الحـــال « أعوج»

ياسمينيات
الحـــال « أعوج»
ياسمين خلف

ياسمين خلف

شباب اليوم مثقل بالهموم الحياتية ولم يعودوا كما شباب الأمس بشهادة الجيل الذي سبقنا، والذي يتحسر على شباب أبنائه المهدور في التفكير في يومه وغده وحتى أمسه، لم يعد يهنأ بشبابه الذي حتما لن يعود، فهل نتوقع منه أن يهنأ بغده؟
حالة من الإحباط والتشاؤم تسود شباب اليوم، منهم وهم الأصغر سنا وجدوا بأن مواصلة الدراسة لم تعد تجدي ما دام خريجو الثانوية وخريجو الجامعات يصطفون جنبا إلى جنب في طابور العاطلين، ومنهم من هم الأكبر سنا بقليل أصيبوا بيأس أضاف إلى أعمارهم عشر سنين، وأخذوا يرددون المثل الشعبي ”كل ما أطقها عوجة ”خصوصا فيما يتعلق بالخدمات الإسكانية، وما أدراك ما الخدمات الإسكانية والتي شيبت شباب، وأماتت العشرات بحسراتهم.
البعض أجل فكرة الزواج إلى أجل غير مسمى، بعد أن اكتظ المنزل بساكنيه، فالأخوة الأكبر سنا كان لهم الحظوة في السكن ولم يعد للإخوة الأصغر سنا مكان سوى غرفهم الشخصية إن لم يتقاسموها مع غيرهم، ومنهم من وجد أن الحل المتاح هو الانتقال إلى بيت زوجته، في عرف جديد على المجتمع البحريني، أما من وجد أن راحته وراحة أسرته هو ما ينشده فاستأجر شقة، والتي غالبا ما تكون أقرب إلى أن تكون علبة سردين من أن تكون سكنا لآدميين، فيكوى بنار الإيجارات التي لم تعد ترحم أحد، ليلعن اليوم الذي قرر فيه الزواج من أصله.
لنبقى على هم الشباب في السكن، فقوانين الإسكان هي الأخرى لا ترحم، والتي منها أن لا يستفيد الزوجان ممن تعدى راتبهما 1200 دينار من أي خدمة إسكانية، رغم علم الإسكان أن هذا الراتب لم يعد قادرا على مواجهة غلاء الحياة المعيشية وبالتالي مسألة توفير جزء منه للسكن أمرا يكاد يكون مستحيلا، والغريب حقا أن القانون يسري على البعض دون الآخر، فأحد الشباب تقدم نهاية العام 2006 لقرض إسكان حيث إن راتبه مع زوجته لا يتعدى التسعمئة دينار، وبعد أن ذهب للوزارة لتجديد البيانات اكتشف أن طلبه قد ألغي باعتبار أن مجموع الراتب تعدى 1200 دينار، دونما حتى إشعاره بذلك الإلغاء، والتناقض أن حاله كما حال أحد أصدقائه الذي أوضح له الموظف إمكان تحويل القرض إلى قسيمة أرض، والسؤال الذي يفرض نفسه، خطأ الوزارة في عدم توضيح المسألة للمواطن من يتحمله؟ فهل تضيع السنوات تلك على المواطن، ألا يكفيه أنه سيبقى سنوات ينتظر وينتظر بارقة الأمل والحظ المبتسم ليجد اسمه وقد نشر في الصحف بعد أن تخطى الخمسين من عمره؟! يقول الشاب إنه تقدم بتظلم في الوزارة وطلبوا منه رسالة للوزير قد يوافق عليها وقد لا يوافق، يعني طلبه ”على المحك” والتأخير طبعا لن يكون في صالحه خصوصا أن سوق العقار نار ولا يقوى على مواجهة حرارته غير المقتدر أو ذاك صاحب العقارات، لابد من وزارة الإسكان أن توضح الأمور للمستفيدين من خدماتها، وأن تحاسب المقصرين من موظفيها فغلطة موظف كذاك الذي لم يوضح للمواطن إمكان تحويل القرض إلى قسيمة سيتكبد المواطن وحده النتائج وإلا بقي الحال ”أعوج ” ويكفيه اعوجاجا أصلا.

 العدد 797 الأحد 22 ربيع الثاني 1429 هـ – 27 أبريل 2008

ياسمينيات
الحـــال « أعوج»
ياسمين خلف

ياسمين خلف

شباب اليوم مثقل بالهموم الحياتية ولم يعودوا كما شباب الأمس بشهادة الجيل الذي سبقنا، والذي يتحسر على شباب أبنائه المهدور في التفكير في يومه وغده وحتى أمسه، لم يعد يهنأ بشبابه الذي حتما لن يعود، فهل نتوقع منه أن يهنأ بغده؟
حالة من الإحباط والتشاؤم تسود شباب اليوم، منهم وهم الأصغر سنا وجدوا بأن مواصلة الدراسة لم تعد تجدي ما دام خريجو الثانوية وخريجو الجامعات يصطفون جنبا إلى جنب في طابور العاطلين، ومنهم من هم الأكبر سنا بقليل أصيبوا بيأس أضاف إلى أعمارهم عشر سنين، وأخذوا يرددون المثل الشعبي ”كل ما أطقها عوجة ”خصوصا فيما يتعلق بالخدمات الإسكانية، وما أدراك ما الخدمات الإسكانية والتي شيبت شباب، وأماتت العشرات بحسراتهم.
البعض أجل فكرة الزواج إلى أجل غير مسمى، بعد أن اكتظ المنزل بساكنيه، فالأخوة الأكبر سنا كان لهم الحظوة في السكن ولم يعد للإخوة الأصغر سنا مكان سوى غرفهم الشخصية إن لم يتقاسموها مع غيرهم، ومنهم من وجد أن الحل المتاح هو الانتقال إلى بيت زوجته، في عرف جديد على المجتمع البحريني، أما من وجد أن راحته وراحة أسرته هو ما ينشده فاستأجر شقة، والتي غالبا ما تكون أقرب إلى أن تكون علبة سردين من أن تكون سكنا لآدميين، فيكوى بنار الإيجارات التي لم تعد ترحم أحد، ليلعن اليوم الذي قرر فيه الزواج من أصله.
لنبقى على هم الشباب في السكن، فقوانين الإسكان هي الأخرى لا ترحم، والتي منها أن لا يستفيد الزوجان ممن تعدى راتبهما 1200 دينار من أي خدمة إسكانية، رغم علم الإسكان أن هذا الراتب لم يعد قادرا على مواجهة غلاء الحياة المعيشية وبالتالي مسألة توفير جزء منه للسكن أمرا يكاد يكون مستحيلا، والغريب حقا أن القانون يسري على البعض دون الآخر، فأحد الشباب تقدم نهاية العام 2006 لقرض إسكان حيث إن راتبه مع زوجته لا يتعدى التسعمئة دينار، وبعد أن ذهب للوزارة لتجديد البيانات اكتشف أن طلبه قد ألغي باعتبار أن مجموع الراتب تعدى 1200 دينار، دونما حتى إشعاره بذلك الإلغاء، والتناقض أن حاله كما حال أحد أصدقائه الذي أوضح له الموظف إمكان تحويل القرض إلى قسيمة أرض، والسؤال الذي يفرض نفسه، خطأ الوزارة في عدم توضيح المسألة للمواطن من يتحمله؟ فهل تضيع السنوات تلك على المواطن، ألا يكفيه أنه سيبقى سنوات ينتظر وينتظر بارقة الأمل والحظ المبتسم ليجد اسمه وقد نشر في الصحف بعد أن تخطى الخمسين من عمره؟! يقول الشاب إنه تقدم بتظلم في الوزارة وطلبوا منه رسالة للوزير قد يوافق عليها وقد لا يوافق، يعني طلبه ”على المحك” والتأخير طبعا لن يكون في صالحه خصوصا أن سوق العقار نار ولا يقوى على مواجهة حرارته غير المقتدر أو ذاك صاحب العقارات، لابد من وزارة الإسكان أن توضح الأمور للمستفيدين من خدماتها، وأن تحاسب المقصرين من موظفيها فغلطة موظف كذاك الذي لم يوضح للمواطن إمكان تحويل القرض إلى قسيمة سيتكبد المواطن وحده النتائج وإلا بقي الحال ”أعوج ” ويكفيه اعوجاجا أصلا.

 العدد 797 الأحد 22 ربيع الثاني 1429 هـ – 27 أبريل 2008

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “الحـــال « أعوج»

  1. تعليق #1
    أشكرك جزيل الشكر على موضوعك . والذي إبتدأتي فيه موضوعك عن وزارة الإسكان بما فيها من موظفين سايبين بمشكلتهم عدم إخطار الشخص بإلغاء طلبه فهذه لست المرة الأولى الذي يتكرر فيها هذا الموضوع من موظفي الإسكان المهملين وانا حصل لي نفس الشي في ورقه تقدمينها للإسكان يجب عليكم معرفة اسم الموظف الذيإستلمها والا ذهبت الأوراق في أدراج الرياح والسبب الإهمال .. شكرا على موضوعك المطروح بما فيه سبب لتوعية المسئولين لموظفينهم في الوزارات …
    م . جناحي الأحد 27 أبريل 2008
    تعليق #2
    صباح الخير ، اه يا ياسمين ضربتي ع الوتر الحساس ، وزارة الاسكان ظلمتنااا مو بسبب القروض لا بسبب الوحدات السكنيه احنا مقدمين ع الطلب من سنه 97 والقهر ان اللي مقدمين بعدنا اخذوو بيوت بحجه انهم ما يبوون احد من مناطق ثانيه والاولويه لاهالي المنطقه !!!

    طيب واللي مو من اهالي المنطقه مو حرام ينظلموو شنو ذنبهم

    والاا الشقق 12 سنه عايشه في شقه وراح اسكن في شقه اسكان يرضي من بالله عليكم ؟

    ليش ما يحددو من سنه 2000 مثلا يكون لهم شقق احنا انتظرنا بماا في الكفايه مو نصوم نصوم ونفطر على بصله 🙁
    الفجــ روح ــر الأحد 27 أبريل 2008
    تعليق #3
    سلام

    ياريت .. يا ياسمين بعد

    تكتبين عن وزراة العمل
    اللي تعبنا واحنا نراجعهم
    للوظيفة .. وبدون نتيجة

    ياريت تكتبين عن وزارة التربية
    اللي حتى التلفون ما يشيلونه

    الحمد لله
    الرزق والعمر بيد الله

    طير الأحد 27 أبريل 2008
    تعليق #4
    شكرا على هذه الالتفاته الحلوة من الكاتبة.. بس شنو فايدة هذا المقال غير الحسرة والكدر.. يعني كلام جميل بس هو اشبه بوصف حال الجروح للمجروح نفسه بينما المجروح في اشد الحاجة لمن يسعفة ويضمد جراحه لعلمه المسبق بانه ليس هناك من يسعى ليداويه ولعلمه بانه لن ينجو من علته وشكرا
    بدر البدووور الأحد 27 أبريل 2008
    تعليق #5
    السلام عليكم،

    شكراً للكاتبة المتكلمه بلسان الشعب لهذا الاهتمام بالشباب، ونتمنى إهتمام أكثر ذو نطاق اوسع، ونتمنى الكتابة عن وزارة التربية بالخصوص لأننا لا نجد بها التوظيف رغم وجود الشواغل وبالخصوص في وظائف العلوم الإنسانيه، فرغم الحاجه الملحه لأغلب المدارس إن لم نقل كل المدارس للأخصائيين الإجتماعيين نجد الوزارة لا توظف أحداً إلا القليل من القليل، مع عدم الأهتمام بدور المشرف الإجتماعي.

    وشكراً.
    شهابي الأحد 27 أبريل

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.