التصنيفات:مقالاتي في صحيفة الوقت

اللهم اجعل كلامي خفيفا عليهم

ياسمينيات
اللهم اجعل كلامي خفيفا عليهم
ياسمين خلف

ياسمين خلف قد لا يخلو منزل من وجود مراهق أو مراهقة إلا وسمعوا منهم الاسطوانة ذاتها ‘’متى أصل لسن الثامنة عشرة لأحصل على الليسن’’ فتجدهم يعدون أعمارهم شهراً بشهر ويخططون لنوع ولون السيارة التي يريدون اقتناءها، وكأن قيادة السيارة هي أقصى أمنياتهم وآخر أحلامهم. حتما لن يعجب كلامي هذا كل من هم في العمر، أي كل من لم يحصل على ‘’الكجة’’ بعد ولكن أتمنى أن يكون كلامي ‘’خفيف عليهم’’ فما تشهده شوارعنا يوميا من دماء وأرواح لشباب في عمر الزهور كفيل لأن يعوا بأن قرار رفع سن قيادة السيارة أصبح أمرا لابد منه بل وضروريا أكثر من أي وقت مضى وفي صالحهم للمحافظة على أرواحهم، فلا توجد أي عائلة إلا وفقدت أحداً من أبنائها نتيجة التهور في قيادة السيارة، لا نقول إن جميع مرتكبي الحوادث المرورية هم حديثو العهد بالقيادة ولكن نستطيع أن نقول أغلبهم، فإن لم يكونوا متسببين فهم ضحايا.
قريب لي حديث العهد بالقيادة قانونيا ‘’كان يسرق مفاتيح سيارة والده ليجوب بها الأحياء القريبة كغيره من المراهقين الطائشين ‘’قبض عليه رجال المرور ‘’مشكورين’’ نتيجة السرعة الجنونية التي كان يقود بها سيارته، حيث وصلت سرعته وباعترافه إلى 200 كلم في الساعة وخففها عندما تنبه له رجل المرور إلى 160 كلم في الساعة ‘’ما شاء الله عليه’’، يقول إنه كان يعاني من الملل والضيق فلم يجد غير السرعة سبيلا للتخلص مما هو فيه، وكأنه يعترف أنه كان يلقي بنفسه إلى التهلكة، وعلى شاكلة هذا المراهق الذي للتو أتم الثامنة عشرة كثر، ومن يعود إلى منزله سالما محظوظ وإن كان بعضهم يخطفهم الموت خطفا خلال ثوان قضاها في سرعة.
حري بالإدارة العامة للمرور أن ترفع من سن قيادة السيارة إلى الواحد والعشرين عاما،على أن تستثني في ذلك بعض الحالات التي تكون فيها الأسرة بحاجة إلى أن يحصل ابنها على رخصة القيادة لعدم وجود فرد آخر في الأسرة يقود السيارة لقضاء احتياجات الأسرة، وإن كانت الأسر البحرينية اليوم تضم في كل منزل أكثر من 4 إلى 5 سيارات لأبناء راشدين، كما عليها أن تخصص محاضرات للمتقدمين إلى الإدارة للحصول على رخص القيادة تعرض من خلالها أفلاماً واقعية لحوادث مرورية تبين من خلالها تجارب الضحايا الناجين أو حتى لقاءات مع أهالي المتوفين من الحوادث المرورية، ولم لا تحتذي البحرين بتجارب بعض الدول الأجنبية والتي منها رسم هيئة رجل أو امرأة على الأرض التي تشهد فيها حوادث مميتة كنوع من التحذير من السرعة، قد تبدو الفكرة غير مستساغة عند البعض من قبيل أنها قد تثير نوعاً من الخوف أو التشاؤم لدى البعض، ولكن أليس ‘’من خاف سلم’’ كما يقولون؟ كما أن بعض الدول وضعت في كل طريق سريع -حيث تزداد فيها سرعة القيادة لدرجة جنونية لدى الشباب- سيارات حقيقية شهدت حوادث قاتلة.
في أقل من شهر أي منذ بداية العام الجاري فقدت البحرين الكثير من شبابها في حوادث مرورية، وقبلهم المئات في السنوات الماضية، فلا نريد أن نفقد غيرهم، فإن كانوا لا يعون ما للسرعة من مخاطر فعلى الجهات الرسمية أن تضع حدا لذلك وبأقل الإيمان برفع سن قيادة السيارة إلى الحادية والعشرين،’’ و..اللهم اجعل كلامي خفيفاً على من هم دون هذا السن’’.

ياسمينيات اللهم اجعل كلامي خفيفا عليهم ياسمين خلف  قد لا يخلو منزل من وجود مراهق أو مراهقة إلا وسمعوا منهم الاسطوانة ذات...

إقرأ المزيد »

الرجـــــل

ياسمينيات
الرجـــــل
ياسمين خلف

ياسمين خلف قليلون هم من تناول الرجل في المواد الإعلامية، فغالبا ما تكون المرأة هي المادة الأكثر تشويقا، ربما لأنها دائما ما توصم بالغموض الذي حتى اللحظة يجهل الرجل ماهيتها كما يعترف الكثيرون بذلك، والفضول دائما يكون، حيث بصيص الأمل الذي يكشف الأسرار، ولكن ماذا عن شقيقها الرجل؟ لم هو دائما وراء الظل؟ رغم إن آدم كما حواء يمر بظروف تكون شخصيته وتعجن نفسيته فيتأثر بها سلوكه، فينثر كل ذلك على من حوله ولاسيما أسرته مع زوجته وأبنائه، صحيح أن حواء تختلف عنه حتى قيل إن آدم من كوكب المريخ وحواء من كوكب الزهرة ”كناية عن الاختلاف” ولكن لا يعني ذلك البتة أن الرجل مخلوق واضح والمرأة المخلوق الذي يتطلب دراسة كما يقول زميلي حسين السلم دائما.
الرجال كما النساء أنواع، تفضحهم المواقف، فكم من رجال تواروا خلف ظهور النساء ليكن الدرع الذي يحتمون فيه، وكم منهم اختفوا فجأة عندما تكشر الظروف أنيابها وتقسو الحياة، لتقوم المرأة بدور الرجل، وقصص البيوت تحكي الكثير، أليس من الظلم حينها أن تشبه المرأة بالرجل ”الضعيف منهم طبعا”؟ ولهذا السبب أعتقد بأن المرأة تغتاظ عندما يطلب منها مثلا أن تكون عند كلمتها فيقال لها ”كلمة رجال” وكأن كلمتهما لا قيمة لها ولا صدق فيها، حتى غدا كل عمل جبار يلصق بالرجل، وكأن المرأة لا ترتقي للعمل البطولي.
وفي المقابل هناك رجال لا تعرف قيمتهم إلا في المواقف الصعبة، فالرجال كما يقال ”مخابر لا مظاهر” فالرجل الحق هو من تجده في أحلك الظروف يقف شامخا كالجبل يواجه ويواجه حتى الرمق الأخير، لا ذاك الذي يبهرك شكله وتتعجب من تصرفاته الرعناء، وان يكون ذا مواقف وشهامة، وهذه الأخيرة أعتقد شخصيا أنها أخذت في الاضمحلال شيئا فشيئا، قد يغيظ كلامي هذا الرجال عموما، ولكن أليس من الأجدى أن نكون صريحين مع أنفسنا فالمواقف الكثيرة التي تمر علينا يوميا تثبت ذلك، فالرجل اليوم أقل شهامة من رجل الأمس الذي نسمع عن مواقفه من الجيل الذي سبقنا، أهي حقوق المرأة التي أسهمت في أن يتخذ الرجل من المرأة موقف الند بالند؟ فبين كلمة وأخرى قال ألم تطالبوا بحقوق المرأة ”هذا الميدان يا حميدان ”أرونا ما أنتن فاعلات، حتى انطبق عليهن المثل الذي يقول ”جنت على نفسها براقش”.
أعجبتني بعض الكلمات والتي حقيقة لا أعرف من قائلها، والتي توضح مدى الاختلاف بين الرجال، حيث يقول :
رجل لا يدري، ويدري أنه لا يدري ،فهو جاهل ”فعلموه”. ورجل لا يدري، ولايدري أنه لا يدري فهو أحمق ”فارفضوه”. ورجل يدري ويدري أنه لا يدري، فهو نائم ‘ف’أيقظوه”. ورجل يدري ويدري أنه يدري، فهو عالم ”فاتبعوه”.

ياسمينيات الرجـــــل ياسمين خلف  قليلون هم من تناول الرجل في المواد الإعلامية، فغالبا ما تكون المرأة هي المادة الأكثر تش...

إقرأ المزيد »

أبد والله ما ننسى حسيناه

ياسمينيات
أبد والله ما ننسى حسيناه
ياسمين خلف

ياسمين خلف من أشرف نسباً من الإمام الحسين عليه السلام ؟ أبوه الإمام علي ”ع” وأمه فاطمة بنت خاتم الأنبياء الحورية الإنسية، وجده الرسول الأعظم ”ص” وأخوه الإمام الحسن المجتبى”ع” وأخته زينب أم المصائب وذريته التسعة المعصومين، أليس كل ذلك يجعلنا نغبطه على هذه المكانة العالية التي فضله الله بها على خلقه جميعاً؟ وزد على ذلك أنه نشأ في كنف الرسول الأعظم ”ص” فكان هو من تولى رعايته وتربيته، ولازم أباه أمير المؤمنين عليه السلام وحضر مدرسته الكبرى ما يناهز ربع قرن، أيتوقع أن يكون بعد كل ذلك خارجا عن دعوة الإسلام والسلام؟ وهم الذين ذكرهم جل وعلا في محكم كتابه ”انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا”؟
لمصائب أبي عبدالله حرقة في قلوب المؤمنين لن تهدأ أبدا، واسمه يتردد في كل بقعة في هذه الأرض منذ استشهاده وبكاء السماء عليه دما وحتى اللحظة، مرددين ”ابد والله ما ننسى حسينا” حتى أصبحت كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء، يقول أحد المستشرقين أنه مر على قوم في بلد بعيد لا يزال يعيش البدائية، فلا ملابس تسترهم ولا علم ولا ثقافة دخلت عليهم، وأثناء ما كان بينهم ويراقب حياتهم بقصد الدراسة دخل عليهم شهر محرم فوجد قراهم قد اتشحت بالسواد وأخذوا يبكون لشهرين متتاليين، وعندما سألهم عن تفسير لما يقومون بهم قالوا: إن شخصا يدعى حسينا قد قتل ظلما وهو عطشانا وانهم منذ ذلك يقيمون مجالس العزاء ويبكونه حزنا وان كانوا لا يعرفون أكثر من ذلك، وهو دليل على أن ذكر الحسين باقيا ما بقيت الأرض والسماء.
الحسين ضرب مثلا صارخا على بذل النفس وما يملك من أهل بيته في سبيل إعلاء كلمة الحق والإسلام، فبدأ بابنه علي الأكبر الذي كان أشبه الناس خلقا وخُلقا ومنطقا برسول الله محمد ”ص” وختمها بإبنه الطفل الرضيع ذي الستة الأشهر، الذي لم يرحم جيش العدو ضعف بدنه وعطشه فرموه بسهم ذبحه من الوريد إلى الوريد . الحسين لم يبخل على دينه، حتى قال ”إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني”.. ”ألهذا كانت والدتي رحمها الله تبكي حرقة كلما سمعت اسم الإمام الحسين؟ ألهذا يغص والدي رحمه الله بعبرته وهو يحكي لنا نحن أبناؤه عن سيرة الإمام الحسين في واقعة كربلاء وكيف قتل وغزت جسمه السهام المسمومة وداسته الخيول الأعوجية، وهو حفيد النبي محمد ”ص”؟ أترانا بتجديد الحزن على الحسين وأهل بيته نوفيهم حقهم؟ أعتقد أننا مهما فعلنا يا سيدي يا أبا عبدالله لن نوفيك حقك، ألم يقل المسيحي أنطوان بارا ”لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية ولأقمنا له في كل أرض منبرا، ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين” وكأنه يقول ضمنا بأنكم يا مسلمون مقصرون لم توفوا الحسين قدره ولم تعرفوا حق مكانته.
فالسلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن سيدة نساء العالمين، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصا، وجاهدت في الله حق جهاده حتى أتاك اليقين فعليك مني السلام ما بقيت وبقي الليل والنهار، وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين، وعظم الله أجوركم باستشهاد سيد شباب أهل الجنة وأهل بيته وأصحابه أجمعين.

ياسمينيات أبد والله ما ننسى حسيناه ياسمين خلف  من أشرف نسباً من الإمام الحسين عليه السلام ؟ أبوه الإمام علي ''ع'' وأمه ف...

إقرأ المزيد »

قمر بني هاشم

ياسمينيات
قمر بني هاشم
ياسمين خلف

ياسمين خلف لا يمكن الحديث عن الإمام الحسين بن علي عليهما أفضل الصلاة والسلام من دون ذكر أخيه من أبيه أبي الفضل العباس الملقب بقمر بني هاشم، والذي نعاه أبو الأحرار في واقعة الطف بجملته المشهورة عندما رفعه من على أرض المعركة وهو يحتضر وقال «الآن انكسر ظهري» في إشارة إلى أن العباس كان بمثابة العمود الفقري للإمام الحسين (ع)، وكيف لا وهو الضرغام الذي يهابه العرب آنذاك من فرط شجاعته وإقدامه.
لا أعرف حقيقةً ما الذي يعتريني عندما أقرر أن أكتب عن شخصية عظيمة كعظمة شخصيات أهل بيت النبوة، تتزاحم الكلمات وتتصارع قبل أن تجد طريقها إلى الكتابة، فمهما كتبنا فكأننا نبحر في بحار واسعة لا نهاية لها، فكل ما لدينا يخجل ويتوراى خلف عظمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.
منذ كنا نلعب صغاراً ونحن ندرك تماماً بأن أبا الفضل العباس باب الحوائج، وأنه ليخجل من أن يرد من استشفع به عند ربه لقضاء حوائجه، فكنا نقلد أمهاتنا في طقوس النذور كأن نأخذ شمعة من الحسينية على أن نوفي بالنذر في السنة التي تليها إذا ما تحقق مطلبنا و«مرادنا»، أو نعقد ربطة في «الراية» التي تحمل مجسم كف العباس كنوع من الاتفاق بين طرفين، كنا نتوجس من أن ننسى النذر فنقدم ما نستطيع عليه ونحن الأطفال إلى الحسينية ما إن ينجلي محرم ويأتي بعده آخر.
وفي مراهقتنا ارتسم العباس في قلوبنا على أنه أوسم مما نتوقع أو نتخيل، وأن كل الصور التشبيهية لا يمكن أن تصور جماله، ألم يلقب كما عرف عنه بأنه قمر بني هاشم؟ ألم تحلم أمه فاطمة أم البنين بأن فلقة من القمر قد وقعت في حجرها وفسرها المفسرون بأنها ستلد ولداً جميلاً كفلقة القمر؟ حتى أننا ننام ليلة السابع من محرم وكلنا أمل أن نراه ولو في حلمنا لمجرد أن نرى مقدار جماله، تشربنا حبه من أهلنا درسنا مواقفه الرجولية من الكتب ومن خطب المآتم، عرفنا بأنه الرجل الذي لا يهاب الموت في سبيل الانتصار للحق والإسلام ولأخيه سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام، وجدناه الأخ الذي يفدي أخاه بما يملك ويؤثر الغير على نفسه، ألم يصل إلى المشرعة «نهر الفرات» وتمكن من أن يغرف الماء بيده حتى وصلت إلى فمه ليتذكر الأطفال والنسوة في الخيام عطشى وأخاه الحسين الذي جف لسانه وتخشب من العطش، ليرميه ويملأ «القربة» ليحملها إلى أهله؟ ألم يحارب قوم يزيد حتى قطعوا يمينه وشماله وغرزوا السهام في عينه؟ كانوا يعرفون بأنه ليس بالمحارب العادي، فكانوا يخشونه ويحسبون له ألف حساب، ولولا الخديعة لما تمكنوا منه. فسلام عليك يا أبا الفضل العباس والسلام على أبيك وأخيك وعلى جدك رسول الله (ص).

ياسمينيات قمر بني هاشم ياسمين خلف لا يمكن الحديث عن الإمام الحسين بن علي عليهما أفضل الصلاة والسلام من دون ذكر أخيه من أ...

إقرأ المزيد »

افتحوا أعينكم «عالآخر»

ياسمينيات
افتحوا أعينكم «عالآخر»
ياسمين خلف

ياسمين خلف تسمرت أختي ‘’أم فراس’’ في مكانها واتسعت حدقتا عينيها عندما أخبرتها بطريق الصدفة عن منتجات التبغ التي شاع أخيرا انتشارها بين طلبة المدارس، وازدادت دهشتها عندما قطع حديثنا ابنها فراس ذو الخمسة عشر عاما بأنها ‘’السويكة’’ ليقطع الشك باليقين بأنها فعلا أصبحت هذه المواد معروفة حقا بين طلبة المدارس، والتي هي في حقيقة الأمر ‘’قنبلة موقوتة’’ لا يعرفها الآباء بقدر أبنائهم الطلبة والذين من بينهم من أدمن عليها فعلا وأهاليهم ‘’نايمين في العسل’’.
بعض هذه المواد والتي تأتي على هيئة علكة، تباع في المحلات والأكشاك الصغيرة، واغلبها بالقرب من المدارس، الخطورة في هذه المنتجات أنها رخيصة جدا ومتاحة للجميع ومتوافرة في جميع البرادات الصغيرة وعند الباعة الجائلين، ولها أشكال وأحجام وأنواع مختلفة والذي لا يعرفه الكثيرون بأن إحدى تلك المواد ثبت وجودها في منتجات ‘’المبيد الحشري – promecarb’’ والمسببة في تلف الجهاز العصبي.
ولنقترب أكثر من حجم خطورتها، فإن تلك المواد إذا ما تراكمت في الجسم تسبب عدداً من الأعراض الحادة على مدمنها، والتي منها الآلام الشديدة في البطن وتزايد التعرق والدموع وتسارع دقات القلب، والتبول وقضاء الحاجة من دون تحكم والشعور بالرجفة والصداع الشديد وزغللة في العين، بل وتؤدي إلى الإصابة بشلل بسيط وعدم القدرة على التحكم في العضلات، كما تؤدي كذلك إلى الإصابة بالتشنجات والإغماء والدخول في غيبوبة، والتي تأثر بدورها على عمل القلب والرئتين وقد تسبب في توقف التنفس ‘’يا ساتر يا رب’’. والطامة الكبرى أن المستخدم لهذه العلكة يمكنه أن يخفيها في فمه، ولا يمكن لأحد أن يلحظها خصوصا بأنها لا رائحة لها ولا دخان كالسجائر مثلا، فالطفل قد يدمن عليها، وولي الأمر أو المدرس لن يلحظ وجودها في فمه، بل إن خطورتها قد تزيد عن تدخين السجائر، باعتبار أن أعقاب السجائر يخرج منها الدخان لخارج الجسم، في حين يدخل جميع مكونات هذا المنتج إلى داخل الجسم. ويعني ذلك بأنه وعلى المدى البعيد يدمن الطفل أو المراهق على مادة النيكوتين الموجودة في هذا المنتج فيلجأ تلقائيا إلى التدخين، والذي هو أهم عامل كما نعرف جميعا للإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين والإصابة بالسرطان، كما أن هذا المنتج يؤثر بطرقة مباشرة على اللثة واللسان والأسنان وبالتالي تؤدي إلى الإصابة بالسرطانات في هذه المناطق بالذات. وللأسف المراهق أو الطفل لن يعي هذا كله في الوقت الذي يجد متعته في هذه العلكة التي تشعره بالنشوة.
قبل عامين تقريبا حذرت من هذه المواد التي انتشرت في المدارس وللأسف لازالت الظاهرة موجودة، بشهادة المدرسين وحتى الطلبة الذين منهم من أخذ مغلفات هذه المواد إلى مشرفي المدرسة وحتى أهاليهم، ولكن وكما يقال ‘’لا حياة لمن تنادي’’ لازال نشاط الأكشاك والبردات مستمر ولازال الطلبة يدمنون على هذه المواد بل ينظم إليهم كل عام أعداد أكبر من الطلبة المدمنين على هذه المنتجات التي أغلبها آسيوية، والذي لابد من الالتفات إلى أن الطلبة ‘’يبتكرون’’ عدداً من الطرق لإخفاء هذه المواد وبعضهم أذكى وأخبث مما قد يتصور المدرسون لدرجة أن بعض هذه المواد يمكن بطريقة ما لصقها على السقف لتنتشر رائحتها وهي بالمناسبة تختلف عن تلك التي تمضغ. علينا جميعا الاعتراف أن القضاء على هذه الظاهرة تتطلب منا جميعا التصدي إليها وتحذير الطلبة منها وإيقاع الجزاء المناسب على من تثبت عليه تعاطيها وقبل كل شيء أن يحذر الأهالي ويفتحون عيونهم على أبنائهم ‘’عالآخر’’.

ياسمينيات افتحوا أعينكم «عالآخر» ياسمين خلف  تسمرت أختي ‘’أم فراس’’ في مكانها واتسعت حدقتا عينيها عندما أخبرتها بطريق ال...

إقرأ المزيد »

هاني.. المأسوف على شبابه والسكلر

ياسمينيات
هاني.. المأسوف على شبابه والسكلر
ياسمين خلف

ياسمين خلف لا اعتراض على قضاء الله وقدره، فالموت حق، وتعددت الأسباب والموت واحد، ولكن أن تزهق نفس نتيجة إهمال وداخل صرح طبي كبير بحجم مجمع السلمانية الطبي في قسم يعد العمود الفقري للخدمة الطبية باعتباره قسم للطوارئ، لهي الجريمة التي لا يمكن السكوت عنها، فرغم أن قضية المرحوم هاني ذي الستة والعشرين ربيعاً المأسوف على شبابه والذي توفي بحسب إدعاءات أهله في الطوارئ نتيجة الإهمال لم يفصل فيها بعد، خصوصاً أن التحقيق المزمع تشكيله على الأرجح لم يبدأ ما يعطي البعض فرصة التفكير بأن في نية الوزارة المماطلة، ولأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، فإننا لن نلقي جزافاً اللوم على الوزارة أو الأطباء العاملين فيها في قضية المرحوم هاني بذاتها، ولكن من حقنا أن ننبش في تاريخها وعلى أقل تقدير الإهمال المستمر لفئة مرضى السكلر داخل السلمانية.
لا يحكي الصدق من يقول إن مرضى السكلر يحصلون على العناية والاهتمام في السلمانية بالمستوى اللائق أو حتى المقبول، ومن يخالف هذا الرأي فليجتمع ببعض من هؤلاء المرضى أو ليأخذ له جولة قصيرة بين أسرّتهم في الأجنحة ليعرف حجم المعاناة التي يلاقونها. نوبات السكلر كما يعرفها مرضاه أو من له قريب يعاني منه، وهم بالمناسبة كثر، فأعداد المصابين بالسكلر بالآلاف في البحرين.
وتسبب آلام المصابين الشديدة التي لا تعرف مكاناً محدداً، في احتكاك المفاصل، فهي تنتقل من مكان إلى آخر في الجسم، ويصل مداها لدرجة أنها تنخر العظم.
باختصار، الألم الذي ينتابهم ليس «لعب أطفال» كما يدعي الأطباء، و«اسأل مجرب ولا تسأل طبيب»، وبالتالي فإن همّ المريض

ياسمينيات هاني.. المأسوف على شبابه والسكلر ياسمين خلف  لا اعتراض على قضاء الله وقدره، فالموت حق، وتعددت الأسباب والموت و...

إقرأ المزيد »

أهل عالي ما فكروا إلا ..

ياسمين خلف زيارتي قبل أيام لمصنع الفخار في قرية عالي أرجعتني لسنوات عمري الأولى حين كنت في المرحلة الابتدائية، حيث نزور المصانع هناك كإحدى الزيارات المدرسية التعريفية لأنواع الحرف التراثية، كنا نحن الصغار نركض هنا وهناك مستمتعين، مشدوهين بحركة يدي صانع الفخار وطرق تشكيله للطين، ولا نخرج من عنده إلا بعد أن نشتري منه عينة كي نلعب بها ونشكلها ونلونها بألوان الطيف، وكم تفاخرنا نحن الطالبات بما نشتريه من ”حصالات وجداريات” تحمل النقوش الدلمونية.
رغم الذكريات التي تسارعت أمامي عندما وطأت قدمي مدخل القرية التي زينت بجرة فخارية كعنوان لهذه القرية التي عرفت بمهنة الفخار، إلا أنها سرعان ما جعلتني أتحسر بحسرات أصحاب تلك المصانع، وكيف لا؟ وهم يقولون إن الحرفة التي توارثوها أبا عن جد وأحبوها حتى النخاع آيلة للاندثار، لا بسبب عزوفهم أو أبنائهم عنها، بل لمنع الطين عنهم، فكيف لفخار أن ينتج من دون ”الطين” أيعقل هذا؟ فأين ذهبت ترانيم المسؤولين بأنهم يسعون للمحافظة على التراث؟ وإن كان، لم لا نرى دعما لهذه الحرفة التي حتما لا ينكر أي منا أنها تنعش السياحة وتحافظ على تاريخ أرادوس ودلمون القديمة، ألا يكفي ما يحدث للقبور والتلال في قرية عالي ليأتي الدور على حرفة تقتات منها أكثر من 05 أسرة اليوم هي مهددة في رزقها.
أحد أصحاب تلك المصانع قال بألم إنه ترك مقعده الدراسي لشغفه بمهنة والده وجده من قبله، ولم يندم قبل سنوات من الآن على ذلك، إذ وجد أنه يبني وطنه بمحافظته على تاريخها، ولكنه اليوم نادم بل إنه يصرخ في وجه ابنه متى ما حاول تقليده والجلوس على آلة صنع الفخار اليدوية، فإن توقفت هذه الأجيال عن ممارسة هذه المهنة التراثية أنتوقع من غيرهم ممارستها؟ المخيف في الأمر أن أصحاب هذه المصانع دقوا جرس الإنذار بأن ما يملكونه من الطين القليل سينفد في أيام بعدما منعوا من أخذ الطين من وادي الحنينية كما تعودوا في السنوات الماضية، بل إن مصنعين من أصل سبعة أغلقوا أبوابهم فعلا ولم يعد بإمكانهم مواصلة العمل بعد اليوم، وكالعادة جميع المسؤولين الذين طرقوا أبوابهم أعطوهم الوعود الضبابية، التي لن تشفع لهم إن أصبحت هذه المهنة من التاريخ وتشتت عائلات كانت تعتمد عليها في رزقها ردحا من الزمن.
ولا يتوقف الأمر على ذلك، فالمصائب لا تأتي فردا كما أقول دائماً، فحتى الأراضي التي تقوم عليها تلك المصانع لم تعد ملكا لأهلها بعدما استملكتها وزارة الإعلام بحجة أنها من الأراضي التراثية ومن حق الدولة، الأهالي يملكون الوثائق التي تؤكد أحقيتهم فيها، ويعني ذلك إن كانت الدولة تغازل هذه الأراضي فعليها أن تعوض أصحابها وليس أي تعويض وإنما تعويضا مجزياً، ويكفي أن أصحاب هذه المصانع يقولون وبقهر إن آباءهم آثروا شراء الأرض لبناء تلك المصانع للمحافظة على مهنة آبائهم بدلاً من شراء أراضٍ لبناء منازل لهم، حتى أنهم لايزالون وأبناؤهم يعيشون في بيوت بالإيجار، ويعني ذلك أنهم خرجوا من المعادلة ”صفر” الأيدي، فلا أرض ولا مهنة ولا بيوت ملك وكأنهم وكما يقول المثل العامي ”أهل عالي ما فكروا إلا تالي” أي أنهم لم يدركوا الأمر إلا متأخراً.
احدهم قال إنه يصاب بالخجل إذا ما امتنع عن إعطاء طلبة المدارس القليل من الطين ليدخل الفرحة في قلوبهم لعدم توافر الطين وشحه، وكأنه يقول لن يخرج الطلبة بأي ذكريات كما كانت! هموم هؤلاء البحرينيين كثيرة ونتمنى أن تسمع أصواتهم قبل أن نكون جميعا كأهل عالي الذين لم يفكروا إلا بعد فوات الأوان.

 زيارتي قبل أيام لمصنع الفخار في قرية عالي أرجعتني لسنوات عمري الأولى حين كنت في المرحلة الابتدائية، حيث نزور المصانع هن...

إقرأ المزيد »

لنطوِ الصفحة

ياسمين خلف أنحتاج إلى أن نضيع من حياتنا 365 يوماً لنقرر أن نبدأ حياة جديدة أفضل من سابقتها؟ فإن كنا سنجيب بـ «لا»، فنحن نتجمل إن كنا لا نكذب، فأغلبنا لا يعيد حساباته إلا مع اقتراب عقارب الساعة للرقم 12 نهاية يوم الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، باعتبارها ساعة الصفر الفاصلة بين عام وآخر، وإن كنا سنجيب بـ «نعم» فنحن أقرب إلى الواقع من الأماني التي قد نطبقها وقد لا..
ها هو عام كامل قد انطوى إلى غير رجعة، لن تفتح صفحاته إلا يوم القيامة، وها هي سبع سنوات قد رحلت من الألفية الجديدة، بعد أن كان الكثيرون يترقبون فجر القرن الواحد والعشرين على أنه نهاية العالم، ماذا فعلنا؟ وكم من الخير جنينا؟ وكم من الخطايا أثقلنا بها ظهورنا؟ وهل حققنا ما قد خططنا له في العام الماضي؟ وما هي خططنا للعام الجاري؟ وعاصفة من الأسئلة التي قد تجتاحنا مع إطلالة كل عام جديد علينا.
المهم أن نطوي صفحات سوداء لا نتمنى أن تعود بألمها وحزنها، فلما نحزن على أمسنا إن كان لا يد لنا في حدوثه أو حتى تغييره، أليس الأمس ماضياً لا يمكن أن يعود؟ والأهم أن ندوس على أحقادنا لنعيش في سلام فيكفينا خصام وجدال لن يعود علينا إلا بالأمراض الاجتماعية منها والجسمية. لنفتح جميعاً صفحات بيضاء نعاهد فيها أنفسنا بأن تكون في الخير والعطاء، فليس أجدر منها في ملء صحيفتنا الدنيوية والأخروية بالسعادة والهناء، ولنجعل شعارنا «اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا وأعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا»، ونمد أيدينا إلى ذاك الذي يحاول أن يدير ظهره إلينا، لنذكره بأن «الدنيا ما تسوى» لا يعرف أحدنا إن كان سيرحل قبل أن ترحل السنة الجديدة، أم سيرحل معها سوية، لنجعل من الابتسامة بوابة لاستقبال من حولنا، فليس أجمل منها لهد أسوار الحقد والضغينة، لنتبادل الهدايا لنتحاب كما أوصانا الرسول (ص).
من أجمل ما في الدقائق الأخيرة من كل عام أن الهاتف النقال لا يتوقف من الرنين من سيل الرسائل النصية القصيرة، حتى يكاد الهاتف أن يتعطل أو يعلن وفاته. قد يجد البعض أن تبادل التهاني بالعام الجديد ضرباً من ضروب البدع الدخيلة على مجتمعنا، اقترب يا صاحبي لأهمس لك «لمَ لا، إذا كانت كلمات بسيطة ستزيح أحقاداً وتقرب القلوب، وتفتح صفحات وتقوي علاقات؟ ما ضيرها إن كانت تدخل في أنفسنا الفرح من دون ضرر أو ضرار؟ وقبل أن أقول لكم «كل عام وأنتم بخير وعساها سنة حلوة عليكم» أرسل لكم جميعاً وخصوصاً من تحملني وتحمل كلماتي طوال السنة الماضية «مسج» بمناسبة العام الجديد يقول «إلهي تجعلها سنة بيضة على الكريم، وسودة على اللئيم، ومنيلة بستين ألف نيلة على من ينكد على الحريم» و«HAPPY NEW YEAR».

أنحتاج إلى أن نضيع من حياتنا 365 يوماً لنقرر أن نبدأ حياة جديدة أفضل من سابقتها؟ فإن كنا سنجيب بـ «لا»، فنحن نتجمل إن كن...

إقرأ المزيد »

نستنكر ما تستنكرون

ياسمين خلف لسنا مع العنف بأي شكل من أشكاله، ولسنا مع من «يطبل» هنا وهناك ليتقرب من هذا وذاك، ولسنا مع من ينفخ ليشعل نار الفتنة ويؤجج الطائفية التي لا أعرف بالضبط كيف وجدت لها مكاناً بيننا اليوم، رغم التحضر والثقافة التي وصل إليها شعبنا، فالبحريني إنسان مسالم بطبعه ومتسامح مع الأديان الأخرى، فكيف بذاك المسلم مثله والذي يشهد بالشهادتين مثله، أينكر أحدنا ذلك؟ سلوا كبار السن اليوم إذا شهدوا في زمان شبابهم ما نشهده اليوم لتجيبوا على السؤال بحيادية وموضوعية بعيداً عن التشنج والعصبية.
ما حدث في الأيام الأخيرة أثر الحوادث التي مرت بها المملكة، فتحت شهية البعض من الكتاب في عدد من الصحف لنفث سمومهم، وكأنهم يريدون لهذا البلد أن يحترق، كيف لا وهم يرمون الحطب في النار المشتعلة، ويقفون موقف الشيطان يوم القيامة عندما يتبرأ من بني الإنسان الذي أغواه كما جاء في محكم كتاب الله الكريم «كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين» صدق الله العلي العظيم، فما يكتبه «البعض» استفزازي ومحط من قدر ومكانة شريحة واسعة في هذه المملكة، بل يندرج ضمن المزايدة على الولاء لهذا الوطن وتشكيك في ولاء الآخرين، وكأنهم هم وحدهم من يخافون على مصلحة الوطن وغيرهم يريدون النيل منه، «ما هكذا تورد الإبل» كما يقال، فالوضع لا يحتمل هذا التأجيج، فالشباب المستعدون للمشاركة في مثل هذه المظاهرات فقدوا كما يبدو صبرهم، ومثل هذه الكلمات لا أظنها ستعالج الأمر، بل ستزيده سوءاً على سوء، فعندما يستنكر هؤلاء الكتاب ما حدث بأسلوب غير موضوعي ولا يرمي إلى المعالجة بقدر ما يرمي إلى التأجيج والسب والقذف، حينها علينا أن نقول لهم «كفى، فنحن نستنكر ما تستنكرون».
لا أحد منا ينكر بأن المظاهرات وإشعال الحرائق هنا وهناك تثير الفوضى والخوف في نفوس الجميع، وأظن أن أهالي القرى هم الأكثر تضرراً باعتبار أنهم وحدهم من يحاصر في بيوتهم، ومن يختنق من الغازات المسيلة للدموع، ومن يكون خارج منزله ولم يشهد الحوادث بأم عينه حتماً لن يرجع إلى بيته إلا بعد فك الحصار الذي قد يمتد إلى الساعة الثانية أو الثالثة فجراً. لسنا مع المتسبب في ذلك، ولسنا مع الطرق التي تعالج فيها مثل هذه الأمور، خصوصاً أن من بين المتضررين مرضى يعيشون على الأجهزة وآخرون أطفال وعجزة، فلا أحد يتمنى أن يفقد عزيزاً له في طرفة عين، ولا أن تثكل أم بابنها أو حتى تبكيه ليلها مواصلة إياه بصباحها لتقر عينها ويعود من الحجز أو التوقيف.
بعض الشباب المشارك في المظاهرات الأخيرة قال إنه لا يتمنى المشاركة في التخريب والخروج عن القوانين، ولكنه لم يجد غيرها «مستنكرين» صمت علماء الدين الذين كما قالوا، أطبق عليهم السكون في الحوادث الأخيرة! ولاسيما بعد ما تعرضت إليه النساء أمام النيابة العامة.
من بين سطور كلام هؤلاء الشباب أجد شخصياً أن بالإمكان الوصول إليهم وإقناعهم بضرورة الالتزام بالقوانين عبر رجال الدين فكما يبدو فإن شباب اليوم أكثر إصغاء لهم من دون غيرهم، فلم لا يحدث ذلك، حينها فقط يمكنهم إحراج من يحاول «التصيد في الماء العكر».

 لسنا مع العنف بأي شكل من أشكاله، ولسنا مع من «يطبل» هنا وهناك ليتقرب من هذا وذاك، ولسنا مع من ينفخ ليشعل نار الفتنة ويؤ...

إقرأ المزيد »

ثلاثة.. أو أربعة حروف

ياسمين خلف 
ثلاثة حروف أو أربعة عسيرة على اللسان، سهلة إذا ما أراد أحدنا أن يقرب المسافات ويكسر جليد الغضب أو حتى «الزعل» وسوء الفهم، إلا أن قلة من الناس من يكونون شجعاناً ويقولونها. «آسف» أو «آسفة»، لا أظنها بالكلمة المستحيلة التي في كثير من الأحيان قولها يكون نتاج تربية حميدة والتغاضي عنها يندرج في خانة العيب.
حياتنا تزخر بنماذج لم تعرف في عمرها كله هذه الكلمة، بل تعتبرها إنقاصاً في الشأن أو حتى دعساً للكرامة، فيتعنتون وآخر ما يفكرون فيه هو نطق هذه الحروف، بل قد يدركون في قرارة أنفسهم بأنهم مخطئون، ولكن آخر ما يفكرون فيه هو الوقوف أمام يدي الطرف الآخر ليعترفوا أمامه بأنهم كذلك ويقولون مثلاً «آسف، لك كل الحق في الزعل».
قد يقول قائل إن هذا الموضوع لا يستحق الطرح، وإن كنت حقاً أجد عكس ذلك، فهناك من الناس من يغفل هذه الجزئية ويحتاج إلى تذكير أو حتى الاستيقاظ من نومه الطويل.
أحدهم وقبل أيام قليلة وأمثاله كثر، سد بسيارته منفذ الخروج وظللت لأكثر من نصف ساعة أنتظر وعدد من العمال الآسيويين يبحثون عن صاحب السيارة الذي «ولا على باله»، فهمه الوحيد أن يحصل على موقف في الظل بعيداً عن أشعة الشمس، ليذهب الآخرون إلى الجحيم، رغم أن المواقف الأخرى شاغرة، إلى أن جاء أحد العمال وعرف صاحب السيارة ليدلنا على منزله. طرقت الباب وكنت متوقعة أن يفتحه ويعتذر عما بدر منه، ولكن المفاجأة التي ألجمت فمي أنه كما الحائط هز رأسه كتعبير عن قدومه لتحريك سيارته ولا شيء آخر. لا أخفي إنْ قلت إن النار اشتعلت في داخلي، فنصف ساعة وأنا واقفة في الشارع وتأخرت عن عملي وحتى كلمة «آسف» لم يقلها وكأنه لم يخطئ ولم يفعل شيئاً يتطلب منه الاعتذار، ورغم ذلك قلت في نفسي: لربما يأتي أثناء تحريك سيارته ويعتذر، ليحطم كل توقعاتي.. وعندما دخل سيارته كما لو كان يعاني من البكم.
ما أردت قوله إن نطق هذه الكلمة لن يكلف الإنسان شيئاً، بل على العكس ستكون وسيط خير وستجعل الطرف الآخر يتنازل عن حقه، لا أن يتشبث برأيه بأن خصمه أخطأ في حقه ولا يستحق منه العفو، ويكون في نظره أنموذجاً للإنسان غير المحترم ولو كان كذلك لاحترم غيره. الغريب حقاً أن بعض الناس ينسى أو يتناسى أن الإسلام دين أخلاق وتعامل، وأن ليس من صفات المسلم إلحاق الضرر بالغير والتكبر على عباده، ففي مثل الحالة السابقة ماذا لو كانت هناك حالة طارئة وتحتاج إلى النقل وبسرعة إلى المستشفى، وكانت سيارة أحدهم كما أخينا واقفة في المكان الخطأ؟ أليس ذلك ضرراً ألحقه بأخيه المسلم؟
الأمر لا يقتصر على العلاقات بين المرء ومن حوله من الناس والأصدقاء، بل تتعمق حتى في علاقة المرء بأسرته وأقرب الناس إليه زوجته مثلاً أو إخوانه وأخواته، بل حتى والديه، وكم من علاقات تصدعت لمكابرة أحدهم وإصراره على ألا يعتذر كأن يرى أن من «العيب» أن يعتذر لأخيه الأصغر منه مثلاً، وينسى أن «العيب» هو الخطأ في حق الغير وعدم إبداء الندم ولو بكلمة لا تتعدى الحروف الثلاثة أو الأربعة.

  ثلاثة حروف أو أربعة عسيرة على اللسان، سهلة إذا ما أراد أحدنا أن يقرب المسافات ويكسر جليد الغضب أو حتى «الزعل» وسوء الف...

إقرأ المزيد »