أغار من ابنتي

بقلم : ياسمين خلف

عندما تجد بعض الأمهات أن خريف العمر قد أقبل، وربيع عمر بناتهن قد بدأ تشتعل نار الغيرة في قلوبهن، فتتحول علاقتهن ببناتهن إلى علاقة أشبه بتلك العلاقة الشائعة بين المرأة وضرتها. تغار منها، تحسدها، وفي كثير من الأحيان تبعدها حتى عن والدها خوفًا من أن تستأثر بحبه.

كثير من الفتيات ممن هن في سن المراهقة يشتكين من أمهات يغرن منهن، مما يدخلهن في حالة من الاضطراب النفسي، وعدم الثقة بالنفس، خصوصًا إن ما سعت الأم إلى أن تهز تلك الثقة عبر اللوم المستمر لتشعرها بالذنب، والتعليق الساخط على كل تصرفاتها.

بعض الأمهات يستكثرن على بناتهن نضارة الشباب وعنفوانه، وكأنهن لم يكن يومًا يتمتعن بتلك النضارة والعنفوان والقوة!. ويحسدنهن على الحياة الأكثر سهولة التي يعشن فيها، والتسهيلات المجتمعية التي أتاحتها الحياة بتطورها، فما كان ممنوعًا على الأم، لم يكن كذلك عند ابنتها بحكم اختلاف الأجيال، وما كان محرمًا على الأم في بيت والدها، هو ممكن ومتاح لابنتها بل وتجد الدعم الكامل من والدها. حينها تدفع البنت ضريبة تلك الفجوة، عندما تحاول الأم أن تُلقي بجام غضبها من المجتمع على ابنتها التي تتمتع بحياة أكثر تساهلاً.

حيل الأمهات العقلية والتي يقمن بها لا شعوريًا كثيرة، ولكنها تكشف الكثير من مكنونات النفس، كأن تحاول الأم أن تقلد ابنتها في لبسها، وحركاتها. وأن تحاول جاهدة خلق المشاكل المستمرة بينها وبين والدها بهدف إضعاف العلاقة بينهما. وتحميلها مسؤوليات قد تكون قبل أوانها، وكأنها تنتقم من فلذة كبدها.

أعلم غالبية من الأمهات ينفين كل ذلك، وأعذرهن كل العذر في الإنكار، فليس من السهل على أية أم أن تعترف بأنها تغار من ابنتها. لكن عليها أن تعالج هذه الغيرة قبل أن تفقد “حلاوة” العلاقة الطبيعية بين أي أم وابنتها. وأن تقنع نفسها بأن نجاح ابنتها يعني نجاحها. جمال ابنتها يعني أنها ورثت ذاك الجمال من أمها. وإن مدحوا ابنتها يعني أنهم يمدحون من ربّتها على تلك الأخلاق، وأن لا شيء يبقى على الدوام، فكما أنها مرت بمرحلة الشباب وأقبلت على سن الأمل – أو كما يحلو للبعض أن يطلق عليه سن اليأس- ستمر ابنتها بذات المراحل، فلا داعي لأن تفسد على ابنتها أجمل سنوات عمرها. فهي ابنتها وليست بعدوتها أو ضرتها.

 

ياسمينة: ابنتك يعني أنت والمرآة التي فيها تنظرين لنفسك. افرحي لهذا الانعكاس ولا تعكري صفو هذه الفرحة بالغيرة والحسد.

yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BCwxDzUBbuSzelYvKnxoZwrFILftGHB4nY1fR80/

بقلم : ياسمين خلف

عندما تجد بعض الأمهات أن خريف العمر قد أقبل، وربيع عمر بناتهن قد بدأ تشتعل نار الغيرة في قلوبهن، فتتحول علاقتهن ببناتهن إلى علاقة أشبه بتلك العلاقة الشائعة بين المرأة وضرتها. تغار منها، تحسدها، وفي كثير من الأحيان تبعدها حتى عن والدها خوفًا من أن تستأثر بحبه.

كثير من الفتيات ممن هن في سن المراهقة يشتكين من أمهات يغرن منهن، مما يدخلهن في حالة من الاضطراب النفسي، وعدم الثقة بالنفس، خصوصًا إن ما سعت الأم إلى أن تهز تلك الثقة عبر اللوم المستمر لتشعرها بالذنب، والتعليق الساخط على كل تصرفاتها.

بعض الأمهات يستكثرن على بناتهن نضارة الشباب وعنفوانه، وكأنهن لم يكن يومًا يتمتعن بتلك النضارة والعنفوان والقوة!. ويحسدنهن على الحياة الأكثر سهولة التي يعشن فيها، والتسهيلات المجتمعية التي أتاحتها الحياة بتطورها، فما كان ممنوعًا على الأم، لم يكن كذلك عند ابنتها بحكم اختلاف الأجيال، وما كان محرمًا على الأم في بيت والدها، هو ممكن ومتاح لابنتها بل وتجد الدعم الكامل من والدها. حينها تدفع البنت ضريبة تلك الفجوة، عندما تحاول الأم أن تُلقي بجام غضبها من المجتمع على ابنتها التي تتمتع بحياة أكثر تساهلاً.

حيل الأمهات العقلية والتي يقمن بها لا شعوريًا كثيرة، ولكنها تكشف الكثير من مكنونات النفس، كأن تحاول الأم أن تقلد ابنتها في لبسها، وحركاتها. وأن تحاول جاهدة خلق المشاكل المستمرة بينها وبين والدها بهدف إضعاف العلاقة بينهما. وتحميلها مسؤوليات قد تكون قبل أوانها، وكأنها تنتقم من فلذة كبدها.

أعلم غالبية من الأمهات ينفين كل ذلك، وأعذرهن كل العذر في الإنكار، فليس من السهل على أية أم أن تعترف بأنها تغار من ابنتها. لكن عليها أن تعالج هذه الغيرة قبل أن تفقد “حلاوة” العلاقة الطبيعية بين أي أم وابنتها. وأن تقنع نفسها بأن نجاح ابنتها يعني نجاحها. جمال ابنتها يعني أنها ورثت ذاك الجمال من أمها. وإن مدحوا ابنتها يعني أنهم يمدحون من ربّتها على تلك الأخلاق، وأن لا شيء يبقى على الدوام، فكما أنها مرت بمرحلة الشباب وأقبلت على سن الأمل – أو كما يحلو للبعض أن يطلق عليه سن اليأس- ستمر ابنتها بذات المراحل، فلا داعي لأن تفسد على ابنتها أجمل سنوات عمرها. فهي ابنتها وليست بعدوتها أو ضرتها.

 

ياسمينة: ابنتك يعني أنت والمرآة التي فيها تنظرين لنفسك. افرحي لهذا الانعكاس ولا تعكري صفو هذه الفرحة بالغيرة والحسد.

yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BCwxDzUBbuSzelYvKnxoZwrFILftGHB4nY1fR80/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.