هي غرف الرعب بالنسبة لجميع النساء دون استثناء لا لسبب غير أنها الرديف الأكثر قربا لأصعب آلام وأعنفها التي يمكن أن تمر بحياة المرأة، فهل هناك أصعب من خروج الروح من الروح كما قال الرسول الأعظم؟ وإن كانت عملية الولادة هي الأسهل بالنسبة للأطباء وخصوصا إذا ما كانت طبيعية، فالجهد الأكبر تتحمله المرأة لا الطبيب أو طبيبة الولادة.. هكذا دائما يردد المختصون.
لم أمر بهذه التجربة بعد، ولكني قاسمت آلامها أخواتي وأعز صديقاتي، ودخلت غرف الاستعداد للولادة وهي تلك التي تبقى بها الأم تنازع آلام المخاض حتى تقترب من دقائق الولادة الفعلية، وللشهادة هي مجهزة بكافة المعدات والأجهزة الطبية ومرفقة بحاضنة للأطفال، بعدها تنقل الأم إلى غرفة الولادة وهناك تواجه الموت بحد تعبير النساء، ومن هناك أيضا لي وجهة نظر.
كما هو موجود في لائحة قوانين مجمع السلمانية الطبي فإن من المسموح لزوج المرأة أو أمها فقط الدخول لغرفة الولادة لمؤازرة الأم الجديدة، ومع احترامي للقانون وواضعيه فإن المسألة تحتاج إلى إعادة نظر أو على الأقل المرونة في التعامل معه، بحيث يسمح لكل مريضة أن يرافقها شخص واحد أو اثنان بموافقتها، فللظروف أحكام كما يقال، ومن تلك الظروف مثلا والتي عايشتها فعليا قبل عام خلال ولادة أختي الأخيرة أن الشخصين المخولين بالدخول عليها لا يتمكنان من ذلك، أولا لأن زوجها لا يحتمل مثل هذا الموقف وأغلب الرجال كذلك، وثانيا أن والدتنا حينها متوفاة قبلها بثلاثة أشهر فقط ولكم تصور الوضع كيف كان مؤلما بأن تكون وحيدة خلال أصعب لحظات تمر بها أي امرأة، في الوقت الذي يرافق النساء الباقيات أمهاتهن، أليس من الممكن أن تكون إحدى أخواتها بجنبها في ظل غياب الأم؟ لا نطالب أبدا باختراق القوانين ولكن نطالب بالمرونة فيها دون المساس بالمبدأ، والذي لا نختلف عليه بأن لا تزدحم غرف الولادة بالأقرباء.
ورغم ما قد أذكره يثير الإحراج إلا أنني أجد نفسي في موقع المسؤولية التي تحتم علي أن ألفت النظر إلى أن النساء غالبا ما يشكون من عدم احترام خصوصيتهن أثناء الولادة، فالوضع لا يتطلب التفسير أو الإيضاح، ولكن من غير المعقول أن طبيبة أو ممرضة تلو الأخرى تأتي للكشف على المرأة، والأدهى والأمر إن جاء ‘’جروب’’ الأطباء المتدربين ليعاينوا حالات الولادة عن قرب! أليس من الممكن تخصيص واحدة أو اثنتين لكل حالة ولادة؟ طبعا وزارة الصحة سترد وتقول من غير الممكن، ولكنه تساءل نتمنى أن يرقى إلى أن يكون اقتراحا يوما.. ما من يدري؟ ناهيك عن أن الكثيرات يشكون من سوء المعاملة من البعض، وليس الكل طبعا، ‘’فلو خليت خربت’’، لدرجة أن بعض الموظفين في غرف الولادة يشتمن ويصرخن على المرأة وهي التي تواجه الموت من شدة الآم، أتلام في مثل هذه الساعات الحرجة أن صرخت المرأة من شدة الألم أو دفعت بيدها الممرضة؟ ما نعرفه أنهن ملائكة الرحمة، ونتمنى أن يبقى هذا المصطلح كذلك دون تشويه.
هي غرف الرعب بالنسبة لجميع النساء دون استثناء لا لسبب غير أنها الرديف الأكثر قربا لأصعب آلام وأعنفها التي يمكن أن تمر بحياة المرأة، فهل هناك أصعب من خروج الروح من الروح كما قال الرسول الأعظم؟ وإن كانت عملية الولادة هي الأسهل بالنسبة للأطباء وخصوصا إذا ما كانت طبيعية، فالجهد الأكبر تتحمله المرأة لا الطبيب أو طبيبة الولادة.. هكذا دائما يردد المختصون.
لم أمر بهذه التجربة بعد، ولكني قاسمت آلامها أخواتي وأعز صديقاتي، ودخلت غرف الاستعداد للولادة وهي تلك التي تبقى بها الأم تنازع آلام المخاض حتى تقترب من دقائق الولادة الفعلية، وللشهادة هي مجهزة بكافة المعدات والأجهزة الطبية ومرفقة بحاضنة للأطفال، بعدها تنقل الأم إلى غرفة الولادة وهناك تواجه الموت بحد تعبير النساء، ومن هناك أيضا لي وجهة نظر.
كما هو موجود في لائحة قوانين مجمع السلمانية الطبي فإن من المسموح لزوج المرأة أو أمها فقط الدخول لغرفة الولادة لمؤازرة الأم الجديدة، ومع احترامي للقانون وواضعيه فإن المسألة تحتاج إلى إعادة نظر أو على الأقل المرونة في التعامل معه، بحيث يسمح لكل مريضة أن يرافقها شخص واحد أو اثنان بموافقتها، فللظروف أحكام كما يقال، ومن تلك الظروف مثلا والتي عايشتها فعليا قبل عام خلال ولادة أختي الأخيرة أن الشخصين المخولين بالدخول عليها لا يتمكنان من ذلك، أولا لأن زوجها لا يحتمل مثل هذا الموقف وأغلب الرجال كذلك، وثانيا أن والدتنا حينها متوفاة قبلها بثلاثة أشهر فقط ولكم تصور الوضع كيف كان مؤلما بأن تكون وحيدة خلال أصعب لحظات تمر بها أي امرأة، في الوقت الذي يرافق النساء الباقيات أمهاتهن، أليس من الممكن أن تكون إحدى أخواتها بجنبها في ظل غياب الأم؟ لا نطالب أبدا باختراق القوانين ولكن نطالب بالمرونة فيها دون المساس بالمبدأ، والذي لا نختلف عليه بأن لا تزدحم غرف الولادة بالأقرباء.
ورغم ما قد أذكره يثير الإحراج إلا أنني أجد نفسي في موقع المسؤولية التي تحتم علي أن ألفت النظر إلى أن النساء غالبا ما يشكون من عدم احترام خصوصيتهن أثناء الولادة، فالوضع لا يتطلب التفسير أو الإيضاح، ولكن من غير المعقول أن طبيبة أو ممرضة تلو الأخرى تأتي للكشف على المرأة، والأدهى والأمر إن جاء ‘’جروب’’ الأطباء المتدربين ليعاينوا حالات الولادة عن قرب! أليس من الممكن تخصيص واحدة أو اثنتين لكل حالة ولادة؟ طبعا وزارة الصحة سترد وتقول من غير الممكن، ولكنه تساءل نتمنى أن يرقى إلى أن يكون اقتراحا يوما.. ما من يدري؟ ناهيك عن أن الكثيرات يشكون من سوء المعاملة من البعض، وليس الكل طبعا، ‘’فلو خليت خربت’’، لدرجة أن بعض الموظفين في غرف الولادة يشتمن ويصرخن على المرأة وهي التي تواجه الموت من شدة الآم، أتلام في مثل هذه الساعات الحرجة أن صرخت المرأة من شدة الألم أو دفعت بيدها الممرضة؟ ما نعرفه أنهن ملائكة الرحمة، ونتمنى أن يبقى هذا المصطلح كذلك دون تشويه.
أحدث التعليقات