افتحوا أعينكم «عالآخر»

ياسمينيات
افتحوا أعينكم «عالآخر»
ياسمين خلف

ياسمين خلف تسمرت أختي ‘’أم فراس’’ في مكانها واتسعت حدقتا عينيها عندما أخبرتها بطريق الصدفة عن منتجات التبغ التي شاع أخيرا انتشارها بين طلبة المدارس، وازدادت دهشتها عندما قطع حديثنا ابنها فراس ذو الخمسة عشر عاما بأنها ‘’السويكة’’ ليقطع الشك باليقين بأنها فعلا أصبحت هذه المواد معروفة حقا بين طلبة المدارس، والتي هي في حقيقة الأمر ‘’قنبلة موقوتة’’ لا يعرفها الآباء بقدر أبنائهم الطلبة والذين من بينهم من أدمن عليها فعلا وأهاليهم ‘’نايمين في العسل’’.
بعض هذه المواد والتي تأتي على هيئة علكة، تباع في المحلات والأكشاك الصغيرة، واغلبها بالقرب من المدارس، الخطورة في هذه المنتجات أنها رخيصة جدا ومتاحة للجميع ومتوافرة في جميع البرادات الصغيرة وعند الباعة الجائلين، ولها أشكال وأحجام وأنواع مختلفة والذي لا يعرفه الكثيرون بأن إحدى تلك المواد ثبت وجودها في منتجات ‘’المبيد الحشري – promecarb’’ والمسببة في تلف الجهاز العصبي.
ولنقترب أكثر من حجم خطورتها، فإن تلك المواد إذا ما تراكمت في الجسم تسبب عدداً من الأعراض الحادة على مدمنها، والتي منها الآلام الشديدة في البطن وتزايد التعرق والدموع وتسارع دقات القلب، والتبول وقضاء الحاجة من دون تحكم والشعور بالرجفة والصداع الشديد وزغللة في العين، بل وتؤدي إلى الإصابة بشلل بسيط وعدم القدرة على التحكم في العضلات، كما تؤدي كذلك إلى الإصابة بالتشنجات والإغماء والدخول في غيبوبة، والتي تأثر بدورها على عمل القلب والرئتين وقد تسبب في توقف التنفس ‘’يا ساتر يا رب’’. والطامة الكبرى أن المستخدم لهذه العلكة يمكنه أن يخفيها في فمه، ولا يمكن لأحد أن يلحظها خصوصا بأنها لا رائحة لها ولا دخان كالسجائر مثلا، فالطفل قد يدمن عليها، وولي الأمر أو المدرس لن يلحظ وجودها في فمه، بل إن خطورتها قد تزيد عن تدخين السجائر، باعتبار أن أعقاب السجائر يخرج منها الدخان لخارج الجسم، في حين يدخل جميع مكونات هذا المنتج إلى داخل الجسم. ويعني ذلك بأنه وعلى المدى البعيد يدمن الطفل أو المراهق على مادة النيكوتين الموجودة في هذا المنتج فيلجأ تلقائيا إلى التدخين، والذي هو أهم عامل كما نعرف جميعا للإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين والإصابة بالسرطان، كما أن هذا المنتج يؤثر بطرقة مباشرة على اللثة واللسان والأسنان وبالتالي تؤدي إلى الإصابة بالسرطانات في هذه المناطق بالذات. وللأسف المراهق أو الطفل لن يعي هذا كله في الوقت الذي يجد متعته في هذه العلكة التي تشعره بالنشوة.
قبل عامين تقريبا حذرت من هذه المواد التي انتشرت في المدارس وللأسف لازالت الظاهرة موجودة، بشهادة المدرسين وحتى الطلبة الذين منهم من أخذ مغلفات هذه المواد إلى مشرفي المدرسة وحتى أهاليهم، ولكن وكما يقال ‘’لا حياة لمن تنادي’’ لازال نشاط الأكشاك والبردات مستمر ولازال الطلبة يدمنون على هذه المواد بل ينظم إليهم كل عام أعداد أكبر من الطلبة المدمنين على هذه المنتجات التي أغلبها آسيوية، والذي لابد من الالتفات إلى أن الطلبة ‘’يبتكرون’’ عدداً من الطرق لإخفاء هذه المواد وبعضهم أذكى وأخبث مما قد يتصور المدرسون لدرجة أن بعض هذه المواد يمكن بطريقة ما لصقها على السقف لتنتشر رائحتها وهي بالمناسبة تختلف عن تلك التي تمضغ. علينا جميعا الاعتراف أن القضاء على هذه الظاهرة تتطلب منا جميعا التصدي إليها وتحذير الطلبة منها وإيقاع الجزاء المناسب على من تثبت عليه تعاطيها وقبل كل شيء أن يحذر الأهالي ويفتحون عيونهم على أبنائهم ‘’عالآخر’’.

ياسمينيات
افتحوا أعينكم «عالآخر»
ياسمين خلف

ياسمين خلف تسمرت أختي ‘’أم فراس’’ في مكانها واتسعت حدقتا عينيها عندما أخبرتها بطريق الصدفة عن منتجات التبغ التي شاع أخيرا انتشارها بين طلبة المدارس، وازدادت دهشتها عندما قطع حديثنا ابنها فراس ذو الخمسة عشر عاما بأنها ‘’السويكة’’ ليقطع الشك باليقين بأنها فعلا أصبحت هذه المواد معروفة حقا بين طلبة المدارس، والتي هي في حقيقة الأمر ‘’قنبلة موقوتة’’ لا يعرفها الآباء بقدر أبنائهم الطلبة والذين من بينهم من أدمن عليها فعلا وأهاليهم ‘’نايمين في العسل’’.
بعض هذه المواد والتي تأتي على هيئة علكة، تباع في المحلات والأكشاك الصغيرة، واغلبها بالقرب من المدارس، الخطورة في هذه المنتجات أنها رخيصة جدا ومتاحة للجميع ومتوافرة في جميع البرادات الصغيرة وعند الباعة الجائلين، ولها أشكال وأحجام وأنواع مختلفة والذي لا يعرفه الكثيرون بأن إحدى تلك المواد ثبت وجودها في منتجات ‘’المبيد الحشري – promecarb’’ والمسببة في تلف الجهاز العصبي.
ولنقترب أكثر من حجم خطورتها، فإن تلك المواد إذا ما تراكمت في الجسم تسبب عدداً من الأعراض الحادة على مدمنها، والتي منها الآلام الشديدة في البطن وتزايد التعرق والدموع وتسارع دقات القلب، والتبول وقضاء الحاجة من دون تحكم والشعور بالرجفة والصداع الشديد وزغللة في العين، بل وتؤدي إلى الإصابة بشلل بسيط وعدم القدرة على التحكم في العضلات، كما تؤدي كذلك إلى الإصابة بالتشنجات والإغماء والدخول في غيبوبة، والتي تأثر بدورها على عمل القلب والرئتين وقد تسبب في توقف التنفس ‘’يا ساتر يا رب’’. والطامة الكبرى أن المستخدم لهذه العلكة يمكنه أن يخفيها في فمه، ولا يمكن لأحد أن يلحظها خصوصا بأنها لا رائحة لها ولا دخان كالسجائر مثلا، فالطفل قد يدمن عليها، وولي الأمر أو المدرس لن يلحظ وجودها في فمه، بل إن خطورتها قد تزيد عن تدخين السجائر، باعتبار أن أعقاب السجائر يخرج منها الدخان لخارج الجسم، في حين يدخل جميع مكونات هذا المنتج إلى داخل الجسم. ويعني ذلك بأنه وعلى المدى البعيد يدمن الطفل أو المراهق على مادة النيكوتين الموجودة في هذا المنتج فيلجأ تلقائيا إلى التدخين، والذي هو أهم عامل كما نعرف جميعا للإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين والإصابة بالسرطان، كما أن هذا المنتج يؤثر بطرقة مباشرة على اللثة واللسان والأسنان وبالتالي تؤدي إلى الإصابة بالسرطانات في هذه المناطق بالذات. وللأسف المراهق أو الطفل لن يعي هذا كله في الوقت الذي يجد متعته في هذه العلكة التي تشعره بالنشوة.
قبل عامين تقريبا حذرت من هذه المواد التي انتشرت في المدارس وللأسف لازالت الظاهرة موجودة، بشهادة المدرسين وحتى الطلبة الذين منهم من أخذ مغلفات هذه المواد إلى مشرفي المدرسة وحتى أهاليهم، ولكن وكما يقال ‘’لا حياة لمن تنادي’’ لازال نشاط الأكشاك والبردات مستمر ولازال الطلبة يدمنون على هذه المواد بل ينظم إليهم كل عام أعداد أكبر من الطلبة المدمنين على هذه المنتجات التي أغلبها آسيوية، والذي لابد من الالتفات إلى أن الطلبة ‘’يبتكرون’’ عدداً من الطرق لإخفاء هذه المواد وبعضهم أذكى وأخبث مما قد يتصور المدرسون لدرجة أن بعض هذه المواد يمكن بطريقة ما لصقها على السقف لتنتشر رائحتها وهي بالمناسبة تختلف عن تلك التي تمضغ. علينا جميعا الاعتراف أن القضاء على هذه الظاهرة تتطلب منا جميعا التصدي إليها وتحذير الطلبة منها وإيقاع الجزاء المناسب على من تثبت عليه تعاطيها وقبل كل شيء أن يحذر الأهالي ويفتحون عيونهم على أبنائهم ‘’عالآخر’’.

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.