ياسمينيات
«محسود على موتة الجمعة»
ياسمين خلف
قارئ لـ’’الوقت’’ وجد أنه من غير الإنصاف أن نطلق هكذا ومن دون تحديد بأن الظلم يقع وحده على موظفي القطاع الخاص، وكأن – بحسبه – يعيش موظفو القطاع العام في ‘’جنة ونعيم’’، وله الحق كله، فهناك أيضاً شركات كبرى في القطاع الخاص توفر لموظفيها امتيازات من ‘’بونس’’ وزيادات سنوية، ناهيك عن التأمين الصحي له ولعائلته وحتى الاشتراكات في النوادي الصحية والحسومات على أهم المحلات التجارية، وهي الشركات التي لم أقصدها في عمودي السابق، وإنما أقصد تلك الشركات التي ‘’تعصر’’ الموظف حتى تأخذ كل ما لديه من قدرات وإمكانات بأقل راتب ومن دون أية امتيازات أو حتى أدنى تقدير.
يقول القارئ، وهو موظف بإحدى الوزارات، إن رواتب موظفي الحكومة من الدرجات العمومية قد تكون أقل من زملائهم في القطاع الخاص، خصوصاً إذا ما قيست على أنهم يعيّنون على درجات أقصاها الثامنة والراتب لا يزيد على 400 دينار أو أكثر بقليل، وأن الزيادات والعلاوات لا تنتابهم وإنما تكون من نصيب موظفي الدرجات التخصصية، كما يضيق على الموظف ألا تزيد عدد ساعات العمل الإضافية على 10 ساعات شهرياً، أي أقصاها لا يتعدى أجرها 25 ديناراً، على رغم استعداد الموظف للعمل لساعات أطول فقط ليزيد من راتبه، بل إن الطامة الكبرى أن راتبه الذي زحف زحفاً في السنوات الـ 23 الماضية لا يتعدى 450 ديناراً بحرينياً فقط. قالها ليصدمني ووجدت نفسي أقول في سري ‘’محسود الفقير على موتة الجمعة’’، كما قال أجدادنا عندما يحسد المرء على لا شيء.
الطبقية في الوظائف أخذت تأخذ نصيبها وتتسع يوماً بعد يوم، فموظف الحكومة على الدرجات العمومية يبقى لسنوات طويلة ‘’بعضهم من عمل لـ 35 سنة وراتبه لا يتعدى 380 ديناراً’’ وعلى الدرجة ذاتها، فيما يقفز موظفو الدرجات التخصصية على الدرجات فتتعدل رواتبهم في سنوات قليلة، ما يخلق فارقاً كبيراً بين ذاك الموظف على الدرجات العمومية والآخر على الدرجات التخصصية، والتي تتجلى حتى في طرق المعاملة كما قال القارئ العزيز إن الموظف منهم يقف كما لو كان فرعون عندما قال ‘’أنا ربكم الأعلى’’ مستصغراً غيره من الموظفين.
كلمة حق: كل ما جاء على لسان القارئ صحيح، والأصح أن غالبية البحرينيين اليوم يختنقون كلما اشتعلت الأسعار وزادت الالتزامات وبقيت الرواتب على ما هي عليه. آسفة، بل أقصد وبدأت الرواتب تنقص هي الأخرى شيئاً فشيئاً ‘’هل نسيتم الاستقطاع 1% لقانون التأمين ضد التعطل؟’’ فقط للتذكير، فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
العدد 485 – الأربعاء 5 جمادة الآخر 1428 هـ – 20 يونيو 2007
ياسمينيات
«محسود على موتة الجمعة»
ياسمين خلف
قارئ لـ’’الوقت’’ وجد أنه من غير الإنصاف أن نطلق هكذا ومن دون تحديد بأن الظلم يقع وحده على موظفي القطاع الخاص، وكأن – بحسبه – يعيش موظفو القطاع العام في ‘’جنة ونعيم’’، وله الحق كله، فهناك أيضاً شركات كبرى في القطاع الخاص توفر لموظفيها امتيازات من ‘’بونس’’ وزيادات سنوية، ناهيك عن التأمين الصحي له ولعائلته وحتى الاشتراكات في النوادي الصحية والحسومات على أهم المحلات التجارية، وهي الشركات التي لم أقصدها في عمودي السابق، وإنما أقصد تلك الشركات التي ‘’تعصر’’ الموظف حتى تأخذ كل ما لديه من قدرات وإمكانات بأقل راتب ومن دون أية امتيازات أو حتى أدنى تقدير.
يقول القارئ، وهو موظف بإحدى الوزارات، إن رواتب موظفي الحكومة من الدرجات العمومية قد تكون أقل من زملائهم في القطاع الخاص، خصوصاً إذا ما قيست على أنهم يعيّنون على درجات أقصاها الثامنة والراتب لا يزيد على 400 دينار أو أكثر بقليل، وأن الزيادات والعلاوات لا تنتابهم وإنما تكون من نصيب موظفي الدرجات التخصصية، كما يضيق على الموظف ألا تزيد عدد ساعات العمل الإضافية على 10 ساعات شهرياً، أي أقصاها لا يتعدى أجرها 25 ديناراً، على رغم استعداد الموظف للعمل لساعات أطول فقط ليزيد من راتبه، بل إن الطامة الكبرى أن راتبه الذي زحف زحفاً في السنوات الـ 23 الماضية لا يتعدى 450 ديناراً بحرينياً فقط. قالها ليصدمني ووجدت نفسي أقول في سري ‘’محسود الفقير على موتة الجمعة’’، كما قال أجدادنا عندما يحسد المرء على لا شيء.
الطبقية في الوظائف أخذت تأخذ نصيبها وتتسع يوماً بعد يوم، فموظف الحكومة على الدرجات العمومية يبقى لسنوات طويلة ‘’بعضهم من عمل لـ 35 سنة وراتبه لا يتعدى 380 ديناراً’’ وعلى الدرجة ذاتها، فيما يقفز موظفو الدرجات التخصصية على الدرجات فتتعدل رواتبهم في سنوات قليلة، ما يخلق فارقاً كبيراً بين ذاك الموظف على الدرجات العمومية والآخر على الدرجات التخصصية، والتي تتجلى حتى في طرق المعاملة كما قال القارئ العزيز إن الموظف منهم يقف كما لو كان فرعون عندما قال ‘’أنا ربكم الأعلى’’ مستصغراً غيره من الموظفين.
كلمة حق: كل ما جاء على لسان القارئ صحيح، والأصح أن غالبية البحرينيين اليوم يختنقون كلما اشتعلت الأسعار وزادت الالتزامات وبقيت الرواتب على ما هي عليه. آسفة، بل أقصد وبدأت الرواتب تنقص هي الأخرى شيئاً فشيئاً ‘’هل نسيتم الاستقطاع 1% لقانون التأمين ضد التعطل؟’’ فقط للتذكير، فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
العدد 485 – الأربعاء 5 جمادة الآخر 1428 هـ – 20 يونيو 2007
One Comment on “«محسود على موتة الجمعة»”
admin
تعليق #1
كلام المواطن صحيح 100% يا اخت ياسمين ، و الدليل على ذلك ان حملت الشهادات العليا و الاكاديميين لا يطمحون بالعمل في الوزارات الحكومة و عيونهم على الشركات الكبرى و البنوك
يعني ” لو فيه خير ، ما رماه الطير ”
الحايكي الأربعاء 20 يونيو 2007
تعليق #2
صح لسانك .. هذا هو واقعنا فعلا وانا من الموظفات اللي اعاني من الظلم في القطاع الحكومي 13 سنة على الدرجة السادسة ونهاية المربوط صار لي سبع سنوات راتبي ينقص ما يزيد .. تصوري يا اخت ياسمين سبع سنوات لم تدخل راتبي اية زيادة بسبب قوانين غير عادلة !!!!؟؟؟
ام ناصر الأربعاء 20 يونيو 2007
تعليق #3
اشكركِ اختي العزيزة ياسمين
وصدقيني راح يجي قانون جديد
ويقطعون من الفقير حتى لقمة العيش الي يأكلها وراح يدفع عليها ضرايب ولحظي اختي الكريمة في كل شيء ادفع بعدين خذ والله من يصدق احنا في دوله خليجية فيها النفظ والكل يحسدنا اذا رحنا برع الديره ايقولون لنا انتوا خليجين كل شيء عندكم ورواتبكم احسن من رواتب وزراء بديرتنا
وانا اقول لهم مشكلتكم ماتعرفون بحالنا وماخفي كان اعظم
الف شكر لج يا ياسمين ونحن القراء نقدر لج مجهودكِ في طرح المواضيع الي تهم المواطن وربي يوفقج دائما يالعزيزة وانتي نعم القلم الحر الي يدافع عنا في كل شيء
تقبلي تحياتي الخالصة صرخة ألـم
صرخة ألم الأربعاء 20 يونيو 2007
تعليق #4
الرواتب تنقص هي الأخرى شيئاً فشيئاً!!!؟؟؟؟
نعم كان هناك مشروع زيادة استقطاع التقاعد و التأمينات الإجتماعية واعتقد انها النسبة المستقطعة الجديدة القادمة
و الله في عون الجميع
و تسلمين يا ياسمين على المجهود في تقصي أحوال الناس
محسن بوعادل الأربعاء 20 يونيو 2007
تعليق #5
الكاتبة ياسمين السلام عليكم مقارنة للدرجات والرواتب في مكانها ولكن الدرجات التخصصية يطلب الشهادة الجامعية في تخصص الوظيفة ولكن الدرجات التنفيذية التي تعطي دون شهادة الثانوية العامة في بعض الوزارات وشاغر الوظيفة يكون مدير علي شاغرين الوظائف التخصصية الجامعية ؟؟؟
احمد يوسف احمد الأربعاء 20 يونيو 2007
تعليق #6
أستاذتناالعزيزة ياسمين خلف
كا العادة مقالاتج واقعية وتمس الشريحة الكبرى من افراد الشعب المغلوب على أمره … والله حالتنا حاله أول نقول ونتكلم ونتوسل ونطر ( نبي زيادة في الرواتب ) واليوم بعد نتوسل ونتعشم في الأعمام الأفندية ونقول تكفون لا تقصون علينا 1% حتى خطابنا تغير مع إننا في كل الأحوال نعيش الغرق … محسودين في بلد نفطي وسياحي ويعيش إستقرار
تسلمين أستاذتنا وموفقة يارب
الفاارس – المنامة الأربعاء 20 يونيو 2007
تعليق #7
الاخت العزيزة ياسمين :
ياسفني انك لم تتحري الدقة هذه المرة كعادتك . وكان الاحرى ان تطلبي جداول المرتبات و تقارنيها لكي تعرفي الفرق. فلقد حصل من على الدرجات العمومبة على زيادة ثلاث مرات تصل الى 30% حتى وصلت رواتبهم الى المهندسين والاطباء قبل الزيادة الاخيرة و فاقت المدرسين . وساعطيك بعض الامثلة .
المنظفين في السلمانية ممن على الدرجة 2 او 3 تصل رواتبهم الى 350 دينار و ومسؤليهم الى 700 دينار . موظفين الأمن على درجة 5 و 6 تصل رواتبهم الى 600 دينار. الفنين في وزارة الكهرباء على الدرجة 7 و 8 تصل رواتبهم الى 800 دينار ويعملون اكثر من 100 ساعة اضافية تصل قيمتها الى 900 دبنار .
واخيرا من هم على الدرجات التخصصية يحملون اعلى الشهادات وما يحصلون عليه الان رد اعتبار بسيط نشكر عليه الحكومةز
ali الأربعاء 20 يونيو 2007
تعليق #8
كلامج جدا كلام واقعي وجميل ارجو المزيد من ذلك وشكرا
جعفر القشعمي الأربعاء 20 يونيو 2007
تعليق #9
لايمكن البتة المقارنة بين موظف على الكادر العام لا تتعدى شهادته الثانوية العامة (إن وجدت) ولا تتعدى مهامه الوظيفية طباعة الرسائل واستقبال المكالمات مع موظف على الكادر التخصصي يحمل ما لا يقل عن البكالوريوس إن لم يكن أعلى وتتمثل مهامه في الحرص على توفير الطاقة الكهربائية او المحافظة على البيئة..هكذا مقارنات لا تجوز ولا تستقيم مع المنطق.
وبالرجوع إلى جداول الرواتب نرى أن موظفي الدرجات العمومية تعدلت رواتبهم خلال العشر سنوات الماضية ثلاث مرات وهو معدل معقول حيث تعدلت في 97 ثم في 2002 ثم في 2005 ويطرح الان انهم بصدد تعديلها
بينما التخصصي المحسود فهو كادر مهمل ان لم تكونو تعلمون فهو من 97 لم يعدل الا قبل اشهر..كما ان العمومي يستحق علاوات لا حصر لها من وقت اضافي وبدل طبيعة عمل وملابس وخطر بينما لا يحضى موظف التخصصي بهذه المميزات على الرغم من تواجدهما معا بنفس بيئة العمل!!
عبدالناصر الأربعاء 20 يونيو 2007
تعليق #10
شكرا أختي ياسمين
الحكومة تريد أن تحاربنا في أرزاقنا. الله المستان.
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
سيد البحراني الأربعاء 20 يونيو 2007
تعليق #11
——————————————————————————–
موضوع جميل لا اضيف عليه سوى الشكر الجزيل …
قيل في الامثال : ” يحسدون الفقير على موتة الجمعة ” – اي يحسد الفقير اذا وافق موته يوم
الجمعة لما في الجمعة من خير
السيد محمد على حسن الخميس 21 يونيو 2007