نشرت فى : مارس 9, 2017

ما الداعي للدروس الخصوصية؟

بقلم: ياسمين خلف

سوف آخذ ابني «للتوشن» بعد تناوله وجبة الغذاء مباشرة. عند أي معلمة تأخذين ابنتك للمراجعة عصراً؟ أتعرفين أحداً يراجع للطلبة؟ وأسئلة من هذا القبيل تجدها حاضرة منذ الأسابيع الأولى من بدء الدراسة، ليدخل الطالب وأهله في دوامة من الواجبات المنزلية، والدروس الإضافية والمشاريع الطلابية، حتى لا يكاد لهم جميعاً تنفس الصعداء، إلا وقد حل الليل وأرخى سدوله ليستعدوا للنوم، وليستعدوا ليوم حافل يبدأ وينتهي بالدراسة والواجبات التي لا تنتهي، وكأن الحياة فقط دراسة ولا شيء آخر غير الدراسة. 
بالله عليكم، ألم تعد الدروس الخصوصية جزءًا لا يتجزأ من حياة أغلب إن لم يكن السواد الأعظم من الطلبة؟ ألا يدل ذلك على قصور في المدارس ومدرسيها؟ إن كان المدرس يقوم بواجبه في تعليم الطلبة بأمانة فهل سيحتاج الطلبة إلى دروس خاصة عصراً؟ لا خلاف هناك طلبة مستوياتهم الدراسية أقل من أقرانهم وبحاجة إلى تقوية، وهم وحدهم من يحتاج إلى دروس خصوصية إن تطلب الأمر، لا أن يكون الأمر سواء بالنسبة لجميع الطلبة على اختلاف مستوياتهم الدراسية، فحتى الشاطر منهم تجده بحاجة إلى تلك الدروس لتأدية ما يصعب عليه من فروض، فأين إذن دور المدرس في المدرسة؟ أليست تلك وظيفته؟ حتى أولئك المتدنون دراسياً من واجب المدرسة أن تخصص لهم حصصاً للتقوية لا أن تدفع بهم إلى أخذ دروس خاصة عصراً، مرهقة للطالب أكثر مما قد تنفعه، وترهق أهله مادياً. 
قائل سيقول وأين الأم إذن؟ فعليها مهمة تدريس ابنائها، وأقول ليس تلك وظيفتها، فليست كل أم ملمة بالمناهج الجديدة، وليست كل أم متقنة للغة الإنجليزية التي هي اللغة المستخدمة في مدارس اليوم، كما أنها لم تكن يوماً معلمة لتجيد عملية تدريس الأطفال كما هو الوضع بالنسبة للمدرسين الذين قضوا سنوات في الدراسة الجامعية للتأهل لعملية التعليم، ويتقاضون اليوم أجراً على مهمتهم تلك، ناهيك عن أن الأم وخصوصاً من لها عدة أبناء وفي صفوف ومراحل دراسية مختلفة- بطبيعة الحال- كيف لها أن تتفرغ لتدريس جميع المواد لجميع أولئك الأبناء؟ والطامة الكبرى إن كان لدى كل واحد منهم امتحان أو اثنان في يوم واحد. فليقم كل بدوره ليرتاح الجميع. 



ياسمينة: لو قام كل مدرس بوظيفته كما ينبغي لما اضطر الأهالي إلى اللجوء للدروس الخصوصية. 


وصلة فيديو المقال 


https://www.instagram.com/p/BRQQb1sDrUzdKlZ1OcefizZ_i0X5w0RC-IhktI0/

​بقلم: ياسمين خلف سوف آخذ ابني «للتوشن» بعد تناوله وجبة الغذاء مباشرة. عند أي معلمة تأخذين ابنتك للمراجعة عصراً؟ أتعرفين...

إقرأ المزيد »

ارحموا اعصابنا 

بقلم: ياسمين خلف

بقصد أو دون قصد، قد يقوم الواحد منا بأفعال أو يقول أخبارا تضر أطرافا أكثر مما تنفعهم، فبعض الكلمات لها وقع السيوف فتقتل. فإن هي صدرت عن جاهل فسنعذره، ولكن أن تصدر من أناس من المفترض أنهم في مواقع مسؤولية فلا عذر لهم ولا مبرر، ولابد من توجيههم للالتفات إلى ما قد سهوا عنه، ومعاقبتهم إن لزم الأمر إذا تجاهلوا تلك الممارسات وأصروا عليها مستكبرين. 
المرضى، وخصوصاً أولئك الذين لزموا أسرتهم البيضاء لفترة لمعاناتهم من الأمراض المزمنة أو الميؤوس منها فأقعدتهم في المشافي أكثر مما أبقتهم في منازلهم، مرضى بالإضافة إلى معاناتهم الجسدية يعانون من هشاشة نفسياتهم التي غدت أقل قدرة على احتمال أية أخبار أو قصص مؤلمة، فما قد يحتمله الإنسان الطبيعي لا يحتمله ذاك المريض أسير السرير، المحصور بين جدران أربعة تفترسه الآلام كل حين. ودور الأطباء ممن يشرفون على علاجهم، والممرضين ممن يتابعون أدويتهم كبير في رفع معنوياتهم ومساعدتهم لأن يفكروا بإيجابية لمقاومة المرض والتغلب عليه، لا أن يكون دورهم عكسيا يزيد من إحباطهم ويبث اليأس في نفوسهم. 
فما الداعي أو المبرر الذي يدفع بممرض أن ينقل لمريض خبر موت زميل له يعاني من ذات المرض؟ وما الذي سيجنيه هذا الطبيب إن أخبر مريضة أن تلك التي تجاورها الغرفة أصيبت بانتكاسة مفاجئة أدخلتها العناية القصوى وأن حالتها ميؤوس منها وأن الموت أقرب إليها من العودة للحياة، أمثل هذه الأخبار تُنقل لمريض يصارع المرض أو ربما الموت؟ أمثل تلك الأخبار تتداول أمام مريض الأجهزة من حوله والإبر تغرز في كل أنحاء جسمه؟ ما الرسالة التي يريد ذاك الطبيب أو الممرض أن يرسلها للمريض؟ أن دوره قد اقترب، وأن مصيره كمصير زميله الذي يعاني مثله من المرض، والموت ينتظره أمام الباب؟ أهذا الذي يريدون إيصاله لهم؟ حتى وإن لم تكن تلك الرسالة التي يقصدون أن يوصلوها، فذلك ما سيصل المريض أو ذاك ما سيفهمه المريض تلقائياً فستسوء حالته الصحية وستتأخر استجابته للعلاج وسيقبع في دائرة من اليأس والكآبة. 
إن لم تكن قوانين المستشفى تلزم العاملين فيها من أطباء وممرضين بضرورة مراعاة نوع الأحاديث المتداولة أمام المرضى، فعلى المرء مهما كان دوره في المستشفى حتى وإن كان زائراً للمريض أن يحفظ لسانه، ويزن أقواله ويكون عوناً للمريض وسنداً له، لا سبباً في تدهور حالته النفسية. 



ياسمينة: الإحساس بالغير نعمة وجزء من الذوق والتربية الحسنة.


وصلة فيديو المقال 


https://www.instagram.com/p/BQ9_t1zjPEA3dyeQGPE6uOUtjYLLldtdml1qv40/

​بقلم: ياسمين خلف بقصد أو دون قصد، قد يقوم الواحد منا بأفعال أو يقول أخبارا تضر أطرافا أكثر مما تنفعهم، فبعض الكلمات لها...

إقرأ المزيد »