لي أخ في إفريقيا

ياسمينيات
لي أخ في إفريقيا
ياسمين خلف

ياسمين خلف

كم يعجبني حقاً تفكير وسلوك الغرب عندما يتعلق الأمر بتبني الأطفال اليتامى، فتجدهم لا يتوانون من تبني طفلين أو ثلاثة من دول مختلفة ليربوهم جنباً إلى جنب مع أطفالهم من أصلابهم، فليس كل ما يأتي من الغرب «شين» فتجدهم يرسمون البسمة على وجوه كادت أن تنسى هذه اللغة التعبيرية نتيجة الحياة غير الطبيعية التي ينشؤون فيها في دور الأيتام والتي مهما وفرت لهم من رعاية واهتمام، فلن تكون حياتهم أبداً سوية إذا ما قضوا جل حياتهم هناك بعيدين عن صدر حنون كالأم وإن كانت لم تحملهم في أحشائها، فالمربية مهما حاولت في دُور الأيتام التعويض، لن تتمكن في ظل وجود العشرات من الأطفال، ويكفي الطفل أنه يعيش في منزل وليس في مؤسسة ترعاه.
أذكر فيما أذكر أن أحد البرامج عرض حياة طفلة إفريقية فاقدة لأطرافها الأربع، وفقيرة ويتيمة ولا يتمكن من يرعاها حتى من توفير ملابسها وأكلها فكيف به سيوفر أطرافاً صناعية لها تمكنها من العيش بشكل شبه طبيعي؟ فانهالت المكالمات الهاتفية على البرنامج من أسر بريطانية تعرض تبني الطفلة، وحقاً حصلت إحداهن على هذه الفرصة والتي أعتقد شخصياً أنها ستنال من ورائها مقعداً في الجنة إن ما هي أحسنت تربيتها ومعاملتها، ويكفي أنها أدخلت الفرحة على قلب هذه الطفلة التي بدت كإحدى بنات تلك السيدة فستنال فرح أحد الأنبياء «من فرّح طفل فرّح نبي».
هناك من يقول إن عملية تبني الطفل وخصوصاً إذا ما كان ذكراً وتربيته في المنزل لا تجوز شرعاً، كونه سيطلع على عورة النساء في المنزل عند بلوغه «واللي يبغي الصلاة ما تفوته» كما نقول بالعامية، فهناك طرق عدة تمكننا من التبني أيسرها دفع راتب شهري لأحد الأطفال اليتامى ولو كان في أقصى الأرض وأبعدها، وحتى لا يقول البعض إننا لا نقوى على سد رمق أطفالنا فكيف بنا بدفع راتب لطفل «وأنا أقول إن 5 دنانير في الشهر لن تفقرك أو تهز موازنتك، أليست الصدقة تبارك المال؟ فما بالك لو كانت صدقة لكفالة يتيم؟».
بصراحة، كم أعجبت حقاً بمنهج أهل الكويت في أيام دراستي هناك، عندما كانت زميلاتي يقلن إن أمهاتهن يكفلن عشرات اليتامى في عدد من الدول، ولا أخفي استغرابي عندما قالت إحداهن إن لها أخاً في إفريقيا وآخر في السنغال وثالث في العراق، لتبدده بضحكة وهي تفسر قولها إنهم جميعاً تكفلهم والدتها منذ ولادتهم وحتى يكبروا ويتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم ويحصلوا على عمل ليكسبوا قوتهم بأنفسهم.

العدد 793 الأربعاء 18 ربيع الثاني 1429 هـ – 23 أبريل 2008

ياسمينيات
لي أخ في إفريقيا
ياسمين خلف

ياسمين خلف

كم يعجبني حقاً تفكير وسلوك الغرب عندما يتعلق الأمر بتبني الأطفال اليتامى، فتجدهم لا يتوانون من تبني طفلين أو ثلاثة من دول مختلفة ليربوهم جنباً إلى جنب مع أطفالهم من أصلابهم، فليس كل ما يأتي من الغرب «شين» فتجدهم يرسمون البسمة على وجوه كادت أن تنسى هذه اللغة التعبيرية نتيجة الحياة غير الطبيعية التي ينشؤون فيها في دور الأيتام والتي مهما وفرت لهم من رعاية واهتمام، فلن تكون حياتهم أبداً سوية إذا ما قضوا جل حياتهم هناك بعيدين عن صدر حنون كالأم وإن كانت لم تحملهم في أحشائها، فالمربية مهما حاولت في دُور الأيتام التعويض، لن تتمكن في ظل وجود العشرات من الأطفال، ويكفي الطفل أنه يعيش في منزل وليس في مؤسسة ترعاه.
أذكر فيما أذكر أن أحد البرامج عرض حياة طفلة إفريقية فاقدة لأطرافها الأربع، وفقيرة ويتيمة ولا يتمكن من يرعاها حتى من توفير ملابسها وأكلها فكيف به سيوفر أطرافاً صناعية لها تمكنها من العيش بشكل شبه طبيعي؟ فانهالت المكالمات الهاتفية على البرنامج من أسر بريطانية تعرض تبني الطفلة، وحقاً حصلت إحداهن على هذه الفرصة والتي أعتقد شخصياً أنها ستنال من ورائها مقعداً في الجنة إن ما هي أحسنت تربيتها ومعاملتها، ويكفي أنها أدخلت الفرحة على قلب هذه الطفلة التي بدت كإحدى بنات تلك السيدة فستنال فرح أحد الأنبياء «من فرّح طفل فرّح نبي».
هناك من يقول إن عملية تبني الطفل وخصوصاً إذا ما كان ذكراً وتربيته في المنزل لا تجوز شرعاً، كونه سيطلع على عورة النساء في المنزل عند بلوغه «واللي يبغي الصلاة ما تفوته» كما نقول بالعامية، فهناك طرق عدة تمكننا من التبني أيسرها دفع راتب شهري لأحد الأطفال اليتامى ولو كان في أقصى الأرض وأبعدها، وحتى لا يقول البعض إننا لا نقوى على سد رمق أطفالنا فكيف بنا بدفع راتب لطفل «وأنا أقول إن 5 دنانير في الشهر لن تفقرك أو تهز موازنتك، أليست الصدقة تبارك المال؟ فما بالك لو كانت صدقة لكفالة يتيم؟».
بصراحة، كم أعجبت حقاً بمنهج أهل الكويت في أيام دراستي هناك، عندما كانت زميلاتي يقلن إن أمهاتهن يكفلن عشرات اليتامى في عدد من الدول، ولا أخفي استغرابي عندما قالت إحداهن إن لها أخاً في إفريقيا وآخر في السنغال وثالث في العراق، لتبدده بضحكة وهي تفسر قولها إنهم جميعاً تكفلهم والدتها منذ ولادتهم وحتى يكبروا ويتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم ويحصلوا على عمل ليكسبوا قوتهم بأنفسهم.

العدد 793 الأربعاء 18 ربيع الثاني 1429 هـ – 23 أبريل 2008

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “لي أخ في إفريقيا

  1. تعليق #1
    لين حصلنا مثل ما الكويتين حصلون بنكفل فريج من افريقيا… لمعلوماتك الي من تراب ارض البحرين اجود واكرم واطيب … وإذا كفلنا احد حتى اولادنا ما راح يعرفون عن اللي نصرفه في الخير… الموضوع كلش مو في محله…
    فارس الورود الأربعاء 23 أبريل 2008
    تعليق #2
    موضوع فضييييع مشكورة حبيبتي ياسمين على هالطرح

    والله انا ودي اكفل يتيم
    um elias الأربعاء 23 أبريل 2008
    تعليق #3
    موضوع حلو ..
    بس للحين مو عارف شنو الهدف من الموضوع ..
    كوبرا الأربعاء 23 أبريل 2008
    تعليق #4
    مقالاتك جدا حلوه .. واتابعهاا اول بأول ..
    بس ده المقال ما عجبني((مجرد وجهة نظر))
    كوبرا الأربعاء 23 أبريل 2008
    تعليق #5
    أختلف مع الأخ فارس الورود وأتفق مع الاخت ياسمين حول الموضوع لأنه موضوع اليوم وكل يوم ويكفينا في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : أنا وكافل اليتيم كهاتين.. وأشار بأصبيعه الوسطى والسبابة..
    وسبعة يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله ومنهم رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما فعلت يمينه..
    إسماعيل النصري الأربعاء 23 أبريل 2008
    تعليق #6
    السلام عليكم اخواني واخواتي

    شفيكم على كاتبتنا المميزة اليوم؟!! مستغربة ليش يعني مو عاجبنكم الموضوع!! في احد ما يتمنى انه يكفل يتيم؟!! واقتراح الاخت جداً ممتاز وحلو.. يعني 5 دنانير فقط شهرياً تكفل بها يتيم تطهر مالك وتزيد في رزقك بإذن الله.. وفي عندنا جمعية الزهراء (ع) تتكفل بإيصال هذه المبالغ للصرف على الأيتام سواء في البحرين او العراق او لبنان او افغانسان.. يعني كل ما عليك انك تسجل يتيم باسمك وتدفع له 5 دنانير شهرياً.. ولا تنسون قول الرسول (ص): انا وكافل اليتيم كهاتين”..
    بدر البدووور الأربعاء 23 أبريل 2008
    تعليق #7
    الأختلاف في طريقة الطرح وليس الموضوع فكفالة اليتيم موضوع و “منهج أهل الكويت” موضوع… واحنا لو كنا نحصل اللي الكويتيون يحصلون … والله جان كل بحرينيي يكفل فريج في أفريقيا….
    وأخيرا … الكاتبه تسمع صديقاتها يفوشرون بكفالة أيتام هني وهناك فأشلون “بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما فعلت يمينه” ..
    أخيرا والحمدالله كثير ممن أعرف واللي معاشاتهم على قدهم يكفلون كثير من الأيتام في البحرين ولا من درى ولا من حس..
    المضوع ممتاز … طريقة الطرح والتشبية مستفزة ..وشكرا بدر زإسماعيل
    فارس الورود الخميس 24 أبريل 2008
    تعليق #8
    **أسأل الله أن بغنيين ِليُعينني على أرضائه من هذه الناحية **

    بارك الله ورعاكِ يا يابنت الخير ياسمين
    لقد فرحت كثيراً لكتابتكي هذا الموضوع
    الهدهد الخميس 24 أبريل 2008
    تعليق #9
    السلام عليكم :

    موضوع الايتام دائما مهم ودائما في محله لانه اكثر موضوع يحمل كما من المعاني والاهداف الانسانية بغض النظر ان كان من يتباهى بكفالة اليتيم يقصد المراءاة ام غيرها المهم ان اليتيم يكفل ويستفيد ويشعر بوجود من ينظر اليه ولو من بعيد وهذه بحد ذاتها ارقى المشاعر الانسانية لننظر الى الاشياء الخيرة من الوجه الجميل دائما لتكون نتيجتها جميلة .

    شكرا جزيلا ياسمينتنا مرة اخرى و بالتوفيق

    بشرى
    بشرى الأحد 27 أبريل 2008
    تعليق #10
    شكرا أختي ..

    انه لشي جيد كفل اليتيم وإعطاء المسكين ، ولكن برأيي ان هناك عدة عوامل تجعلهم يفعلون ذلك :

    1_ الفراغ الديني ، ولانه لا يوجد دين يشغل حياتهم وقلبهم يفعلون أمور جيدة ، لان الروح تحتاج الى غذاء روحاني يطهرها ويريح ضميرها .

    2_ حب الظهور والتفاخر أمام الناس بالعمل الجيد الذي قاموا به ، فالرسول (ص) قال : من عمل للناس خيرا

    وهل تعرفين كم كلف الأميرة الراحلة ديانا زياراتها ورعايتها للأطفال الأفريقيين وغيرهم .. ؟؟ هل هذا لمجرد عمل الخير !! أم للشهرة والتفاخر ؟؟!!!..
    ولا نستطيع ان نقول فلان سيدخل الجنة .. لأن الرسول (ص) قال:”من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني ثم لم يؤمن بي دخل النار”،
    وهذا الشخص ليس فقط لم يؤمن بالله والرسول ،بل وعصاهم ويشربون الخمر ويزنون ويأكلون الربى وغيرها من المعاصي ..

    وقد يأتي شخص ويتبنى طفل ويعامله معاملة حسنه .. ولكنه من عبدة الشيطان ! فما مصير هذا الطفل الذي سيتربى مع عبد الشيطان ! .. أليس دار الرعاية أفضل له..؟؟

    هناك ايجابيات كثيرة نقوم بها نحن المسلمون لماذا لم تظهريها ؟

    لماذا نبحث دائما في ايجابيات أعداء الاسلام؟؟ ونترك الإسلام نفسه؟؟؟

    وشكرا
    صديقة الحمزة _ طالبة إعلام الأثنين 20 أكتوبر 2008

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.