الدين المعاملة يا «جماعة»

ياسمينيات
الدين المعاملة يا «جماعة»
ياسمين خلف

ياسمين خلف

سلمان موظف بأحد المقاهي، ولو كانت لي السلطة لجعلت منه مدرسا لفنون التعامل مع الزبائن، أنموذجا حيا للشباب المكافح يعمل مساء ويدرس صباحا في الجامعة، ما لفت انتباهي منذ أن رأيته في المقهى حيث أكتب تقاريري الصحافية عادة، هو مدى شعبيته ومدى لطفه مع الزبائن ناهيك عن ابتسامته الدائمة، على عكس شريحة كبيرة من الموظفين في قطاعات واسعة تتطلب الاحتكاك بالزبائن.
وعلى النقيض من ذلك فقبل أيام فقط ‘’وهو مشهد طالما رأيته’’، كنت بأحد المجمعات التجارية، وكانت إحدى الزبونات ‘’مشتطة’’ وهائجة على البائعة، وكان واضحا من المشادة التي علا فيها الصوت أن البائعة لم تعر الزبونة أي اهتمام وبدلا من أن تجيبها على تساؤلها هزت رأسها بإيماءة دون حتى أدنى التفاتة، مما جعل الزبونة تشتط غضبا، وتقول لها ‘’ نفتخر أنكن يا بحرينيات تعملن في مثل هذه الوظائف ولكن للأسف لا تحترمن الزبون’’. مشهدان يعكسان النقيض في التعامل مع الزبائن، لا ينكر أحد أن الوظائف التي تتطلب احتكاكاً مع الناس هي من أصعب المهن، كما لا ننكر أن لكل منا مشاكله وهمومه التي قد تعكر صفو تفكيره وتمنع الابتسامة من الوصول إلى وجه، ولكن حري بهؤلاء الموظفين أن يعاملوا الزبون بطريقة أكثر احتراما، لا أن يكشروا في وجه الزبون وكأنه أحد الخصوم، أو يجيبوه على أي سؤال بفوقية وكأن ‘’يا أرض انهدي ما عليك أدي’’ كما يقول إخواننا المصريون. قد يكون بعض الموظفين حديثي العهد مع الوظيفة، متواضعي الخبرة في فنون التعامل مع الزبائن، فحبذا لو يتم إعداد دورات تكسبهم تلك اللياقة التي تمكنهم من كسب الناس كزبائن بل وكأصدقاء لا أن تنفرهم وتبعدهم عن المحل، على رغم أن ديننا الإسلامي يحث على ذلك دون الحاجة إلى دروس ووعظ، فالدين معاملة كما يقول نبينا محمد (ص)، ومع ذلك هناك المئات أمثال ‘’سلمان’’ ولكن أيضا علينا ألا ننكر أن هناك المئات أمثال تلك البائعة والذين هم بحاجة ماسة إلي أن يدركوا أهمية المعاملة اللطيفة مع الزبائن.

العدد 450 – الأربعاء 28 ربيع الأول 1428 هـ – 16 مايو 2007

 

ياسمينيات
الدين المعاملة يا «جماعة»
ياسمين خلف

ياسمين خلف

سلمان موظف بأحد المقاهي، ولو كانت لي السلطة لجعلت منه مدرسا لفنون التعامل مع الزبائن، أنموذجا حيا للشباب المكافح يعمل مساء ويدرس صباحا في الجامعة، ما لفت انتباهي منذ أن رأيته في المقهى حيث أكتب تقاريري الصحافية عادة، هو مدى شعبيته ومدى لطفه مع الزبائن ناهيك عن ابتسامته الدائمة، على عكس شريحة كبيرة من الموظفين في قطاعات واسعة تتطلب الاحتكاك بالزبائن.
وعلى النقيض من ذلك فقبل أيام فقط ‘’وهو مشهد طالما رأيته’’، كنت بأحد المجمعات التجارية، وكانت إحدى الزبونات ‘’مشتطة’’ وهائجة على البائعة، وكان واضحا من المشادة التي علا فيها الصوت أن البائعة لم تعر الزبونة أي اهتمام وبدلا من أن تجيبها على تساؤلها هزت رأسها بإيماءة دون حتى أدنى التفاتة، مما جعل الزبونة تشتط غضبا، وتقول لها ‘’ نفتخر أنكن يا بحرينيات تعملن في مثل هذه الوظائف ولكن للأسف لا تحترمن الزبون’’. مشهدان يعكسان النقيض في التعامل مع الزبائن، لا ينكر أحد أن الوظائف التي تتطلب احتكاكاً مع الناس هي من أصعب المهن، كما لا ننكر أن لكل منا مشاكله وهمومه التي قد تعكر صفو تفكيره وتمنع الابتسامة من الوصول إلى وجه، ولكن حري بهؤلاء الموظفين أن يعاملوا الزبون بطريقة أكثر احتراما، لا أن يكشروا في وجه الزبون وكأنه أحد الخصوم، أو يجيبوه على أي سؤال بفوقية وكأن ‘’يا أرض انهدي ما عليك أدي’’ كما يقول إخواننا المصريون. قد يكون بعض الموظفين حديثي العهد مع الوظيفة، متواضعي الخبرة في فنون التعامل مع الزبائن، فحبذا لو يتم إعداد دورات تكسبهم تلك اللياقة التي تمكنهم من كسب الناس كزبائن بل وكأصدقاء لا أن تنفرهم وتبعدهم عن المحل، على رغم أن ديننا الإسلامي يحث على ذلك دون الحاجة إلى دروس ووعظ، فالدين معاملة كما يقول نبينا محمد (ص)، ومع ذلك هناك المئات أمثال ‘’سلمان’’ ولكن أيضا علينا ألا ننكر أن هناك المئات أمثال تلك البائعة والذين هم بحاجة ماسة إلي أن يدركوا أهمية المعاملة اللطيفة مع الزبائن.

العدد 450 – الأربعاء 28 ربيع الأول 1428 هـ – 16 مايو 2007

 

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “الدين المعاملة يا «جماعة»

  1. والله عندك حق ازي الناس كلها ما تبقاش زي سلمان ، بس على فكرة عندنا في مصر لازم اللي شغال في قهوة أو محل مشروبات يبتسم في وش الزباين
    ayman الأربعاء 16 مايو 2007
    تعليق #2
    Yasmin Khalaf

    First of all I do apologies to you and to the readers in writing in English Language today, and that because I am lacking Arabic key words in my PC. However, I can conclude my response to your today’s Colum in few sentences:

    1. To have a smiley and cheerful face is something nature.
    2. It is difficult somehow, to change the personality of some people, even if you spend the whole life teaching and monitoring them.
    3. Salman’s case needs to be rooted and probed. In other words, it needs to be investigated.
    4. Dealing with others is a big art, as each personality has to be treated separately and individually.
    5. All religions have the same principles in such phenomenon.
    6. The Islam considered the smiling in brother in believe as (SadaKha)
    7. The Prophet Mohd (peace upon him) and his family members (peace upon them) have to be the Role Model for each Muslim in this issue and in all other issues.

    Thank you, and waiting for your new

    Abu Ali – UK

    Abu Ali الأربعاء 16 مايو 2007
    تعليق #3
    نعم/ إنه لا أطيب من القلب واللسان إذا صلحا , ولا أخبث منهما إذا فسدا .
    أختك هدايه السبت 19 مايو 2007
    تعليق #4
    انتي رائعه في كتاباتك وفي جمالك وجاذبيتك حظ الي بيتوجك
    الصدق منجاة

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.