التصنيفات:مقالاتي في صحيفة الوقت

أتعرفون بنت من أنا ؟

ياسمين خلفياسمينيات أتعرفون بنت من أنا؟ ياسمين خلف لست أنا من يقول ذلك ولا هو بأسلوبي في الحديث مع الغير، ولكنها للأسف الإسطوانة المشروخة التي يدندن عليها البعض بصوت أشبه بأنكر الأصوات عندما يحتدون بالكلام، في طريقة أشبه بتلك التي يقال عنها ”خذوهم بالصوت” وخصوصا إذا كانوا في موقف ضعيف فلا سلاح لهم حينها إلا الترهيب والتخويف بالأصل والفصل، فلا تسمع أثناء الجلبة إلا الجملة المعهودة ” أتعرفون ابن / بنت من أنا ؟ وكأن من يكون من سلالة عائلته مرفوع عنهم القلم والحساب ويحق لهم ما لا يحق لغيرهم، بل ويجوز لهم أن يعتدوا على أبناء خلق الله من دون أن يكون لهؤلاء الخلق حق الرد عليهم وإيقافهم عن عنجهيتهم وتسلطهم وظلمهم حتى ولو بالقانون، بل إن البعض الآخر يتخذ من الوظائف والمسميات الوظيفية لأهله درعا ليصد به كل أفعاله المشينة، على اعتبار أن فلانا هو من سيأخذ منه حقه ويلقنه درسا لن ينساه أبدا، الطريف حقا أن البعض ”يلصق روحه تلصيق بفلان وفلتان واللي ما يعرفونه أصلا وأن عرفوه يمكن يتبرون منه ويتفشلون منه بعد ” . قبل شهر تقريبا تهجمت إحدى الفتيات بملابسها الرياضية ”الخالية من الأكمام وتظهر حتى ملابسها الداخلية” على إحدى الشقق العائلية عند الساعة التاسعة مساء، وأخذت تضرب على الباب بطريقة هستيرية لمت عليها كل من في الشقق الأخرى، طالبة من في الشقة الخروج ومواجهتها، حيث كانت صاحبة الشقة، أما وابنتيها ذاتي العشر والاثنتي عشرة سنة فغارقتان في النوم، وعندما صحتا على تلك الفوضى وحاولت الأم معرفة من هي ومن تريد، ادعت وانتحلت شخصية شرطة الآداب مرة ومرة أخرى ادعت أنها من شرطة المجتمع ! ”لاحظوا” من أفراد الشرطة والأمن وبملابس رياضية من دون أكمام بعد، وتتهجم على الناس في شققهم من دون إذن أو تصريح! المهم أن الأم عندما سألتها عمن تطلب قالت اسم غير اسمها فبينت لها بأنها ليست المقصودة ورغم ذلك أصرت ”الأخت المحترمة جدا جدا” أن تفتح لها الباب، وبعد التَّيا والتي وصلت أخت الأم التي أصرت على أن ترفع عليها شكوى في المركز، لترفع الأخت ”المحترمة جدا” صوتها عاليا بأنها ألا تعرف من هي؟ وبنت من هي؟ وأنها أصلا لا تدخل هذه الأماكن ”مراكز الشرطة” تصوروا من أفراد الأمن والشرطة كما تدعي، وتقول إنها لا تدخل مثل هذه الأماكن، ومن دون الخوض في التفاصيل أكثر، القضية سجلت في مركز الشرطة ولم توقف ولم تحاسب الأخت على ما قامت به من تصرفات، رغم أنها أولا أزعجت تلك العائلة وأيقظتهم من نومهم وشوهت سمعة تلك العائلة وحطت من كرامتها ”دخلي البيت الله يستر عليج” كما كانت تقول لصاحبة الشقة، حتى ليظن البعض بأنها فعلا وراءها حكاية مخزية، خصوصا أنها ادعت أنها من شرطة الآداب والأم مطلقة وتسكن مع ابنتيها الصغيرتين لوحدهن، والجميع يعرف أن للناس ألسنا لا تكف عن الكلام بحق أو من دون حق، كيف لا وهن يسكن في منطقة شعبية ولم تعد من المركز إلا بعد الثانية صباحا؟ لتجد من ينتظرها من الشباب وهم يصفرون لها ويرمونها بالكلمات البذيئة الجارحة، وكأنها ”عاملة عملة” كيف ستقنع الناس بالحقيقة وهم من يؤمن بأن لا دخان من غير نار ! لدرجة أن تلك الأم تبحث حاليا عن مسكن آخر هربا من تلك النظرات التي أخذت تلاحقها منذ تلك الليلة، وصدق المثل الشعبي الذي يقول ”إتجيك التهايم وأنت نايم”، المشكلة في هؤلاء الناس بأنهم لا يعرفون أن ”ليس الفتى من قال كان أبي إن الفتى من قال هاأناذا”.

العدد 1187 الجمعة 27 جمادة الأولى 1430 هـ – 22 مايو 2009

ياسمينيات أتعرفون بنت من أنا؟ ياسمين خلف لست أنا من يقول ذلك ولا هو بأسلوبي في الحديث مع الغير، ولكنها للأسف الإسطوانة ا...

إقرأ المزيد »

ترى مو حالة

ياسمينيات
ترى مو حالة
ياسمين خلف

ياسمين خلف 

من المؤلم حقا أن يعاني المستشفى الحكومي الوحيد في المملكة من نقص في مواد التنظيف والتعقيمات، بل هي كارثة إن أردنا أن نستخدم المصطلح اللائق بهذه المشكلة، فليس من المقبول أبدا أي عذر يسطر، أو تبرير يقال للتقليل من حدة المشكلة فأقل ما يمكن أن نقول عنه بأنه وإن كان، فإنه تبرير يضع حياة الكثيرين أمام الخطر بل ويضع حدا لحياة آخرين، أولهم المرضى ولاسيما كبار السن والأطفال وضعاف المناعة.
أن يقال للمنظفين ‘’تصرفوا’’ أمر يستدعي الدهشة فعلا، ماذا تعني كلمة تصرفوا؟ هل يشترون المواد الخاصة بالتنظيف والتعقيم من جيوبهم الخاصة مثلا؟ أم عليهم البحث عن العصا أو البلورة السحريتين لتبحثا لهم عن مخرج؟ أم الطريقة التي اخترعها أحد المسؤولين هي الأنسب ‘’اخلطوا الماء مع الصابون!’’ هل نحن في دولة فقيرة أو نائية لنلجأ أخيرا لمثل هذه الطرق البدائية؟ ‘’ترى مو حالة يا السلمانية’’ ففي كل يوم تخرجين لنا بقصة ومشكلة بل وكارثة جديدة، فتوفير مثل هذه المواد وبشكل مستمر أمر لا نقاش فيه، فحياة الناس ليست برخيصة أبدا، وخلو مجمع السلمانية من مواد التنظيفات يعني فرصة أكبر لانتشار الجراثيم والميكروبات بل وسيكون مرتعا لها ووجبة دسمة مع وجود أجساد أنهكها المرض والتعب ولم تعد تملك أي مناعة، فالتعقيم أمر لابد منه مرات ومرات في اليوم في ظل وجود مرضى يعانون من أمراض مختلفة وزوار من مختلف البيئات، كما أنها عملية ضرورية حال إخلاء أي سرير أو غرفة تمهيدا لإشغالها بمريض آخر جاء لتوه قليل المناعة متعب وجسمه مستعد لاستقبال أي جرثومة جديدة، والويل لمن يقرر أن يزور مرضاه فهو وبلاشك قد جازف بحياته وضحى بها بمجرد أن تخطو قدماه إلى المستشفى، المضحك المبكي بأن الكثيرين لم يعودوا يدهشون مما يسمعون أليست هي السلمانية؟ إذ لا تستغربوا فكل شيء فيها جائز وممكن الحدوث.
إحداهن والتي يمكث والدها في المجمع منذ أكثر من ثلاثة أشهر في قسم الأورام تكلمت وتكاد تلمس الألم والخوف على حياة والدها من كلماتها، فوالدها المريض بالسرطان والقليل المناعة طبعا لم يعد قادرا على السيطرة على نفسه، وقبل أن يصل أعزكم الله إلى دورة المياه ، تقول أنها عندما طلبت من أحد المنظفين، تعقيم و تنظيف الغرفة، وقف مكتوف الأيدي وقال ما بيدي حيلة لا منظفات ولا مواد للتعقيم ولا حتى فوط للتنظيف! هل تشتكي عليه أم على إدارة المستشفى المتهاونة في القضية، ليست للمنظفين حيلة وهم من طالب المسؤولين مرة تلو الأخرى توفير مواد وتجهيزات التنظيف ليقوموا بواجباتهم فلا نلومهم أبدا، بل نلوم إدارة المستشفى التي لا تضع الخطط المناسبة لتلافي هذا القصورـ هل تنتظر نفاد المخزون لطلب كمية أخرى ؟
سؤال … هل يذهب المرضى إلى السلمانية ليتشافوا من أمراضهم أم ليزدادوا مرضا ويضعوا حدا لحياتهم؟ مجرد سؤال تشبث بي قبل أن أنهي المقال!

العدد 1181 السبت 21 جمادة الأولى 1430 هـ – 16 مايو 2009

ياسمينيات ترى مو حالة ياسمين خلف   من المؤلم حقا أن يعاني المستشفى الحكومي الوحيد في المملكة من نقص في مواد التنظيف والت...

إقرأ المزيد »

تسريح البحرينيين

ياسمينيات
تسريح البحرينيين
ياسمين خلف

ياسمين خلف

ما يقال شيء والواقع شيء آخر!. قال وزير العمل بأن لا تسريحات بين البحرينيين، وأن الأزمة المالية العالمية لن تضرب بأنيابها مصدر أرزاقهم وبأنهم خط أحمر لن تقترب إليهم مصالح الشركات رغم الأزمة العاصفة التي يعانون منها بل ويشهدها العالم بأكمله، إلا أن التسريحات والتفنيشات التي يتجرع بعض الموظفين البحرينيين مرارتها شاهد على ضرب تلك التصريحات العالية المستوى عرض الحائط متحدية حتى التوجيهات الملكية بمحاولة إيجاد مخرج من دون الاضطرار إلى تسريح الموظفين البحرينيين.
لا نقول إن 5 موظفين من شركة الفوزان لمواد البناء يشكون اليوم من وجع البطالة بعد أن هدأت أنفسهم وحصلوا على مورد لرزقهم، بل نقول بأن أسرا اليوم تعاني الأمرين جراء ذلك، فكل موظف مسؤول عن أسرة لا مسؤول فقط عن نفسه إلا فيما نذر، والبيوت حكايات ولنبدأها بالموظفة – عفواً – العاطلة اليوم – الأخت (ل. ب) والتي التحقت بالشركة فقط قبل 8 أشهر بعدما استقالت من عملها السابق، لتفاجأ بتسريحها لتغوص بعدها في بحر من الهموم، كيف لا وهي المسؤولة عن أسرتها، بل والطامة الكبرى أنها ترسل شهرياً جزءاً كبيراً من راتبها لأختها التي تدرس الطب بإحدى الجامعات الأوروبية. ماذا عسى تلك الطالبة اليوم أن تفعل في غربتها يا ترى؟
”ب.ع” حكايته تقول إنه يعمل في الشركة قرابة ثلاثة أعوام وكان يشق طريقة بالعمل وإكمال دراسته الأكاديمية عن طريق الاستفادة من موازنة الشركة لدى وزارة العمل المخصصة لتدريس وتدريب البحريني، والآن توقف عن الدراسة طبعاً.
واسمعوا حكاية (خ. م) والذي يعمل في الشركة منذ أربعة أعوام، إذ وقبل الاستغناء عنه بأشهر أخذ قرضا بـ 17 ألف دينار اشترى بجزء منه سيارة حديثة، وكان عازماً على الزواج لولا المصيبة التي حلت عليه فجأة فألغت كل مخططاته، بل قضت على حلمه بالزواج. فكيف سيستطيع تسديد هذه القرض الكبير؟
وبالمثل عمل (خ. خ) في الشركة قرابة أربعة أعوام. متزوج ولديه مولود وملتزم بقرض حديث لبناء مسكن لعائلته. كيف سيستطيع هو الآخر تسديد هذه القرض؟
وآخر وجد نفسه الأكثر حظاً حيث لا زوجة ولا أولاد ولا التزامات إلا أنه رمي هكذا وفجأة في فم البطالة الموحش، واكتفى بالدعاء لزملائه بالفرج! وللحق فإن من بين المسرحين موظفا مصريا عمل في الشركة قرابة أربعة أعوام – وحالته تدمي القلب حقيقة – لديه طفل حديث الولادة، هو في مصر وزوجته ومولودهما في البحرين لظروف عملها وحفاظاً على لقمة العيش المتبقية لهما.
ما نأمله حقا هو أن تجد كلماتنا هذه صدى في قلب قبل إذن العضو المنتدب عبدالله الفوزان، واتخاذه قراراً شجاعاً وحكيماً لإصلاح الوضع الذي أفسده الموظف المسؤول عن الاستغناءات بإرجاع الموظفين البحرينيين حفاظاً على اللحمة الخليجية ومشاعر الأخوة بين البحرينيين والسعوديين الذي لا يجب أن يفسدها قرار طائش من مسؤول أجنبي لا يعرف حقيقة الترابط الأخوي بين دول الخليج، خصوصاً وكما علمنا بأن هذا المسؤول لم يستغن عن الموظفين الذين يحملون ذات جنسيته! مع تمنياتنا لمجموعة الفوزان كل الموفقية.

العدد 1180 الجمعة 20 جمادة الأولى 1430 هـ – 15 مايو 2009

ياسمينيات تسريح البحرينيين ياسمين خلف ما يقال شيء والواقع شيء آخر!. قال وزير العمل بأن لا تسريحات بين البحرينيين، وأن ال...

إقرأ المزيد »

عقدة الأجنبي

ياسمينيات
عقدة الأجنبي
ياسمين خلف

ياسمين خلف

أكثر ما يثير حنقي حقا الاستهزاء بقدرات الموظف البحريني وتبجيل زميله الأجنبي، ولنقل تقدير الأجنبي وتفضيله على البحريني، وهي حقيقة مهما حاول البعض التشكيك فيها، الواقع العملي يثبتها، وكأننا كبحرينيين – وأعني هنا أصحاب الأعمال – مصابون بعقدة أسمها ‘’أجنبي’’، فأن يكون كذلك، فهو يمتلك قدرات لا توجد عند بني جلدتنا، وأن لا يتكلم العربية، فهو يفهم في كل شيء، وفي أي شيء، ويمكن أن يقوم بأي شيء، وخصوصا إن كان ذو عينين خضراوين وبشرته وردية، وكأن كل أجنبي عبقري وكل بحريني خلاف ذلك! وأبواب الخير ستنفتح وعلى مصراعيها لو كانت فتاة، وطبعا لا تملك أي خطوط حمراء بشأن ما تلبس.
البحريني للأسف لا يُعطى فرصته ليثبت قدراته، وإن اعترفوا بقدراته وإمكاناته أو حتى ذكائه الخارق، ووجدوا أن لا مناص من استبداله بآخر أجنبي سيكون تقديره ماديا أقل بكثير مما لو كان من يحل محله أجنبي، ومن دون امتيازات كتلك التي يحصل عليها الأجنبي، والتي منها بدل إيجار الشقة، وتدريس أبنائه في مدارس خاصة، وتأمين صحي، وتذاكر سفر .. وأشياء أخرى ربما.
هل لا كرامة لنبي في وطنه حقا، أم أن البحريني لا يصلح لأن يدير ويخطط ويكون مستشارا، ولا يستحق أن يعيش في بحبوحة، وعليه أن يرضى أن يعيش حتى آخر عمره مكافحا ويكتفي بما يسد رمقه ورمق عياله! البحريني يعطي أكثر مما يأخذ من عمله – وذلك ليس بتعميم بقدر ما هو لحالات كثيرة لا يمكن التغاضي عنها – ولا يخطئ المثل المصري فيهم، إذ يقول ‘’يأخذوا لحم ويرموه عظم’’، فعدد لا يستهان به من الموظفين يُخلصون لأعمالهم لدرجة إفناء أعمارهم في العمل ودون مقابل عند الكثيرين منهم؛ حبا في العمل وحفظا للعشرة، إلا أنهم للأسف لا يجدون من يقف معهم لو أصيبوا فجأة بمرض يمنعهم من مواصلة العمل أو وقعوا في مشكلة يحتاجون إلى من ينتشلهم منها.
الكثير من البحرينيين يحملون أعلى الشهادات وأرفعها وأثبتوا أنهم متفوقون حتى على زملائهم في الخارج ‘’الأجانب طبعا’’، لدرجة أن بعض الدول الكبرى تحاول إقناعهم بالبقاء في رحابها معززين مكرمين برواتب أربعة أضعاف رواتبهم في البحرين، إلا أنهم يؤثرون تربة بلادهم على تلك الامتيازات التي تصبح أقرب إلى الأحلام منهم من الحقيقة، ورغم ذلك يرجعون، ولكن لا يقدَّرون فـ’’مطربة الحي لا تطرب’’، ويمكن أن يقدر زميل له أقل خبرة وإمكانات منه؛ فقط لأنه ‘’أجنبي’’.

العدد 1174 السبت 14 جمادة الأولى 1430 هـ – 9 مايو 2009

ياسمينيات عقدة الأجنبي ياسمين خلف أكثر ما يثير حنقي حقا الاستهزاء بقدرات الموظف البحريني وتبجيل زميله الأجنبي، ولنقل تقد...

إقرأ المزيد »

الخاسر الأكبر

ياسمينيات
الخاسر الأكبر
ياسمين خلف

ياسمين خلف

في لحظات، قد يتبدل سكون المدارس إلى حالة من الشغب وعدم القدرة على السيطرة على الغضب العارم في النفوس، كراسي وطاولات لا تجد غير التكسير والبعثرة هنا وهناك، وربما الحرق في حالات منها! بعضهم لا أقول جميعهم يكون موقفه «حشْر مع الناس عيد» لا يعرف ما الحكاية، ولكنه يعرف كيف يساند أصدقاءه فيما عزموا عليه، وبعض آخر قد يجدها وسيلة لإيقاف يوم دراسي أو بضع يوم، وكسر الروتين وسيناريو حضور مسؤولين من الوزارة في المدرسة وانتشار خبر الحادثة في الصحف قد تروق لبعضهم وتستهويهم، وأن كان بعضٌ منهم (ونعترف) قد تفتق وعيهم السياسي مبكراً، إلا أنه وفي جميع الأحوال الطالب هو الخاسر الأكبر.
حوادث التسعينات أصبحت تاريخاً، علينا جميعنا أن نأخذ منها العبر، وأوجه كلامي بالتحديد للطلبة، فمن اعتقل أو عذّب أو فُصل عن دراسته النظامية منها أو الجامعية خسر مستقبله، وإن لم يخسره تعطل وتأخر عن ركب أقرانه، ولم يفده اليوم من موقفه الثائر أحد، أقدر للكثيرين تعاطفهم وتفاعلهم السياسي الغض، ولكن لتعلموا أنكم بهذه الطريقة تتحولون من أصحاب قضية إلى قضية تحتاج إلى معالجة، ركزوا على دراستكم فهي السلاح الذي تستطيعون من خلاله الوقوف في وجه من تظنونه أنه خصمكم، لا تتركوا الفرصة لأحد أن يجد فرصة أو حتى ثغرة مجرد ثغرة ليدخل منها ويقول عنكم إنكم فاشلون إرهابيون أو قتلة، لا، أنتم لستم كذلك، لستم أنتم ولا أهاليكم من تربى على مثل هذه الخصال، فأنتم مكرمون عن تلك الأوصاف، ولكنكم للأسف تسمحون لهؤلاء وغيرهم أن يتقوّلوا عليكم بهذه النعوت، وما تقومون به سيجعلكم على باطل. نعم، هناك مطالب وهناك حقوق إن لم تأخذ تنتزع، ولكن لستم أنتم من سينتزعها (اليوم على الأقل)، بل اتركوا العقول الحكيمة تتصرف، وسيأتي يومكم الذي يمكنكم فيه أن تتصرفوا وتتحركوا، ولكن بتعقل وحكمة، بعيداً عن العنف الذي هو غريب عنا نحن أهل البحرين، وحينها تكونون قد وصلتم إلى أعلى المراتب من الثقافة السياسية والمكانة الاجتماعية التي ستنالونها باستحقاق لا بواسطة أو بمحسوبية، وأنتم أهلٌ لذلك، فقط إن أنتم لعبتم اللعبة بالطريقة الصحيحة وركزتم على دراستكم ولم تشتتوا أذهانكم في قضايا مازلتم صغاراً عليها، أو بالأحرى يجب أن تكونوا بعيدين عنها أو على أقل تقدير ألا تعبروا عنها بطريقة لا يقبلها حتى حكماء السياسة الذين تفخرون أنتم بهم.
لا نريد أن نسمع بأن المدارس بدأت تنتهك حرمتها بدخول قوات مكافحة الشغب فيها، وقد حدث للأسف! وأن طلابها قد اختنقوا بمسيلات الدموع، أو أصيب نفرٌ منكم بطلقات من الرصاص المطاطي أو «الشوزن»، أو أن بعضكم اعتقل وضرب ولا يعرف أهله في أي مركز توقيف هو. وكل ذلك بأيديكم، أينكر أحدكم أن ذلك ممكن الحدوث؟ إنْ رجعت الحقبة التسعينية – وكأني أراها قد لوّحت بيديها البشعتين تنذر بحوادث ربما تكون أكثر ضراوة وبشاعة – فإنكم ستندمون؛ لأنكم ابتعدتم عن الحكمة وجازفتم بأغلى ما عندكم؛ حياتكم أولاً ومستقبلكم الدراسي ثانياً وليس آخرها طبعاً مستقبلكم المهني. فأرجوكم، ارحموا أنفسكم منها وارحموا أهاليكم على الأقل منها، فأنتم أعلم بمدى تضحياتهم لكم ليفخروا بكم لا أن يبكوا على حالكم في السجون.

العدد 1146 السبت 15 ربيع الثاني 1430 هـ – 11 أبريل 2009

ياسمينيات الخاسر الأكبر ياسمين خلف في لحظات، قد يتبدل سكون المدارس إلى حالة من الشغب وعدم القدرة على السيطرة على الغضب ا...

إقرأ المزيد »

مدرسة أم “غابة”؟

ياسمينيات
مدرسة أم «غابة»؟
ياسمين خلف

ياسمين خلف

الوضع أسوء مما قد يتخيله البعض، مدرسون أشبه ما يكونون بالوحوش في الغابة من أن يكونوا تربويين في مدرسة، فما يحدث في إحدى المدارس الابتدائية من ضرب مبرح، لا يمكن السكوت عنه إطلاقاً، رغم سكوت مدير المدرسة الذي هو على علم تام بما يجري للطلبة الأطفال المؤتمن هو عليهم قبل غيره على أيدي المدرسين بمدرسته، كما هو بالضبط على علم تام بقوانين وزارة التربية والتعليم التي تمنع ضرب الطلبة مهما كانت الأسباب.
قبل أيام فقط تجمهر الأهالي بعد انتهاء الدوام المدرسي على إثر «انقضاض» مدرس على طالب في الحافلة وضربه ضرباً مبرحاً، ليجره كما الشاة من الحافلة جراً، حتى كاد أولياء الأمور أن ينقضوا عليه ليلقنوه درساً لو ذاق طعمه لما نسيه طوال حياته على إثر الحنق الذي ثار في صدور الأهالي الذين شهدوا الحادثة.
الغريب أن الواقعة حدثت في الثانية عشرة والنصف ظهراً وقبلها بنحو ساعة أو أكثر بقليل هاتفني ولي أمر طالب من المدرسة ذاتها يشكو أحد المدرسين فيها لتعديه بالضرب على ابنه وتسببه برضوض في أصابعه بعد أن حاول الطالب/ الطفل منع ركلات و«رفسات» المدرس على ظهره بوضع يديه الصغيرتين وراء ظهره، مستذكراً حادثة أخرى تعرض إليها ابنه في المدرسة ذاتها ومن مدرس آخر العام الماضي، حيث أصيب بجرح غائر في خاصرته على إثر ضرب المدرس إياه ودفعه على الحاجز الحديد للسبورة، والجرح لايزال شاهداً على الحادثة وباقياً كندبة ستلازم ابنه طوال حياته لتذكره كل يوم بجريمة مدرس قيل عنه يوماً من الأيام «كاد أن يكون رسولاً»، وبالمناسبة هو المدرس ذاته الذي انقض على الطالب في الحافلة بعد أن لحقه كالطفل المتورط في شجار مع طفل آخر. الطلبة وخصوصاً ممن هم في المرحلة الابتدائية، وبالذات الأولاد منهم، يمتازون بكثرة الحركة والنشاط وربما الشقاوة الزائدة، وهو أمر لابد أن يكون المدرسون على علم به أكثر من غيرهم لملازمتهم للطلبة في هذا العمر وخبرتهم التربوية ومرور حالات متعددة عليهم طوال سنوات الخدمة.
وجود حالات متطرفة لا يعطي العذر أبداً لأي مدرس أن ينهال بالضرب المبرح على «أولاد الناس»، بل عليه التعامل معها بروح المدرس الأب، وإن عجز عليه تحويلها إلى الاختصاصي الاجتماعي، وإن استدعى الأمر تحولت إلى الطب النفسي لعلاجها لا أن يزيد الطين بلّه ويقابل العنف بعنف، فلكل فعل رد فعل، والطفل لن يعي بأنه «ضرب تأديبي» كما يحلو للبعض تسميته، وإنما سيجده ضرباً أريد منه الإهانة فيحاول الثأر والانتقام أو حتى إثبات الذات وكلٌ له أسلوبه.
خلْق الله عندما يأخذون أبناءهم للمدارس يعتقدون بأنهم في أيدي تربويين لا بأيدي وحوش، أرسلوهم ليتعلموا لا أن يصابوا بعاهات وندب وإصابات، بل بأمراض نفسية إذا ما هم تعقدوا من المدرسين والمدرسة ليكرهوا العلم والدراسة مستقبلاً.
ما بلغني أن الطالب «المضروب كالشاة في الحافلة» من أسرة فقيرة وأب لا حول له ولا قوة، وهو أمر متوقع، فلو كان الطفل ابن فلان الفلاني لما تجرأ هذا المدرس أو غيره على رفع يده وضربه بهذه القسوة المتجردة من أي رحمة. ويكذب من سيقول إن المدارس تطبق قانون منع الضرب، والحوادث تشهد على ذلك.
ما بقي أن نقوله هو هل ستلتفت وزارة التربية لهذه الشكوى وتعاقب المدرس، أم ستبحث له عن مبررات ليتحول من وحش إلى حمل وديع كاد الطالب أن ينحره فدافع عن نفسه؟

العدد 1136 الأربعاء 5 ربيع الثاني 1430 هـ – 1 أبريل 2009

ياسمينيات مدرسة أم «غابة»؟ ياسمين خلف الوضع أسوء مما قد يتخيله البعض، مدرسون أشبه ما يكونون بالوحوش في الغابة من أن يكون...

إقرأ المزيد »

ست الحبايب

ياسمينيات
ست الحبايب
ياسمين خلف

ياسمين خلف

حتى ثلاثة أعوام مضت، كنت أضحك من بكاء أمي رحمها الله، على والدتها التي توفيت منذ سنوات، كنت أعاتبها وأشكك في مصداقية تلك الدموع، ”أفبعد كل تلك السنوات تبكينها؟ شبعت جدتي موتاً يا أمي، كفاك دموعا”، كنت أستغرب من دموعها التي تنزف من مقلتيها وهي تشاهد وتسمع أغنية ”ست الحبايب يا حبيبة” للفنانة فايزة أحمد، حتى أيقنت اليوم وأنا مكان أمي، وأمي مكان جدتي حرارة تلك الدموع، بعد أن تجرعت من كأس الفراق والحنين ذاته، وعرفت بعد جهلي أن فقد الأم والأب لا يمكن أن ينسى، ولا يمكن أن تخفف عنه الأيام مهما طالت ومهما حملت من الأفراح، فما ذهب لن يعود ولا يعوض ولا يقارن بأي مصيبة أخرى، ألم تقرأ يوما الحكمة التي تقول ”يبقى الرجل طفلا طوال عمره، فإن ماتت أمه شاخ فجأة!”.
لا أريد أن أقلب أحزاني ولا أوجاعي وأوجاع من هم في الهم مثلي، فهو حزن يأبى أن يفارق الفؤاد، بعد أن قرر أن يجثم على صدورنا منذ اللحظة التي يفارق الوالدان الحياة، ولكني أردت أن أوصل رسالة إلى كل من لا يقدر الجوهرتين اللتين في بيته، ولا يعرف قدرهما ولا يعطيهما حقهما، هي نعمة كبيرة يحباها الله لمن يطول عمر والديه حتى أن المرء لا يشعر بقيمة وقدر هذه النعمة، بل ”يرفسها” برجليه كما يحدث للعاقين منهم، كانت أمي تقول ”لن يعرف المرء قدر والديه إلا بعد أن ينجب ويكون له أولاد” هي محقه، وأضيف عليها اليوم أنا مقولتي ”بأن المرء لا يعرف قدر والديه إلا بعد أن يغمضا عينيهما”.
في عيد الأسرة الذي مضى قبل يومين يخطئ من يعتقد أنه إن أهدى والديه هدية قلد الغرب واتبع ضلاله، باعتبار أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، فإن كان ذاك التبرير بأنه عادات للغرب، فإني وبكل جرأة أعلنها بأنها عادة تجاوزت أخلاقيا الكثير من عادات العرب والمسلمين، ألسنا أصحاب الدين الذي يحض على بر الوالدين وطاعتهما والاعتراف بفضليهما؟ فما ضير إدخال الفرحة في قلبيهما ولو بهدية وكلمة كل سنة وأنتما طيبين يا أمي ويا أبي يا جنتي وناري، قائلا سوف ينبري ليقول ولما هذا اليوم بالذات، فهي حجة كل من يستثيره الفرح والأعياد! وأنا أقول لما حتى اليوم لم نر العرب والمسلمين يتفقون على يوم آخر لعيد الأسرة إن كان هذا التاريخ يستفزهم؟
أتدرون ما يحز في نفسي حقيقة ؟ أن أفكر في الأطفال اليتامى ممن فقدوا أحد والديهما أوكلاهما، وكيف لهم أن يجاروا الأطفال الآخرين في فرحتهم واحتفالاتهم في المدارس بعيد الأسرة؟ لابد أن تكون هناك فكرة لإبعاد هؤلاء الأطفال عن المشاعر السلبية والحزينة التي ستحيط بهم في هذا اليوم وهم فاقدون لهذه النعمة، لا أعرف كيف حقيقة؟ خصوصا إن الاستعداد لهذا اليوم يبدأ قبل شهر تقريبا، وليس فقط في المدارس بل على مستوى المملكة ككل، ولكن الذي أعرفه بأنه يوم استثنائي قد يقدم فيه البعض الورود لوالديه وقد ينثرها على قبريهما، كما أفعل أنا فلكما الرحمة والمغفرة يا والدي في عيدكم هذا الذي خلا من وجودكما.

العدد 1128 الثلثاء 27 ربيع الأول 1430 هـ – 24 مارس 2009

ياسمينيات ست الحبايب ياسمين خلف حتى ثلاثة أعوام مضت، كنت أضحك من بكاء أمي رحمها الله، على والدتها التي توفيت منذ سنوات،...

إقرأ المزيد »

أنهم يقولون …. دعهم يقولون

ياسمينيات
أنهم يقولون …. دعهم يقولون !
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لا يجد الضعفاء غير الوشاية للنيل ممن حسسهم – دون قصد – بنواقصهم، وبعيوبهم ربما، فهم مرتاحو البال دون وجود ذاك المميز بينهم، فأقصر الطرق إلى إزاحته – في نظرهم طبعا- هو ”البسبسة والعقرة ” وتأليب الآخرين عليه، لإثباط همته وتأخير خطواته وإشغاله في أمور هي أتفه من التفاهة نفسها، هو أسلوب أرخص وأقصر عمرا من عمر الفراشة، فالقيل والقال فاكهة كل مجلس وما ألذها من فاكهة إن كانت سيرة الناس وبخاصة ما يمس شرفهم وسمعتهم هو ما يتناوبون على نهشه، وألذ الألذ إن كانت الوشاية تمس فتاة، وكأني بهم ليس لهم أهل ولا أخوات أو زوجات أو حتى بنات يخافون على سمعتهن من قبيل” كما تدين تدان”، فهي شرارة ما أن تنطلق حتى تحرق الأخضر واليابس، فتحول ما كان جنة في لحظات إلى جحيم.
يقول مثل غربي ”إنهم يقولون… ماذا يقولون ؟ دعهم يقولون!” ، وهذا ما يجب أن يكون، فليس كل ما يقال يحتاج إلى ردود أو تبرير، ”لا تبوق لا تخاف” هكذا قال القدماء من أهلنا، فالوقت الذي يهدر في متابعة تلك الأقاويل، يمكن استثماره في نجاحات أخرى تزيد من هم ”الواشي” وتثير حنقه وغضبه، فذوو النفوس الدنيئة يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء العظماء، ومن منا لا يغلط ؟ و لو كان بسيطا لا يذكر إلا أن ”غلطة الشاطر بعشرة” كما نقول، فكلنا دون استثناء كالقمر لنا جانب مظلم، إلا أنه- الواشي- ومع الأيام سيجد نفسه قزما ويحس بتفاهته خصوصا إن كان من ”أكل لحمه ودعا غيره إلى المشاركة في ذاك النهش” عامله بالحسنى وقابل إساءته بطيبة وغفران، ألم تسمع من قال ”عندما تحب عدوك يحس بتفاهته؟”.
الغيوم مهما تلبدت سرعان ما تنقشع لتظهر شمس الحقيقة، فالذي أعرفه بأن الإنسان كلما ارتفع كلما تكاثفت حوله الغيوم والمحن، وكلما كان شجرة مثمرة زاد من يجاهد في إلقاء الحصى عليها ليسقط ذاك الثمر، ولا يدري إن سقوط ثمرة يقابلها إيناع ثمرات وثمرات، فالضرب الذي لا يميت يقوي كما يقال.
لا أعرف إن كان لكلماتي هذه معنى، فلكل كلمة ”أذن” ولعل كلماتي هذه ليست لآذان البعض، ولكنها حتما ستكون ثقيلة على آذان آخرين، فلا تتهموني بالغموض، وإن كنت موقنة حقا إن من يطع الواشي يضيع ويخرج من تلك اللعبة بعويل ونحيب، ولمنع هذه النهاية ”دعهم يقولون ويقولون و يقولون” وأمشٍ للأمام لأنك ما ضربت من الخلف إلا لأنك في المقدمة فواصل نجاحاتك يا أخي ليموت غيظا كل واشى عدو نجاحك وتميزك.

العدد 1120 الأثنين 19 ربيع الأول 1430 هـ – 16 مارس 2009

ياسمينيات أنهم يقولون .... دعهم يقولون ! ياسمين خلف لا يجد الضعفاء غير الوشاية للنيل ممن حسسهم - دون قصد - بنواقصهم، وبع...

إقرأ المزيد »

إعدام الطلبة

ياسمينيات
إعدام الطلبة
ياسمين خلف

ياسمين خلف

من وجهة نظري الإعدام ربما أرحم بكثير، على الأقل إن كان سيحرم المذنب من نعمة الحياة إلا أنه سيلاقي وجه ربه الذي هو أرحم الراحمين، إلا أن ما يمارس بحق بعض الطلبة من فصل نهائي من الدراسة عقاب أقسى وأمر من الإعدام نفسه، حيث سيترك ليواجه حياة أقل ما يمكن أن نقول عنها في ظل حياتنا المعاصرة بالحياة الفظيعة التي لا رحمة فيها أبدا.
لا ننكر هناك بعض الطلبة ممن رسبوا مرات ومرات، ومنهم من ارتكب مخالفات ”شنيعة” ربما، إلا أن عقابهم بالفصل النهائي من الدراسة عقاب قد لا ينظر إلى أنهم أولا وقبل كل شيء لايزالون في أعمار صغيرة – حتما لم يتعدوا 20 عاما في أسوأ الحالات – أي أنهم قد يعانون من درجات متطرفة من المراهقة التي لا تزن الأمور بميزان العقل!، والتهور وتمثيل البطولة أو الرجولة أدوار يتفاخرون بالتطرف فيها، ثانيا قد يكونون بحاجة إلى اهتمام وإرشاد أكثر أو حتى العلاج في حالات معينة، فكثير منهم يعاني من صراع داخلي أو مشكلات قد لا يفصحون عنها ولا يعرفها حتى أهاليهم، أوليست هي وزارة للتربية أولا ثم التعليم؟
اليوم الجامعيون تتلاطمهم الحياة وتلفظهم الوظائف ويتكبدون مصاعب شاقة لبناء حياتهم، فما بال أولئك الذين فصلوا وهم في الابتدائية والإعدادية؟ أوننتظر أن تحدث لهم معجزة ويكونون أطباء ومهندسين؟ إن كانت وزارة التربية والتعليم تحارب الجهل والأمية فإنها بهذه الطريقة تكون أداة لنشر الجهل بل معولاً لمستقبل أسر سنجدها لا محالة تقف أمام الجمعيات والصناديق الخيرية تستجدي مساعدة ببضعة دنانير، أي ستكون اللبنة الأولى لأسر فقيرة حظها من التعليم قليل، إن لم يكن ليس لها فيه أي حظ.
إن أذنب هؤلاء الطلبة في حق أنفسهم وهم ”أطفال أو مراهقون” فالوزارة وبقوانينها وقراراتها تلك أذنبت في حق أبنائها الطلبة بل ارتكبت فيهم جريمة عقوبتها سيعاني منها – الطلبة – طوال حياتهم، وكان حري بها أن تعالج المشكلة التي يعاني منها أولئك النزر القليل من الطلبة واعتبارها حالات تتحدى فيها غول الجهل والفقر الذي يتربصهم لا محالة، فالاستثمار في الطاقات البشرية أهم بكثير من الاستثمار في الأموال، فالبشر هم من يخلق المال وليس العكس.

 العدد 1114 الثلثاء 13 ربيع الأول 1430 هـ – 10 مارس 2009

ياسمينيات إعدام الطلبة ياسمين خلف من وجهة نظري الإعدام ربما أرحم بكثير، على الأقل إن كان سيحرم المذنب من نعمة الحياة إلا...

إقرأ المزيد »

لما نحن بالذات ؟

ياسمينيات
لما نحن بالذات؟
ياسمين خلف

ياسمين خلف

قضية قد لا تعني شريحة كبيرة من الناس، وإن كانت في مضمونها رسالة قد تمس شرائح كثيرة تعاني هي الأخرى من التصرف ذاته، وإن اختلفت الظروف وجهات العمل، وحتى لا أدخلكم في متاهات التفكير ووضع الاحتمالات، فإن ما أذهب إليه في مسألة ”قضية” تعرض 6 أخصائيات تربية خاصة في وزارة التربية والتعليم إلى النقل للمدارس، بعد أن كن في إدارة الوزارة بدون سابق إنذار أو توضيح للأسباب، ومما زاد من حنق هؤلاء الأخصائيات هو معرفتهن بالقرار من خلال السكرتيرة وليس من قبل مديرة الإدارة، مما حسسهن بالإهانة خصوصا أنهن ذوات خبرات طويلة- بعضهن ناهزت خبرتهن 20 عاما – ناهيك عن مؤهلاتهن الأكاديمية، حيث جميعهن يحملن الماجستير بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وعندما قابلهن مسؤول كبير في الوزارة لم يصلن إلى السؤال الجوهري الذي قض مضاجعهن ”لما نحن بالذات دون غيرنا؟ ونحن من أخلص للعمل وأهدر سنوات طويلة من عمره في الخدمة؟، ولم نطالب بحقوق نراها مشروعة حبا في العمل رغم أن من لم يطلهن القرار أقل خبرة ومؤهل أكاديمي”.
المشكلة أن لا أهداف مقنعة من عملية النقل، فالعمل ذاته يمارسنه سواء في الوزارة أو في المدارس بحسب الأخصائيات، والمشكلة الأكبر أن هؤلاء نقلن قسرا وبشكل مفاجئ، مما يعني أنهن سيعملن بنفسيات محطمة مما سينعكس بالتالي على الطلبة، وأي طلبة؟ طلبة احتياجات خاصة جلهم يرتبطون نفسيا بمن يتعاملون معه بشكل مباشر ومتواصل، خصوصا أنهن يرافقن الطلبة في سفرهم لدولة الكويت، حيث يتلقون هناك تعليمهم في المراكز المتخصصة، ويعرف المسؤولون ذلك تماما، وهذا يعني أن القرار لا يتوقف عند الأخصائيات وإنما يجرف معه كلا من الطلبة وأولياء أمورهم الذين ابدوا كذلك امتعاضا من عملية النقل التي زادت من همهم هما خوفا على أطفالهم، الذين هم بحاجة على عكس أقرانهم إلى درجة إضافية من الرعاية والصبر ”فهل كل أخصائية ستتحمل أطفال متأخرين في الذكاء؟”.
عمليات النقل غير المبررة وضبابية الأهداف تخلق نوعا من العدائية النفسية لدى الموظف، أيا كان موقعه بعيدا عن حديثنا عن تلك الأخصائيات، والذي – الموظف – وأن لم يبح بها علنا سيترجمها لا إراديا في عمله بشكل سلبي، خصوصا أنه من كان يهدر طاقته ووقته في سبيل تطوير عمله ولم يطالب بحقوقه حبا في عمله ورغبة في التميز دون انتظار المقابل المادي، وإن عدنا للقضية التي طرحتها سلفا سنجد ذلك جليا في أن هؤلاء الأخصائيات كن يتنقلن لعدد من المدارس، ويحصلن على ذات البدل الخاص بالمواصلات الذي يحصل عليه المدرسون في المدارس، والذين لا يتطلب عملهم التنقل ”20 ديناراً”، وأنهن يحصلن على إجازة 30 يوما في السنة رغم أن المدرسات يحصلن على 79 يوما في السنة كإجازتي الصيف والربيع، وقائلا سيقول لما إذا يعترضن على النقل والمميزات ستطالهن؟ وأجيب بصوتهن لأقول إن حب العمل اللصيق بذوي الاحتياجات الخاصة والشعور بعدم احترام رغبتهن في النقل من عدمه هو من أشعل نار السؤال ”لما نحن بالذات؟”.

العدد 1106 الاثنين 5 ربيع الأول 1430 هـ – 2 مارس 2009

ياسمينيات لما نحن بالذات؟ ياسمين خلف قضية قد لا تعني شريحة كبيرة من الناس، وإن كانت في مضمونها رسالة قد تمس شرائح كثيرة...

إقرأ المزيد »