ياسمينيات
مهند والجمال «اليوسفي»
ياسمين خلف
عندما اتصلت بي صديقتي وأنا في طريقي للمطار قبل شهرين من الآن تقريبا، لم أعط كلامها الجدية التي تستحقها حينذاك، ضحكتُ منها وعليها وعلى صديقاتها اللواتي يتابعن مسلسلا كما قالت لي لمجرد وسامة البطل وجماله، أخذت تصف لي لون بشرته وشعره و”شفتيه وخدوده”، ونصحتني بمتابعة المسلسل لرؤية الجمال اليوسفي الذي يتمتع به هذا الممثل التركي، سافرت ونسيت ما قالته لي تلك الصديقة، رجعت لأفاجأ أن صديقتي وصديقاتها لسن الوحيدات اللواتي تسمرن عند الشاشة، بل إن العالم العربي بأسره تسمر لرؤيته، البعض لا يجد حرجا من البوح بمتابعة المسلسل لمجرد الهيام في جمال ”مهند”، والبعض الآخر يستحي من ذلك ويبرر متابعته أن الحبكة الدرامية رومانسية لحد تعوض المشاهدين عن النقص الذي يعيشونه من هذا الجانب مع أزواجهم. لست من هواة متابعة المسلسلات المدبلجة، ولا أملك الوقت الكافي لأضيعه عليها، ولا يمكنني أن أفتي في مسلسل ”نور” هذا لهذه الأسباب، ولكن ما يثير قلقي واستغرابي أن الهوس الذي خلقه هذا المسلسل لم يقتصر على المراهقات تحديدا والمراهقين عموما، بل تعداه إلى الأطفال و”الشياب بعد”، فهل يصدق أحدكم أن طفلا في الرابعة من عمره يستلقي على الأرض لمتابعة المسلسل مع أهله وبهدوء تام، تاركا وراءه اللعب لمجرد أن مهند سيظهر في الشاشة ”طبعا هو لا يعرف ما القصة” لا يعرف لماذا نور تبكي أو لماذا مهند يضحك، ولا يعرف كيف أتوا الأطفال بالحرام! والقلق يزداد عندما أرى قريبة لي في الحادية عشرة من عمرها تتابع المسلسل لست مرات يوميا! نعم لست مرات ولا تأوي لفراشها إلا في الساعة العاشرة والنصف ”صباحا”، وتقول إنها لو تستطيع لتابعته لـ 24 ساعة ”إيش فايدة النوم يعني” هكذا بررت فعلتها لوالدتها عندما وبختها! وألهذه الدرجة الناس سذج لتجدهم يتهافتون على تركيا هذا الصيف حتى انتهت العملة من الأسواق؟!، لا أجد شخصيا مبررا لذلك، هل سيستقبلهم مهند في المطار أم سيستضيفهم في منزله مثلا؟ أم أن المسألة ”العوض ولا الحريمة” كما نقول بالعامية، فيمرون على الأطلال التي مر فيها الأبطال ليوهموا أنفسهم أنهم إما مهند وإما نور؟ شخصيا أرى أن حمى المشاهدة وصلت للناس بالعدوى، فأغلب من يتابعه لمجرد المتابعة ”وحشر مع الناس عيد” فليس من المعقول أن جميع من حولهم يتبادلون أطراف الحديث حول المسلسل وأحداثه وهم ”ضايعين في الطوشة”. المضحك في الأمر أن النساء أخيرا وجدن الشخص الذي من خلاله ينتقمن من أزواجهن به، فعدد ليس بقليل بررن الهيام العلني بمهند ليشعر الأزواج بمدى الجرح النفسي الذي يصبن به عندما يتغزلون بنانسي أو هيفا أو بأي من المغنيات على الشاشة دون أدنى احترام لهن أو الإحساس بشعورهن، وأنا أؤيدهن في ذلك، فلا يحس بالنار إلا من يكتوي بها، ربما هذه الميزة الوحيدة التي تركها هذا المسلسل! أقول ”ربما”.
العدد 885 الخميس 20 رجب 1429 هـ – 24 يوليو 2008
ياسمينيات
مهند والجمال «اليوسفي»
ياسمين خلف
عندما اتصلت بي صديقتي وأنا في طريقي للمطار قبل شهرين من الآن تقريبا، لم أعط كلامها الجدية التي تستحقها حينذاك، ضحكتُ منها وعليها وعلى صديقاتها اللواتي يتابعن مسلسلا كما قالت لي لمجرد وسامة البطل وجماله، أخذت تصف لي لون بشرته وشعره و”شفتيه وخدوده”، ونصحتني بمتابعة المسلسل لرؤية الجمال اليوسفي الذي يتمتع به هذا الممثل التركي، سافرت ونسيت ما قالته لي تلك الصديقة، رجعت لأفاجأ أن صديقتي وصديقاتها لسن الوحيدات اللواتي تسمرن عند الشاشة، بل إن العالم العربي بأسره تسمر لرؤيته، البعض لا يجد حرجا من البوح بمتابعة المسلسل لمجرد الهيام في جمال ”مهند”، والبعض الآخر يستحي من ذلك ويبرر متابعته أن الحبكة الدرامية رومانسية لحد تعوض المشاهدين عن النقص الذي يعيشونه من هذا الجانب مع أزواجهم. لست من هواة متابعة المسلسلات المدبلجة، ولا أملك الوقت الكافي لأضيعه عليها، ولا يمكنني أن أفتي في مسلسل ”نور” هذا لهذه الأسباب، ولكن ما يثير قلقي واستغرابي أن الهوس الذي خلقه هذا المسلسل لم يقتصر على المراهقات تحديدا والمراهقين عموما، بل تعداه إلى الأطفال و”الشياب بعد”، فهل يصدق أحدكم أن طفلا في الرابعة من عمره يستلقي على الأرض لمتابعة المسلسل مع أهله وبهدوء تام، تاركا وراءه اللعب لمجرد أن مهند سيظهر في الشاشة ”طبعا هو لا يعرف ما القصة” لا يعرف لماذا نور تبكي أو لماذا مهند يضحك، ولا يعرف كيف أتوا الأطفال بالحرام! والقلق يزداد عندما أرى قريبة لي في الحادية عشرة من عمرها تتابع المسلسل لست مرات يوميا! نعم لست مرات ولا تأوي لفراشها إلا في الساعة العاشرة والنصف ”صباحا”، وتقول إنها لو تستطيع لتابعته لـ 24 ساعة ”إيش فايدة النوم يعني” هكذا بررت فعلتها لوالدتها عندما وبختها! وألهذه الدرجة الناس سذج لتجدهم يتهافتون على تركيا هذا الصيف حتى انتهت العملة من الأسواق؟!، لا أجد شخصيا مبررا لذلك، هل سيستقبلهم مهند في المطار أم سيستضيفهم في منزله مثلا؟ أم أن المسألة ”العوض ولا الحريمة” كما نقول بالعامية، فيمرون على الأطلال التي مر فيها الأبطال ليوهموا أنفسهم أنهم إما مهند وإما نور؟ شخصيا أرى أن حمى المشاهدة وصلت للناس بالعدوى، فأغلب من يتابعه لمجرد المتابعة ”وحشر مع الناس عيد” فليس من المعقول أن جميع من حولهم يتبادلون أطراف الحديث حول المسلسل وأحداثه وهم ”ضايعين في الطوشة”. المضحك في الأمر أن النساء أخيرا وجدن الشخص الذي من خلاله ينتقمن من أزواجهن به، فعدد ليس بقليل بررن الهيام العلني بمهند ليشعر الأزواج بمدى الجرح النفسي الذي يصبن به عندما يتغزلون بنانسي أو هيفا أو بأي من المغنيات على الشاشة دون أدنى احترام لهن أو الإحساس بشعورهن، وأنا أؤيدهن في ذلك، فلا يحس بالنار إلا من يكتوي بها، ربما هذه الميزة الوحيدة التي تركها هذا المسلسل! أقول ”ربما”.
العدد 885 الخميس 20 رجب 1429 هـ – 24 يوليو 2008
One Comment on “مهند والجمال «اليوسفي»”
admin
تعليق #1
شكراً على مقالكِ اللافت…
في الحقيقة يثير استغرابي بعض الشباب والشابات الذين صار شغلهم الشاغل مسلسل نور وما يدور حوله من أحداث..
أرى أن المسلسل “بايخ” و “سخيف” للغاية ولا يحمل معنى، وقام شبابنا بمتابعته بشغف وكأن أحد ِ المعجزات الكونية قد حصلت في قناة mbc وهذا دليل على مدى وعي الشباب والشابات في مجتمعنا الشرقي العربي …
أتمنى أن يعو ما يفعلون ويدركوا ما يعملون وأن يعرفوا ما هُم قائمون به من تضييع للوقت والجهد والتفكير الذي من الأجدر أن يُصرَف في التفكير الإبداعي المدفون في صدورهم..
مع خالص تحياتي لكِ أيتها الكاتبة الطيبة
حسين
حسين جواد الخميس 24 يوليو 2008
تعليق #2
تسلم يدج اختي الغالية ويسلم تفكيرج عزيزتي فعلا اصبح المسلسل هوس لكل الناس والكل يتكلم على الرغم انه مسلسل بدون هدف ولامعنى هذا غزو فكري علشان يموتون عقول العرب والمسلمين ويشغلونهم عن دينهم وعبادتهم وامور اخرى
تقبلي مني اجمل تحية وفائق الاحترام عزيزتي ياسمين
صرخة ألم الخميس 24 يوليو 2008
تعليق #3
مشكوره اختي على هذا المقال، في الحقيقة انا من متابعين مسلسل نور وسنوات الضياع بعد لان المشاهد الخليجي يفتقر الى هذا النوع من الاعمال التلفزيونية الانتاج الخليجي متكرر في القصص والاحداث ونحن بحاجة الى شيء جديد اتمنى من المنتجين والكاتبين الخليجين التنوع في الانتاج وعدم حصره في نطاق معين هذا يلي نحن نشوفه مع خالص تحياتي لكم .
أم حسن الخميس 24 يوليو 2008
تعليق #4
الأخت ياسمين شكراً على المقال
بصراحة شكل مهند هذا يذكرني بأحد الأجانب.. يعمل في محل للمشويات والشوراما ولكن البنات ما تعطيه وجه بس لأنه فقير أو أن الحب أعمى.
عبدالله يوسف الخميس 24 يوليو 2008
تعليق #5
والله باطين جبدنا ويا هالمهند كانه الديرة مافيها رياييل مبروك عموما ياسمين صرتي زميلة لنا في الجامعة
حمد الخميس 24 يوليو 2008
تعليق #6
اسعد الله صباحكم بكل خـير
ولا يزال مسلسل الطلاقات مستمر مع وجود مهند ونور و يحيى ولميس ، ( فتاه بحرينيه تطلب من زوجها تغيير الشكل الى شكل مهند او يطلقها ) ( سعودي يطلق زوجته لوجود صور مهند ) ( سعوديه تطلب من زوجها ان يكون رومنسياً مثل مهند فيطلقها ) احداث كثيره بدلاً من ان تعالج الدراما التلفزيونه قضايا اجتماعيه اصبحت تدمر منازلاً كثيره ، ومن السبب ( مهند ونور ويحيى ولميس ) كشفت احصائيه بأن اكثر اسماء المواليد في المملكه هي (مهندي ونور ولميس ويحيى ) وايضاً شاب في العشرين من عمره اسمه حسين يقوم بتغيير اسمه الى مهند بالسعوديه ايضاً .
ســؤالي الى متى يبقى الاعلام الربحي يدمر منازلنا بمسلسلات مثل هذه المسلسلات المدمره لماذا لا نعالج القضيه ويضع حدود لا تتعداها القنوات اي وزراء الاعلام الخليجيين والعرب .
الكلام كثير حول موضوع مهند ونور ولميس ويحيى
والايدي تعبت من الكتابه
واخيراً اشكر كاتبة المقال الرائع واسمحي لي بأن احتفظ بنسخة منه في ملفي الخاص .
تحياتي القلبيه
ابراهيم الغامدي
اعلامي سعودي
باحث بالقضايا الاجتماعيه
ابراهيم الغامــدي الخميس 24 يوليو 2008
تعليق #7
مع الاسف الشديد هذا يدل على ما لدى فئة كبيرة من شبابنا من خواء فكري وثقافي وقد شاهدت فقرة من المسلسل فلم اجد مايدعو الى كل هذه الضجة ولم اجد مهند كما يصفونه بالجمال اليوسفي) الذي عبرتم عنه , ربما حديث الناس هنا وهناك خلق هذه الضجة وجعل من (اللاشيء ) شيء كبير لابد لشبابنا ان يهتم بأمور اكثر فائدة وجدوى وان كان لابد من متابعة فبشكل واعي وبرقابة وبدون تأثر كهذا الذي نراه لكن ماذا نقول اذا كان ارباب الاسر هم الذين يجلسون في مقدمة الشاشة فكيف نحاسب اطفال او مراهقين على ذلك ؟؟ العطلة الصيفية لدى البعض هي للنوم والاكل ومتابعة هذه المسلسلات والاستفادة صفر على الشمال
أحمــــــد الخميس 24 يوليو 2008
تعليق #8
في البداية أشكرك على مقالك الرائع..وكل ما ذكرتيه هو فعلا صحيح،وبصراحة أنا أيضا أنتقد هذا المسلسل لأنه شغل الناس عن كل شئ حتى عن عباداتهم ..
وشكرا جزيلا لك مرة أخرى …
أم كوثر
أم كوثر الخميس 24 يوليو 2008
تعليق #9
شكراً للكاتبة الكريمة الأخت ياسمين خلف على هذا المقال
اود أن أستعرض بشكل سريع وموجوز بعض الأخبار التي وردت في الصحف أو المواقع الإلكترونية لقنوات الأخبار بخصوص “مسلسل نور” فلنبدأ:
“مهند” أثار صراخ الفتيات وبكائهم:
التقى أبطال المسلسل التركي المدبلج “نور” مع جمهورهم في مبنى mbc بمدينة دبي للإعلام الأحد 18-5-2008.
واحتشد عشاق نجوم المسلسل من الجنسين أمام مبنى mbc للحصول على صور تذكارية خاصة بذيلها توقيع نجوم المسلسل، فيما سرت موجة من الصراخ والبكاء بين الفتيات لدى رؤيتهن بطل المسلسل الممثل كيفانتش تاتليتوغ “مهند” يترجل من سيارته أمام مبنى القناة.
اقبال كبير على فستان “لميس” وتنانير “دانة” بالسعودية
اقبال كبير من العراقيين على المطبوعات التي تنشر اخبار مسلسل “نور”
الدراما التركية تعيد الى السوريين زمن الهوس بـ “كاسندرا”
بحرينية تعطي زوجها مهلة اسبوع كي يصبح مثل “مهند” التركي
فتوى سورية بعدم جواز الصلاة بقمصان عليها صور “لميس ومهند”
مسلسل “نور” يبعث الحياة بقصر عبود افندي على مضيق البسفور
حيث تحول هذا القصر الى وجهة سياحية للعرب في اسطنبول
سعودي يطلق زوجته بعدما أبدت إعجابها ببطل مسلسل تركي
وفي تفاصيل الخبر: تسببت حالات الغيرة من أبطال المسلسلات التركية المدبلجة في وقوع بعض حوادث الطلاق في العالم العربي، بعد أن طلبت نساء عربيات من أزواجهن أن تتم معاملتهن برومانسية على غرار ما يفعل مهند مع زوجته في مسلسل “نور”، أو أن يبدوا عواطف جياشة كالتي يطلقها يحيى في مسلسل “سنوات الضياع”، وذلك وفقا لما ذكرت عدة تقارير إخبارية نشرتها وسائل إعلام مؤخرا.
وآخر تلك الحوادث ما نشرته صحيفة “اليوم” السعودية مؤخرا عن وقوع أزمة أسرية بسبب الدراما التركية أدت إلى طلاق سيدة سعودية من زوجها في الدمام؛ حيث ذكر ان أسرة «م» اعتادت الاجتماع وقت العصر لمتابعة المسلسل؛ حيث أبدت الزوجة استياءها من طريقة تعامل زوجها معها مقارنة بما تشاهد من رومانسية في التعامل من بطل المسلسل مما يجعل عينيها لا تفارق الشاشة ولو لثانية واحدة.
ووقالت الصحيفة إن تلك النقاشات أزعجت الزوج حتى وصلت المقارنة في أحد الأيام إلى أقصاها فعندها ثار الزوج ونطق بيمين الطلاق وطرد الزوجة إلى بيت أهلها كي “تتمتع بمتابعة المسلسل منفردة وتتابع إعجابها بالبطل”.
وفي الأردن، ذكرت صحف محلية أن زوجا “غيورا” أقدم على تطليق زوجته بعد أن أقدمت الأخيرة على وضع صورة “مهند” على هاتفها الجوال مما أثار غضبه واعتبر ذلك إهانة لمشاعره، فأقسم يمين الطلاق على الفور.
أما في سوريا، فذكر أحد المواقع الإلكترونية المحلية أن أربع حالات طلاق وقعت في مدينة حلب بسبب “مهند” بطل مسلسل نور في الآونة الأخيرة، وقال إن السيدة الأولى طلقها زوجها في الوقت الذي كان يعرض فيه المسلسل، وذلك بعد نقاش “حاد” دار بينهما.
وقالت إحدى جارات السيدة المطلقة لـ”عكس السير” كانت جارتي تشاهد المسلسل عندما مازحت زوجها وقالت له “بتمنى أنام ليلة وحدة مع مهند وبعدين أموت”، ولم تنه جارتي حديثها إلا وكان زوجها قد طلقها”.
وفي حالة أخرى، طُلقت امرأة من زوجها عندما فوجئ بصورة “مهند” تتصدر غرفة نومه بدلاً من صورته، كما كانت هناك حالتي طلاق بسبب نقاشات مطولة دارت بين الزوجين أثناء عرض المسلسل.
وفي تقرير للعربية نت:
يقول حسين, وهو احد بائعي الملصقات بجوار مبنى جامعة دمشق, إنه يبيع “اكثر من 500 صورة في اليوم لأبطال مسلسل نور”, ويضيف ضاحكا “كل الصبايا يشترين صور مهند ويشترطن أن يكون وحيدا في الصورة وليس بصحبة نور فهي ضرتهم”.
ويضيف الشاب كريم أن “نسبة كبيرة من النساء تشاهد مسلسل نور من أجل مهند”
ولا تخفي ايناس وهي طالبة جامعية انها تتابع مسلسل نور “لاشاهد مهند, فهو شاب جميل وعلاقة الحب بينه وبين نور مثيرة”.
وتضيف هذه الشابة ان “معظم صديقاتي يتابعن المسلسل لنفس السبب, بينما يتابع اصدقائي الشباب اكثر مسلسل سنوات الضياع ليشاهدوا لميس”
وختام المسك مقتطفات من مقال الدكتورة ليلى الأحدب حول مسلسل “نور”
ربما تأتي الفائدة من الضرر, فقد كشف لنا مسلسل “نور” – مثله مثل مسلسل سنوات الضياع – بعض ما كان خافياً في مجتمعاتنا العربية, إذ طفت على السطح مشكلات لم تكن لتظهر لولا أن مسلسلا كهذا حفر لنا تحت الأساس فوجدنا رمالا متحركة مادت الأقدام فوقها.
لا أميل إلى تبرئة الدراما من المساهمة في تشكيل وعي المشاهد, لكن هذا مقبول برأيي عندما يكون من يراها بسن الطفولة أو بعمر المراهقة التي قد يعجز معها عن القيام بنقد ما يراه معروضاً أمامه على الشاشة, لاسيما أن الرومانسية هي إحدى سمات مرحلة المراهقة, وتميل الفتيات إليها أكثر من الفتيان عموماً, لدرجة أن بعضهن قد يتقمّص شخصية البطلة مع التمني أن تكون مثلها.
في الحقيقة لم أر من المسلسل إلا مقطعاً من حلقة أو حلقتين, وكان ذلك من باب مسايرة بعض الضيوف, وعندما رأيت الشاب الذي يقوم بدور (مهند) تساءلت: كيف يمكن لفتاة مراهقة أن ترى شاباً بهذا الجمال ولا يصبح طموحها أن يكون نصيبها شاب بمثل مواصفاته؟! وتذكرت ذلك القول الحكيم القديم الذي ينصح من يريد الزواج أول مرة بأن يتزوج بكراً لأن الثيب ستقارن بين الزوج السابق واللاحق أما البكر فستقول: كل الناس مثلنا! والسؤال المطروح: هل حافظت مسلسلات نور وسنوات الضياع وغيرها على بكارة أرواح شبابنا وفتياتنا أم اشتركت في إثم ضياعها؟!
إذا كانت الفتاة المراهقة التي ترى تلك المسلسلات معذورة في بحثها عن شريك حياة يعاملها بمثل المعاملة الرومانسية الممزوجة بالاحترام كما في التلفاز, وسبب معذرتنا لها أنها غضة العود وعديمة الخبرة بحيث لا تستطيع أن تفرق بين المسلسل المعروض والواقع المؤلم, لكن كيف لنا أن نعذر سيدات متزوجات إذا كانت انشغالاتهن لا تتعدى مسلسلا ما؟!
الخبر يقول إن رجلا طلق امرأته لأنه وجد امرأته قد رفعت صورته من هاتفها النقال ووضعت بدلا عنها صورة مهند, وآخر طلق زوجته لأنها تمنت أن تكون يوماً واحداً مع مهند, وثالث فعل ذلك لأن صورته اختفت من مدخل المنزل وحلّت محلها صورة البطل الوسيم, أليس أولئك الرجال معذورون بسبب غيرتهم الفطرية التي لا تحتمل مقارنة زوجاتهم لهم بأي رجل آخر؟!
بالطبع ليست المرأة أقل من الرجل غيرة, لكن من المعتاد في ثقافتنا العربية أن الرجل لا يستطيع غضّ بصره مثلما تفعل المرأة, وأنا أبصم بالعشر لهذه الثقافة وأؤكد عليها, وذلك نتيجة قراءة نظرية وخبرة عملية مفادها أن نفسية الرجل تختلف عن نفسية المرأة فالرجل لا يمكن له أن يلتزم بامرأة إلا إذا كان يحبها حقاً أو كان رجلا عاقلا حريصاً على أسرته, وذلك لأن المرأة مهذبة بفطرتها وأكثر إخلاصاً من الرجل, ومن هنا فإن المرأة عندما تقارن رجلها برجل آخر فإنه لا يمكن أن يعتبر ذلك مجرد فضول أو عدم تهذيب بل يعتبره عدم إخلاص أو حتى خيانة!
أعود إلى مسلسل نور ومعذرتي للمراهقات إذا أوقعهن في شباك الأحلام, لكن انجذاب المتزوجات له ليس إلا دليلا على فراغ عاطفي وجدب روحي وخواء عقلي, وهو أمر لا تتحمل أسبابه المرأة وحدها بل يشاركها في ذلك الرجل, الذي يجد أن مغازلته لزوجته أمر يقلّل من رجولته, وقد يظن أن ذلك مدعاة لترفّعها عليه, ولا أعجب من زوج أكثر من عجبي من رجل, دخلت زوجته البيت وشكت له مطاردة أحد الشبان لها بسيارته بينما هي في تاكسي مع ابنها الصغير, فكان ردّ زوجها: هل تريدين أن تخبريني بأن هناك أحمق آخر – قالها بالعامية: أعمى قلب – غيري يقبل أن يقع فيك؟!
كما ذكرت قبل عدة أسطر فإن هناك فارقاً نفسياً بين الذكر والأنثى من حيث الإخلاص يجب أن تدركه المرأة, كذلك ينبغي ألا يخفى على الرجل أن المرأة لا تملّ سماع كلمة “أحبك” حتى لو ردّدها الزوج مئة مرة في اليوم, وأفضل من تردادها القيام بما يؤكدها كمساعدة الزوجة ومساندتها وإلا فإن المرأة قد تبحث عمن يملأ هذا الفراغ لا شعورياً أو حتى شعورياً, وتزوّد المسلسلات التلفزيونية بأدوات ملء ذلك الفراغ الذي لن يمتلئ بل سوف يتحوّل إلى حفرة, ومن مساوئ الحفرة أنه كلما أُخذ منها كلما ازداد عمقها, وكل من حام حولها أوشك أن يقع فيها!
د.آدم
د.آدم الخميس 24 يوليو 2008
تعليق #10
لا اعلم انحن بالفعل امة حزينة تهوى الوقوف على الاطلال حبسما يقال ؟!
وهل نحن بالفعل امة تفتقد الرومانسية ؟!
امة تعترف بحد السيف ؟!
هي رياح عاتيه من هناك وستعود الامور لما هي عليه ان شاء الله
عزيزتي ياسمين
عميق الشكر على الطرح الممتاز
بوركت اناملك
أبرار الغنامي الخميس 24 يوليو 2008
تعليق #11
ههههه اخيرا تكلمتي عن هالمسلسل بصراحه هالمسلسل اكل عقوول حتى الشغالات الاسيوياات وقت المسلسل يتركو كل اللي في ايدهم ويظلوو يتابعو المسلسل وشفت هالشي بعيوني ، اما عن الاطفال فبناتي الثلاااث يتابعو نور 3 مراااات الساعه 10 والساعه 2 ونص ويوم ثاني الساعه 5 ما اعرف شسوي معاهم …!
الفجــ روح ــر الخميس 24 يوليو 2008
تعليق #12
سخافات القدر والبعد عن الاسلام الحقيقي وراء مثل هذه المشاكل
يجب على الكاتبة التركيز على الجوانب السيئة من مثل هذه المشاهدات البعيدة عن تقاليدنا وعاداتنا وديننا والتطرق إلى الجوانب الايجابية التي تقرب الزوجين والحياة الأسرية بشكل عام .
أبو حسين الخميس 24 يوليو 2008
تعليق #13
الأخت ياسمين … شكرا لطرحك هذا الموضوع والنقاش في هذه الآفة التي غزت واكلت عقول البعض من مختلف الأعمار والأجناس ونكرمم الجمال اليوسفي عن من وصفتيه بذلك (يعني جمال مزور جمال مكياج!!!) ومن منا رآي جمال يوسف حتى يقارنة ويقيسة بلكع!!!!
واخيرا اقول لمن فقدوا عقولهم مع هذه الخزعبلات “أفقيقوا وحاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا”
ابو علي الخميس 24 يوليو 2008
تعليق #14
نحن نشاهد المسلسل ليس من اجل جمال البطل (راعي الشاورما) وانما من اجل القصة جميلة وممتعة
ام غائب الخميس 24 يوليو 2008
تعليق #15
الوسامة ليست كل شئ في الرجل..
ومن هذا (مهند) الذي إستولى على عقول النساء قبل الفتيات…لا أقصد الكل طبعاً ,أليس حسين فهمي في زمانة أكثر وسامتاً من هذا البطل… لم يهيموا الناس حباً فيه كحب (مهند) بيك.
محمد علي الخميس 24 يوليو 2008
تعليق #16
ويل … لكي من امة
قاتل الله هذه القنوات التي تروج لمجتمعاتنا الفساد .
الجمام الصادقي الخميس 24 يوليو 2008
تعليق #17
برأيي إن ” بطل ” هذا المقال و هو ” مهند ” ليس بذلك الجمال الذي يستهوي قلوب الفتيات و النساء على حدٍ سواء ،، كما أن متابعة هذه المسلسلات هدراً للوقت ،، كذلك أحببت أن أضيف وجهة نظري و هي أن بعض مشاهد مسلسل نور و الذي إن دل على شيء فإنما يدل على اللا أخلاقية و الإنحطاط التام يعادل ما تعرضه بعض المسلسلات الخليجية و بالتحديد الـــ ….. ” و أنتم أدرى بأي المسلسلات أعني ” ،، أيضاً سمعتُ من إحدى صديقاتي إن مسلسل نور بدون قصة ! ،، أي لا يأخذ مجرى القصص في تسلسل الأحداث و ترابطها و لا توجد فيه العناصر القصصية التي من المفترض أن تتواجد في أي مسلسل كذلك هذا يدل على أن تصوير المسلسل بحد ذاته لاستمالة الشباب إلى مشاهدة كل ما يمثل الانحطاط الأخلاقي و جرفهم نحو الهاوية .
و ما أثار دهشتي و حيرتي هو وجود العدد الهائل في مجتمعنا الإسلامي ممن يتابع هذا المسلسل التافه على شاشات التلفاز ،، في البحرين و غير البحرين فقد سافرتُ الى سوريا في العطلة الصيفية و استغربتُ عندما شاهدتُ البائعون هناك رقابهم تتكسر من مشاهدة مسلسل نور و أتوقع أنه في حال سرقة محلاتهم فلن يبذلوا مجهوداً في سبيل إلقاء القبض على السارقين !!!
ختاماً أوجه لكِ تحياتي الحارة أختي ياسمين ،، فمقالاتكِ تجسد الواقع المؤلم الذي يعيشه المجتمع العربي عموماً و المجتمع البحريني خصوصاً ..
كلفوومة الثلاثاء 18 نوفمبر 2008