجه الخصوص الخطأ ، فالفكرة المتداولة عن المصريين عموما في البحرين هي فكرة خاطئة على سبيل المثال قمت مرة بالدخول إلى أحد مواقع الشاتنج (sky pe ) وجدت عبارات كثيرة من فتيات بحرانيات بالحرف الواحد ( ممنوع دخول المصريين والكلاب ) وعبارة أخري ( المصري ليس له شرف ) صدمتني جدا هذه العبارة مع رفض الكثير استكمال الحوار فور معرفتهم بكونى مصري ولا أعلم سبب ذلك هل ! صدمنى أيضا ما كتبته احدي صحف البحرين ( ) عن اقامة مؤتمر في مصر للحمير والبغال …! واتسائل هل هذه فكرتكم عن مصر والمصريين انهم فى مرتبة دونكم ؟ ان المصريين يا سيدتي هم أهل حضارة هم من علموكم انتم وباقي شعوب الخليج اصول الحضارة والعمارة هم من وصى عليهم الرسول الكريم فقال “اذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا ” هم من لديهم حضارة ضاربة في القدم كانت وما تزال حديث الأمم شرقها وغربها ، هم من لديهم منارة العلم والعلماء سواء فى جامعاتها الدينية والمدنية ، يتباهى منكم ومن الخليجيين جميعا من شرف بالحصول على شهادة من احدى جامعاتها ، وهبها الله نيلا عظيما وثروات ضخمة كان يمكن أن يعيش أهلها في رغدأ ، ارجوا منك ان تقومي بعمل ريبورتاج صحفي حول المصريين الموجودين هنا في مملكة البحرين لتعرفى بنفسك أن أي مؤسسة هنا فى مملكة البحرين تحقق ثمة نجاح انما مرجعة وجود المصريين بها ، سزاء كانت حكومية أو غير حكومية ، كماوارجو منك أن تقومي بعمل تقرير صحفي يبين راي أهل البحرين في المصريين خاصة العاملين هنا بالمملكة
ayman الأحد 15 أبريل 2007
تعليق #3
عزيزتي كاتبة هذا المقال
في البداية أود أن أتوجه بجزيل الشكر لهذه السيدة المعطأة التي لم تبخل بمالها على المحتاج بالرغم من أنها كما قلت في مقالك أنها تركت وطنها سعيا للمال، ولكن إيمانها بأن المال هو ملك لله هو الذي جعلها تبادر بالتبرع به لإنسان كان في حاجة إليه، كما أرغب في لفت نظرك إلى شئ هام وهو أن عمل الخير لا يرتبط بجنسية أو ديانة أو وطن أو كون الانسان فقيراً أو غنياً، ولكن العطاء والخير يكون مبنيا على مدى العلاقة التي تربط الانسان بربه، وكم من فقير يتصدق بالقليل الذي يملكه، وكم من غني يكنز المال ويضن بدرهم على محتاج.
ولا أدري ما هو وجه التعجب في أن التبرع جاء من سيدة مصرية، ألم تقرأي يوميا في تاريخ المصريين المجيد الذي يحمل عبر الأزمنة أمثلة يعجز اللسان عن الخوض في سيرة الكثير من العظماء منهم، أن المال ياسيدتي لا يستطيع مهما كثر أن يغير وقائع التاريخ أو يضيف مجداً لمن لا مجد له، كما لا يستطيع الفقر أن ينقص ذرة من صاحب مكانة إلا في عقول الجهلاء. ويكفي مصر فخراً أنها الدولة الوحيدة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم.
مؤمن شوقي أحمد الأحد 15 أبريل 2007
تعليق #4
الفقر يتزايد و الحاجة مرة
الله يعين بس
بحرينية الأحد 15 أبريل 2007
تعليق #5
عزيزتي كاتبة المقال،
ربما يستغرب البعض بان السيدة المتبرعة هي سيدة مغتربة. تحملت مرارة الغربة من اجل توفير بعض المال للعودة به الي الديار وبناء المستقبل.
اما وكما ذكرت في مقالك بانك تستغربين هذا التبرع من سيدة مصرية، فباعتقادي بان التعبير قد خانك هذه المرة، فشعب مصر شعب طيب حنون، لا يتواني ولو للحظة عن مساعد الفقراء والمساكين.
وبالنسبة الي من الاخ ايمن وادعائه بان المصريين هم من علمونا وباقي شعوب الخليج اصول الحضارة والعمارة.. فهو واهم.. واقول له من علمنا هي فلوسنا، ويعلم الجميع كل العلم بهذا جيدا.. ولو لم نكن ندفع الي هؤلاء المعلمين الدينار تلو الدينار فهل كانوا سيعلموننا ببلاش؟
علي أحمـد الأثنين 16 أبريل 2007
تعليق #6
بسم الله الرحمن الرحيم
عناية الأخت الفاضلة الأستاذة ياسمين خلف المحترمة
جريدة الوقت حفظها الله..
طالعت كافة مقالاتكم على الموقع وجميع التعليقات والردود عليها ، وأشكركم أختاه على هذه الجهود المخلصة في متابعة قضايا المواطنين وطرح الحلول لها ، أما ما حدث من رد الفعل على نشر ” موضوع التبرع من مصرية تعمل في الكويت” فهو رد فعل طارئ ولا يعبر إلا عن رأي كاتبه، فأنت تتحدثين عن الخير أينما كان وتزرعين سنابله في كل ارض دون النظر إلى جنسه أو لونه أو لغته، ولكن بحق ، الرد جاء قاسيا وغير منصف لما طرحتيه من مشكلة وإيجاد حل لها ، وصاحب هذا الرأي لم يتعمق في قراءة النص المكتوب وما أردت أنت من توصيله للناس من مفاهيم حب الخير اكبر بكثير مما حملته سطور هذا الرأي، على أي حال يا أستاذة استمري في طريقك، فأمامك مشوار طويل واعذري من كتبه لأن تفكيره ساقه إلى هذا الفهم ومن ثم رجائي الحار أن تطرحي وراءك مثل هذه الردود حيث أن ما تقومين به من عمل لا يستحق أن تضيعي وقتك في الالتفات إليه ، لأن عملك ما هو إلا مرضاة لله عز وجل ، وأنت قلتيها وأجرك على الله وحده ، لا على صاحب هذا الرأي ولا على غيره .. وفقك الله .
مصري مقيم في البحرين الأربعاء 18 أبريل 2007
تعليق #7
السلام عليكم
اولا اود ان اشكرك على محاولتك لحس الناس على الخير
و اود الفت نظركم ان هاجر المصرية هى ام العرب العدنانيين,اشرف فصائل العرب و اكرمهم(و كم من الخلايجة اصلهم عدنانى)
اما بالنسبة لاستغرابك ان المتبرعة مصرية
فالحمد لله المصريين ليسوا بحاجة لمن يثبت كرمهم
فالحمد لله المصريين هم من تشرفوا بماوى سيدنا يوسف و عيسى و ال بيت رسول الله-عليه الصلاة و السلام-عندما ضاقت بهم الارض
فوالله لم يرد على مر التاريخ و لم يضام من دخل مصر و عاش بين اهلها
كرمنا تعدى المال,فكم ضحينا على مر التاريخ فى سبيل الله و من اجل عزة الاسلام
الصليبيين و قد استمروا فى طغيانهم اكثر من قرنين ,جعل الله نحرهم على ايدى جند الاسلام خير اجناد الارض اهل مصر
التتار الذين هدموا حضارة الاسلام و ارعبوا المسلمين,لا بل ارعبوا العالم اجمع,حتى اقتربو من كنانة الله فى ارضه,فنصرنا الله عليهم و اخذهم اخذ عزيز مقتدر.
و العجيب ان اول البلاد التى اتجه اليها من اعتنق الاسلام من التتار,هى مصر,فأكرم المصريين ضيافتهم و اتخذوا منهم نسبا و رحبوا بهم بنفس مقدار البأس الذى واجه به المصريين فلول التتار قبل اعتناقهم الاسلام
و الان تستغربون ان قام مصرى بفعل الخير؟!
فوالله ما اضطر اغلب المهاجرين المصريين للسفر العمل بالخارج الا ضيق العيش بالرغم من تعدد خيرات مصر و منها النيل الذى اكرمنا الله,البترول و الذى ثبت ان نسبته فى ارض مصر تعدت ال80% و الغاز
و لكن حكوماتنا لا ترغب فى العتراف بهذه الحقيقة العلمية حتى لا يتم استخراجه حتى يجىء اليوم الذى يستولى الغرب عليه كما يستولى على خيراتنا و خيراتكم فى يومنا هذا
فحكامنا يريدون اهل مصر فى ضيق من العيش حتى لا ينتبهوا لخيانتهم و ولائهم المشين للغرب
ولكن ماذا نقول و من يحكمونا قد كرسوا حياتهم لمناصب السلطة و الجاه,والانصياع للغرب,و نهب خيراتنا لاجل رفعة شأن ومكانة الغرب,
و للعلم فان الكرة تعاد فى الخليج الان عن طريق نهب بترول الخليج
جريمة شعب مصر هى انهم سكتوا علي حكم الطغاة الذين نهبو خيراتها و سلموا امر البلاد للغزو الاقتصادى الغربى,فضاق الرزق و هاجر من هاجر بحثا عن مصدر للعيش,فتنبهوا اخوة الخليخ فقد يجىء اليوم الذى تهاجروا فيه لاجل لقمة العيش فيستغرب احدهم ان قام خليجى بتبرع!!!!
تعقلوا يا اخوة الخليج فوالله نحن و انتم مجرد بشر اعزنا الله بالاسلام,
فلا خير لعربى على اعجمى الا بالتقوا
فاتقو الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شاب مصرى السبت 5 مايو 2007
تعليق #8
ما ندمت على الخير قط …..
وأنه من يرحم يُِرحم
جزى (بنت مصر) خير على خير
و يظل لكي من الخير كما ولها .
هدهد السبت 19 مايو 2007
تعليق #9
بداية جزا الله الأخت المصرية كل الجزاء على ما فعلته وجعله في موازين حسناتها , وللأخ العزيز من مصر اقول وبصراحه أسلوبك وأسلوب عدد ليس بالقليل من أخواننا المصريين هو الذي يجعل كثيرمن الناس ( ومن مختلف الجنسيات) لا يرتاحون للتعامل معكم وطبعا ليس كل المصريين ولكن الكثير منهم كما قلت فأنا مؤمن أن الشعب المصري مثل غيره فيه الجيد وفيه السيء والعبرة ليست الارض التي تولد عليها ولا جنسيتك ولا من كان جدك بل العبرة في رقيك كشخص وعمق ثقافتك كشخص . يا أخي كنت والله أنتقد من ينتقد المصريين وتعاملهم مع الناس إلى أن صدمت في عدد من الاصدقاء المصريين وليس كلهم طبعا لدرجة أن أحدهم قال لي وبالحرف أن المصريين متفوقين جينياً على غيرهم وجاء بأدلة من القرآن والتاريخ ليدعم نظريته الفذة. يا أخي كيف تريد ان أحترمك وأنت تردد اسطوانة علمانكم وعملناكم وكأننا لم يكن لنا اي وجود قبل أن تأتينا العمالة المصرية! بل اصبح الكثير من المصريين يردد ان العرب لم بكن لهم وجود قبل قدوم هاجر وإبراهيم للجزيرة العربية! ثم لماذا هذه المنة التي يرددها المصريين في كل مكان, أين كان المصريين عندما كانت الجزيرة العربية تعاني المشاكل والقحط؟ لم نرى البعثات العلمية والتطويرية التي تتوهمها يا عزيزي ومع هذا فنحن نحترم كل شخص عمل في البلد وساهم في بنائها سواء كان مصرياً أو غير مصرياً والخليج هاجر له مختلف الجنسيات والعرقيات وليس فقط المصريين بعد النفط والثورة الاقتصادية التي سببها و إليك يا أخي معلومة لا تتعلمونها طبعاً بمدارسكم ولا ترونها في إعلامكم مع الاسف , المنطقة كلها وليست فقط مصر تعج بالحضارات القديمة والحديثة وبما ان الحديث عن البحرين فربما من المفيد أن تقرأ عن حضارة دلمون , وللمعلومية فقط فإن اقدم حضارة مكتشفة في المنطقة هي في العراق ولهذا يسميه علماء الآثار مهد الحضارة , وهذا ليس تفضيلاً للعراق أو غيره فالإنسانية في الكرة الارضية كلها ساهمت في تطور حضارة البشر وتقدمهم وليس فقط في منطقتنا فلا فضل لإنسان على إنسان وحتى لو اكتشفت حضارات اقدم وأعظم بمكان آخر فلن يغير هذا شيئاً وكلها ظروف طبيعية واجتماعية وسياسية وتوفر موارد في بقعة من الأرض لم تتوفر في غيرها والعبرة في الأخير في رقي الإنسان وتحضره كفرد وليس كمية التماثيل والمعابد التي توجد على أرضه والحضارة تعلم أول ما تعلم التواضع والمساواة بين البشرية ولنتعلم أن نحترم بعضنا كبشر وسنأخذ الإحترام الذي نستحقه فالإحترام يا سيدي الفاضل لا يؤخذ ( بالجزمه) فإما أن تستحقه وإما لا تستحقه ثم لماذا تتحدث كمصري وتخاطب الناس كخلايجه وكسعوديين وكسوريين الخ من هذه المسميات. يا اخي الكريم عامل الناس كبشر وتوقع منهم أن يعاملوك كإنسان واحكم على الشخص من شخصيته ومزاياه وليس من خلال جنسيته وانا شخصيا لا أحكم على الناس بجنسياتهم ولا يهمني كونك مصري أو غير مصري وأعترف أن لدينا في السعوديه مثلا عيوب كثيرة وبلدي ليست كاملة وشعبي ليسوا كاملين ولكنني مستعد أن أحارب هذه العيوب وانتقدها , أتمنى ان تفعل نفس الشي وترحمونا من الافكار السلبية ودعونا نعيش كبشر متساوين وليس كفراعنة وعبيد. في الختام الكاتبة ارادت فقط أن تلفت نظر البحرينيين بأن يبادروا لفعل الخير لابناء بلدهم فالأقربون أولى بالمعروف وليس الاستغراب من جنسية فاعلته وجزى الله فاعلة الخير كل معروف ولكن الأخوان جعلوا الموضوع كعادتنا في العالم العربي يأخذ منحى تعصبي لا معنى له ولا فائدة منه وسامح الله الحكومات العربية التي غسلت أدمغة الشعوب بسياساتها التعليمية والثقافية المتخلفة.
سعودي , رد لأخ العزيز من مصر الأربعاء 13 مايو 2009