أبو محمد وأمثاله كثيرون ضاقت به الوسيعة عندما علم أن زوجته وأم عياله تعاني من ورم في رقبتها، لم يعترض على قضاء الله وقدره ولكنه أراد أن يطمئنها بأخذها إلى إحدى العيادات الخاصة، ولو من قبيل زيادة الاطمئنان بعد فحوصات مجمع السلمانية الطبي، ولكن ظروفه المادية القاهرة جعلته ينكس رأسه خجلا وهو يطلب العون ولو بخمسين دينارا لفتح الملف والدخول على الطبيب وما سيتبعه من صرف للأدوية. المئات من ذوي المرضى يلجؤون إلى الصحف، وقصصهم تنشر على صفحات الصحف يوميا، أكثرهم يطلب العون المادي للعلاج في الخارج، والذي تصل مبالغه إلى الألوف، حتى يكاد الصحافي يفقد بصيص الأمل في الحصول على المتبرعين، وما أقلهم حقيقة في ظل تجاهل المؤسسات الكبيرة لنداءات المرضى الذين أنهكهم المرض ولا يجدون غير التشبث بالأمل وان كان ضئيلا.
حري بالبنوك أن تضيف إلى قائمة امتيازاتها أن تخصص قروضاً ‘’صحية’’ إن جاز لنا الإطلاق عليها، تتيح لذوي المرض الاقتراض لتوفير مبالغ للعلاج، على أن تكون بسيطة الفوائد، وذات أمد طويل، مراعاة لظروف المرضى وأهاليهم، قد ترى البنوك بأنه مشروع يهدد فوائدها وأرباحها، ولكن أكاد أجزم بأنها فكرة قد تدر على البنوك فوائد وتكسب لائحة جديدة من المتعاملين معها.
فالكثير من المواطنين تجدهم يتخبطون يمنة ويسرى يستلفون من هذا وذاك، ويطرقون أبواباً لولا الحاجة لما طرقوها، ويتقبلون الإهانات في أحيان أخرى، فقط ليشفوا قريبهم من المرض ويخففوا من معاناته وآلامه، أسألوا من مر بظروف كهذه، حتما ستجدون أن الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لمثل هذه القروض، شأنها شأن القروض الشخصية وتلك الخاصة بالبناء مثلا. وللعلم فقط هناك من يؤخر علاج فلذة كبده أو أحد والديه وعزيز له، لا تخاذلا وإنما فقط ليجمع من هذا وذاك بعض الدنانير، منهم (….. ) الذي تصارع ابنته الموت وهي التي لا تملك مريئاً ولا فتحة شرج وأجريت لها عدة عمليات في البحرين من دون جدوى، وعلاجها في الخارج كما أكد له الأطباء ها هنا.
* من أسرة تحرير الوقت
أبو محمد وأمثاله كثيرون ضاقت به الوسيعة عندما علم أن زوجته وأم عياله تعاني من ورم في رقبتها، لم يعترض على قضاء الله وقدر...
أحدث التعليقات