ياسمينيات
تضرب بوحشية وأمام المديرة
ياسمين خلف
حادثة طالبة الإعدادي اليتيمة التي تعرضت إلى ضرب مبرح على يد خالها في حرم المدرسة وداخل غرفة المديرة، قضية بل وجريمة لابد من الوقوف عندها، على رغم تبرير وزارة التربية والتعليم تصرف الخال – ولي أمر الطالبة – على أنه طبيعي لاستياء الخال من مستواها الدراسي كونها من الطالبات المهملات في الدراسة.
أولا وقبل كل شيء، الطالبة ما أن تدخل المدرسة فهي في عهدة وأمانة وزارة التربية ممثلة في المديرة أولا والمدرسات ثانياً، وعليهن حمايتها من كل ما قد تتعرض له، إلى أن تخرج من أسوار تلك المدرسة، ولا يحق لأي كان التعرض لسلامة الطالبة حتى وإن كانا والديها، إذا كان وجودهم يهدد حياتها أو سلامتها، ثانيا مهما كان حجم المشكلة التي قد قامت بها الطالبة، فإنه لا يبرر أن يقوم ولي أمرها بضربها ورطم رأسها بالجدار والباب وركلها، من يعلم فلربما كانت نهاية تلك الطالبة على يده، أو حتى على أقل تقدير إصابتها بعاهات مستديمة أو ارتجاج في المخ ناهيك عن الأثر النفسي السلبي الذي ستعاني منه طيلة حياتها وستفرغه فيمن حولها.
لا أخفي سرا أنني عندما تلقيت الخبر وأردت التحقق منه خمنت أن تكون المشكلة التي دفعت ‘’بالخال’’ لضرب ابنة أخته ‘’بوحشية’’ وهي اليتيمة مرتبطة بقضايا الشرف، وصعقت عندما علمت أنها مشكلة مرتبطة بتدني مستواها الدراسي، حري بالمديرة أو المشرفة الاجتماعية دراسة حالة الطالبة، على أقل تقدير بعد حادثة الضرب التي تعرضت لها، فالطالبة مراهقة في الصف الثاني الإعدادي أي لا يتجاوز عمرها الرابعة عشرة، وفقيرة ويتيمة وتعيش في كنف خالها الذي يبدو أنه يتعامل بلغة الضرب لا الكلام، وطبيعي أنها تمر بظروف تحتم عليها ربما التقصير في واجباتها المدرسية، والأجدى التعامل مع قضيتها بمهنية تربوية والأخذ بيدها لتتعدى الأزمة لا أن تفصل من المدرسة كما ورد إلينا ونفته وزارة التربية والتعليم.
كما أن إدارة المدرسة على ما أعتقد تأخرت كثيرا في لفت انتباه الأهل لمستوى ابنتهم الدراسي، فالامتحانات النهائية على الأبواب، ومن المفترض أن يلفتوا انتباههم قبل فترة مناسبة لسد الثغرات التي تعاني منها الطالبة، أو حتى مساعدتها عبر إدخالها في صفوف للتقوية، لا أن يأتوا بعد ما فات الفوت كما نقول بالعامية، ويريدوا منها أن تدرس المنهج بالكامل، كما علينا أن ندرك أن الناس قدرات ومن الظلم أن نطلب من جميع الطلبة أن يكونوا متفوقين.
العدد 454 – الأحد 3 جمادة الأولى 1428 هـ – 20 مايو 2007
ياسمينيات
تضرب بوحشية وأمام المديرة
ياسمين خلف
حادثة طالبة الإعدادي اليتيمة التي تعرضت إلى ضرب مبرح على يد خالها في حرم المدرسة وداخل غرفة المديرة، قضية بل وجريمة لابد من الوقوف عندها، على رغم تبرير وزارة التربية والتعليم تصرف الخال – ولي أمر الطالبة – على أنه طبيعي لاستياء الخال من مستواها الدراسي كونها من الطالبات المهملات في الدراسة.
أولا وقبل كل شيء، الطالبة ما أن تدخل المدرسة فهي في عهدة وأمانة وزارة التربية ممثلة في المديرة أولا والمدرسات ثانياً، وعليهن حمايتها من كل ما قد تتعرض له، إلى أن تخرج من أسوار تلك المدرسة، ولا يحق لأي كان التعرض لسلامة الطالبة حتى وإن كانا والديها، إذا كان وجودهم يهدد حياتها أو سلامتها، ثانيا مهما كان حجم المشكلة التي قد قامت بها الطالبة، فإنه لا يبرر أن يقوم ولي أمرها بضربها ورطم رأسها بالجدار والباب وركلها، من يعلم فلربما كانت نهاية تلك الطالبة على يده، أو حتى على أقل تقدير إصابتها بعاهات مستديمة أو ارتجاج في المخ ناهيك عن الأثر النفسي السلبي الذي ستعاني منه طيلة حياتها وستفرغه فيمن حولها.
لا أخفي سرا أنني عندما تلقيت الخبر وأردت التحقق منه خمنت أن تكون المشكلة التي دفعت ‘’بالخال’’ لضرب ابنة أخته ‘’بوحشية’’ وهي اليتيمة مرتبطة بقضايا الشرف، وصعقت عندما علمت أنها مشكلة مرتبطة بتدني مستواها الدراسي، حري بالمديرة أو المشرفة الاجتماعية دراسة حالة الطالبة، على أقل تقدير بعد حادثة الضرب التي تعرضت لها، فالطالبة مراهقة في الصف الثاني الإعدادي أي لا يتجاوز عمرها الرابعة عشرة، وفقيرة ويتيمة وتعيش في كنف خالها الذي يبدو أنه يتعامل بلغة الضرب لا الكلام، وطبيعي أنها تمر بظروف تحتم عليها ربما التقصير في واجباتها المدرسية، والأجدى التعامل مع قضيتها بمهنية تربوية والأخذ بيدها لتتعدى الأزمة لا أن تفصل من المدرسة كما ورد إلينا ونفته وزارة التربية والتعليم.
كما أن إدارة المدرسة على ما أعتقد تأخرت كثيرا في لفت انتباه الأهل لمستوى ابنتهم الدراسي، فالامتحانات النهائية على الأبواب، ومن المفترض أن يلفتوا انتباههم قبل فترة مناسبة لسد الثغرات التي تعاني منها الطالبة، أو حتى مساعدتها عبر إدخالها في صفوف للتقوية، لا أن يأتوا بعد ما فات الفوت كما نقول بالعامية، ويريدوا منها أن تدرس المنهج بالكامل، كما علينا أن ندرك أن الناس قدرات ومن الظلم أن نطلب من جميع الطلبة أن يكونوا متفوقين.
العدد 454 – الأحد 3 جمادة الأولى 1428 هـ – 20 مايو 2007
One Comment on “تضرب بوحشية وأمام المديرة”
admin
تعليق #1
صباح الخير ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، هذه ليسة طريقة تربيه او تعليم بل جبروت وطغيان . . . .
تبادر الى ذهني بعد استعراضي للمقال بأن ولي امر الطالبه (خالها) لم يفعل هذا إلا لجهله لتعليم او لعدم تمكنه هو من مواصلة دراسه لفشله بالدراســــه . . . . . .
من المفترض مثل ما قالت الكاتبه المتألقه ياسمين خلف ان الطالبه في عهدة وامانة المدرسه وادارة التربية والتعليم
واخيراً كان الله في عون هذه اليتيمه
ابراهيم الغامدي الأحد 20 مايو 2007
تعليق #2
حرام عليك ؟؟! والله حرام ….
(هذه بنت مو جهاز التنفيس عن الغضب)
الله خلاها رحمه تحت إيدك فلا تخليها تصير عليك نقمه !
خاف ربك ))))
ثانياً / أنت ما تعرف أن _* الكلام اللين يغلب الحق البين *_ يا أخي تصرف بحكمه وذووق و آدميه شوي دام أنك تبغي تقنع الناس أنك خايف عليها وتحبها , ولو كنت تحبها وتبغي مصلحتها صدق ,لما فرغت فيها كل شحنات الغيض والغضب إلي داخلك هاذي .
(( ليش أنت تحبها ولا تبغي تنتقم منها ؟))
عقابك المفروض يكون تأديبي مو أنتقامي_ وهذي بنت 13_14 سنه يعني ما المفروض يكون فيه ضرب بتـــــــــــــــــــاتـــــــــــــــــــــــــــــــأً .
وحط في بالك أن أحنا كلنا كالقمر … له جانب مضلم ..!
وجانبها المظلم بزيد إظلام أب فعلتك هاذي.
هذا إذا قدام الناس والمدرسات جذي في البيت ش سوي ؟؟؟؟
خاف على نفسك _ إذا كان إلي امسويته (بنت أختك) اليوم خلاك تسوي جذي !!!
ترى أنت بتصرفك هذا ممكن تدفعها باجر تسوي إلي لازم تتصرف معاه جذي
( فاهم قصدي) ؟
لأنهاوببساطه مراهقه وفي زمن صعب وكلنا نعرف أن التنشأه والرعايه لها الدور الأكبر في حفض البنت/الولد على حد سواء -من الضياع وسلك طريق السوء والنحراف ,وهي إذا ما حست الأمان والحنان راح تتعلم تاخذه من مكان أو من اشخاص تضن أنهم راح يعوضونها كميه الحب إلي هي فاقدتنه
…….تالي تعال أنت أضرب راسك في الطوف . سلام
شكراً ياسمين كتاباتش
ممتعه / واقعيه / مهمه / ومتنوعه
*وفقك الله ورعاكي ….
هدايه الأحد 20 مايو 2007
تعليق #3
لاحول ولاقوة الا بالله
بهكذا عقليات لايمكن ان نرتقي
لمصاف العقلاء للاسف
mohd sanadi الأحد 20 مايو 2007
تعليق #4
الله يساعدش ياسمين على إلي تشوفينه وتكتبينه .
مريم الأحد 20 مايو 2007
تعليق #5
عند أستعراضى لمقال الكاتبة تألمت كثيرا لهذة القصة و لما أصاب هذة الفتاة المسكينة على يد ولى أمرها. كم نماذج كثيرة موجودة فىالمجتمعات العربية تعانى مثل ما تعانى هذة الفتاة. أليست لهذة الفتاة أم تحميها أم هى يتيةة الأبوين.تصرفات ولى امر الفتاة-الخال- على هذا النحو من القسوة فى التعامل مع الفتاة قد يؤدى بها الى أحد امرين أما الجنون اذا أستمرت تحت كنفه أو الأنحراف الخلقى و الهروب منه و من حياة الجحيم التى تعيشها. أقترح وضع الفتاة تحت كنف المدرسة التى بها حتى تبلغ سن الرشد و بعدها تقرر مصيرها بنفسها. و أنا متفق مع الكاتبة أن الناس قدرات.ولعله من المستحب بل من الواجب عزل هذة الفتاة عن الجو العائلى الذى تعيش به. و من يدرى فمن تحسبه غبيا اليوم تراه من العلماء غدا. أتقوا الله فى تربية اولادكم.
محمد المحتسب الأحد 20 مايو 2007
تعليق #6
ماحدث من هذا الخال المتوحش هو السبب الرئيسي على تاخر البنت في المدرسة ولو كنا في دولة اوربية لدخل هذا الوحش الى السجن ولمنع من الاقتراب منها لمسافة لاتقل عن 2 كم .
على القوة يا اخت ياسمين والمزيد من هذه المقالات التى تحاكي الضمير والانسانية
ali الأحد 20 مايو 2007
تعليق #7
شكرا أخت ياسمين على هذه المتابعة الجميلة لما يدور في مدار البحرين من قضايا تتعلق بالطالب والمعلم ، وتعليقاً على هذا الموضوع الهادف والذي يبين ان اليتيم حقه مهضوم من العطف والحنان بفقد احد والديه كما اود ان اشير الى فقد حلقة الوصل بين البيت والمدرسة ومناقشة تدني مستوى الطالبة الدراسي مما ادى الى تفاق الموضع وحصول الذي حصل وانا احمل الطرفين المسئولية البيت والمدرسة أما البيت فلا شك بان الاهمال والمشاكل الاسرية هما السبب الرئيس في تدني مستوى الطالبة الدراسي والثاني تقصير في وظيفة المرشدة الاجتماعية فيجب عليها معرفة المشاكل التي تعاني منها الطالبة وتسعى الى تداركها مع الطالبة وايجاد الحلول التي تجنب الطالبة المسائلة وبالتالي تكون النتيجة سلبية فدور الارشاد كبير وهادف ان استطاعة المرشدة الاجتماعية معرفة الاسباب يسهل التعامل معها وحل المشكلة ونحن نعلم بان الطالبات عاطفيات اكثر من الطلاب فان اصبحت المرشدة أم لطالباتها فسوف تستطيع ان تزيد وتحسن من تحصيلهن العلمي وبذلك يتحقق النجاح..
مجدداً شكر جزيلاً
عبدالهادي الخلاقي الأحد 20 مايو 2007
تعليق #8
الله يعطيش العافيه خيووووووووووووو شكلها هالبنيه عايشه في غابه عايشه في عداب وهوان كفايه يتيمه ولله سبحانه وتعالى وصانه على الأيتام وانا من رأي التدني الدراسي من القلق النفسي اللي عايشه فيه الله وياها واتمنى من دوي الأختصاص ينظرون في ها المسأله
سميره الأحد 20 مايو 2007
تعليق #9
مرحبا بصاحبة العمود النابض في بحريننا الغالية , و مرحبا بالقراء الأعزاء
أراهن على أن يقوم هذا “الخال” و لو بنصف ما قام به تجاه أحد أولاده …. فاليتم وحده كفيل لممارسة هكذا عمل..و العلاقة بين البيت و المنزل لابد أن تصب في مصلحة الطالب و الطالب أولا…. غير أنه هنا و في هذه المأساة يتضح بأن المستفيد هما “الخال” حيث قام بفعلته الشنعاء وأوصل رسالته الى المدرسة و تحديدا المديرة على أنه لا يرضى عن ما تقوم به “بنت الأخت” … و المدرسة بدورها أيضا مستفيدة بأعتبار أنها بريئة براءة الذئب من دم يوسف….
إن ما قام به هذا “الخال” ما هو ألا “بروفة” لعرض قد يكون أكثر قساوة في المنزل … و المخفي أعظم…
وزارة التربيةو الهيئة الملكية للأيتام و الأرامل و كذلك العقلاء من أهل هذه المسكينة لا بد لهم من أن يقفوا وقفة واحدة في سبيل أنتشال هذه المسكينة من نفقها المظلم … والسير بها الى حيث
الأمان
والمقام لا يحتمل المزيد
تحياتي
أبو علي الأحد 20 مايو 2007
تعليق #10
اولا شكرا لك خيتي على هالمقالة
لكن الحاله عصيبة ,,
يعني هاذه اكيد خالها لو شلون ,,
هاذه تصرفه مثل البهايم عزكم الله ,,
انشالله بتنرد عليه ..
الله يعين هالبنت بس ,,
تحياتي
JMJ الأربعاء 23 مايو 2007
تعليق #11
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
أعجز عن التعبير عما يجول في خاطري بعد أن قرأت هذا المقال .. و أشكرك جدا لأنك عكست الواقع المر الذي تعيشه أكثرية الفتيات اليتيمات في البحرين .. و ما يهمني هنا هو انها مرراهقة و قد يبقى هذا الموقف في ذاكرتها للأبد ليزيد بها الوجع النفسي و تفكر في الانتقام حتى و لو نسى ذلك الخال الشرس الذي تجرد من انسانيتة حينها عندما قام بهذا العمل المشين .. كتاباتك رائعة و انامن قراء جريدة والقت و اكتب فيها أحيانا عن القضايا المدرسة .. أتمنى أن يتغير هذا الواقع المرير الذي تنفطر له القلوب .. أي ولي أمر هذا الذي يعامل زهرة طاهرة كهذه هكذا .. أي ولي أمر يقوم بإهانتها على العلن و يقلل من قدرها .. كيف سمحت لهم قلوبهم بعدم إيقاف هذا الخال ولو بوسائل أمنية أخرة .. كيف يرى الانسان الخطأ بعينيه و يتهرب من الوقوف عنده .. أي تربية هذه أصلا !!
ليكن الله في عونها فعلا و أشكرك على مقالاتك الشيقة مرة اخرى
tahera الجمعة 1 يونيو 2007