التفاحة الخايسة

ياسمينيات
التفاحة الخايسة
ياسمين خلف

ياسمين خلف

غريب أمر بعض موظفي الوزارات الحكومية، ولولا الخوف من الظلم لقلنا جميع الموظفين، الذين غالبا ما تجدهم يعملون من غير نفس، وكأنهم مجبورون على العمل أو كأنهم يتصدقون على المراجعين بتسهيل إجراءاتهم، فتلك تتكلم وتكاد لا تتحرك شفتاها، وذاك لا يكلف نفسه حتى رفع رأسه للتجاوب مع أسئلة المراجع، وثلة أخرى تفتقر لأبسط أنواع الذوق في التعامل والكلام، لا ننكر أن هناك من هم متفانون في عملهم ويرتاح المراجع منهم حتى وإن لم يحصل على معاملته، ولكن وكما يقال ”التفاحة الخايسة تخرب التفاح كله”.
إحدى المراجعات لوزارة العمل أبدت استياءها الشديد من أسلوب الموظفين في الرد على الهاتف، الذي غالبا ما يرن ويرن ولا من مجيب وكأن الوزارة خلت من الموظفين ”يا جماعة إذا ما في موظفين يردون على الهواتف شغلوا العاطلين وساهموا في حل هالمعضلة ”تقسم المواطنة أنها اتصلت لأكثر من ثلاثين مرة حتى جاءها الرد، وعندما طلبت التعرف على اسم الموظفة حتى تعرف التجاوب معها في الحديث أو الرجوع إليها حال عدم توصلها لمبتغاها رفضت بشدة، وبصلافة تجيبها من أعطاك الرقم وحولك علي ”الغريب أن الرقم لهاتف المكتب وليس لهاتفها الخاص أو المتنقل”، المواطنة تتساءل باستغراب لم أطلب القرب من الموظفة وإنما استفسار عن معاملة؟ ولتزيد الطين بلة تحدتها بالشكوى ليس في الوزارة فقط وإنما في الصحف ”وأعلى ما في خيلك أركبيه”، بحسب ما قالت الموظفة للمواطنة. المشكلة ليست مشكلة شخصية لمواطنة وإنما هي مشكلة متكررة دائما ما تردنا في الصحافة، أولها عدم الرد على الهواتف فيضيع الوقت والجهد سدى، وأن ردوا على الهاتف حولوا المتصل على أرقام خاطئة، أو حتى أشخاص لا علاقة لهم بالموضوع، وإن وصلوا للموظفين الصح أعطوهم معلومات غير دقيقة تضطرهم إلى اللجوء للوزارة شخصيا لمتابعة القضية، وبعضهم يتكبد عناء ما بعده عناء للوصول للوزارة، إذ إن أغلب المراجعين لوزارة العمل مثلا من العاطلين الذين لا يملكون حتى مواصلات خاصة فيلجؤون لسيارات التاكسي أو طلب المساعدة من الغير، وثانيها طريقة رد الموظفين والتي غالبا ما تكون استفزازية، تثير المتصل الذي غالبا ما يكون هو الآخر متوتراً أو في مشكلة دعته إلى الاتصال بالوزارة، أعتقد أن مسألة التعريف عن الهوية وذكر اسم المتحدث أمر ضروري لابد أن يسن له قانون حتى يتمكن المواطن كأحد حقوقه من الشكوى أو حتى تقديم الشكر للموظف الذي ساعده، وما دام الموظف يقوم بواجبه فلا داعي إلى الخوف وإخفاء الهوية أو الاسم، بل لابد من وجود بطاقة تعريفية باسم الموظف تعلق على ملابسه فغالبا ما يضيع حق المراجع لعدم معرفته لاسم الموظف الذي غالبا ما يكون ”متفرعنا”- نسبة إلى فرعون- ولا يهاب المحاسبة التي غالبا ما تكون غائبة، فمن أمن العقوبة أساء الأدب كما يقول المثل.

العدد 772 الاربعاء 25 ربيع الأول 1429 هـ – 2 أبريل 2008

ياسمينيات
التفاحة الخايسة
ياسمين خلف

ياسمين خلف

غريب أمر بعض موظفي الوزارات الحكومية، ولولا الخوف من الظلم لقلنا جميع الموظفين، الذين غالبا ما تجدهم يعملون من غير نفس، وكأنهم مجبورون على العمل أو كأنهم يتصدقون على المراجعين بتسهيل إجراءاتهم، فتلك تتكلم وتكاد لا تتحرك شفتاها، وذاك لا يكلف نفسه حتى رفع رأسه للتجاوب مع أسئلة المراجع، وثلة أخرى تفتقر لأبسط أنواع الذوق في التعامل والكلام، لا ننكر أن هناك من هم متفانون في عملهم ويرتاح المراجع منهم حتى وإن لم يحصل على معاملته، ولكن وكما يقال ”التفاحة الخايسة تخرب التفاح كله”.
إحدى المراجعات لوزارة العمل أبدت استياءها الشديد من أسلوب الموظفين في الرد على الهاتف، الذي غالبا ما يرن ويرن ولا من مجيب وكأن الوزارة خلت من الموظفين ”يا جماعة إذا ما في موظفين يردون على الهواتف شغلوا العاطلين وساهموا في حل هالمعضلة ”تقسم المواطنة أنها اتصلت لأكثر من ثلاثين مرة حتى جاءها الرد، وعندما طلبت التعرف على اسم الموظفة حتى تعرف التجاوب معها في الحديث أو الرجوع إليها حال عدم توصلها لمبتغاها رفضت بشدة، وبصلافة تجيبها من أعطاك الرقم وحولك علي ”الغريب أن الرقم لهاتف المكتب وليس لهاتفها الخاص أو المتنقل”، المواطنة تتساءل باستغراب لم أطلب القرب من الموظفة وإنما استفسار عن معاملة؟ ولتزيد الطين بلة تحدتها بالشكوى ليس في الوزارة فقط وإنما في الصحف ”وأعلى ما في خيلك أركبيه”، بحسب ما قالت الموظفة للمواطنة. المشكلة ليست مشكلة شخصية لمواطنة وإنما هي مشكلة متكررة دائما ما تردنا في الصحافة، أولها عدم الرد على الهواتف فيضيع الوقت والجهد سدى، وأن ردوا على الهاتف حولوا المتصل على أرقام خاطئة، أو حتى أشخاص لا علاقة لهم بالموضوع، وإن وصلوا للموظفين الصح أعطوهم معلومات غير دقيقة تضطرهم إلى اللجوء للوزارة شخصيا لمتابعة القضية، وبعضهم يتكبد عناء ما بعده عناء للوصول للوزارة، إذ إن أغلب المراجعين لوزارة العمل مثلا من العاطلين الذين لا يملكون حتى مواصلات خاصة فيلجؤون لسيارات التاكسي أو طلب المساعدة من الغير، وثانيها طريقة رد الموظفين والتي غالبا ما تكون استفزازية، تثير المتصل الذي غالبا ما يكون هو الآخر متوتراً أو في مشكلة دعته إلى الاتصال بالوزارة، أعتقد أن مسألة التعريف عن الهوية وذكر اسم المتحدث أمر ضروري لابد أن يسن له قانون حتى يتمكن المواطن كأحد حقوقه من الشكوى أو حتى تقديم الشكر للموظف الذي ساعده، وما دام الموظف يقوم بواجبه فلا داعي إلى الخوف وإخفاء الهوية أو الاسم، بل لابد من وجود بطاقة تعريفية باسم الموظف تعلق على ملابسه فغالبا ما يضيع حق المراجع لعدم معرفته لاسم الموظف الذي غالبا ما يكون ”متفرعنا”- نسبة إلى فرعون- ولا يهاب المحاسبة التي غالبا ما تكون غائبة، فمن أمن العقوبة أساء الأدب كما يقول المثل.

العدد 772 الاربعاء 25 ربيع الأول 1429 هـ – 2 أبريل 2008

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “التفاحة الخايسة

  1. تعليق #1
    المشكلة يا عزيزتي الرائعة هي أزمة ضمير أكثر من أي شئ آخر.
    إسماعيل نصري الأربعاء 2 أبريل 2008
    تعليق #2
    هلا والله …….
    ايشلونج شخبارج ياسمين ….
    مقالج حلو وقلمج احلى هذا موب تقييم انا ما اقدر اقيم كاتبة مثلج لاني موب كاتب ولكن راي هذا اولاً.
    اما ثانياً هذا الكلام ينطبق على كل الوزارات لسبب واحد ان كل الوزارات ليس بها حساب ولا عقاب الا للمؤقتيين منهم وضعاف الظهر ان صح التعبير
    اللي ابي اوصل له هذا شئ طبيعي في مجتمع مثل البحرين وحكومة مثل ذي الحكومة اللي ليس هناك راعي مسؤل عن رعيتة .
    تخيلي بشئ واحد لة كان وجود حكم الاسلام الصح شنو بصير ؟
    بقولج رواية قصيرة عن الامام علي عليه السلام…
    فيه مرة أمراة عجوز وصلت الى الامام وقاالت له ما عندنا شئ نأكله الحاكم اللي علينا واللي انته خليته ظالم بكاء الامام وقال كلمة المشهورة اذا دخل الفقر الى قريتة قال له الكفر خذني معك في الحال ارسل مرسال يزيح الحاكم عن منصبة وعين مالك الاشتر.
    اتمنى لج التوفيق
    محب الياسمينات الأربعاء 2 أبريل 2008
    تعليق #3
    في الحقيقة أن الموضوع الذب تطرقتي لة هو من أهم المواضيع والذي يمثل هم الكثيرين من لمراجعين لانجاز معاملتهم ببصورة عامة لذلك أتمنى من جميع المسؤلين دون تحديد أي جهة التعاون الكامل والعملي والذي في النهاية يرضي جميع المواطنيين بصورة منتظة وسلسة وأرر شكري على طرحطك الجميل لهذا الموضوع متمنيا لكي التوفيق والتقدم .
    محمد علي طرادة الأربعاء 2 أبريل 2008
    تعليق #4
    السلام عليكم .
    اشكر الاخت ياسمين ع الموضوع المهم والمعامله السيئه في كل الوزاراات ونادرا ما نلقى موظف له خلق حتى يبتسم في وجه المراجع وبيني وبينكم ان كان الموظف رجال بشنباات والمراجعه بنت وجميله يشيلها فوق راسه وشفت هالشي بعيوني وان كان المراجع رجال حتى ما يطل بوجهة ، وعن الرد ع التلفونات انطري يا حريقه سااار لين احد فكر يرد ، والله شي يقهر والمشتكى لغير الله مذله بس السكون يتعب القلب
    (( يجعل كلامي عليهم خفيف )) ..
    الفجـــ روح ـــر الأربعاء 2 أبريل 2008
    تعليق #5
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ،،

    في البداية أود أن اشكر الأخت ياسمين على مواضيعها الحساسة والتي تمس هموم المواطن البحريني سواء من جانب التعليم أو العمل أو الحالة المعيشية ،، والموضوع التي تطرقت له الأخت له واقع ويحصل في بعض الوزارات ولا نقول الكل وقد يرجع السبب إلى الظروف التي يمر بها الموظف ولكن يجب أن نعرف بأن معالمة الموظف للمراجعين يعكس صورة المكان والوزارة التي يعمل بها فالموظف هو مرآة الوزارة وعليه أن يبذل الجهد في خدمة المراجعين وأن يقوم بواجبه على أكمل وجه.

    وبالنهاية أشكر الأخت ياسمين على الموضوع ونريد منها المزيد بمواضيع حساسة أكثر وأنا من أشد المتابعين لها .
    عاشق الياسمين الأربعاء 2 أبريل 2008
    تعليق #6
    بالضبط يا ياسمين أنتي ما قلتي شي من عندش – كم مرة اتصل لعدة جهات رسمية واكثرهم بعد الرد بفظاظه يرفضون اخباري بأسمائهم ! ولا يهاوشوني ويقولون ” ليش تسألين عن أسمي – مو لازم تعرفينه ” وفي النهاية لا أعرف اسمهم ولا شي .
    بس المضحك من الأمر – أني مرة من المرات بعد ما طلبت من بعظ المراجعات ذكر اسمها ورفضت قلت ليها : ” اسمك محمد ” أوكي محمد وكملت كلامي –
    ويوم قالت لي ” نعم ” ما تشوفيني بنت؟
    قلت ليها أو آسفه من اسلوبش الحاد ظنيتش رجال مو مره.

    (( يعني على الأقل أنردها ليها اشوي )) والله من الحرة
    هدهه كول الأربعاء 2 أبريل 2008
    تعليق #7
    مرحبا ً..
    في الحقيقة أرحتي قلوبنا من الهموم التي تتكابد على بعضها البعض كل يوم بسبب هذه الوزارات التي من المفترض أن تخدم المواطن ومن المفترض أن تكونَ خير معين ٍ له ، لكن للأسف نرى الوضع يتراجع يوماً بعد يوم ..
    لحد الآن مقالااتكِ مسؤولة وعادلة ً ومنصفة ونتمنى لقلمكِ الحر وضميركِ الحَي للإزدهار و الحيويّة أكثر فأكثر…
    أعتقد أن يستطيع االإنسان أن يصنع ما هو المستحيل من الضمير الحي وبالخصوص في ظل توسع آليات الرسالة السلمية الحقّة و الداعية إلى العدل..
    تحياتي الخالصة َ لكِ
    وأتمنى أن تكوني دائما ًبهذه الروح الطيبة المفكرة المعايشة مع هموم المواطنين التي يعانونها بشكل يومي في مؤسسات الدولة
    حسين جواد
    حسين جواد الأربعاء 2 أبريل 2008
    تعليق #8
    السلام عليكم

    لكِ كل الشكر أختي ياسمين على مقالاتكِ الجريئة التي تخدم المواطن وتوضح مدى معاناته وإن لم يستطع هو عن التعبير عن نفسه، فأنتي خير عون في إيصال همومه.
    عن نفسي وعن تجربة حقاً نعاني من سوء معاملة العاملين في الوزارات الحكومية، ففي أحد فروع وزارة العمل جميع الموظفات يخدمون أصحاب المعاملات ويستمعون لاستفساراتهم بنفس طيبه ومرحه، الا موظفة الاستقبال والتي تكون دائماً في الوجه عند الدخول، فلا يهمنا شكلها الخارجي اكثر من حسن الاخلاق والتعامل مع الناس، ففعلاً كأنها تتصدق علينا بالاجابة عن استفساراتنا، فلا صدر واسع ولا اهتمام في الاستماع إلى كلام الآخرين، وحقاً كما قلتي لا تتكبد عناء رفع رأسها والنظر إلى أصحاب الطلب أو من يكلمها من الناس.
    فكما قلتي ((التفاحة الخايسه تخرب التفاح كله)).

    أختي ياسمين.. كل مقالاتكِ ذهب، لأنها تعبر عن واقع نعيشه ونعانيه، ولكن تفوتنا فرصة التعبير عن أنفسنا، ربما لأن الصبر من سماتنا، فأنتي عون لنا.
    أسأل الله أن يوفقكِ، وأن يسدد خطاكِ، وأن لا يحرمنا من مقالاتكِ وإبراز شكوى المواطنين.

    لعلى وعسى ينظرون لنا ولأمرنا، أو ليتأكدوا بأننا ((هنـــا)) بينكم ونعاني منكم !!.

    لكِ كل الشكر.
    بحرانيه حنونه الأربعاء 2 أبريل 2008
    تعليق #9
    العمل عبادة فيجب على كل شخص ان يكون مخلص في عمله 0

    traffic07 الخميس 15 مايو 2008

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.