حظ البنات

بقلم : ياسمين خلف

عندما تدعو الأمّهات والجَدّات فأوّل ما يدْعُونَ لبناتهنّ به هو أنّ الله يرفع من حُظوظهنّ، هكذا كُن يقلنَ في جهرهنّ وفي سرّهنّ، وباقي الدعوات تأتي بعدها، ويقصدنَ بالحظّ هنا الزّواج، وكأنّ بالزّواج فقط يرتفع حظّ الأنثى، وبدونه فهي لا حظّ لها في الحياة ولا في السّعادة.

دعاء يُكرس ويؤطّر الحياة السّعيدة في الزّواج فقط، وبأنّ كل ما دونه تعاسة للفتاة. من تتزوّج فحظّها مُرتفع، ومن لم يكن لها نصيب في الزّواج، فهي باعتقاد البعض “طايحة حظّ” وتستحقّ الشّفقة. وكأنّ كلّ مَن تزوّجت سعيدة في حياتها، وأنّ كلّ مَن لم تتزوّج سواءً كان لنصيب قدّره الله عليها أو لقرار واختيار منها – ليس لقلّة الفرص مثلاً – تعيسة! فالميزان عندهم عقد الزواج، ولا يهمّهم ما سيأتي بعده.

من قال إنّ تلك غير المتزوّجة غير سعيدة؟ ربما هي أسعد من الكثيرات ممّن تزوّجن ويعانين من مشاكل وخلافات مع أزواجهنّ، وربّما مع أهل أزواجهنّ أو حتّى من أبنائهنّ العاقّين! إن لم يكن الله قد قسم لتلكَ الزّواج فأيقن بأنّ ذلك أصلح لها وأفضل، فالله لن يقدّر لها إلا ما هو في مصلحتها، فهو وحده الأعلم بما قد يكون عليه حالها لو هي تزوّجت. فلربّما سعادتها ليست في بناء أسرة، وإنّما في بناء شخصيّتها، ومُستقبلها كأن تكون فتاة مُستقلّة بذاتها، وأكثر عطاءً لمُجتمعها.

ولا يختلف الأمر كثيراً عندما تدعو إحداهنّ لفتاة بأنّ الله يسترها – أي يكتب لها الزّواج لتجد السّتر – وكأنّها غير مستورة ما دامت لم تتزوّج بعد!، وكأنّ البيت الذي أنجبها وربّاها عاجز على أن يوفّر لها الحماية والكفاية!.

تلك الدعوات قد ترسّخ فكرة عند الفتيات الصغيرات ممن مازالت مداركهنّ لا تتعدّى لبس الفستان الأبيض بأنّ الهدف الأسمى وجلّ سعادتها هو الجلوس على الكوشة، معتبرة أمر دراستها وبناء مُستقبلها أهدافاً كمالية لا ضرورة لها ولا أهمية إن ما هي قارنتها بأمر زواجها. شأنهنّ شأن أمّهات الخمسينيات أو ما قبلها، لا شأن فتيات من المُفترض أن يتربّين على أنّ سلاح المرأة علمها، وأنّ الأمّ المُتعلمة أقدر على تربية أبناء هذا العصر الذي فاقت سرعة تطوّره رمشات العيون.

ياسمينة: ستكون الدعوات أجمل لو دعوتنّ لهنّ بالتّوفيق، والنّجاح في جميع أمورهنّ، وأن يكتب الله لهنّ ما هو أصلح لهنّ دون تحديد أوجه تلك السّعادة، {وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} البقرة 216.

 

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BDnUVlUhbs0JvrL7mOEjpEZ8Qe2lb8H7KBxujE0/

بقلم : ياسمين خلف

عندما تدعو الأمّهات والجَدّات فأوّل ما يدْعُونَ لبناتهنّ به هو أنّ الله يرفع من حُظوظهنّ، هكذا كُن يقلنَ في جهرهنّ وفي سرّهنّ، وباقي الدعوات تأتي بعدها، ويقصدنَ بالحظّ هنا الزّواج، وكأنّ بالزّواج فقط يرتفع حظّ الأنثى، وبدونه فهي لا حظّ لها في الحياة ولا في السّعادة.

دعاء يُكرس ويؤطّر الحياة السّعيدة في الزّواج فقط، وبأنّ كل ما دونه تعاسة للفتاة. من تتزوّج فحظّها مُرتفع، ومن لم يكن لها نصيب في الزّواج، فهي باعتقاد البعض “طايحة حظّ” وتستحقّ الشّفقة. وكأنّ كلّ مَن تزوّجت سعيدة في حياتها، وأنّ كلّ مَن لم تتزوّج سواءً كان لنصيب قدّره الله عليها أو لقرار واختيار منها – ليس لقلّة الفرص مثلاً – تعيسة! فالميزان عندهم عقد الزواج، ولا يهمّهم ما سيأتي بعده.

من قال إنّ تلك غير المتزوّجة غير سعيدة؟ ربما هي أسعد من الكثيرات ممّن تزوّجن ويعانين من مشاكل وخلافات مع أزواجهنّ، وربّما مع أهل أزواجهنّ أو حتّى من أبنائهنّ العاقّين! إن لم يكن الله قد قسم لتلكَ الزّواج فأيقن بأنّ ذلك أصلح لها وأفضل، فالله لن يقدّر لها إلا ما هو في مصلحتها، فهو وحده الأعلم بما قد يكون عليه حالها لو هي تزوّجت. فلربّما سعادتها ليست في بناء أسرة، وإنّما في بناء شخصيّتها، ومُستقبلها كأن تكون فتاة مُستقلّة بذاتها، وأكثر عطاءً لمُجتمعها.

ولا يختلف الأمر كثيراً عندما تدعو إحداهنّ لفتاة بأنّ الله يسترها – أي يكتب لها الزّواج لتجد السّتر – وكأنّها غير مستورة ما دامت لم تتزوّج بعد!، وكأنّ البيت الذي أنجبها وربّاها عاجز على أن يوفّر لها الحماية والكفاية!.

تلك الدعوات قد ترسّخ فكرة عند الفتيات الصغيرات ممن مازالت مداركهنّ لا تتعدّى لبس الفستان الأبيض بأنّ الهدف الأسمى وجلّ سعادتها هو الجلوس على الكوشة، معتبرة أمر دراستها وبناء مُستقبلها أهدافاً كمالية لا ضرورة لها ولا أهمية إن ما هي قارنتها بأمر زواجها. شأنهنّ شأن أمّهات الخمسينيات أو ما قبلها، لا شأن فتيات من المُفترض أن يتربّين على أنّ سلاح المرأة علمها، وأنّ الأمّ المُتعلمة أقدر على تربية أبناء هذا العصر الذي فاقت سرعة تطوّره رمشات العيون.

ياسمينة: ستكون الدعوات أجمل لو دعوتنّ لهنّ بالتّوفيق، والنّجاح في جميع أمورهنّ، وأن يكتب الله لهنّ ما هو أصلح لهنّ دون تحديد أوجه تلك السّعادة، {وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} البقرة 216.

 

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BDnUVlUhbs0JvrL7mOEjpEZ8Qe2lb8H7KBxujE0/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.